روايات

رواية قطر وعدى الفصل الأول 1 بقلم ناهد خالد

رواية قطر وعدى الفصل الأول 1 بقلم ناهد خالد

رواية قطر وعدى الجزء الأول

رواية قطر وعدى البارت الأول

رواية قطر وعدى الحلقة الأولي

-عريس لقطة … عنده 30 سنة وكان متجوز ومراته ماتت من سنتين ومعاه ولد صغير , وحالته المادية كويسة وعيشته مرتاحه .

ترددت ” آمال ” في حديثها وهي تقول :

-ايوه بس يعني ابنه الي معاه ده مسؤلية , وكمان بنتي أول جوازه لها تتجوز واحد سبق واتجوز ومعاه عيل .

رفعت شقيقتها والتي تُدعى ” منال ” حاجبها الأيسر وهي تردد باستنكار :

-بقلك أيه يا آمال ياختي , فكري في الموضوع وشوفي وضع بنتك .. متزعليش مني بس بنتك قطر الجواز عداها دي قفلت ال28 سنه مين بقى هيتقدملها ويكون أول جواز له ! , أنا قلبي عليكِ وعلى بنتك الي لو قعدت تستنى العريس الي على هواها مش هتتجوز خالص وهتقعد جنبك بقية العمر .. التشرط ده كان بدري شوية من 4 سنين ولا حاجة لكن دلوقتِ خلاص بنتك بتلعب في الوقت الضايع ولو ملحقتش نفسها لما تتم ال30 مش هيبقى قدمها غير واحد طالع على المعاش ..

تغيرت معالم وجه ” آمال ” وكسى الحزن وجهها وهي تستمع لحديث شقيقتها الغير مراعي لشعورها , ولكن شئ ما بداخلها يقر بصدق حديثها , فكل ما قالته صحيح بشكل ما , من سيتقدم للزواج من إبنتها التي قاربت على الثلاثين ! , ” عانس ” لقب أُطلق عليها منذُ أن تخطت الخامسة والعشرين , لقب تستمع له من أحاديث الناس وتدرك جيدًا ما يقولونه عن إبنتها التي فاتها قطار الزواج كما يقولون .. إبنتها التي أضاعت عمرها في الدراسة ولم تكن تهتم بأمر الزواج رافضة كل من كان يتقدم لها أثناء دراستها , وما إن انتهت حتى أصبح من يتقدمون لها بعيدون كل البعد عن المواصفات التي تريدها .. فإما مُطلق إما أرمل ورُبما معه طفل أو أكثر .. والشخص الوحيد الذي تقدم لها منذُ عام وكانت أول زواجه له وبشكل عام لم يكن لديها اعتراض عليهِ لكنه أراد أخذها معه في هجرته لأحد الدول الأجنبية غير مهتمًا بمكانتها التي وصلت لها بعد سنوات من الدراسة والاجتهاد , فأصبحت المديرة التنفيذية لأحد شركات الأدوية بعد تخرجها من كلية الصيدلة وحصولها على درجة الماجستير ومع جهودها ومهاراتها التي أظهرتها في عملها منذُ بداية التحاقها للعمل بالشركة استطاعت في سنوات قليلة الوصول لمكانتها هذة .. لذا رفضته بالطبع مُتمسكة بما وصلت إليهِ من مكانة ..

-خلاص يا منال هعرض عليها الوضع وأشوف ..

أنهت بها ” آمال ” حديثها مع شقيقتها التي رمقتها بنظرة أخيرة غير راضية بتفكير شقيقتها أستعطي ابنتها حق في الإختيار مرة أخرى ؟ !

وعلى باب الغرفة كانت تقف تستمع لحديثهما منذُ البداية .. دلفت لغرفتها بعد أن عادت من عملها للتو .. أغلقت الباب وقذفت حقيبتها على الفراش وبدأت في خلع بذلتها النسائية بملامح واجمة لا توشي بشئ .. ولكن الحقيقة أن خلفها كل شئ .. خلفها حزن وحسرة و ألم .. وجميع هذة المشاعر لم تنتبها سوى من أحاديث الناس .. وكأن هم الدنيا ليس كافيًا ليزيدونه بحديثهم الذي لا يرحم ..

————–

عادت من عملها للتو لتفتح باب شقتها بسرعة بعد أن علمت بعدم ذهاب زوجها للعمل اليوم , فمنذُ متى وهو يتغيب عن عمله ! لابد أن هناك شئ ما قد حدث .. وضعت حقيبتها على الطاولة الموجودة بمنتصف الصالة ودلفت سريعًا لغرفة نومهما وهي تردد اسمه بقلق :

-ياسر ..

