روايات

رواية اسكن أنت وزوجك الفصل التاسع 9 بقلم آية العربي

رواية اسكن أنت وزوجك الفصل التاسع 9 بقلم آية العربي

رواية اسكن أنت وزوجك الجزء التاسع

رواية اسكن أنت وزوجك البارت التاسع

رواية اسكن أنت وزوجك
رواية اسكن أنت وزوجك

رواية اسكن أنت وزوجك الحلقة التاسعة

رفع الوشاح عن عيناها فجفت اوردتى وشراييني وسقط قلبي صريعاً لهذه الملامح
واصبحتُ آسيراً لها مدى الحياة .
&&&&&&&&&
لحق بها وهى تسير بسرعة على جانب الطريق فأردف بصوت قوى _ وجفى يا مهرة .
توقفت لثوانى عند سماع صوته ثم التفتت له تطالعه بغضب ثم عادت اليه تتوقف امامه مردفة بجمود وقوة برغم قهرتها _ شو زين باشا ! … شو بدك تانى ! … مو وافقت على طلبك ! … بس تاكد انى رح ادوقك من نفس الكاس يللي دوقتنى منها اليوم … مو قولتلي انى ما بعرفه لزين الجابري ! … ليكنى عم قولك انو انت يللي ما بتعرفنى … من هلأ انا رح انتقم منك عن يللي صار مع اهلى ..
اتعست عيناها تتابع بعدم تصديق _ لك انت كيف بتساوي هيك شي !! … شو كنت رح تساوى اذا هالسيارة دفشتهن !! … كان رح يرتاح ضميرك !! … قالولي انك مو ظالم بنوب … طلعت جبار وقاسي وقا*تل كمان … حسبي الله ونعم الوكيل .
تركته والتفتت تكمل طريقها بينما هو وقف يستوعب حديثها جيداً … يبدو ان هناك شئ ما قد حدث وهى تفسره بطريقة خاطئة …
تنهد يزفر بقوة … عليه الهدوء حالياً ومعرفة ما حدث … مهما كان ما حدث فمؤكد انه أتى لصالحه … فقد اثمر عن ذلك موافقتها بالجواز منه … سيصلح الامور ولكن ليس الان .
افاق من شروده يطالعها وهى تسير فتنهد وخطى يمشي خلفها … مؤكد لن يتركها تعود بمفردها في هذا الوقت .
بعد مدة وصلت الى منزلها وصعدت ورآها واطمأن … زفر بقوة وعاد طريقه بأفكار متزاحمة في رأسه وكلها عنها لا يعلم ماذا اصابه منذ ان وقفت امامه شامخة قوية وضربت بتلك الارض وبحديثه عرض الحائط … لا يعلم ماذا اصابه منذ ان رآى رمادياتها … ما يعلمه فقط ان عليه تنفيذ وصية شقيقه … او هكذا يقنع عقله الحائر .
اما هى فصعدت للاعلى ودلفت منزلها … كان ابراهيم يجلس ينتظرها … القت السلام عليه واتجهت تجاوره فنظر لها بتعمن يردف _ شو مهرة ! … صار شي !… امها للبنى منيحة !.
طالعته قليلاً بصمت ثم خلعت نقابها وتنهدت بعمق واردفت بهدوء عكس ضجيج رأسها _ اي بابا …كله تمام .
تسائل بترقب _ كيف صارت هلأ !

 

 

اومأت تردف لتدارى حالتها _ صارت منيحة … وينها عائشة !
هز رأسه ناحية باب غرفتها يردف _ فاتت تنام … سويتلها ليمون وهديت شوي الحمد لله .
نظرت لوالدها بعمق ثم ارتمت في حضنه فتعجب وبادلها يربت على ظهرها بحنو مردفاً _ روقي حبيبتى ماصار شي .
نزلت عبراتها وهى تعانقه بقوة وتردف بضيق _ ما بتحمل بابا … ما بتحمل يصير معكن شي … ما بتحمل بنوب … انت وعائشة اغلى شى بحياتى .
بادلها العناق بحنو واردف باطمئنان _ لا تخافي حبيبتى … الله قدر ولطف … لا بقى تزوديها مهرة ! … هاد تلاقيه واحد شارب شي .
تنهدت وابتعدت تعتدل وتطالعه بترقب وشرود .. ثم اردفت بهدوء _ بابا كنت بدى اقلك انى فكرت بموضوع زين الجابري … بهدول اليومين كنت عم فكر … بظن انى اتسرعت وقت رفضت .
طالعها والدها باستنكار وعدم اقتناع فتابعت كاذبة لتقنعه _ اليوم مامتها للبنى قالت عنه شغلات حلوة كتير … وئت حكيت معها عنه قالت متل انه شخص منيح وبيقدر يحمى اي حدا بيلجأ اله … ف شو رأيك اعطى لحالة فرصة !
تعجب واردف _ معقول ! … فجأة هيك بدك تفكرى بعد ما كنتِ رفضتيه !! … ليكون خفتى بسبب يللي صار معنا اليوم !
نظرت له قليلاً ثم اخفضت رأسها واردفت بمراوغة _ لاااا بنوب … بعرف انه بيقدر يحميني ويمحيكن … بس انا فكرت وما بدى ارفض فرصة منيحة متل هاي … شو رأيك انت !
تنهد بعمق وتسائل بتعجب _ يعنى انتِ بدك توافقي !! .
اومأت وهى تنظر ارضاً وتغلق عيناها بقهر واردفت _ ايه بابا … اذا بتريد دقله وبلغه انى موافقة .
وقفت مسرعة تتجه لغرفتها قبل ان يفضح امرها امامه واغلقت خلفها …نظرت لشقيقتها النائمة بعمق … اتجهت لفراشها وارتمت عليه تفكر … هل يمكن حقاً ان يكون حادث غير مقصود مثلما اخبرها والدها !! …. ولكن كيف ! … لقد واجهته ولم ينكر … مؤكد هو … التوقيت والاسلوب يشيران اليه بكل تاكيد …. استعمل هذا الحادث ليضغط عليها … هل تسرعت !! … هل قادها خوفها اليه دون تفكير في العواقب … كيف ستعيش هناك وسط النظرات الكارهة والحادة التى رأتها في عين تلك المرأة !! … مقارنة بنظراته لها التى بالرغم من قوته وحدته الا ان عيناه تخفي حنو وغموض .
عادت الرؤية التى رأتها لمخيلتها … الآن فهمت معناها جيداً … هو قدرها .
&&&&&&&&&&
في القصر بعدما عاد زين … صعد جناحه وتمدد على فراشه يفكر …عليه ان يعلم جيداً ماذا حدث معها اليوم لتأتى اليه بتلك الحالة …
اخرج هاتفه وطلب رقم ابراهيم والد مهرة … بعد قليل فتح الخط واردف ابراهيم بترقب _ اهلا زين بيه … خير ان شاء الله !
تنهد واردف بترقب وخبث _ خير يا حج ابراهيم متجلجش أكدة … كنت عسأل عن طلبي … جولتوا ايه عاد !
تنهد ابراهيم وفكر قليلاً ثم اردف بتروى _ اعطيها وقت لتفكر ابنى … اليوم كان صعب وكان رح يصير معنا حادث لولا الله ستر … ومهرة وعائشة كتير خافو … لهيك روق شوي لحتى تفكر في طلبك ع مهلها .
كور قبضته بغضب واردف متسائلاً _ حصلت فين الحادثة دي يا حاج ابراهيم !
تنهد ابراهيم واردف بترقب _ كنا عم نوقف تاكسي لحتى نرجع ع البيت … كنا بالطريق العام … وفجأة اجت سيارة مسرعة وما انتبهنا عليها … قدر ولطف نحمد الله .
اومأ زين واردف بعمق _ حمدالله على سلامتكوا يا حاج ابراهيم … وخد وجتك انت وبنتك ف التفكير انى مش مستعجل .
اغلق معه وشرد يفكر … اذا تظنه افتعل حادث لاخافتها … اتظنه بهذا السوء !! … ولكن مؤكد بعد تهديده لها ستشك في امره … ليهدأ الآن وليأتى التوضيح في الوقت المناسب .
&&&&&&&&

