روايات

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الفصل الخامس عشر 15 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الفصل الخامس عشر 15 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الجزء الخامس عشر

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني البارت الخامس عشر

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الحلقة الخامسة عشر

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
يجذبني الشوق إليك بقيود من حديد كلما انتزعت قيداً أعادته الذكرى من جديد.. أخبرني كيف أحيا وقلبك عن قلبي بعيد.. كم يطيب لي عذابي ونفسي تطالب بالمزيد.. فما الحب إلاّ ملك ونحن له كالعبيد.
………………
غلبه الشوق محمود وشعر مجددا بالأحتياج لرؤية نهلة ولم يصبر حتى تخرج من السجن بعد .
لذا قرر الذهاب إليها ليروى عطش قلبه لرؤيتها ليكون أول شخص تراه عندما تخرج من مركز الشرطة بعد الإفراج عنها .
حيث سارع محمود فى بداية الأمر إلى إنهاء إجراءات الخروج ، ثم أمر الباشويش عطيات أن تذهب إليها وتعطيها فستانا جديدا قد أبتاعه لها لتبدل به ملابس السجن وأن تهتم على راحتها حتى تخرج بأمان .
تعجبت عطيات من حديثه وأهتمامه بتلك النزيلة ( نهلة ) التى تعرف ماضيها جيدا .
كما رأت عطيات لمعة عين محمود عند حديثه عنها ، فأدركت أن وراء هذا الأهتمام الزائد حب أكيد .
فحدثت نفسها ….شوفى البت اللى مش سايبة حد فى حاله ، فى الأول قدرت تجيب رجل سيد البلد كلها بجلالة قدره منصور وتخليه يچوزها ، ودلوك كمان سيادة المقدم بذات نفسيه ، لا أكده كتير جوى جوى ، هى البت دى ايه عتسحرلهم اكيد بعينيها السهتانة دى.

 

بس كله كوم وسيادة الباشا كوم تانى ، دى متنفعهوش خالص ولا من طينته .
هو عايزله وحدة كيفه مصرواية متعلمة هانم صوح ، مش بت فلاحة زى دى تعره جدام الخلق ..
بس أجول ايه مراية الحب عامية عاد ، خليه يشرب بجا .
بس بردك أظن يعنى محدش من أهله عيوافق على الچوازة العرة دى .
دى غير انها لسه على ذمة راچل ، يا عيب الشوم ، كيف بس يفكر فيها .
ثم ختمت حديثها بقولها …يلا وانا مالى ، هو حر عاد .
لما أروح لها أديها الفستان .
ثم توقفت للحظة مرددة بتفكير ونفس حقودة …. بس والله خسارة فيها البت دى .
ده فستان شغله عالى واكيد بالشىء الفلانى .
واكيد عيبجا أحلى على بتى سمية ، بس أعمل ايه لو دريته وطلعت بفستانها الجديم عيسئلها عن الفستان اللى جابه .
وأروح انا فى سين وجيم ، فعلى ايه أدهولها وأريح دماغى .
فذهبت إليها وقامت بالنداء عليها ساخرة …ست نهلة .
فقامت نهلة على الفور مردفة …خير يا بشويش عطيات .
عطيات بتهكم …خير يا أختى وأنتِ عرفاه ، اخيرا هنرتاح من خلجتك اللى تسد النفس وتخرجى من إهنه .
بس على الله تلمى نفسك وتمشى چنب الحيط بعد أكده ، عشان متشرفيش إهنه تانى ..

 