فتحت باب الغرفة لتجده واقفًا أمام خزانة الملابس ينتقي منها بعض الثياب , التف على صوت فتح الباب ليُدهش من وجودها , بينما اتجهت له سريعًا وهي تردد بملامح قلِقة :

-ياسر أنتَ كويس ؟

ترك ما في يده وهو يلتفت لها مجيبًا بهدوء :

-آه يا حبيبتي كويس , أنتِ رجعتِ ليه ؟

زفرت أنفاسها براحة وهي تهتف :

-عرفت أنك مش جاي الشركة , قلقت عليك أنتَ عمرك ما خدت أجازة وكمان مقولتليش إنك مش هتروح , رنيت عليك لقيت تليفونك مغلق قلقت أكتر فجيت .

أحاط كتفيها بكفيهِ وهو يهتف بإبتسامة :

-معلش يا حبيبتي قلقتك , أنا فعلاً مكنتش ناوي أغيب بس عندي مشوار مهم لازم اعمله وافتكرته الصبح , وتليفوني هتلاقيه فصل شحن مشحنتوش من امبارح , بس مكنش في داعي ترجعي المشوار ده كله تاني .

طالعته بنظرات عاتبة وهي تردد :

-يعني قلقي عليك ميستحقش إني أرجع أشوفك وأنا مش عارفة أوصلك , وبعدين أنا معايا عربيتي هو أنا راجعة مشي .. لو مكنتش عارفة إن طنط هتسمعني كلمتين لو اتصلت وسألتها عليك كنت كلمتها .

تنهد بإرهاق من أفعال والدته التي تصر على التدخل في حياتهما بشكل يخنقه هو شخصيًا , يعلم أنها لا تستثيغ زوجته وتتمنى لو تنتهي هذة الزيجة في أقرب وقت , لا تقدر حبه لها ولا رغبته في وجودها في حياته هي فقط لا تحبها .. ترى أنها غير مناسبة له تمامًا لا اجتماعيًا ولا سنًا .. فكيف له أن يتزوج من فتاة تعمل في شركته ولولا راتبها الذي تؤخده منهِ لِمَ وصلت لمستواها الإجتماعي الذي كانت تعيش فيهِ , لا تُقدر أن راتبها هذا وعملها في شركته بفضل مجهودها وكل ما تحصل عليهِ تستحقه وبجدارة …

هتف بهدوء :

-أنتِ عارفة ماما شايفة إن شغلك ملوش داعي , وخصوصًا إنك مصره تفضلي في وظيفتك القديمة وده بيضطرك تنزلي قبلي بساعتين وأحيانًا بترجعي بعدي .. بصراحة يا زهرة أنا كمان مضايق من الوضع ده .. فيها ايه لو تسمعي كلامي وتقبلي تكوني نائبة رئيس مجلس الإدارة …وتبقي رئيسة مجلس الإدارة كمان لو تحبي .

ابتسمت بدلال وهي تحيط عنقه بذراعيها :

-ياسلام وعادل هيبقى ايه ؟

أحاط خصرها بذراعيهِ وهو يضحك بخفوت :

-عادل أخويا لو طال يخليكِ مديرة الشركة مكاني هيعملها , متعرفيش هو مبهور بيكِ ازاي .

ابتسمت مرددة بصدق :

-أنا بجد بعتبره أخويا الصغير , وبفرح أوي لما بييجي يحكيلي عن حاجه أو ياخد رأيي في حاجه محياره .

-مش صغير أوي متكبريش نفسك .. ده قرب على ال 25 ..وبعدين متسوقيش فيها في كلامك معاه عشان أنتِ عارفه لما عرق الغيرة الي عندي بينفر مبشوفش قدامي ..

أردف بالأخيرة بتحذير لتضحك هي عاليًا ثم رددت من بين ضحكاتها :

-إن كان هو 25 فأنا بلا فخر فاضلي كام شهر وأكمل ال30 ..يبقى أخويا الصغير ولا لأ! .. وبعدين غيرتك دي متبقاش منه ده أنتَ بتعتبره ابنك !.

-ولو .. لحد مراتي واستوب ..بعدين يلا بقى عشان كدة هتأخريني ..هترجعي الشغل ؟؟

نفت برأسها وهي تبتعد عنه لتسمح له بتبديل ثيابه وهي تجيبه :

-لأ , معنديش حاجه مهمة النهاردة ومادام جيت بقى مش هرجع تاني ..

أومئ برأسه وهي يغلق أزرار قميصه لتقترب و تغلقهم بدلاً منهِ , ليبتسم لها واقترب مقبلاً وجنتها بحب مرددًا :

-ايه رأيك بعد ماخلص مشواري أجي أخدك ونتعشى بره , وكمان تعملي شوبينج بقالك فترة ما اشترتيش حاجه .

نفت برأسها بهدوء :

-مش محتاجة اعمل شوبينج .. أنت عارف إني مش مهووسه بالشرا ومادام مش محتاجه حاجه خلاص .. وبعدين ماأنت كل ما تشوف حاجه تعجبك تجيبهالي .