 

 

بعد مرور يومان انتظر فيهما ابراهيم قرار مهرة الاخير ولم يرد اخبار زين بموافقتها حتى تكون متأكدة ومقتنعة تماماً … هو لا يعلم انها اخبرته بموافقتها وانتهى الامر … فبرغم من ما سمعه عن زين الجابري من حكمة وعدل الا انه يخشى على ابنته في ذلك القصر … عليه ان يتمهل جيداً .
اما زين فقد علم بطرقه الخاصة عن الحادث الذى حدث مع ابراهيم وابنته كما استطاع احضار صاحب السيارة الذى لم يكن سوى شاب مراهق كان يتعاطى المخدرات وقد سلمه للعدالة بعد ان اثبت تورطه من خلال الكاميرات .
اتجهت مهرة الى والدها الذى يجلس يتناول طعامه بعد ان عاد من عمله … اردفت بترقب متسائلة _ بابا ! … انت بلغت زين الجابرى بموافقتى شي !
تنهد واردف _ لا بنتى … قلت لحتى تتأكدى بالاول … شو رجعتى بقرارك ! ..
هزت رأسها وتنهدت تجيب بحسرة _ لا بابا متل ما قلتلك … بس انا اكلانة همكن انت وعائشة … هلا اذا تزوجت كيف فيكن تدبروا حالكن هون ! ..
ربت على كفها بحنو يردف _ مهرة حبيبتى لا تعتلى همنا … انا كنت مخطط لهيك شى وقت انكتب كتابك لعبد الرحمن الله يرحمه … رح افوت ع الشغل فترة صباحية وقت عائشة بتكون ف المدرسة … ورح نرجع لهون سوا … وبالاساس عائشة مانا صغيرة … صارت هلأ صبية بيعتمد عليها … انتِ لا توقفى حياتك كرمالنا حبيبتى لانه بنعرف ندبر حالنا كتير منيح .
تنهدت تومئ بضيق فلم يعد امامها سبيل آخر بينما اردف والدها بترقب _ يعنى هلأ اخبره بقرارك ! … خلص متأكدة !
زفرت بقوة ثم اومأت تردف _ ايه بابا … بلغه .
وقفت تجمع الصحون من فوق الطاولة متجهة للمطبخ وهاربة من والدها .
حل المساء سريعاً وزين يجلس في جناحه ينتظر خبراً منذ يومين فهو لم يرغب في الاتصال بها منذ آخر مرة … عليه ان ينتظر مكالمة هاتفية من والدها ليبدء في مراسم الزواج … حتى ان اخبرته بموافقتها ولكن مؤكد ان والدها لا يعلم عن مجيئها اليه شيئاً … يريد ان تتم الامور امام والدها بشكل طبيعي حتى يطمئن .
رن هاتفه فالتقطه من على الكومود ونظر له ثم ابتسم واجاب بترقب _ اهلا يا حاج ابراهيم .
اردف ابراهيم بهدوء _ اهلا زين باشا … كنت بدى ابلغك انو مهرة بنتى وافقت ع طلبك … هلأ فيك تيجي لهون لحتى نتفق .
تنفس بعمق يهدئ من نبضات قلبه القوية ثم اردف بهدوء ظاهرى _ تمام يا حاج ابراهيم … هعدى عليكم بكرة ان شاء الله … طبعا انت خابر زين انو معينفعش نعمل فرح دلوك .
صمت ابراهيم لثوانى ثم اردف بحزن _ بعرف زين باشا … بالاساس بنتى ما كانت رح توافق على احتفال وهيك شي … رح انتظرك الصبح … تصبح على خير .
اغلق ابراهيم بينما تنهد زين وشرد قليلاً يفكر في القادم … ها هو طلبه يتحقق … داخله سكينة لا يعلم سببها … ايمكن ان تكون سبباً لتحقيق وصية شقيقه !… ام هناك امرٍ آخر لا يود تصديقه !.
&&&&&&&&
في منزل احمد في القاهرة
يجلس معتز في غرفته بعدما عاد من عمله يتصفح اللاب توب الخاص به … طرقت ناهد الباب فسمح لها بالدخول واعتدل بينما هى اتجهت تجلس امامه وتطالعه بترقب مردفة _ عامل ايه يا زيزو !
ابتسم بحنو واردفت _ بخير يا ست الكل … ارمي بياضك يا ام معتز .
ضحكت عليه واردفت _ طول عمرك فاهمنى يا زيزو … بصراحة فيه موضوع مهم اتكلمت فيه مع بابا وكنت عايزة أخد رأيك فيه قبل ما اتكلم مع الطرف التانى .
تمعن السمع واردف _ اتفضلي يا ماما .. خير !
تنهدت تردف بترقب _ ميرنا بنت طنط سماح جارتنا … ايه رأيك فيها ! .. بنوتة زي العسل ومؤدبة ومثقفة !!.
تنهد بعمق يردف بتروى _ يا ماما يا حبيبتى … مش قولنا بلاش كلام ف الموضوع ده ! … هو انتوا زهقتوا منى ولا ايه !
اردفت ناهد محاولة اقناعه _ ليه بس يا معتز ! … لامتى هتفضل مأجل الكلام ف الموضوع ده ! … انا نفسي افرح بيك يا حبيبي وب نيرة … بس اختك لسة بتدرس لكن انت ايه المانع عندك !!
تنهد يشرد فمن تشغل تفكيره منذ زمن بعيد … حتى انه لم يراها منذ ان كانت طفلة … ولكن قلبه متعلقاً بها منذ ذلك الحين … لا يستطع تجاوز حبها الذى زرع بقلبه كبذرة صغيرة وترعرت وارتوت حتى تجذرت بعمق وانتزاعها يتطلب روحه .
اردف بهدوء وتروى _ اسمعيني يا ماما لو سمحتى … صدقيني قريب جدا هبلغكم بقرارى … بس حاليا من فضلك بلاش اي كلام ف الموضوع ده … انا فعلا معنديش اي استعداد للجواز دلوقتى .
تنهدت بضيق تطالعه ثم اردفت _ خلاص يا معتز اللى يريحك … بس اتمنى فعلا يكون في اقرب وقت … لان كل مرة تنهى الموضوع بدون اي اسباب .