فانفرجت أسارير نهلة وظهر على وجهها الفرح مرددة …اللهم لك الحمد ، ثم انطلقت مسرعة إليها مرددة…..لا دى أخر مرة وهمشى چمب الحيط ولا أجولك انا مش ههمل دارنا واصل .
فأمسكتها عطيات بقوة من معصمها وعينيها تطلق منهما شرار الغل والحقد مرددة …طيب يختى لما نشوف ، أنجرى يلا خلينا نخلص منك ومن وشك العكر ده .
ثم حركت شفتيها بتهكم مرددة …وعشان كمان البيه محمود مستنيكى على نار برا .
بس عايزة أجولك نصيحة يا بت الناس وأديكى شوفتى اللى حوصلك من جوزتك من سيدك منصور الجبالى ، فابعدى عن البيه لإنك متنفعيش ليه وهتبجا بردك چوازة شوم ويعالم اخرتك عتبجا فين المرة دى ، ومحدش عيتجبلك من أهله واصل .
مش بس ٱكده كمان ، ده مش بعيد يرفدوه من الحكومة ، لو شموا خبر أنه رايدك يا بت ، يرضيكى أكده ؟
فانفطر قلب نهلة وتحولت سعادتها اللى حزن إرتسم على وجهها البرىء ، فوضعت يدها على قلبها متألمة مرددة ….لا ميرضنيش ، وانا خابرة مجامى زين وخابرة معينفعش .
ثم ابتلعت غصة مريرة فى جوفها مرددة …لا ميرضنيش وشكرا على النصيحة يا خالة .
فابتسمت عطيات بتشفى مرددة بمكر …ايوه أكده يا بتى ، أكده تبجى عاقلة بصحيح .
ويلا همى عشان تخلصى من السجن وأرفه .
فحدثت نفسها نهلة بمرارة …لا على أكده كان السجن أحلى وهو قريب منى وعشوفه واحس باهتمامه واشوف نظرة عينيه اللى كلها حب ، لكن دلوك خلاص هطلع من سجن لسجن تانى عحبس فيهم جلبى وابعد عنيه عشان مصلحته .
اااه يا جلبى ، شكلك مش مكتوبلك الفرح واصل .
اخرجتها عطيات عن شرودها بقولها …مالك وجفة أكده وهتبرطمى تجولى ايه عاد ، همى يلا وخدى الفستان ده ، جيبهولك الباشا عشان تلبسيه وأنتِ خارجة .
فأخذته نهلة وضمتها لصدرها وانهمرت دموعها بحرارة على وجنتيها ولكنها رفضت ارتداؤه وأصرت أن تخرج نفس تلك الملابس التى جاءت بها .

 

حتى حانت لحظة الخروج وكان محمود فى انتظارها ولمعت عينيه من الفرحة لرؤيتها ولكنه سرعان ما تمعض وجه عندما لم يجدها ترتدى الفستان الذى جلبه لها .
تقدم منها محمود وحاول اخفاء تمعضه وابتسم بقوله …اخيرا يا نهلة ، ثم داعبها بقوله ….كفارة يا راجل .
ابتسمت نهلة رغما عنها مرددة …تشكر يا باشا .
وانا متشكرة جوى جوى على كل اللى عملته معايا .
ودلوك استأذنك عشان أروح لأبوى ، عشان اتوحشته جوى .
وهمت أن تغادر ولكنه استوقفها بقوله ..استنى يا نهلة , انا هوصلك .
غالبت نهلة مشاعرها وحاولت رسم الجدية على وجهها مرددة بغلظة …لا تشكر يا بيه لحد أكده ، متتعبش نفسك .
وصوح أمسك من يدى الحجات اللى جبتها دى ، ملهاش لزوم ومتنفعش معايا دلوك لانى خلاص مبجتش نهلة هانم اللى كانت عتسكن قصر الجبالى وهرچع لأصلى بت الأجير الغلبان .
ألقت نهلة كلماتها تلك بين صدمة محمود التى ارتسمت على ملامح وجهه ولم يدرى بما بجيبها ولا يعلم سر تحولها هذا .
فتسائل أهذه حقا نهلة التى احبها من لطافة كلماتها وبرائتها ، فكيف لها أن تتحول إلى تلك الشرسة التى تحاوره الأن بجمود وكلمات لاذعة .
طالعها محمود بغرابة مردفا …نهلة فيه ايه ؟ مالك فهمينى ؟
ايه غيرك بالطريقة دى وبالسرعة دى ؟
نهلة وهى تحاول تمتص النار التى فى جوفها مردفة ببرود ظاهرى …مفيش حاچة يا باشا ، شكلو متهيئلك بس .
وخلاص خلصت الحكاية وانت عملت واجبك وتشكر ، ومفيش اكتر من أكده وكل واحد يروح لحاله ، عشان محدش يتلسن عليا وانا ست لسه فى. عصمة راچل .