-معنديش أغلى منك أجيبله يا زهرة .

التمعت عيناها بحب حقيقي وهي تنهي هندمة قميصه مرددة :

-أنا بحبك اوي يا ياسر , وبحمد ربنا إنك كنت نصيبي الحلو الي متشالي .

أمسك كفيها ضاغطًا عليهما برفق وهو يردد:

-وأنا بحبك أكتر .. ومعلش أنا عارف إن ماما بتضايقك كتير , بس عشان خاطري متزعليش منها .

ابتسمت له بهدوء ظاهري قائلة :

-ولا يهمك يا حبيبي أنا مبزعلش منها ..

يعلم أنها كاذبة فكيف لها ألا تغضب من حديث والدته السام وإحراجها لها معظم الوقت , ورغم أنه تحدث مع والدته كثيرًا بخصوص هذا الأمر لكن لا يجدي الحديث معها نفعًا ..

تنهد بضيق خفي وقال مبتسمًا :

-طيب يا حبيبتي اسبقيني على تحت عشان نتغدى مع ماما و سُمية بما إننا اجازة النهاردة .. واعملي حسابك لما ارجع من مشواري هنروح نتعشى بره .

أومأت باستسلام وهي تردد :

-حاضر ياحبيبي وأنا هكون جاهزة ..

—————–

وها هي والدتها تجلس معها بعد ذِهاب خالتها لتحاول إقناعها بالعريس الجديد! , وهي رغم علمها السابق لكنها تعاملت وكأنه لم تعرف شئ عن الأمر ..

– متجوز وعنده ولد ! , ده العريس الي جايبهولي يا ماما ؟؟

-أرمل مش متجوز في فرق ..

هتفت بها والدتها موضحة , وأكملت بإقتناع تام يقطر من كلماتها المُختارة بعناية كي لا تفهمها إبنتها بشكل خاطئ , فتتعنت كالعادة رافضة حتى رؤية الشاب :

-وبعدين يا حبيبتي ايه العيب في كونه كان متجوز قبل كده ؟ أو إن عنده ولد .. يعني مادام هو شخص كويس أيه المانع تقعدي معاه يمكن تحسي براحه ناحيته !.

لمعت عيناها بلمعة حزينة يائسة وهي تردد بنبرة توارى الحزن بين طياتها :

-لا ياماما .. أنا مش معترضه عشان كده .. أنتِ مش ملاحظة إن معظم العرسان الي بقيتِ تكلميني عنهم يا أرمل يا مطلق ! , وده طبعًا عشان أنا عنست ومحدش هيبصلي لو أول مرة يتجوز , إلا لو كان سنه كبير مش كده ؟

نفت برأسها وهي تهتف بتلعثم طفيف :

-لأ … مين قال كدة ! , أنتِ مكبرة الحكاية و…

قاطعتها وهي تقف متجهة للنافذة الموجودة بغرفتها لتنظر منها تراقب سير الناقلات بالخارج وسير البشر كلاً سابحًا في ملكوته، تعلقت عيناها بهرة تمشي ببطئ يبدو أن قدمها مُصابة حتى أنها جلست بعد عدة خطوات متسطحة فوق الأرضية تطالع ما حولها بعجز وكأنها تنادي بالخفاء لينقذها أحد خاصًة مع تعلق عيناها بصندوق القمامة البعيد فيبدو أنه وجهتها المعنية .. تمتمت بحزن شارد :

-مش ده الي خالتي قالتهولك .. قالتلك بنتك كبرت ولو فضلت مستنية عريس على مزاجها يبقى هتقعد جنبك بقيت العمر , وإن محدش هيتقدم لواحدة في سني إلا لو كان عنده عِله ..

نهضت والدتها بملامح حزينة على وضع إبنتها الذي يسمح للكثير بالتحدث عنها والنظر لها بشفقة وكأن عدم زواجها للآن لعنة تثير الشفقة ! :

-سيبك من كلام خالتك وكلام الكل .. إن همَ شايفينك كبرتِ أنا مش شايفة ده .. يابنتِ أنتِ لسه28 سنة .. يعني مش كبيرة ولا حاجة ..

رددت الأخيرة بنبرة خافتة أثارت ضحكة ساخرة ظهرت على ثغر الأخيرة دون أن تلتفت .. فيبدو أن والدتها العزيزة لم يطاوعها لسانها لقول جملتها الكاذبة الأخيرة !!..

———————

-أنا هتشل بقى ابني يتجوز واحدة داخله على الثلاثين ! , لا وفرحان بيها أوي أنا نفسي أعرف هي سحراله !؟

زفرت ” سمية ” أنفاسها بضيق وهي تستمع لحديث والدتها المُعاد للمرة التي لا تعلم عددها فهي منذُ زواج أخيها وهي تردد مثل هذة الكلمات , ورغم مرور عام كامل على زواجه لم تنفك والدتها عن حديثها هذا معلنه عدم رضاها عن تلك الزيجة ..