 

 

تنهدت تهدأ قليلاً ثم اردفت بتروى _ تعالى يالا علشان نتعشى … انا جهزت العشا وبابا قاعد مستنى برا … يالا قوم اغسل وروحله وانا هنادى على نيرة .
اومأ لها واتجهت للخارج وتركته يفكر فيها … لا يعلم كيف سيصل الى تلك الروبانزل خاصته … كيف سيخرجها من قلعتها التى شيدتها من حولها ام ظالمة … كيف سيقنع والدته بها !!
تنهد بعمق ثم وقف يتجه للخارج حيث والده يجلس بجواره ليتناول العشاء .
&&&&&&&&
في قصر الجابري
في غرفة شهد
تجلس كعادتها حبيسة غرفتها تتصفح عبر الانترنت بعدما انهت دروس تعليمها عن بعد .
مر على عقلها فجأة فعضت شفتيها بخجل واتجهت لمحرك البحث لتأتى بصفحته وتتصفح صوره بعيون عاشقة وتنهيدة معذبة … احبته منذ ان عرفت معنى الحب … رأته من خلف شباك غرفتها عندما اتى مرات معدودة ضئيلة مع عمها …
تنهدت وضغطت على سهم المغادرة ولكن بدلاً عن ذلك ضغطت على تفاعل (احببته ) دون قصد .
اتسعت عيناها بزعر وهى تردف _ يا مرك يا شهد .
حاولت حذفه ولكن كان قد وصل الاشعار الي الطرف الآخر وانتهى الامر .
لطمن وجنتها بصدمة وحرج واردفت معنفة نفسها _ يا مرك يا شهد … عيجول عنيكي ايه دلوك !! ..
طمأنت نفسها تردف _ بس هو ميعرفنيش !! … ميعرفش مين شهد الجنة اكيد !!! …
اومات تردف _ صُح … ويمكن مياخدتش باله اصلاً …
تنهدت بعمق ثم خرجت واغلقت حاسوبها ووقفت تتجه للمرحاض كي تتوضأ وتؤدي فرضها كعادتها مثلما علمها والدها الحنون قبل وفاته منذ ان كانت طفلة ذو تسعة اعوام .
&&&&&&&&&&
في اليوم التالى مساءاً .
يقف زين امام مرآته يرتدى حلة رسمية ويطالع هيأته بشرود … الآن هو ذاهب لرؤيتها … سيحدد الزواج بها … سيكتشف امرها وليرى هل حقاً هي مثلما اخبره شقيقه ام انه كان يبالغ !.
تنهد ونزل الدرج فقابلته رابحة تطالعه بحدة مردفة بغل _ زودها جوى يا ولد الجابرى … كمان رايح تتفج وتحدد وعتعاملهم كيف الخلج ! … مهى جت وجالتلك موافجة مكتبتش عليها تانى يوم ليه وخلصت .
طالعها بقوة ثم اغلق زر حلته واردف بحكمة وتعقل _ متعدكيش الاصول بردك يا حاجة رابحة … دي بنت وحجها تفرح زيها زي اي عروسة … ولولا الظروف اللى عندينا كان الوضع اختلف .
نظرت له بغضب ثم اردفت هامسة بفحيح واستنكار تشكك في امر تلك المهرة وتحدث نفسها _ ده لو كانت بنت صُح .
طالعها زين بنظرة حادة قوية ثم اندفع يغادر بصمت ويستقل سيارته متجهاً الى منزل ابراهيم بعقلٍ شارد .
اما هى فوقفت تفكر بتوعد … ان لم تقف لها بالمرصاد لن تكون رابحة الجابري
وصل زين بعد مدة قصيرة وصف سيارته يترجل .
صعد وطرق الباب ففتح له ابراهيم يرحب به … دلف وجلس يتطلع بعينه للمكان ..
جلس ابراهيم امامه يردف بترقب _ بدى اعرف ليه بدك تتجوز بنتى يا زين بيه ! … شو السبب !
تنهد زين وطالعه بعمق ثم اردف بمراوغة _ وهو حرام ولا عيب يا حاج ابراهيم ؟ … طلبنا بنتك على سنة الله ورسوله ايه العجيب في أكدة ! … مستغرب ليه !
طالعه ابراهيم بعمق واردف _ انت بتعرف ليه انا مستغرب … بنتى كانت رح تتجوز اخوك الله يرحمه … بعدها جيت انت تهددها انك رح تسجنها ووقت عرفت ان ما بدها الارض طلبت تتجوزها … بيحقلى اخاف ع بنتى واقلق بعد كل يللي صار … لهيك سألت … بعرف انو انت قبضاي والكل هون يشهدلك واى حدا غيرى بدو يرحب بيك لبنته بس مع بنتى الوضع مختلف … انا بدى اطمن عليها .