 

تلون وجه محمود غضبا واندفع بقوله ..واجب وتشكر ، بقا كده يا نهلة .
وايه عصمة راجل دى ، منا قولتلك دى فترة وتعدى وسهلة جدا تتطلقى منه يا نهلة .
نهلة بإقتضاب ….أطلق ولا مطلقش ، ملكش فيه عاد .
وبزيادة كلام وحديت ، أنا ماشية عاد .
ثم التفتت وسارعت بخطواتها أمامه ولكن ما أن ولته ظهرها حتى أطلقت من عينيها العبرات.
أما هو فوقف فى مكانه مذهولا وهو يراها تسرع أمامه فى خطاها وكأنها تهرب منه .
محمود …لا انا مش قادر فعلا اصدق ، معقول كنت عايش فى وهم وصدقت انها بتبادلنى نفس الشعور .
معقول قلبى خدعنى انا مش مصدق نفسى .
بس خلاص انا مش هفرض نفسى عليها تانى وهى حرة فى حياتها .
ثم أغمض عينيه بألم وفتح زر قميصه بعد أن شعر بإختناق ثم جاهد بخطواته نحو سيارته حتى يعود إلى بيته ليدفن نفسه على فراشه متألما كلما تذكر ملامحها البريئة وابتسامتها الساحرة.
…….
بلغ الغضب بصباح والدة محفوظ مبلغه من إلهام عندما قامت بالدفاع عن نفسها ، فضربتها صباح دون شفقة فى كل أنحاء جسدها وإلهام تصرخ من شدة الألم وتردد ( حسبى الله ونعم الوكيل).
وبينما كان محفوظ فى الخارج شعر بنغصة فى قلبه فردد ( إلهااااام ) .
فحدث نفسه …جلبى عيوچعنى مش خابر ليه ؟
خايف عليها رغم وعلى منيها ، لا انا هرچع الا تكون أمى عملت فيها حاچة .
منا خابرها طول عمرها عتكرهها .
فأسرع محفوظ إلى المنزل وعندما أقترب سمع صراخ إلهام .

 

محفوظ متألما …اه يا جلبى ، كل صرخة منيكى يا إلهام عتتطلع من جلبى انا .
ثم فتح الباب بقوة حتى أصدر صوتا قويا وأسرع الى والدته مردفا …حرام عليكى ياما ايه اللى عتعمليه ده .
همليها ياما ،ارجوكى .
صباح …لا مش عهملها بنت المركوب الخاطية دى .
ولا انت خلاص يا ابن بطنى حنيت ليها رغم اللى عملته ؟
………..
شعر والد قمر بالجوع فنزل ليبتاع اى شىء يسد جوعه ولكن ما أن نزل وراه الناس حتى بدئت الألسنة تخوض فى عرضه .
فقال أحدهم …هو ليه عين يورى وشه للناس بعد اللى حوصل ، كان فيه لما بته كانت ماشية على حل شعرها واخرتها كمان اتسجنت ، انا لو منه كنت سيحت دمها وغسلت عارى بيدى .
ثم رد عليه اخر …اه والله عنديك حق ، وكله كوم وبته التانية كمان كوم ، اللى مش خابرين راحت فين .
وجال ايه فى المستشفى ، عيضحك علينا ، تلاجى واحد ابن حرام ضحك عليها هى كمان وهربت .
فتلون وجهه من الغضب وثارت الدماء فى عروقه مع كل كلمة يرددها الناس حوله وتألمه كأنها خناجر تصوب إلى قلبه فتدميه .
فأسرع إلى ذلك الرجلين ووقف أمامهم غاضبا بقوله …اتقوا الله يا ناس ، حرام عليكم ، انتم معندكمش ولايا .
فأمسك به أحد الرجلين مرددا بغضب …والله يعنى عتتعصب كيفنا اهو وعتشطر علينا ، امال مجدرتش على بناتك ليه يا راچل ؟
والد قمر ..محدش ليه صالح ببناتى ، وكل اللى بيغلط بياخد جزاته ، وانا مش هسمح لحد يچيب سيرتهم على لسانه .
فضحك أحدهم شماتا …لا والله ، يا سبع الرچالة ، يا أبو خضرة الشريفة .
فانفعل والد قمر وسدد له لكمات ، فاجتمع عليه الرجال يضربونه .
ليأتى فى هذه اللحظة باسم ، الذى نزل سريعا من سيارته حين سمع صراخ والد قمر وتجمع الرجال حوله .
فدخل بينهم سريعا ليتفاجىء به ملقى على الأرض والدماء تتناثر من أنفه وشفتيه ..
فصرخ باسم …حرام عليكم ، ايه اللى هتعملوه فى الراجل ده .
انا هوديكم فى داهية .
ثم طالعه باسم بحزن كبير مردفا …جوم معايا يا عمى .
والد قمر …انت مين يا ابنى ، وشك مش غريب عليا.
باسم بنوع من اللطف معه ……انا ابن الجبالى دكتور باسم يا عمى .