-عادي يعني يا ماما ما هو برضو عنده 32 يعني أكبر منها ..

رددتها ” سمية” بملل من حديث والدتها لِمَ لا تقتنع أن أخيها سعيد بزوجته بل ويكن لها الكثير من الحب ؟ , لِمَ لا تتركهما يعيشان الحياة التي اخترناها بسلام ؟!

ثارت والدتها من حديث إبنتها التي دومًا ما تتخذ صف زوجة أخيها , فهتفت بحنق :

-هو راجل يا حبيبتي إنشاالله يكون 40 , بعدين ما طبيعي يكون أكبر منها ولا كنتِ عاوزاها تكون أكبر منه كمان ! , بعدين بقالهم سنة اهو ومحملتش تقدري تقوليلي هتحمل امتى وهي أصلاً فرصها في الحمل قليلة ! .

زفرت أنفاسها بضيق وهي تقول :

-و ياسر عارف كده وراضي هو حر يا ماما تحمل ما تحملش دي حياتهم هما ..

-بت أنتِ قومي من وشي كلامك بيعفرتني ..

هتفت بها بضيق وهي تشيح بنظرها عن إبنتها التي لا يجدي الحديث معها نفعًا ..

وعلى باب الشقة المفتوح والمتواري عن جلستهما وقفت تلك التي ترجلت للأسفل منذُ دقيقتان بعدما أخبرها زوجها أن تسبقه حتى يلحق بها ليتناولان الغداء مع والدته وأخته .. دموع غزيرة تكبحها بالكاد وشهقات كتمتها داخل صدرها تحاول الصمود رغم احتراقها مما سمعته , تحاول أن تكون متبلدة المشاعر فلقد اعتادت على سماع الكثير من الأحاديث المماثلة عنها وبالأخص عن عمرها .. بدايةً من تأخرها بالزواج وتردد جملة ” قطر الجواز عداكِ ” ولا تعرف ما سبب اقتران الزواج بالقطر خصيصًا !؟، ولِمَ يتحدثون عنه كأنه بالفعل قطار تأخرت في اللاحق بهِ فخسرت رحلتها ! , إلى حديثهم عن تأخر حملها وقد أصبح هذا موضع حديثهم الآن , وهذا ما يجعلها تتسائل متى سيكفون عن التحدث بشأنها؟!.

عاد صوت والدة زوجها يصدح وهي تقول :

-مش كفاية أنه مأمنلها على الشغل , وقال ايه مش موافقة على تريقتها وعاوزه تفضل في وظيفتها القديمة ..عارفه كل ده لعب منها بكرة تتدحلب لحد ما تاخد مكان أخوكِ وتبقى رئيسة مجلس الإدارة , والعبيط التاني بقوله كده من كام يوم عشان أنوره يقوم يقولي ياريت عالأقل تشيل الهم من على كتافي أنا أصلاً حابب أكون موظف عادي بعيد عن المسؤليات وهمها .. شوفتي أخواتك ! .. واحد أهطل ومش فارق معاه حاجه , والتاني بيحبها وواكله بعقله حلاوة .. بكرة تكون هي الكل في الكل وهم ولا لهم لازمة … العانس الي مكانتش لاقيه حد يعبرها بكره تبقى صاحبة أملاك ..

أغمضت عيناها بألم وهي تشعر بخناجر مسمومة تطعن قلبها مما تستمع إليهِ من حديث , تلعن حظها العاثر الذي جعلها تترجل للأسفل في هذا الوقت تحديدًا ..

انتبهت على أنفاس متسارعة تضرب عنقها , فالتفت بقلق تخشى أن يكون هو , وبالفعل حدث ما خشته حين طالعته واقف خلفها ويبدو أنه استمع لِمَ استمعت له من حديث والدته وظهر هذا جليًا على ملامح وجهه المشدودة وعيناه التي اشتعلت من الغضب , وقفت أمامه تتمسك بذراعه حين أقبل على الدلوف وهتفت بقلق بالغ :

-ياسر .. خلاص عشان خاطري بلاش مشاكل أنتَ آخر مرة كلمتها اتخانقتوا وفضلت تقول إنك بتزعقلها عشاني .

جملة واحده خرجت من بين شفتيهِ …بنبرة جامدة , حادة جعلتها تتراجع في وقوفها أمامه حين قال :

-أوعي يا زهرة ..

ابتعدت مرغمة لأنها تعلم حالته هذة جيدًا .. فياسر رغم كل خصاله الجيدة إلا أنه في غضبه لا يراعي أحد .. وهذا أكثر ما تخشاه حاليًا …!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قطر وعدى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى