روايات

رواية أفنان الفصل الثامن عشر 18 بقلم سهيلة عاشور

رواية أفنان الفصل الثامن عشر 18 بقلم سهيلة عاشور

رواية أفنان الجزء الثامن عشر

رواية أفنان البارت الثامن عشر

أفنان
أفنان

رواية أفنان الحلقة الثامنة عشر

توترت الأجواء كثيرا بعد تفوه هذه المرأه بكلامها الحقير فزاد الأمر سوء سماع ايوب هذه الكلمات
ايوب بغضب: هي مين دي اللي رد سجون يا ست انت…. انت اتجننتي باين ولا اي؟!
فيكي بخوف وتوتر: انت بتعلي صوتك عليا يا ايوب… دا انت زي هارون بالظبط انا في مقام امك بتزعقلي علشان حتة الفلاحه دي
ايوب بحنق: اقسم بالله لولا انك ام هارون اللي هو اغلا حاجه عندي في الدنيا كان زماني دلوقتي دفنتك مكانك انت فاهمه…. اوعي تنسي نفسك واوعي كمان تنسي انك مش من حقك اصلا تقعدي في البيت دا ولولا ان هارون أبن حلال وبيراعي ربنا كان زمانه دلوقتي رماكي بره… اعرفي مكانك واوعي تتخطيه مره تانيه
ومن ثم سحب افنان خلفه التي كانت ممسكه بالظرف وكأنه الصدمه تعتليها من حديث هذه المرأه فماذا فعلت لها من الاساس لتقول هذا… نظر هارون لطيف ايوب الذي رحل غاضب بسبب والدته الملعونه هذه ولو كان الأمر بيده لكان قتلها وتخلص من وصمة العار هذه ولكن ماذا يفعل فلن يكن قاتل لأمه حتما
فيكي بتمثيل البكاء: ينفع كده يا هارون…. عاجبك كده دا حتى معملش ليك احترام شفته كان بيكلمني ازاي دا انا اللي مربياه عمري ما فرقت بينكوا وفي الاخر يعمل فيا كده قدامك علشان حتة الفلاحه دي

 

 

دب بيده على الطاوله بغضب مما جعلها تهرع بشده من هيئته هذه عروق يده البارزه وعينيه الحمراء من شدة الغضب: باااااس…. اكتمي مش عاوز اسمع صوتك افنان تبقى مرات اخويا… ها اخويا وافتكري كويس انه اخويا انا عمري ما اشك فيه لحظه حتى هفضل طول عمري واثق فيه وعمري ما هسيبه ابدا انت فاهمه ومهما حصل ولو جه ودبحني انا هكون راضي… وبعدين من قلك انه محترمش وجودي ايوب لو مكنش احترم وجودي مكنتيش لسه عايشه دلوقتي وانت عارفه كده
فيكي بغضب: انت بتضحك علي مين هااا؟!…. احنا طول عمرنا كنا اقل منهم حتى وانتو صغيريين ابوه كان التوب في كل حاجه كان متحكم في الشغل والفلوس والبيت وكل حاجه وهو من بعد ابوه بقا كل حاجه وانت بقيت تابع ليه زي ابوك بالظبط وهيجي عليك الوقت اللي هيضحك عليه فيه ويرميك بره من غير ولا قرش افهم بقا…. محدش هيخاف عليك وعلى مستقبلك اكتر مني
نهرها هارون بغضب وحشره على حاله: اسكتي بقا…. هو انت اي يا شيخه شيطان انت مفكراني لسه العيل الصغير اللي كنتي بتضحكي عليه بالكلام زمان ولا مفكره علشان عمال اهزر واضحك طول الوقت ابقى عبيط يعني…. صدقيني انت بقا انت الوحيده فينا اللي هتطلعي خسرانه هتخسري كل حاجه هتموتي لوحدك هتتمني لو كان حد فينا سامحك ورحمك ومش هتلاقي ودماغك وطمعك اللي انت ماشيه وراهم دول آخرهم سواد…. سواد محدش هلبسه غيرك ولو جبتي سيرة ايوب تاني على لسانك هنسى انك امي… ولو نسيت دا هبقى وحش اوي مش هيعجبك اي حاجه فاهمه
تركها وذهب تحت صدمتها المروعه فكانت تفتح فمها بصدمه وهلع فكيف تجرأ ان يقول لها هذه الكلمات القاسيه ولكنها أصرت على إنهاء هذا الهراء في أسرع وقت….. كانت تتابع نور كل شيء في صمت غريب ومخيف للغايه وكانت تنظر لها نظرات ثاقبه وكأنها قناص ينتظر هدفه
فيكي بغضب: عايزه اي انت كمان… بتبصيلي كده لي ؟!
نور بإبتسامه هادئه: ولا حاجه بتفرج…. بس تعرفي يا طنط الكلام اللي قالو هارون دا بابا قاله زمان فاكره كان دايما يقول كلنا عيله الا من كان غريب منا كان دايما يقول عليكي ان دمك غريب علينا ومكنش حد فينا فاهم بس دلوقتي فهمت
همت لتذهب في هدوء ولكن اوقفتها جمله عابره ذات مغرى: انا مش ملاك يا نور… بس كمان ابوكي عمره ما كان ملاك كان طول عمره هو راس التعبان اللي فينا وهو اللي فتح على الكل أبواب جهنم ولسه بيفتحها لحد دلوقتي…. واه صحيح خلي بالك بقا انت اه ذكيه اوي بس عمر التلميذ ما يتغلب على استاذه ابدا واول ما النار دي تقرب من حد انت هتكوني في وش المدفع
نظرت لها نور شرذًا ومن بعدها ذهبت شارده في كلام هذخ المرأه فحديثها هذا جدد الشكوك مره اخرى وظلت تتمنى ان يكن احساسها خاطئ ولكن هل كل ما نتمناه صحيح….. ؟!
**********************************

 

 

في مكتب افنان
كانت شارده في كلام والدة هارون الذي مزق قلبها بشده ولكن ليس كلامها فقط بل هي كانت تشعر بوحدتها وانها ليس لديها اهل ولأول مره تشعر بهذا الشعور وهو شعور اليتيم… فلو كان لديها ام او اب الأن لكانوا مزقوا هذه المرأه اربًا… بالطبع ايوب لم يقف مكتوف الأيدي واخد حقها ورد اعتبارها ولكن وجودهم في هذا الموقف لكان صحح الكثير من المشاعر بداخلها
ايوب بحنان وهو يمسد على ظهرها: اي يا حبيبتي لسه زعلانه
افنان بإبتسامه باهته: لا انا تمام… وانت روح شغلك يلا هتفضل قاعد جمبي كده مش هينفع
ايوب وهو ينظر في عينيها: بس انا مش عاوز اسيب مراتي لوحدها… ثم اكمل بمرح: انا جاعد اهنيه هبات هنا النهارده
ضحكت بخفه على حبيبها الحنون الذي لطالما يريد اسعادها: ربنا يخليك ليا… بجد من غيرك مببقاش عارفه اعمل اي كان زمانهم كلوني من غيرك
ايوب بحزن فهو يشعر بها كثيرًا: بلاش تفكري كده يا افنان انت فيكي كل حاجه حلوه وكل حاجه تخليكي تعيشي مرتاحه لوحدك.. دا انت شغلتي المشغل بتاعك وبدأتي تتشهري في أسبوع واحد انت متخيله كام واحده دلوقتي بتحسدك وكام واحده حاقده عليكي… وبعدين انت مراتي يعني انا وانت واحد لو مكنتش جمب مراتي هكون جمب مين وبعدين انت دلوقتي عندك اخوات كمان نور وهارون هما اي مش اد كده بس اخواتك يعني
افنان بحب: انا بحبك اوي يا ايوب بجد
ايوب بضحك: منا عارف يا فراولتي
افنان بتذكر: يلا قوم بسرعه ورايا شغل كتير…. لما نشوف الفستان دا هيخلص ازاي يلا يلا
ايوب بضحك: طيب متزقيش ماشي اهو وهعدي عليكي بالليل
ودعته بحب ووضعت الظرف داخل حقيبته الصغيره وبدأت في إخراج الاقمشه واختيار تصميم يليق بالأمير نور فهي تريد أن تصنع لها شيء رقيق ومختلف فقد أقسمت بداخلها ان تصنع لها شيء يبهرها… فبدأت في العمل بجد
**********************************
اما عند هارون
كان قد وصل للشركه وبدأ في إدخال نفسه داخل دوامة العمل وكان ولأول مره صارم بشده مع العمال والموظفين وكان يبث غضبه في كل من حوله
هارون بصوت عالي: انت يا زفته يا اللي بره
السكرتيره بخوف: نعم يا هارون بيه… امرك

 

 