 

 

تنهد زين بقوة ثم نظر ارضاً لثوانى ثم عاد بنظره الى ابراهيم واردف بثقة وتعهد _ وانى بجولك اطمن يا حاج ابراهيم … زين الجابري مبيهينش ح*رمة على ذمته طول ماهى محافظة على اسمه وشرفه … بنتك عتكون مرتى وكرامتها متصانة وجيمتها محفوظة طول ماهى زينة معايا .
اومأ ابراهيم واردف بتأكيد وثقة _ وانا من هالناحية مطمن كتير لانه بعرف بنتى منيح .
اومأ زين واردف بصلابة _ يبجى توكلنا على الله … بعد ١٠ ايام نكتب الكتاب والدخلة سوا … مالوش عازة التأخير .
اردف ابراهيم بتمهل _ هيك وئت قليل زين بيه … ما بنلحق نحضر حالنا .
اردف زين بثبات وعمق _ مافيش حاجة تتجهز يا حاج ابراهيم … كل حاجة جاهزة وطلبات بنتك كلها عندى زي ما الشرع بيجول ..
كانت تستمع له من خلف باب غرفتها … لم تحتمل كلماته … فتحت الباب واندفعت للخارج ترتدى نقابها ..
رآها تتقدم منه فنفرجت اساريره وهو يرى تلك العيون … وقفت امامه تردف بشموخ ومعزى امام والدها _ معك حق زين باشا … عيلتكن كتير بتعرف بالاصول والشرع … بس يا زين باشا الموضوع مو سلق بيض … ما بيمشي الحال ب ١٠ ايام …
نظرت لوالدها تردف بهدوء _ من بعد اذنك طبعا بابا !
اومأ ابراهيم بصمت بينما هي نظرت لزين بتحدى وثقة ..
اما هو فيطالعها بعمق … كان يود ان يقف وينزع هذا النقاب عنها ليرى هذا الوجه الذى يتحداه .
تنهد ولف وجه لابراهيم يستعيد ثباته ثم اردف قبل ان يقف _ تمام يا حج ابراهيم … يبجى شهر من دلوك ..
وقف يطالعها بعمق مجدداً ثم اردف بمغزى قبل ان يغادر _ شبكتك وطلباتك هتوصلك أهنة يا عروسة … احنا عيلة نعرف الاصول والشرع صُح كيف ما عتجولي .
قالها وخطى يغادر تحت انظارهما ووقفت هى تحاول تهدأة نبضات قلبها المتسارعة .
&&&&&&&&
بعد اسبوع في منزل عزيز الذى غادر الى عمله .
اتجهت خيرية الى غرفة ابنتها اسماء التى تنام كعادتها … دلفت تناديها برفق واردفت بهدوء _ اسماء ! … جومى يا بتى … جومى علشان تروحي للدكتور زى ما جال … ابوكى مش أهنة … جومى روحى وتعالى جبل ما يرجع ..
فتحت اسماء عيناها تتنهد بعمق ثم اردفت بخمول _ لع يا ماما …ماليش مزاج … انى عايزة انام .
هزتها والدتها بحنو مردفة باصرار _ لاع يالا عاد … لو ليا خاطر عنديكي جومى روحى … جومى يابتى ومتوجعيش جلبي عليكي عاد !.
تنهدت اسماء واعتدلت تطالع والدتها بعيون ذابلة ثم اردفت بترقب وقلق _ هروح لواحدي صُح !
اومات خيرية واردفت _ لو عيزانى اجي معاكى هاجى بس هستناكى برا … بس يالا اتحركى جبل ما ابوكى يرجع من المصنع … خلينا نروح نيجي بسرعة .
اومات وترجلت من فراشها تتجه للمرحاض الخاص بغرفتها تحت انظار خيرية الحانية .
اما عليا فتجلس في غرفتها كعادتها تتحدث عبر الشات الجماعى مع من مثلها من الشباب والشابات من مختلف البلدان .
زفرت بملل بسبب كلمات بعض البنات التى لم تروق لها ثم قررت اغلاق هاتفها وشردت تفكر قليلاً في كيفما اصبحت حالتها وحياتها … زفرت بملل وشردت تفكر في عادل الذى قطع اتصاله وعلاقته بها تماماً … كيف تصل اليه !! … هو الوحيد الذى كانت ترتاح معه في الحديث … عليها ان تحاول وان لا تتخلى عن حبها حتى وان ابتعد هو .
اومأت لنفسها مؤكدة انها ستحاول الوصول له بأي طريقة فالامر مع زين اصبح مستحيل .
&&&&&&&&&&

 

 

في شركة زين الذى كاد ان يغادر عائداً الى القصر حيث اتاه اتصال من سكرتيرة مكتبه تخبره ان الانسة مهرة تريد لقاؤه .
تعجب وتلهف قلبه لمعرفة سبب زيارتها وسمح لها وما هى الا ثلاث دقائق عدهم على ساعته حتى وصلت مهرة وها هى تقف امامه تطالعه بغضب بعد ان اغلقت السكرتيرة باب المكتب .
اردف ببرود وثبات _ خير يا حرمنا المصون !… ايه سبب الجية العزيزة دي !
استشاطت من كلمته وضغطت على فكها تحاول الثبات ثم سحبت شهيقاً قوياً واردفت بترقب _ بدى اتفق معك على شغلة مهمة كتير … ما بيصير بلاها .
ضيق عيناه يحسها على الاكمال فتابعت بقلق _ بتعرف انه هالجواز مو طبيعي … انا وافقت كرمال احمى اهلي منك ومن غيرك ولحتى اضمن لاختى حياة مريحة … وانا ما بقدر اتعامل مع شخص هددنى بأهلى هيك عادى … ما رح اكون مرتاحة بنوب … لهيك لا تجبرنى على شي بنوب … بعرف انه هلأ بتفكر انه ألك حقوق عندى بس انا ما بعتبر هيك لانه بالاساس وضعنا غير … عم تفهم علي !
كان ينظر لها بعمق … يفهم حديثها جيداً … حديثها يخالف عاداته ونشأته ويستفز ذكوريته وبرغم ذلك وجد نفسه يردف بجدية وثبات _ وانى جابل شرطك وفاهمه زين … لسة عنديكي شروط تانية !!
تعجبت من موافقته السريعة حتى ظنت انه يخدعها فتسائلت بقلق _ عن جد ولا عم تتخابث علي !
اردف بصلابة وجمود ظاهرى _ انى كلمتى عهد يا بنت الناس … وطالما جولت جابل شرطك يبجى جصدى واضح .
اومأت بتعجب من امره وبرغم ذلك تنفست براحة بعدما وافق … اردفت قبل ان تغادر _ لكان هيك بنكون اتفقنا .
التفتت تغادر فاوقفها يردف مندفعاً _ مش مفروض يكون لينا رؤية شرعية جبل الجواز !.
تصنم جسدها وهى تواليه ظهرها بينما هو تعجب من سؤاله قبلها … التفتت تطالعه بعمق ثم اردفت بقوة _ قلتلك جوزانا مو طبيعي … لهيك ما في مفروض ومو مفروض … ما رح تفرض عليا شي .
التفتت تغادر بشموخ وظل يتابع اثرها وقد شرد يفكر في حديثها … اذا لن يرى وجهها الآن !! … حسنناً ليصبر .. ولكن ماذا عن شرطها !! …. ليس هو هذا الشخص الذى يجبر امرأة على معاشرته … لذلك سيتروى .
&&&&&&&&&
وصلت اسماء مع والدتها الى عيادة الطبيب عمر وانتظرت الى ان اتى دورها .
انتظرت والدتها خارجاً ودلفت هي تتنهد بتوتر .
رفع دكتور عمر نظره يطالعها ثم ابتسم واردف بترحاب _ اهلا يا أنسة اسماء .. اتفضلي .
اومأت بصمت وجلست على المقعد المجاور تفرك اصابعها فتنهد يطالعها حركاتها بترقب ثم توقف وخطى خارج مكتبه ثم جلس امامها فرفعت نظرها تطالعه بترقب فأردف بنبرة لينة _ مالك يا اسماء ! … احكيلي ايه اللى جواكي ! … ايه اللى وصلك للحالة دي ! … مش موت ابن عمك بس هو السبب … فيه سبب تانى !.
طالعته بعمق وشرود … اخفضت رأسها تتابع فرك اصابعها واردفت بتوتر _ ما مافيش يا دكتور عمر … هو ده السبب بس … خبر استشهاده كان صدمة كبيرة جوى عليا .
اومأ بتفهم ثم اردف بعمق _ وطبعاً ملقتيش حد يخرجك من الصدمة دي فوصلتى للحالة دي ! … مش كدة !
طالعته مجدداً ثم اومأت بصمت فتنهد وكاد ان يتحدث ولكن رن هاتفه فتوقف يتجه لمكتبه ويتناوله ويجيب بحذر … اردف متلهفاً _ تمام … جاى فوراً مسافة الطريق .
اغلق ورفع سماعة مكتبه يردف بترقب _ الغى الكشوفات الموجودة عندك لازم انزل القاهرة حالاً .
اغلق ونظر لاسماء يردف بقلق _ انا أسف يا انسة اسماء … والدتى تعبت فجأة ولازم انزل القاهرة حالاً .
وقفت تطالعه بتوتر ثم اومأت واردفت تطمأنه _ متجلجش يا دكتور عمر … ان شاء الله خير .
جمع اغراضه تحت انظارها وطالعها يومئ بصمت ثم اردف قبل ان يغادر _ لسة كلامنا مكملش … هتواصل معاكى اول ما ارجع .
غادر مسرعاً بعدها وجلست هى تتنهد بقوة ثم توقفت تولج للخارج حيث تنتظرها خيرية التى تسائلت عن ما حدث فأخبرتها وغادرتا الى المنزل بعدها .
&&&&&&&&&&&&

 

 

مر اسبوع
انشغل فيه زين بصفقة عمل جديدة مع مندوبين شركة انجليزية ارادوا استثمار مشاعرهم العمرانية في مصر وتحديداً في محافظات الصعيد برعاية شركة الجابري انترناشونال .
اراد الانشغال بتلك الصفقة حتى يبعد تفكيره قليلاً عن تلك المهرة الأبية التى اصبحت تشغله .
اما رابحة فكانت تخرج قوتها وجبروتها على العمال في المصنع او الارض ومنذ اللحظة التى علمت بها بقدوم تلك المهرة الى القصر وهى ترتب لها احداث وتدبر خطط محكمة .
واما عن مهرة فقط قضت ايامها في النوم او الهروب لتكف عن الافكار المرعبة التى تأتيها … تركت الامر بيد الله .
كانت تنام في فراشها حينما دلفت عليها لبنى توقظها وتردف بحماس _ بجى بالذمة فيه عروسة فرحها لسة عنه يادوبك ايام وهى نايمة اكدة ولا سأله !!
تململت مهرة تطالعها بنعاس وحزن مردفة _ شو لبنى ! … شو بدك اعمل انا ! … اتركيني انام .
عادت لتكمل ولكن لبنى ازاحت الغطاء من عليها تردف باصرار _ مافيش نوم يا مهرة … يالا جومى عننزل نشترى طلبات ليكي … هو مش انتِ بردك عروسة ومحتاجة طلبات !
نظرت لها بضجر ثم اردفت بضيق _ مشان الله لبنى لا بقى تذكريني !
جلست لبنى بجوارها تردف بترقب _ طيب لما انتِ مش جبلاه أكدة … وافجتى ليه يا مهرة !
تنهدت واعتدلت تجلس مجاورة ثم نظرت لها بعمق وصمت فتابعت لبنى مشاكسة _ فيه واحدة هتبجى مرت زين الرجال اللى كل بنات البلد يتمنوا نظرة منيه وتبقى متكدرة أكدة ! … صحيح مانتِ مهرة عترفسي النعمة .
نظرت لها مهرة بغيظ واردفت _ نعمة شو لبنى !! … نعمة شو … عم تقولي على هالقصر وهالمخلوقة يللي فيه نعمة ! … لكان شو النقمة !
ابتسمت لبنى واردفت بمرح _ لع معجوليش عنيهم … انى عتحدت عن زين نفسه … طب اجولك حاجة ! … لولا انه مهواش استايلي كنت وجعته من زمان .
ابتسمت مهرة مجبرة ثم اردفت باستنكار _ شو ! …. توقعى زين الجابري ! .. كيف هاد !! … هاد ألة متحركة ما عندو مشاعر بنوب .
ابتسمت لبنى واردفت معارضة _ لع مهواش أكدة … هو لانه الكبير والبلد عتعتمد عليه ياما وعيسموه زين الرجال لازم ميظهرش مشاعره ولازم يتعامل جد ودوغرى … انما مشاعره بجى انتِ اللى عتجوللنا عنيها .
انتهت كلمتها وهى تلكزها في خصرها فانحنت مهرة تلقائياً تطالعها بحنق ثم شردت تفكر في حديث لبنى الذى شغلها … هل يمكن للجماد ان يلين ! ..
اردفت لبنى غامزة _ باين أكدة عتفكرى في حديتي … جولتلك عتحبيه .
طالعتها باستنكار تردف بغضب وحدة _ حب شو لبنى … جنيتي انتِ !! … لا حب ولا غيره ولا رح افتح قلبي لحدا بنوب … هاي جوازة والسلام … ما بقى في شي اسمه حب … هلأ صرنا في زمن مخيف كتير .
تنهدت لبنى تنظر لها بعمق ثم اردفت بتروى _ طيب خلاص روجي أكدة وجومى يالا علشان ننزل نشترى شوية حاجات … عم ابراهيم هو اللى جالى جبل ما ينزل مسبكيش واصل غير لما تفوجى أكدة وننزل سوا .
زفرت مهرة بقوة ثم طالعتها تردف _ تمام لبنى … بس اصبري لحتى تيجي عائشة … رح تزعل اذا عرفت انى طلعت بدونها ..
اومأت لبنى وجلست تردف بترقب وهى تشير على بعض الاكياس الموضوعة جانباً _ تمام … بس جوليلي ايه الحاجات دي .
نظرت مهرة لمكان اشارتها ثم تأفأفت وعادت بنظرها ل لبنى تردف بضيق _ هدول اغراض بعتهن هاد زين … ما شفتهن ولا بعرف شو فيهن .
ضيقت لبنى عيناها بترقب ثم ترجلت تركض الى تلك الاغراض وتحضرها ثم قامت بسكب احدى الاكياس على الفراش فسقطت بعض الملابس والاكسسوارات الثمينة فشهقت لبنى منبهرة بتلك الاغراض وهى تتحسسهم مردفة _ وه وه وه وه … مطلعش بس شكله زين … طلع زوجه زين كمان ..
كانت مهرة تطالع الاغراض بملامح منكمشة وفي داخلها تعترف ان لها ذوقاً مميزاً ولكن كل هذا لم يزح الضيق والحزن من على اكتافها .
&&&&&&&&&&&

 

 

مرت الايام سريعاً
ها هو زين يجلس وسط الرجال وتم عقد القران في منزل ابراهيم بدون اي مظاهر احتفال نظراً لاستشهاد عبد الرحمن الذى لم يمر عليه سوى بضعة اشهر .
كان قد اتى احمد بعدما اخبره زين بسطحية الموضوع دون الخوض في تفاصيل وطلب منه الحضور … حضر بعض الجيران الذين يحبون عائلة ابراهيم ويقدرونهم خصوصاً ابنته مهرة المشهود لها بالاحترام والرقي في التعامل مع الجميع .
وقف زين يردف بجدية بعدما انتهى المأذون وغادر ومعه بعض الرجال _ جول لبنتك تطلع يالا يا حاج ابراهيم .
وقف ابراهيم واتجه اليه يردف بترقب وعمق _ اسمع شو رح قولك ابنى … الحكى يللي سمعته عنك يمكن مطمن قلبي شو ع بنتى …. لهيك اذا ف يوم زعلتها او هنتها وقتها رح آخد بنتى وافل من هون … انا ما عندى اغلى منهن … حافظ عليها واحميها … وانت بتعرف كتير منيح من مين بدك تحميها .
نظر له زين بعمق لثوانى ثم نظر للامام واردف بطمأنينة _ اطمن يا حاج ابراهيم … بنتك جيمتها من جيمتى دلوك … متجلجش على بنتك معايا .
تنهد ابراهيم يطالعه بقلق وقلبٍ منفطر على ابنته لكن ليس باليد حيلة … يعلم ان قوة وسلطة زين الجابري تفوق طاقته ولكنه يطمئن قليلاً لعلمه ان كلمة زين عهد عليه .
لذلك اتجه لغرفة ابنته التى تجلس على المقعد محنية الرأس وتجلس على يمينها لبنى تطمأنها ببعض الكلمات الجيدة عن شخصية زين وعلى يسارها عائشة التى تعانقها بحزن .
تنهد ابراهيم يطالع ابنته مردفاً _ تعى بنتى جوزك عم ينتظر .
رفعت عيناها لوالدها وقد ظهرت غيمة الدموع الساكنة في مقلتيها تنظر له بتعجب من كلمة زوجها !
تنهدت بقوة تحاول ان لا تسقط دموعها وهى تومئ وتقف تنظر لشقيقتها وتعانقها بقوة ثم مالت على اذنها واردفت _ ديري بالك ع حالك وديري بالك ع بابا .
عانقتها شقيقتها بقوة ثم ابتعدتا عن بعضهما … نظرت ل لبنى التى تطالعها بعيون لامعة وعانقتها ايضاً ثم ابتعدت وتقدمت من والدها الذى يطالعها بقهر ثم مال يقبل رأسها بعمق وانزل غطاء وجهها من فوق رأسها فلم يعد يظهر سوى عيناها اللامعة .
تناول يدها وخطى بها للخارج حيث يقف زين ينتظرهما بترقب ويتتطلع عليها وهى تخطى بترقب حتى توقفت امامه بصمت فأردف بهدوء على عكس ما يحدث داخله الآن _ يالا نمشي !! … اتاخِرنا .
تنهدت بقوة تومئ خافضة رأسها ثم خرجت خلفه حيث تقف سيارته امام الباب بينما كان قد غادر المأذون والشهود واحمد بعدما ودع ابراهيم بود ليعودوا الى القصر لاستقبال العروس .
اتجه يضع الحقيبة خلفاً و استقل مكانه وانتظرها حتى صعدت بجواره بصمتٍ تام .
تنهد وتحرك بسيارته متجهاً الى قصر الجابري وهى معه لا يعرف لما يشعر انه حقق انتصاراً عظيماً او حصل على جائزة ثمينة بزواجه منها .
داخله شعور بأنه وآخيرا سلك طريقاً مزهراً … زفر بقوة ثم التفت يطالعها بينما هى تنظر من النافذة بصمتٍ وشرود .
بعد قليل وصل امام قصر الجابري حيث كان فى انتظاره كبار رجال البلد ينتظرونه مع عمه الذى وصل قبله وتقف على درجات السلم الداخلى للقصر رابحة بقوتها وجبروتها المعتاد وخلفها تصطف النساء ينتظرن بلهفة رؤية العروس السورية بحماس .
توقفت السيارة امام القصر ودوى صوت اطلاق النار فجأة فانتفضت بفزع فالتفت اليها يطالعها ويردف بعفوية وحنو _ متخافيش عاد .

 

 

تنفست بقوة وهى تنظر للامام بينما ترجل هو ينظر لوالدته التى تطالعه بحدة ثم التفت يفتح لها الباب ويتناول يدها لتترجل معه فناولته يدها فتنهد ونبض قلبه من لمستها وخطى بها يصعد الدرج امام اعين والدته التى صوبت نظرتها عليها …. تتمنى في تلك اللحظة لو كانت نظرتها رصاصات قاتلة من شدة حقدها عليها .
وقف امام والدته يدنو منها ويقبل يدها باحترام امام عين الجميع … اعتدل يقف ثم مدت يدها لمهرة التى بدورها تنهدت بقوة ودنت تقبل يدها هى الآخرى بتوتر وقلق عندما لاحظت نظراتها بينما فى الخلف اردفت احداهن التى لم تكن سوى زوجة رجلٌ له شأنٍ ف البلد _ عايزين نشوف عروستك يا زين !.
طالعها زين بترقب ثم نظر لمهرة الساكنة برأسٍ منخفضة ثم عاد بنظره للسيدة واردف بهدوء _ اتفضلوا جوة يا خالة .
دلفن الحريم الى داخل القصر بحماس وخطى زين للداخل وهو يسحب مهرة معه وتبعته رابحة بجسد صلب .
توقفت مهرة بجسد مرتعش تحاول السيطرة عليه فهي وسط حشد كبير تخشاه ….
اتجه يتوقف امامها بترقب وتجمعت النساء حولهما حيث كانا هما محور تجمعهن .
مد يده بتمهل يرفع حجابها للاعلى ولا يعلم لما اصبحت نبضاته عنيفة هكذا !! … رفعه للاعلى وابعد يده يطالعها بذهول من جمالها وتفاصيل وجهها كاملة … لاول مرة يراها … نعم عيناها أسرت قلبه ولكنه لم يكن يعلم ان ملامحها جميعاً ستكون اسره الدائم الذى لا يود الخروج منه ابداً ليصبح مقيداً بها … الأن ندم على ازاحة هذا الغطاء عن وجهها … يقف يطالعها بصدمة صنمت جسده …. ظل يطالعها بعيون أسيرة ولم يعد يرى اي شخص غيرها حوله .
اما هى فرفعت وجهها ببطء ونظرت له بعيون لامعة ونظرة قوية لن ينساها ابداً اصابت جسده الصلب برجفة سرت في عظامه وصدمت قلبه فعاد منتعشاً … تنفس بقوة يخرج زفيره المحبوس من دهشته بملامحها .
تعالت همهمات النساء وهن يردفن جميعاً _ ما شاء الله جمر … تبارك الخالق .
اما رابحة التى اشتعلت بداخلها نارٍ آخرى وحقد جديد وُلد لتوه وهى تطالع نظرات ابنها لها بينما تقف في احدى الاركان شهد ابنتها تطالع مهرة بترقب وفرحة وسعادة تخشى الترحيب بها كما يجب خوفاً من تلك المتحجرة .
تقدمت نفس السيدة وربتت على ظهر زين الذى يقف متصلب حيث لم يزيح نظره عنها واردفت لتخرجه من شروده _ خد عروستك واطلع على فوج يا ولدى … وخبيها من العيون زين … ربنا يحفظهالك .
نظر لتلك السيدة وابتلع لعابه ثم اومأ وعاد ينزل نقابها سريعاً ليخفيها عن عيونهن بغيرة وندم … اتجه يتمسك بكف مهرة البارد ويسحبها معه للاعلى وهى نتقاد باستسلام وكأنها في احدى الكوابيس المزعجة وتنتظر الاستيقاظ .
صعد معها ولكن نادته رابحة بقوة وصوت قوى مردفة _ زييين !
التفت يطالعها فنظرت له نظرة يفهمها جيداً واردفت _ مستنياك .. متعوجش .
نظر لوالدته بترقب ثم التفت واكمل طريقه مع مهرة التى كانت تدعى القوة ولكنها ابعد ما يكون عنها … جسدها يرتعش وصدرها يعلو ويهبط بعنف من شدة خوفها .
وصل الى جناحه وفتح بابه وادخلها ودلف خلفها يغلق الباب ثم توقف يطالعها بصمتٍ وما زالت الدهشة من رؤيتها ظاهرة على ملامحه .
تحمحم واردف بنبرة هادئة عندما لاحظ ارتعاشتها _ مالوش لزوم خوفك ده يا عروسة ! … انى مش عفش إكدة .
نظرت له بغضب ثم التفتت وخطت بأتجاه الاريكة تجلس عليها وتخلع نقابها بحدة وبصمت بينما هو تقدم وجلس على مقدمة الفراش بصمت قليلاً ثم اردف بنبرة قوية يصارحها بحقيقة الامر _ من دلوك انتِ مرتى … واسمك على اسمى … انى خابر انك وافجتى على الجوازة علشان خاطر تحمى عيلتك علشان إكدة من إهنة ورايح حماية عيلتك واجب عليا … ولعلمك … حادثة ابوكى واختك اني ماليش صالح بيها .

 

 

رفعت نظرها اليه بصدمة فتابع هو بترقب _ مش زين الجابرى اللى يعمل إكدة .
وقفت تتجه اليه وتقفت امامه مندفعة تردف بغضب _ عم تكذب … انت يللي دبرت هالحادث … ليه هلأ عم تكذب !!
طالعها بصمت وترقب لثوانى ثم اخفض رأسه ارضاً ورفعها بعيون حادة واردف بعمق _ اسمعى يابت الناس … إهنة مافيش حر*مة صوتها يعلى على راجلها … وخصوصاً لما يكون راجلها هو زين الجابرى … جولت الحادثة دي مليش علاجة بيها لا من قريب ولا من بعيد … ولحد إهنة ومات الكلام .
وقف على حاله يخطى لمنتصف الغرفة ويواليها ظهره لثوانى ثم التفت اليها واردف بجمود _ ادخلى غيِّري خلجاتك في الحمام .
نظرت له قليلاً بصمت ثم التفتت حولها تردف بترقب _ وين الاواعى تبعي ! .
تنهد يتذكر انه ترك الحقيبة بالسيارة فأخرج هاتفه من جيب جاكيته وهاتف احدهما مردفاً _ فيه شنطة ف العربية طلعهالي جدام الجناح وسيبها وانزل طوالي .
اغلق وانتظر كما هو لدقائق كما هو حتى طرق الباب بخفة فاتجه يفتح الباب فوجد الحقيبة موضوعة امام الباب تناولها ودلف يغلق خلفه ثم اتجه يضعها على الطاولة امام اعينها واردف _ انى هدخل اغير لحد ما تطلعى خلجاتك .
اتجه يتناول جلباباً صعيدياً وملابس داخلية من خزانته ثم خطى لداخل المرحاض واغلق بينما هى تنفست بقوة وهى تتطلع على اثره بقلق وخوف … داخلها شعور سئ بانها لن تلقى هنا سوى الشقاء والقسوة … اتجهت تفتح حقيبتها وتخرج منها ملابس بيتية لتستعد لتبديل هذا الفستان الذى اشتراه لها والذى يشعرها بالاختناق والضيق .
خرج بعد دقائق يطالعها بصمت بينما هى خانتها عيناها ونظرت له قليلاً … لاول مرة تراه في جلباب صعيدي … يبدو وسيماً وذو هيبة في ذلك الجلباب .
ابتسم داخله عندما رآى نظرتها للان لا يصدق ان هذه الملامح البريئة والهادئة خاصة بتلك المهرة الجامحة التى كانت تقف بكل شموخ تتحداه .
ابعدت عيناها عنه والتقطت ملابسها وخطت الى المرحاض تغلق خلفها بعنف .
تنهد واتجه يجلس على مقدمة الفراش بترقب ينتظرها وما زال الشعور بالذهول من رؤيتها مسيطراً عليه … الآن فهم حديث شقيقه … انتابه شعور الضيق والغيرة … لعن نفسه وتوقف مسرعاً ينفض رأسه ليطرد هذه الافكار ويدخل في رأسه انها امانة شقيقه له فقط .
خرجت هي بعد مدة حيث وجدت صعوبة في خلع الفستان ولكن بعد محاولات عدة نجح الامر .
خانته عينه وطالعها بعمق واعجاب فقد كانت ترتدى عباءة مصممة بعناية لتعطى لها مظهراً رائعاً خصوصاً عندما تخلت عن حجابها وظهرت خصلاتها الملونة الناعمة امام عينه وهى تعصجها بربطة شعر تحتضن خصلاتها بنعومة .
توترت من نظراته واتجهت الى حقيبتها تحاول حملها فأسرع اليها يحملها عنها ويردف بترقب _ عايزة تنجليها فين !
نظرت له بضيق واردفت _ بعرف ادبر حالي .
صب عينه عليها قليلاً واردف بثبات _ بلاها عند يا مهرة وخلى الليلة تعدى .
لاول مرة ينطلق اسمها مجرداً … حتى هو نفسه تعجب من لسانه ولكن نداء اسمها له مذاق غريب ومحبب على لسانه وقلبه .
نبض قلبها من نطقه لاسمها فاستسلمت وابعدت يدها عن الحقيبة تردف بحنق وهى تنظر للامام بعيداً عن مرمى عينه _ بدى اضب اغراضي … بس ما بعرف وين .

 

 

حمل الحقيبة واتجه لخزانته وفتحها فظهر الجزء الخالى منها واردف هو _ إهنة مكانك … رصي حاجتك فيه .
اومأت بضيق واتجهت ترص اغراضها ولكنها انتفضت على أثر طرقات عنيفة على الباب يعلمها جيداً فأغمضت عينه بضيق واردف يطالعها بترقب _ روحي ع الحمام .
وقفت تطالعه بتعجب قليلاً ثم نفذت ما طلبه ودلفت المرحاض توارب خلفها بينما هو تقدم وفتح الباب فوجد والدته تطالعه بغضب وتردف بحدة _ جولتلك انى مستنياك … طنشت حديتي … جولي عاد حُصل حاجة !!
زفر بضيق واردف بحدة _ كله تمام يا اماي … جلتلك انى معيجبنيش الامور دي .
نظرت له بقوة وجبروت … تعلم جيداً ان الامر لم يتم بعد … تعلم ان تلك المهرة لن تخضع له بسهولة … اردفت بغضب وتوعد _ لااااع … دي بالذات لازماً اشوف بعيني .
اتسعت عين زين واردف محذراً بغضب _ امااااي … إكدة انت بتشككى في رجولتى !
طالعته بعمق … تعلم عواقب فعلتها جيداً … تعلم انها اغضبته … ولكنها تريد كسرها … تريد اتمام زواجه منها دون ارادتها لكى تكسر نظرتها القوية تلك … لا تريد اشعال اي شرارة حب يمكن ان تولد بينهما … عليها ان تتمسك بطلبها هذا .
اردفت بقوة مماثلة وتصميم وتحدى واضح _ رجولتك محفوظة يا ولدى … بس اللى جولته عيتنفذ … مش هنزل من اهنة ولا هطمن الخلج اللى برا دول غير لما اشوف بعيني … معتجبرنيش على حاجة مرايدهاش يا ولد بطنى .
كتم غضبه بقوة امام والدته واغمض عينه يسيطر على حالته … ليس هو ذلك الشخص الذى يرضخ للعادات والتقاليد خصوصاً في امور خاصة كهذه … ولكن ان تعلق الامر بسمعتها فعليه التروى … يعلم والدته جيداً وما في حوزتها من افعال … خصوصاً مع الجموع الذين ينتظرون ف الاسفل .
طالعها بعمق واردف بجمود وغضب مكتوم _ استنيني تحت وانى عنزلك .
اغلق الباب خلفه ووقف يتنهد بعمق ويفكر … خرجت من المرحاض مهرة التى استمعت الى حديث تلك المتسلطة عديمة الرحمة تطالعه بخوف وجسد مرتعش بينما هو ابتعد قليلاً عن الباب حيث توقف امامها يطالعها بترقب ويتابع خوفها وجسدها المرتعش .
مسك جلبابه وقام بخلعه امام اعينها المتسعة بذعر وتوقف امامها بملابسه الداخلية فأردفت بخوف وانفاس مسحوبة _ شو رح تساوى !.
زفر بقوة يطالعها بترقب ويردف بهدوء _ روجى يا بنت الناس متخافيش أكدة .
خطى للمرحاض يحضر شيئاً ما وعاد بعدها يجلس على مقدمة الفراش امام اعينها ثم اخرج شفرة حلاقة من ورقتها وقام بجرح كتفه من اعلى امام نظراتها المصدومة وفاهها المتسع ثم التقط تلك القطعة البيضاء الموضوعة على الكومود وجفف بها الدماء التى اندفعت حتى هدأ الجرح الذى لم يكن عميق ثم وضع عليه لاصق طبي احضره مع الشفرة ووقف مجدداً يرتدى جلبابه ويطالعها بترقب مردفاً _ استنى إهنة اوعى تطلعى برا .
خرج واغلق الباب وتركها تزفر بارتياح وتعجب وذهول من فعلته التى سكنت قلبها لتكن هذه اول حركة منه تستهدف قلبها فهى على علم بعاداتهم جيداً وتلك التقاليد اللعينة ولكن الآن يثبت لها وعده ويقطع فم اي متحدثٍ عنها بسوء .
اما هو فتقدم حيث كانت تقف والدته اعلى الدرج وعرض عليها قطعة القماش يردف بجمود _ شوفتى بعينك !.
نظرت له بغضب ثم مدت يدها تتفحص كفيه جيداً بذكاء ودهاء امرأة متجبرة فلم تجد بهما اي جروح وبرغم ان هذه ارادتها الا انها طالعته بغضب وقامت باطلاق زغروطة اشبه بالصراخ من شده كرهها لها .
اما هو فتمسك بقطعة القماش جيداً ونظر لامه نظرة غاضبة يردف بغضب _ لولا الخلج اللى تحت دول انى كان ليا تصرف معيعجبكيش واصل .
قالها وعاد الى جناحه واغلق الباب بينما هى وقفت تزفر بقوة وحقد لن يهدأ بل بدأ .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اسكن أنت وزوجك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!