 

فنكس والد قمر رأسه وبكى مردفا بغصة مريرة. ..وعايزين ايه منى يا ولاد الجبالى ، مش بيكفى اللى حوصل منيكم ولى حصل مع قمر ؟
بعد عنى وروح لحالك وهملنى لحالى ، وياريتك كنت سبتهم يخلصوا عليا ، عشان ارتاح من الهم اللى انا فيه ده .
باسم بشفقة عليه …لا متجولش أكده يا عمى ، وسيبك منيهم ، الناس طول عمرها مورهاش غير الكلام .
وانا خابر قمر غلطت صوح ، بس هى خدت جزائها وخابر اكيد ندمت ومسيرها تطلع وتكون أحسن من الاول .
ده غير ملك اللى محتاچك چمبيها ، وعتتوحشك جوى ، ونفسها تشوفك .
فبكى والد قمر …ملك بتى ، اتوحشتها جوى بس مكنتش جادر اشوفها وهى أكده .
انت تعرفها يا ولدى ؟
ثم تغيرت ملامح وجهه الغضب مردفا …اوعى تكون انت كمان منيهم وعايز تضحك على بتى .
فطمئنه باسم …..لا معاذ الله يا عمى ، انا رايد بتك على كتاب الله وسنة رسوله ، وچى عشان اطلبها منيك وياريت توافق عشان تسعدنا ..
فابتسم والد قمر ،فاطمئن قلب باسم ومسك يدها مردفا …طيب دلوك يا عمى ملكش جعاد فى إهنه تانى بين الناس دى
وهتجوم دلوك وتيچى معايا الجصر ، تعيش فيه معزز مكرم .
والد قمر……لا يا ولدى انا مجدرش أهمل بيتى واصل ، اموت لو خرجت من اهنه ، وإذ كان على الناس فمهما روحت مش هيبطلوا يتلسنوا ، بس الوقت مسيره ينسيهم .
باسم …بس يا عمى عشان ترتاح شوى من جرفهم ده .
والد قمر …لا يابنى مجدرش والله .
ودلوك عايزك تخدنى لملك أطمن عليها ، عشان خلاص مبجتش جادر انى مشوفهاش اكتر من أكده .
بس اسمحلى أدخل اغير خلجاتى الاول.
فابتسم باسم واومىء برأسه ، لينقله بعد ذلك إلى ملك .
………..

 

كانت بانة على فراشها نائمة ولكن كعادتها كل يوم ترى جابر فى أحلامها يلاطفها ويحنو عليها
حتى تلك الليلة رأته يقف على شاطىء النيل وهى على الطرف الآخر منه وتنظر إليه وتطالعه بإشتياق ، وتناديه بقولها …جابر وبعدهالك يا جلبى ، هتفضل أكده بعيد .
جابر …انا مش بعيد جوى عنك يا بانة ، واهو انا شايفك وأنتِ شيفانى عاد .
بانة ….لا يا جابر شيفاك اه بس ده مهيكفنيش ، انا عايزاك جارى ، ألمس وشك بيدى ،أدفن نفسى فى حضنك وانسى الدنيا كلاتها معاك يا جابر ، انا محتچاك جمبى ، اتوحشتك جوى ومش جادرة على البعد ده .
ابتسم جابر بقوله …يعنى افهم من أكده يا بانة انك عاد عتحبينى كيف ما بحبك ، انا جابر اللى يدوبك هيفك الخط ومرحتش ولا چيت وانسان على جدى ، مش ابن الجبالى زييكى .
تنهدت بانة بلوعة المحب مرددة …يااااه لساك هتسئل يا جابر ، ده انا مش عجبك بس أكده حب عادى ، انا عشجتك كمان وبجيت باللنسبالى الهوا اللى عتنفسه ومن ساعة ما بعدت عنى وانا حاسه نفسى مخنوقة وكأنى خلاص هموت .
قرب منى يا جابر لو بتحبنى وبزيادة بعد ، انا خلاص هموت من بعدك يا جابر ، تعال وقرب .
تعال يا جابر لو لسه بتحب بااانة ، جابر ، جابر .
ثم تساقطت دموعها على وجنتيها فوجدت بانة من يلمس وجنتيها برفق ويزيل عنها دموعها فانتفضت وفتحت عينيها ، فوجدت جابر أمامها .
فاتسعت عينيها مرددة بصدمة …انا اكيد بحلم صوح .
ثم بكت مرددة ..وبعدين انا أكده شكلى اتچنيت ، كل ده من حبك يا جابر ميتى بس ربنا يفك حبسك وترجعلى .
ابتسم جابر ولمس وجهها بحنو مرددا …مكنتش خابر انك عتحبينى كده جوى يا بانة .
متصوريش انا فرحان جد ايه يا جلب جابر .

 

وعلى فكرة أنتِ محتلميش ، انا جدامك صوح ، انا خلاص بجيت حر وأفرجوا عنى واول ما خرچت چيتلك جرى يا ضى عيونى ، أتوحشتك جوى جوى يا بانة .
اتسعت عين بانة على اخرهم وانتفضت مرة أخرى ورددت والدموع فى عينيها …يعنى انت جدامى صوح يا جابر مش بحلم ، بجد طلعت خلاص ورجعت ليا ، رجعت لحضنى وبچيت معايا ومش هتهملنى تانى عاد .
ابتسم جابر مرددا …لا يا جلبى عمرى ما هسيبك تانى عاد خلاص ، ومفيش حاچة عتفرق بناتنا غير الموت.
فوضعت بانة يدها على فمها مرددة ..اوعاك تجول أكده يا جابر ، لأن حتى الموت مش هيفرق بناتنا لانى هموت معاك مش هستحمل ولا دقيقة من غيرك .
فلمس يدها جابر ثم رفعها على فمه يقبلها بشوق وحب ثم نظر إلى عينيها وبريقها فهمس..وحشتنى عيونك اللى هتلمع وعتجول أحبك من غير ملسانك يجولها .
ثم نظر إلى شفتيها المرتعشة من فرحة اللقاء ، ليسكنها بقبلة طويلة يطفىء بها لهيب الأشتياق والحب ، ليبتعد عنها قليلا ليتيح لها أخذ أنفاسها ثم يعاود من جديد لقبلة أخرى ثم احتضنها بقوة .
لتبكى مرة أخرى بانة مرددة…ياااه يا جابر مش مصدقة فعلا انك فى حضنى ، متصورش ليالى طويلة نمتها كيف لوحدى ودمعتى على خدى والكسرة فى جلبى وانت بعيد عنى .
فهمس جابر …لا خلاص يا جلب جابر ، مش عايز دمعة وحدة اشوفها تنزل من عيونك الحلوة دى تانى .

 

انا جمبك خلاص ومش عهملك ابدا ، غير على الحمام ، لانى مش متحمل حالى بس مجدرتش ادخل وانا شايفك جدامى على السرير كيف حبة الكرميلا فجولت لازم ادوق أكده الاول حاجة بسيطة ، لكن بعد ما اتسبح هاچى تانى واخلص العسل ده كلاته عشان وحشنى جوى جوى .
فنكزته بانة فى صدره مرددة …بس يا جليل الرباية .
ويلا جوم على الحمام وانا چاية معاك أسبحك بيدى .
فضحك جابر حتى ملىء فمه مرددا …هو انا اللى أكده جليل الرباية .
ثم تعالت ضحكات الاثنان ، ليسجدوا بعدها سويا سجدة شكر إلى الله عزو وجل أن جمعهم مرة أخرى مع بعضهما البعض ودعوا الله أن يكمل فرحتهم بالذرية الصالحة.
………

 

استفاق منصور من الغيبوبة ولم يكن على لسانه سوى نهلة فقط وتمنى أن يراها ويكون له معها عالمهم الخاص بهم ، فهو لا يريد غيرها .
لتسرع بعد ذلك الممرضة إلى الدكتور لتخبره أنه قد فاق من الغيبوبة .
فقرر الطبيب الذهاب إليه للإطمئنان على مؤاشراته الحيوية لمعرفة قدرته على الأستجواب من عدمه من جهة الشرطة للتحقيق فيما نسب إليه من إتهامات ..
فولج إليه الطبيب وعلى وجهه التجهم ، فهو أصبح لا يطيقه بعدما علم بحقيقته الفاسدة ولكن واجبه يحتم عليه التعامل معه برفق .
وعندما رآه منصور ردد…انا خلاص حاسس انى بجيت زين جوى يا دكتور ، فياريت تكتب ليه على خروج عشان عايز أخرج للجماعة اتوحشتهم جوى .
فابتسم الطبيب بتهكم مردفا …انت من جهة هتخرج من هنه هتخرج متقلقش ، لكن حتة الچماعة دى خليهم بقا هما اللى يقرروا يشوفوك أو لأ بعد ما تشرف السجن يا منصور بيه ولا تحب أقولك يا ممدوح .
ليتلون وجه منصور ويصبح بلون الدم من الغضب ثم صاح بقوله …انت شكلك هتخرف ولا ايه يا دكتور ؟
ممدوح مين ؟

 

انا منصور الجبالى وهخرج من إهنه وهروح لنهلة وهطلعها من السجن وهخليها هى ست الجصر كلاته وهدخلهم هما السجن بدالها.
فحرك الطبيب رأسه بإستياء وحدث نفسه ….من أعماله سُلط عليه ، والإنسانة اللى الوحيدة اللى حبها ، هى كانت بداية نهايته .
ثم تابع وانا مالى ، انا هخرج وأبلغهم أنه خلاص فاق وصحته تسمح بالأستجواب .
أما منصور فلم يكف عن ذكر اسم نهلة ، حتى تفاجى بدخول بعض أفراد من الشرطة ووجدهم يلتفون حوله .
فأخذ يتطلع إليهم بتجهم مردفا …انتم مين وعايزين منى ايه ؟
ليبدء حسام فى التعريف بنفسه …انا المقدم حسام المصليحى .
ثم وضع يده على كتف أسامة قائلا …وحضرته أسامة المنسى وكيل النيابة المكلف بأستجوابك .
وده الكاتب بتاعه والباقيين طبعا زى ما انت شايف عساكر .
فشعر منصور بالأرتباك للحظات ثم حاول الثبات مرددا …انتم جايين عشان نهلة صوح ، انا من ناحيتى هبرئها من الأتهام اللى ولادى اتهموها فيه ، هى بريئة ، طلعوها وهاتوهالى انا محتاجها جوى جنبى .
أسامة بسخرية …متقلقش على المدام هى طلعت خلاص فعلا براءة ، بس حضرتك اللى هتشرف مكانها ومتقلقش مش لوحدك هتلاقى هناك حمدان هيسليك يا ممدوح .
فاضطرب منصور وتسارعت نبضات قلبه واضطربت رؤيته ، ولم يرى إلا نفسه وهو صغير وأبيه يعنفه ويضربه ويُفضل عليه أخيه
منصور وينعته بالفاشل الفاسد .
فأخذ منصور يصرخ فى هيسترية …لا انا مش ممدوح الفاشل ، لا انا مش ممدوح اللى متعلمش وبقا ظابط كبير زى اخوه .
لا انا مش ممدوح اللى بيسرق وينهب عشان يجيب جرش يعمل ليه حساب عند الناس .
لا انا مش ممدوح اللى محدش عيحبه والكل شايفه وحش حتى اقرب الناس ليه .
لا انا مش ممدوح ، انا منصور اللى كل عيحبه ويضرب ليه تعظيم سلام .
انا منصور اللى عندى كل حاجة ،مش ممدوح اللى معندهوش حاجة غير شوية فلوس معملتش ليه اى حاجة ومعرفش يشترى بيهم الحب اللى اتحرم منيه طول عمره .
لاااا انا منصور الجبالى مش ممدوح ابدا .
وانا هعرف كيف أحاسبكم على الكلام ده كويس .

 

اخرجوا يلا وهملونى لحالى ، انا مش عايز غير نهلة وبس
هى الوحيدة اللى حبتنى وشافتنى راچل ملو هدومه .
أنتِ فين يا نهلة ؟
انتِ يا فين نهلة ؟
تعالى الحجينى من الناس دول .
والحجينى حتى من ولاد منصور والناس كلها .
كلهم عيكرهونى ، وأنتِ بس اللى حبتينى .
تعالى يا نهلة .
وللحكاية بقية .
…..
واحلى ما فى الحلقة جابر وطلوعه لبانه 😂 بس على الله يطمر فيها الحب ده .
وايه رئيكم فى اللى عملته نهلة ؟ صح ولا غلط ؟
وتصوروا منصور صعبان عليه 😭
نختم بدعاء جميل ❤️
(اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ وَالبُخْلِ، وَالهَرمِ وَعَذَابِ القَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَولاهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا)
شيماء سعيد 🤍 ام فاطمة

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!