هارون: روحي هاتي ورق التحصيل المالي واعمليلي قهوه… خمس دقايق وتبقي قدامي اخلصي
هربت من أمامه بخوف واحضرت ما يريده في هدوء وذهبت مسرعه وظل يشغل كل تفكيره في العمل بتركيز حتي لا يتذكر والدته المشؤمه… فمعه كل الحق ولو كان الصابر شخصيا مكانه لكان انفجر من شدة الغضب فهي لا يكفيها انها تركته في أمس الحاجه الليها في الماضي او انها تزوجت بعد شهور قليله من وفاة والده…. ولا انه الان يضطر لرؤية زوجها اللزج الذي في سنه وهذا وحده عار… بل انها وبكل برود وحماقه تريد ابعاده عن ايوب واشغال نيران الغدر والكره بينهم فأي الأمهات هذه….
وفي هذه الاثناء وصلت نور امام مكتبه فكانت تتابع عمل الموظفين بنظراتها الصارمه فوجدت السكرتيرة الخاصه بها ترتجف بشده
نور بتعجب: في اي يا بنتي مالك؟!
السكرتيرة: مش عارفة والله يا فندم…. بس هارون بيه غريب اوي النهارده وعمال يزعق في اي حد يشوفه انا خايفه اوي عينه حمره اوي دا كسر المكتب كله مش عارفة اعمل اي ؟!
نور بتفهم: تمام شوفي شغلك انا دخلاله
دقت على الباب في هدوء ففتح الباب ويا ليته لم يفتحه فوجدت أمامها ثور هائج شعره مبعثر وعروق وجه ويده بارزه كثيرًا لدرجة انها اعتقدت انها ستنفجر الان
هارون بغضب ظنا انها السكرتيره: هو انا مش قلتلك متدخ…… نور
نظرت له قليلا ومن بعدها تختطه ودخلت المكتب في هدوء فهي لا تخشى ان يقتلها حتى ولكن لن تتركه هكذا
هارون: روحي كملي شغلك يا نور انا عاوز اشتغل
نور ببرود: اشتغل هو انا قلتلك حاجه…. وبعدين عيب لما تبقى كبير كده وتكدب
هارون بتعب: عايزه اي يا نور
نور بجديه: عيزاك تفوق ومتقبقاش حساس كده وبعدين متخفش ايوب عمره ما يتحلى عنك وانت سمعت دا بنفسك يبقى مالك بقا في اي

 

 

هارون بحزن: انا عارف انها مش هتسكت وواضح اوي انها جايه علشان حاجه معينه وانا تعبت يا نور مبقتش عارف اصبر نفسي اكتر من كده انا بكره اشوفها قدامي هي والباب اللي هي متجوزاه ده لا وبعد كل دا جايه تعيب في ايوب كمان
نور بحب: هارون انت اكتر واحد عارفها كويس فا بلاش تشغل نفسك بيها بقا اشغل نفسك بينا…. اشغل نفسك بأيوب وافنان اشغل نفسك بإزاي نعيش مرتاحين بيها مش ازاي امك عاوزه تفرقنا
هارون بهدوء: والله بحاول بس هعمل اي يعني…… ثم اكمل بتنهيد: بس اي الحلاوه دي يا اطعم من المانجا يا بظيخ
نور بضحك: والله بجد مش طبيعي…. انت في اي ولا في اي؟!
هارون بضحك: انا فيك انت يا قمر الليالي
نور بإبتسامه: طب قلي اختارت بدله تلبسها ولا لسه
هارون بتذكر: اااه صحيح نسيت…. بس ملحوقه اختاري انت ؟!
ظلت معه يختارون الملابس ويضحكون بشده على طرقات هارون الذي جاهدت نور حتى تطفئ غضبه قليلا….. وبعدها وصل ايوب للمصنع وبدأ في العمل هو الاخر وانعرس جميعهم في الأعمال الشاقه بجد حتى ينعمون براحه قليلا أثناء حفلة الزواج
**********************************
في قصر البحراوي
كانت تجلس نرمين وفيكي وبيتر الذي كان يتابع التلفاز وكانوا هم شاردين…. فكانت نرمين شارده في برود ايوب أثناء معرفته لألغاء الصفقه ولم يعطي اي اهتمام وكانت فيكي تفكر في كيفية اخذ كل شيء بأقل الخساير فهذا المجهول يريد ذبحها بالبرد اذا فُتح الماضي من جديد
فيكي ببرود وخبث: بس انت لسه بتيجي هنا يا نرمين يعني!
نرمين بإبتسامه سمجه: المفروض مكنتش اجي ولا اي يا فيكتوريا
فيكي: لا ابدا براحتك يا حبيبتي…. انا بس استغربت اصل خلاص ايوب اتجوز وواضح انه مش ناوي يرجع في قرار جوازه يعني فا اللي كنتي بتيجي علشان خلاص بح فا بسأل
نرمين ببرود: وانت ناسيه ان في بينا شغل وان انا بشتغل في الشركه بتاعته….. وبعدين يا انطي انا كمان كنت عاوزه اسأل نفس السؤال دا ملكيش حاجه ترجعي علشانه بعد كل السنين دي اي اللي رجعك؟!
فيكي بضحكة سخريه: دا بيت ابني وجيت احضر فرحه على الاقل انا ليا حجه اما انت بقا اي؟!
نرمين بضحك: بكره هنشوف مين فينا حجته أقوى…. انا ماشيه باي يا انطي
ذهبت وتركتها تغلي فالأن كل من هب ودب يجعل دمائها تغلي في عروقها
هبكي بغضب وهي ترتشف قهوتها: زينه…. انت يا زفته
زينه بخوف: نعم يا الهانم
فيكي وهي تلقي في وجهها القهوه بكبرياء: اي القرف اللي انت عملاه انت مش فالحه في حاجه خالص… حيوانه
وتركتها وذهبت وهي تنظر لها بسخريه لم تتحمل الفتاه اكثر فذهبت لأحدى الكراسي في الحديقه وجلست تبكي عليه بحيره وقهر شديدين
**********************************

 

 

عند المجهول
كانت تجلس نرمين ببرود وهي تخبره ان خطته فشلت كالعاده
المجهول بغضب: انت اللي غبيه…. حتى مقدرتيش تعرفي هو عمل اي غبيه
نرمين بغضب: انا عمري ما كنت غبيه انت اللي مش عارف تعمل اي حاجه…. انت فاشل حتى في انتقامك فعلا فاشل
اقترب منها بغل ووضع يده على عنقعا بغل وظل يتكأ عليه حتى وجهها بدأ في الشحوب ولكنه نظر لعينيها بشده وتركها على اخر لحظه
نرمين ببناء وهي تلهث بشده: مخلصتش عليا لي ورحمتني من اللي انا فيه…. هااا لي
…. : غوري من وشي
نرمين ببكاء وغضب: لاااء مش هغور انا عاوزه اعرف كل حاجه كفايا اوي لحد كده…. انا مين؟!… اهلي فين وانت لي بتعمل معايا كده ما تنطق… ساكت لي
الرجل بهدوء: مش هيفيدك بحاجه
نرمين بغضب: لااا انا عاوزه اعرف…. انا تعبت انا اي اللي يخليني أسيره عندك كل السنين دي قلي اي حاجه ما تنطق بقا انا تعبت انت عاوز مني اي…. انا مين…… انا مين؟!
الرجل بصراخ: بنتي…… انت بنتي يا نرمين
**********************************
في المصنع عند ايوب
كان يعمل في منتهى الصرامه كالعاده وحمد الله في سره اكثر من مره على هذه النعمه الذي هو بها وحمد الله أكثر على خروجه من هذه المصيبه قبل بدايتها…. وقاطع تفكيره رنين صاحب الحل على الهاتف
ايوب بإبتسامه: كنت لسه بفتكرك والله….. شكرا على كل حاجه مش عارف اعمل اي علشان اردلك اللي انت بتعمله دا
الرجل بطيبه: اللي تعمله انك تكون كويس انت وعيلتك لازم تحافظ عليهم
ايوب: بس انا عاوز اعرف انت مين وتستفيد اي لما تساعدني مش قادر احللها؟!
الرجل بهدوء: هتعرف كل حاجه قريب اوي….. النهايه قربت يا ايوب وكل حاجه هتتصلح مع السلامه
أغلق ايوب الهاتف وشرد قليلا فلو لم يكن هذا الرجل ارسل له صفقه أخرى عن طريق رجل أعمال ناجح للغايه ووضع له مبلغ ضعف المبلغ الذي من المفترض أن يعطيه لمنتصر وبهذا الشكل سدد دينه وربح اكثر بكثير من صفقته الاولي….. ولكن ماذا يستفيد هذا الرجل ومن هو؟! ولكن ما يعلمه انه يرتاح له كثيرا ولا يشعر بأي نفور منه ومن ثم عاد لعمله من جديد….
**********************************

 

 

في حديقة قصر البحراوي
كانت لا زالت تجلس هذه المسكينه تبكي فلقد قهرتها كثيرًا هذه المرأه كثيرًا فقد عملت طوال حياتها وعاشت كل سنوات عمرها 18 في سرايا البحراوي في الصعيد وعلى الرغم من صرامة صالحه الا انها لم تعامل هذه المعامله من قبل
زينه ببكاء: داهيه تاخد قاسيين القلب…. الله ينكد عليكي يا بعيده
قاطعها هذا الصوت: ايوب بيه موجود
زينه بدون ان تنظر: حل عني يا اخويا الله يخليك
مصطفي بغضب: هو انا جيت يمك يا بت انت…. انا بسألك على ايوب بيه بس
زينه وقد نظرت له وفرغت عينيها بإتساع فذهلت من جمال وجهه بشده قائله في نفسها: يا دين النبي اي الحلاوه دي

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط علي : (رواية أفنان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!