روايات

رواية الشيطان وقع أسيرها الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم سولييه نصار

رواية الشيطان وقع أسيرها الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم سولييه نصار

رواية الشيطان وقع أسيرها الجزء الثالث والأربعون

رواية الشيطان وقع أسيرها البارت الثالث والأربعون

رواية الشيطان وقع أسيرها الحلقة الثالثة والأربعون

(روابط الدماء)
بيننا رابط قوي هل تشعرين به؟!أنا شعرت به عندما أمسكت كفك!!
♡♡♡♡♡♡
-أنا مش بنتك…مش بنتك ازاي ؟!
قالتها جواهر بصدمة وهي تنظر إليه …شعرت أن أحد لكمها في وجهها …او ربما والدها قد فقد عقله…او هي سمعت خطأ….
-بابا انت بتقول اني مش بنتك ازاي ؟!ازاي أنت مش أبويا …هو ده هزار صح !!انت بتهزر معايا او بتحاول تهرب من مسؤوليتك ناحيتي ..اطمن أنا مطلبتش منك حاجة …ولا عايزة منك حاجة …لا عايزة فلوس ولا أي حاجة …حتى وقفتك جمبي مش عايزاها بس بلاش تكدب …
نظر إليها عامر بشفقة ….الأمر صعب عليه…لا يستطيع أن يفعل هذا ..ولكنه وعد سوسن ان يفعلها…ما ذنبها تلك المسكينة ان تكتشف انها عاشت كذبة كبيرة …رد فعل جواهر اقلقه…فهي تنظر إليه الآن كأنه مجنون ….كأنه يقول كلام غير معقول …ازدرد ريقه ولمس كتفها وقال:
-ممكن تهدي.بس وتسمعيني …
ولكنها أبعدت كفه وقالت بعصبية :
-أسمع ايه ؟!قولي اسمع ايه ؟!انت عايز تتخلى عن مسئوليتك وبتقول من بنتك…ليه بتعمل كده ؟!
-عشان أنتِ فعلا مش بنتي …أمك …
-بس ..بس اسكت مش هسمحلك تغلط فيها …اياك تجيب سيرتها على لسانك!!!
صرخت جواهر بقوة وهي تمسك من ثيابه وتهزه …كانت النيران تندلع من عينيها …كانت مستعدة لقتله لو تكلم بكلمة سيئة عن والدتها…
-ممكن تسمعيني.بس….متهربيش من الحقيقة !!!!
-بس بس…خلاص اسكت…اطلع برا …اطلع برا !!!!
صرخت بقوة وهي تضع كفها على اذنها…استمرت بالصراخ حتى انتفضت عبير من نومها ونهضت مسرعة من الفراش وارتدت اسدالها سريعا وهي تخرج من الغرفة ….
..
أمسك.عامر كفي جواهر وصرخ:
-هروبك من الحقيقة مش هيفيدك يا جواهر…أنا مش أبوكي….مش أبوكي….أبوكي هو شريف صديق؛!!!!!
شحبت جواهر كالاموات وهي تنظر إليه …شعرت ان الكلمات وقفت في حلقها …وأن العالم يميد بها …تراجعت وكادت أن تسقط من فرط الصدمة الا ان عامر أمسك ذراعها وهو يقول بشفقة :
-اهدي يا بنتي …اهدي …
هزت جواهر رأسها ودموعها تنفجر من عينيها وقالت :
-لا لا …ده مستحيل …أنت كداب …حرام عليك ليه بتكدب …أنا مش عايزة منك حاجة ولا …
-جواهر!!!
كان هذا صوت عبير المصدوم نظرت جواهر خلفها لتجد عبير تنظر إليها بصدمة كبيرة بينما الدموع تنهمر من عينيها ….
هزت جواهر رأسها وقالت:
-لا لا يا عبير متصدقيش…امي متعملش كده …ده كذاب…عايز يهرب من المسؤولية …
نظرت إليه مرة أخرى وقالت:
-حرام عليك …امي ماتت…ازاي عايز تشوه سمعتها بالشكل ده ….منك لله …منك لله…
-يا بنتي اسمعيني …
-أخرس …اخرس مش هسمعك…امي اشرف منك ومن عيلتك كلها …أطلع برا مش عايزة اشوف وشك ..يالا اطلع …
اقتربت عبير من جواهر التي بدت منهارة …كانت الدموع تطرف من عينيها دون توقف. ..اعتصر قلبها من الألم وهي ترى صديقتها في تلك الحالة المريعة…والتي ربما تكون شقيقتها!!!
-جواهر اهدي لو سمحتي …
هزت جواهر رأسها بجنون وقالت:
-لا يا عبير مش ههدى…ده بيتبلى على أمي …بيقول انها …انها …يا اخي حسبي الله ونعم الوكيل فيك …حسبي الله ونعم الوكيل فيك …آه ..
صرخت وهي تضع كفها على رأسها وشعرت انها سوف تفقد الوعي بسبب الإنفعال …
أمسكتها عبير وأجلستها على الأريكة وهي تقول لعامر بغضب :
-خلاص لو سمحت روح …أنت مش شايف حالتها عاملة ازاي….روح !!!!
ابتلع عامر ريقه …ولكن لا …هو يجب أن يخبرها كل الحقيقة …هي يجب أن تعرف تلك كانت وصية سوسن قبل وفاتها لذلك قال بقوة :
-أنا روحت لوالدتك المركز الطبي اللي كانت بتتعالج فيه من الكانسر ..وقابلتها وهي اللي وصتني أقولك الكلام ده …انهيارك وانكارك الحقيقة مش هيفيد يا جواهر ….
جلس عامر بكل هدوء وهو ينظر إليها بقوة وتذكر ما طلبته منه سوسن ثم بدأ يتكلم …
….
-أنت بتقول ايه؟! شريف زور اوراق جواهر ؟!يا دي المصيبة …
قالتها سوسن بصدمة ليتنهد عامر ويقول:
-على الأغلب هو مهددها …
فركت سوسن كفيها بتوتر وقالت:
-بس تعرف يمكن ده احسن يا عامر …يمكن قلبه يحن على بنته ويديها حقها في الورث …
-شريف وقلبه يحن؟!مظنش يا سوسن ..
قالها عامر بسخرية ..لترد سوسن بلهفة ..:
-لا يا عامر أنا حاسة ان شريف أخيرا هيحن على جواهر …دي بنته من دمه و …
-سوسن فوقي أنا وأنتِ عارفين حقيقة شريف …ده استغلك ورماكي ومرضيش يعترف ببنته …..خان مراته وبعد بنته ازاي فاكرة انه ممكن يحن على بنته ويديلها حقها …
-بس الصراحة الفترة اللي فاتت هو ساعدنا يا عامر في الوقت اللي انت مشيت .
قالتها بعتاب ليزفر بضيق ويقول :
-مكنتش هقدر اصرف على بنت مش من صلبي يا سوسن. ..الاتفاق اللي كان بيني وبين شريف اني أتجوزك وانسب جواهر ليا لكن مش مجبر اشيل.مسؤوليتها دايما دي مش بنتي يا سوسن!!
اطرقت سوسن برأسها ودمعة ساخنة تنساب من عينيها ..ليتنهد عامر ويقول:
-سامحيني يا سوسن..أنا عملت اللي عليا ..بس كان لازم اشوف حياتي كمان وأنا عشانك استحملت غلط جواهر فيا ورغم كل ده كنت ببعتلكم فلوس يعني عملت معاكم الصح …
تنهدت سوسن وقالت:
-عندك حق يا عامر ..حقك عليا أنا …
أغمضت عينيها وهي ترتاح على الوسادة كانت الدموع تحتشد حتى انسابت من بين عينيها المغلقة…
-عامر ممكن اطلب منك آخر طلب…آخر طلب بس نفذه ومش هطلب منك حاجة تاني …
-قولي يا سوسن ..
قالها عامر بحيرة فقالت:
-بعد ما أموت ممكن تقول لجواهر على كل الحقيقة. ..قولها عن أبوها الحقيقي …
-ربنا يديكي….
ولكن سوسن قاطعته بإبتسامة حزينة:
-أنا حاسة اني خلاص هموت …دي وصيتي ليك يا عامر لما اموت قولها الحقيقة ممكن …
….
أنتهى عامر من سرد من حدث لتضع جواهر كفها على فاها وتبكي بعنف …كانت لا تصدق ما حدث وقد اهتزت صورة والدتها أمامها …لهذا تركت والدة عبير شريف وذهبت!!!لانه خائن ؟! ….
-ازاي ده حصل؟!بين طنط وبابا ؟!
قالتها عبير بصوت محطم لعامر الذي نظر إليها بحزن….
تنهد وقال:
-للأسف أبوكي استغل ام جواهر ..
صوبت جواهر نظراتها الى عامر وقالت بنبرة مرتجفة :
-اغتصبها ؟!!
هز عامر رأسه وقال :
-لا مش اغتصا ب …شريف استغلها …كان سن والدتك وقتها سبعتاشر سنة وكانت شغالة في بيت شريف الحقيقة انا وهي كنا شغالين مع بعض ونعرف بعض كويس بحكم الجيرة ……شريف في الوقت ده كانت متجوز مدام لانا ومكانوش لسه خلفوا …شريف بدأ يتحرش بيها وبسبب خوف والدتك سابته لحد ما اقنعها انه هيتجوزها ورسم عليها الحب لحد ما سلمتله نفسها واكتشفت بعدها انها حامل.منه…شريف بيه رفض يعترف بالطفل وعشان الموضوع ميكبرش اداني أنا فلوس عشان اتجوزها واكتبك على اسمي وبعدنا عن فيلته سنة ونص لحد ما اتجوزنا وخلفتي وبعدين سوسن رجعت بيكي للفيلا كان نفسها تتربي معاه وتبقي قريبة من أبوكي يمكن قلبه يحن عليكي…ووعدت شريف انها مش هتتكلم وفعلا مقالتش حاجة وانتِ كبرتي مع عبير في بيت شريف ..
كانت الدموع تنفجر من عيني جواهر …لا تصدق ما تسمعه…هل عاشت حياتها كلها في كذبة د..هل تم خداعها من تلك التي اعتبرتها حياتها …لا هي لا تصدق هذا أبداً..
-أنتوا لعبتوا بحياتي….عملتوني لعبة ؟!!
قالتها جواهر مصدومة والدموع تطفر من عينيها …أطرق عامر برأسه لتتدخل عبير وتقول بذهول وهي تبكي هي الآخرى:
-يعني…يعني ..ماما سابت بابا عشان خاين…هو خانها!!!
هز عامر رأسه لتنهض جواهر وتصرخ به :
-انا عمري ما هسامحكم …عمري ..أنا بكرهكم كلكم …كلكم …
-جواهر اهدي !!
صرخت عبير بخوف وهي تراها في تلك الحالة المرعبة ولكن جواهر أخذت تصرخ وهي تحطم كل شئ أمامها وتصرخ حتى انها حطمت بيدها الكأس الزجاجي الذي بالصالة ….
-جواهر خلاص كفاية أنتِ جرحتي نفسك …
قالتها عبير وهي تحاول ضمها الا ان جواهر دفعتها بقوة ثم ركضت الى الغرفة وأغلقت الباب ثم جلست على الأرض ودموعها تنفجر كإنفجار الدماء من يدها…
-يا خبر…
قالتها عبير بإنهيار وهي تركض نحو الباب وتطرقه بقوة…
-جواهر ….جواهر افتحي الباب !!!
قالتها عبير وهي تبكي بعـ نف ….
ولكن لا رد من جواهر …نظرت الى عامر وقالت ؛
-ساعدني اكسر الباب …
وبالفعل حاول عامر مساعدتها في كسر الباب ولكنه فشل …فقال وهو يلهث:
-هروح أجيب حد يساعدني اكسر الباب متقلقيش
وبالفعل ذهب مسرعا خارج المنزل لتطرق عبير الباب وتقول وهي تبكي ؛
-جواهر افتحي الباب عشان خاطري….جواهر متسبنيش زي الباقي …
-أمشي يا عبير …امشي لو سمحتِ
قالتها جواهر بنبرة مختنقة وهي تضرب على الباب بقوة لتهز عبير رأسها وتقول:
-لا لا مش همشي…مش هسيبك …اللي سمعته ده مش غير أي حاجة من مشاعري ناحيتك ..بالعكس حبيتك اكتر …
جلست عبير على الأرض وقالت بإبتسامة حزينة :
-من زمان وانا بحس فيه رابط بيننا من صغرنا …أنتِ دايما كنتِ بتحميني زي ما اكون اختك الصغيرة …دايما كنت بحس اني مسؤوليتك …حتى أنك مفكرتيش مرتين لما هربتيني من عند بابا …انقذتيني من جواز انا مش عايزاه…بفضل ربنا وبعدها أنت لقيت حب حياتي …وقفتي دايما جمبي …أنت فاكرة ان اللي سمعته ده خلاني اكرهك او ألوم طنط سوسن ….أنا لو هلوم هلوم بابا بس هو اللي انسان مش.كويس …دمر حياتي ودمر حياتك وحياة ماما وطنط سوسن ولكن والله اني اسمع اني اختك دي حاجة فرحتني مزعلتنيش ….أنا مليش بعد ربنا الا أنتِ وأمير وتحية …وأنت اقربلي كمان …أنتِ أختي من دمي …مستحيل اكرهك …مستحيل ..افتحي يا جواهر عايزة احضنك …افتحي ابوس ايديكي…
انتفضت عبير وهي تشعر بالباب يُفتح ….
نهضت عبير وهي تنظر الى جواهر التي كفها ينزف والدموع تغرق وجنتيها ….
اندفعت عبير وعانقتها بقوة وهي تبكي …كانت تعانقها بلهفة وكأنها وجدت شئ كانت تبحث عنه لسنوات…
ابتعدت عبير عن جواهر وهي تمسك كفها وتسحبها نحو الأريكة وتقول :
-الحمدلله الجرح مش عميق …
وبعدها دخل عامر هو ورجل لكسر الباب فقالت عبير :
-عم عامر روح جيب قطن وشاش عشان الجرح بتاعها
هز عامر رأسه وذهب….
….
بعد قليل …
ساعدت عبير جواهر على الاستلقاء بعد ان ضمدت جرحها وذهب عامر وقررت ان تتسطح بجوارها …
ابتسمت عبير وهي تنظر إليها وتقول:
-حاسة ان بقالي عيلة…لو أمير زعلني هجيلك انتِ واخليكِ تدافعي عني زي ما دايما بتدافعي …
ابتسمت جواهر وهي تنظر إليها …رغم الاختناق التي كانت تشعر به ولكن سعادة طفيفة طغت داخلها …
أمسكت عبير كفها وقالت وهي تضحك بخفوت:
-وأنتِ كمان لما تتجوزي عدي ويزعلك تعاليلي وأنا هقف معاكي …هخلي اللي ما يشتري يتفرج عليه …
تجهم وجه جواهر وقالت بصوت ضعيف:
-معتقدش أنا وعدي لينا فرصة مع بعض ..
عبست عبير وقالت:
-ازاي ملكومش فرصة مع بعض …انتِ بتهزري …الواد بيموت فيكي …ده مسابكيش ثانية الا للشغل بتاعه وعشان يشوف اخته…مكانش بينام كويس ولا ياكل كويس …مكانش بيعمل حاجة الا يبص عليكي وانتِ نايمة وبس …عمل اللي ميتعملش عشانك …رغم اني أنا كنت موجودة بس رفض يمشي …حتى أنه قال لكل اللي هنا انه خطيبك وهتتجوزوا قريب …
-هو عايز يتجوزني شفقة و…
ضربتها عبير على كتفها وقالت:
-شفقة ايه يا بنت أنتِ متبقيش عبيطة كده …الراجل بيحبك اتلمي …اياكي يا جواهر لما يطلب منك الجواز تتقلي …توافقي علطول ..لا تفكري ولا بتاع أول ما يقولك تتجوزين…قبل ما يكمل الكلمة قوليله موافقة علطول ..
عبست جواهر وقالت:
-مش هيقول عليا كده اني واقعة…
-طيب ما أنتِ واقعة فيه ليه الكدب ؟!هنخدع الراجل يعني ونتقل …اسمعي كلامي بس واعملي اللي بقولك عليه …
هزت جواهر رأسها وقالت:
-حاضر …
ابتسمت عبير وعانقتها وهي تربت على ظهرها….
….
بعد ساعة تقريبا…
كانت جواهر أخيرا خلدت للنوم …نهضت عبير وهي تتنفس براحة …ما عرفته اليوم صدمها حرفيا …لم تتخيل ان يكون والدها بتلك الحقارة !!!!
بدأت بترتيب الصالة التى دمرتها جواهر في ثورة غضبها فجأة جرس الباب رن ..اتجهت للباب وهي تنظر الى العين السحرية لتجده عدي وأمير …
لفت حجابها جيدا وفتحت الباب وهي تنظر اليهما واليأس يحفر اثاره العميقة بوجهها ….
…..
بعد قليل …
-بتقولي ايه ؟!
قالها عدي بصدمة بعد ان قصت عليه كل شئ …
مسحت عبير دموعها وقالت:
-انا دلوقتي ميهمنيش الا جواهر وبس …المسكينة مكسورة رغم اني بحاول اخرجها من اللي هي فيه بس هي مكسورة …اللي عرفناه النهاردة كارثة كبيرة …بابا دمر الكل …دمرني أنا وجواهر وأمي وأمها …
-لا حول ولا قوة الا بالله…خلاص يا عبير اللي حصل حصل المهم دلوقتي أنك تبقي معاها…
قالها أمير ثم أكمل :
-أنتِ الوحيدة اللي ممكن تخرجيها من الحالة دي .صدمتين في وقت واحد صعب عليها…
هزت عبير رأسها وقالت :
-انا مش هسيبها ابدا ..
ظل عدي صامتاً ….كان في باله.حل واحد الآن ان يتزوج من جواهر …لن يتركها تواجه كل هذا لوحدها أبدا….
….
بعد ان ذهبا عدي وأمير …ذهبت عبير لتطمئن على جواهر لتجدها نائمة بهدوء …تنهدت وهي تتجه الى المطبخ لتصنع لها الطعام …أمسكت البصل وبدأت بتقطيعه ولكن فجأة صرخت عندما جُرحت يدها …ألقت السكين على الأرض بإنفعال وهي تبكي بعنف وتضرب على الرخام الخاص بالمطبخ بإنفعال وهي تقول :
-أنا بكرهك…بكرهك…بكرهك!!!
ثم جلست على الأرض وهي تضع كفها على وجهها وبكاءها يزداد …كان قلبها يتمزق بفعل الألم …تشعر انها تختنق …تموت وكل شئ حولها يقتلها….الحقيقة كانت صعبة عليها…هي لم تنهار رأفة بجواهر ولكنها الآن اعطت لنفسها الحرية ان تنهار وتبكي …
انتفضت عبير وهي تشعر بكفي جواهر تحاوط جسدها …نظرت إليها عبير وهي تشهق بقوة …ضمتها جواهر إليها من غير كلام …وكأن هذا ما كانت تحتاجه العناق دون كلام …ظلت عبير تبكي بين ذراعي جواهر وقد أتى دورها الآن لتنهار …قبلت جواهر رأسها مرارا وهي تربت على كتفها …في ذلك الوقت كلاهما فهم الرابط الكبير الذي يربطهم سويا …انه رابط الاخوة
♡♡♡♡♡
في المساء …
في المشفى ….
كان ياسين جالس على المقعد …يتذكر بذهول ما حدث ….
……
-أنا قتلت ماما ….قتلت ماما يا ياسين …
قالتها جوري بعيني متسعة وهي تضحك …كان ياسين ينظر إليها وكأنها جُنت أخيرا وقال:
-بتقولي ايه ؟!
ضحكت جوري وهي تظهر له كفها المخضب بالدماء وقالت:
-بقولك قتلت ماما …أنا قتلت ماما يا ياسين!
نهضت ورد من مكانها وهي تقترب منهما والرعب يطل من عينيها …أمسكت ورد بذراع ياسين وهي تنظر إليه بصدمة …صدمها حالة جوري التى تضحك بكل جنون …
اقترب ياسين من جوري التي تضحك بقوة واخذ يهزها وقال :
-قتلتيها ازاي يعني ؟!!انطقي …
-قتلتها …ضربتها على وشها بالكرسي …خلاص هي ماتت…محدش هيعايرني تاني بأبويا ..محدش…
ثم أخذت تضحك بقوة ….
أمسك ياسين بذراعها وهو يعتصرها ثم ارتدي حذاؤه وهو يوجه كلامه لورد :
-خليكي هنا عشان اشوف الهانم عملت ايه !!!
ثم خرج وهو يجر جوري خلفه !!!!

خرج من شروده وهو يضع كفيه على وجهه …تذكر انه ما ان ذهب هناك حتى صُدم بفقدان والدة جوري للوعي وهي في حالة سيئة جدا …حيث ان وجهها مخضب بالدماء …
وعلى الفور أبلغ الشرطة والاسعاف وجلس بجواره السيدة عفاف وقلبه ينبض بخوف وفي تلك الاثناء كانت جوري اختفت من جانبه !!!..
وهكذا ظل طوال الليل في مركز الشرطة يدلي بإفادته التى اثبتتها الكاميرات المثبتة في المتجر المقابل للبناية السكنية المقيمة بها السيدة عفاف ….وحتى ان الشرطة حتى الآن يبحثون عن جورى التي اختفت تماماً…كان سيقول انها ذهبت للدجال الذي تعرفه ولكن حتى هو تم حبسه بعد أن اتهمته احداهما بإغتصاب ابنتها بالإضافة الى ممارسة الشعر الشعوذة …الآن هو يتعفن بالسجن ..ولكن المشكلة الآن اين جوري !!
…….
في مكان ما مظلم
وقفت جوري وهي تقول بإبتسامة غريبة :
-أنا أهو جيتلك يا بابا !!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في اليوم التالي مساءا ….
-ايه اللي بتقوليه ده لا مش همشي واسيبك …أمير ممكن يستنى…
قالتها عبير بعناد لجواهر لتبتسم جواهر وتقول :
-أنتِ هتعصي.كلام اختك الكبيرة معقول ؟!لا متوقعتش منك كده أبدا يا عبير …أنا زعلانة منك …
-يا جواهر اسمعيني بس و …
أمسكت جواهر كف عبير وقالت :
-لا يا بيري …روحي لجوزك يالا انا كويسة والله ..روحي بس…. أنا هكون كويسة وأبقي تعالى بكرة ماشي ..
كانت عبير تهز رأسها برفض …كانت ترفض الأمر برمته ولكن جواهر اصرت عليها أن تذهب وبالفعل رضخت عبير على مضض لطلبها …دقائق وارتدت ثيابها ثم ودعتها وغادرت ولكن قبل أن تخرج حتى من البناية اخبرت عدي بما حدث والذي أخبرها انه سوف يأتي إليها بعد ما ينتهي عمله ….
…….
بعد أن غادرت عبير شعرت جواهر بفراغ موحش في قلبها …جلست على الأريكة بتعب بينما الدموع تنفـ جر من عينيها …كانت تتأ لم حقا …قلبها يتمزق ….روحها تحتر ق …ما عرفته دمـ رها نهائيا …الأحداث المؤسفة التى توالت عليها مؤخرا اسقطتها ..جعلت من تلك الفتاة التي تشدقت دوما بقوتها فتاة هشة للغاية !!!
ضمت جواهر جسدها بذراعيها وهي تهتز وتبكي حتى شعرت أن عينيها تحر قها بسبب بكاؤها العنيف…
رنين جرس الباب جعلها تنتفض من مكانها …خفق قلبها …ربما يكون هذا عدي او عبير عادت مرة آخرى …لقد اكتشفت انها لا تريد البقاء بمفردها…هي تخاف من تفكيرها …تخاف ان تنشز بتفكيرها …..لا تريد أن تكون هي وعقلها بمفردهما الآن !!
اسرعت لتفتح الباب وابتسامة متلهفة على فمها بينما الدموع تتساقط بالتتابع من عينيها …
تيبست الابتسامة على شفتيها وهي تجده أمامها….آخر من تريد رؤيته الآن …الذي تسبب في كل الجحيم الذي تعيشه الآن …
-أنت!!!انت بتعمل ايه هنا ؟!
قالتها جواهر بقسوة وهي تمسح دموعها بعنف حتى كادت أن تؤ ذي عينيها …
لم يظهر شريف أي انفعال بل قال وهو يرفع رأسه كالعادة:
-ممكن أدخل؟!
طحنت جواهر أسنانها وقالت:
-لا مش هتدخل واتفضل أمشي من هنا !!!
ثم كادت أن تغلق الباب الا انه امسك الباب وقال بهدوء:
-لا أنا هدخل!!!
وبالفعل أمام عينيها المصدومة ولج للمنزل …
أغلقت هي الباب بكل عنف واقتربت منه صارخة والكر اهية تندلع من عينيها كنيران لاهبة …..
-عامر قالك على كل حاجة صح.؟!
قالها شريف لترد بعـ نف :
-ايوة قالي….وده مش هيغير حاجة أنا عمري ما هعتبرك.ابويا …انت رفضت تعترف بيا زمان وانا دلوقتي مش هعترف بيك…
-عيب تتكلمي بالطريقة دي معايا يا جواهر أنا جاي أقف معاكي في محنتك و …
-انت آخر واحد عايزاه يقف جمبي….انت آخر واحد عايزة اشوفه دلوقتي …أنا مش عايزاك في حياتي …اطلع برا بيتي …اطلع برا .. !!!!
-يا بنتي بس …
وضعت كفها على اذنها وقالت:
-أسكت …أسكت متجيبش سيرة اني بنتك على لسانك ….
نظرت إليه وقالت بقوة:
-متعرفش أنا قد ايه قر فانة من نفسي لاني بنتك …متعرفش أنا كار هة نفسي قد ايه ….حاسة بالعا ر ان دمك بيمشي في دمي و….آه ..
صرخت بصدمة وكفه تنطبع.بعنف على وجهها …
نظرت إليه بغضب ليقول :
-لما تيجي تتكلمي مع أبوكي اتكلمي بأدب يا جواهر …في المرة اللي هتقلي أدبك عليا تاني هتأخدي قلم زيه!!!
-أطلع برا بيتي حالا …عدي جاي دلوقتي ..
ابتسمت بسخرية وهي ترى شحوب وجهه فأكملت بإستفزاز:
-وطبعا مش عايزة افكرك عدي عمل فيك أيه آخر مرة …أنت خسرت كل حاجة …هو مش هيتردد يحبسك المرة دي لو سمع أنك مديت ايديك عليا …
-مش هيعمل حاجة …
قالها بنبرة حاول إخراجها ثابتة ولكنها ابتسمت وقالت:
-لا هيعمل وهيعمل كتير اووي …عدي بيعمل أي حاجة عشان اللي بيحبهم وهو بيحبني …إذا كان لما كان زعلان مني لما خدعته اخد منك الشيكات عشان يحميني…دلوقتي هو مش زعلان مني وكمان قال للكل انه خطيبي …عدي مش هيخليك تقرب مني ولا تأذيني ولو عرف أنك دلوقتي ضر.بتني بالقلم هيأخد روحك …
-أنتِ بتهد ديني بعدي.بتاعك ده ؟!
قالها شريف بغضب لتهز جواهر رأسها وتقول:
-بالضبط كده أنا بهد دك بيه وبقولك احسنلك تمشي دلوقتي اللي قاله عامر مش هيغير حاجة …أنا عمري …عمري ما هعتبرك ابويا …وحتى لو مو ت من همشي في جنازتك يا شريف صديق …
الكر.ه الذي يندلع من عينيها أحر ق روحه …رغم البرود الذي يدعيه الا انه محطـ م من الداخل …ابنته تكره وعبير أيضا …لقد خسر كل شئ …اتجهت جواهر الى الباب وفتحته وقالت:
-اطلع برا بيت أنا أهلي ما توا لما ماتت امي …. بالنسبالي انت وعامر نفس الحقا رة…
طحن اسنانه وسيطر على نفسه كي لا يضر بها مجددا واقترب منها وقال :
-كان عندي بعد نظر لما رفضت اعترف بيكي …أنتِ فعلا واحدة متربتيش …
ابتسمت بسخرية مريرة وقالت:
-معلش بقا يا شريف بيه محدش كان فاضي يربيني ابويا الحقيقي رماني انا وأمي بعد ما أخد اللي عايزه وأبويا اللي مكتوبة على اسمه سابنا واتجوز وأمي.كانت تعبانة فتلاقيني في الأدب مش قد كده عشان كده بنصحك تمشي من هنا والا ورحمة أمي اللي في قبرها هسمعك شتا يم يتكسف خريجين السجون يقولوها …يالا برا !!
بخطوات غاضبة خرج من المنزل لتغلق الباب بعنف ثم تسقط على الأرض وتنفجر بالبكاء ..
.خلعت ثوب القوى لتظهر كم هي ضعيفة !!!
-ماما أنا محتاجالك…محتاجالك أووي ..
قالتها جواهر ودموعها تطفر بقوة من عينيها …
….
بعد عشر دقائق …
كان البكاء قد انهكها بالفعل …نهضت واتجهت المطبخ وأخرجت منه شئ ثم ذهبت الى غرفة والدتها فتحت الخزانة لتخرج فستان والدتها المفضل …كانت ترتديه في شبابها …كان فستان أحمر بلا أكمام …كانت ترتديه والدتها دوما في عيد ميلادها …كانت تحب ان تكون جميلة في هذا اليوم فتتزين كأحدى سيدات المجتمع الراقي وترتدي هذا الفستان الثمين الوحيد الذي لديها والتى يبدو انها دفعت فيه الكثير ….
خلعت جواهر ملابسها وارتدت هذا الفستان …ثم اتجهت الى طاولة الزينة واخرجت عطر والدتها المفضل …عطر الياسمين…رغم مرضها لم تتخلى والدتها عن عطرها المفضل …حتى انها اخذته للمركز الذي كانت تتعالج به …رشت منه القليل على رقبتها ثم وضعته وقامت بإسدال شعرها الأسود الطويل ومشطته …بعدها أمسكت احمر الشفاه القاني ووضعته على شفتيها ….
وأخيرا انتهت وابتعدت قليلا وهي تنظر لنفسها …انها تشبه والدتها كثيرا…والدتها الحبيبة …هي تحتاجها وستذهب إليها…

خرجت من الغرفة وجلست بالصالة أرضا وهي تمسك السكين التى احضرتها من المطبخ سابقا وأمسكت صورة والدتها ووضعتها جانبا وهي تخط شئ على ورقة وكتبت :
-أسفة ..بجد اسفة …
ثم وضعت الورقة جانباً …ووضعت السكين على رسغها …توقفت قليلا وهي تشعر بوجود أحدهما رفعت رأسها ليخفق قلبها وتدمع عينيها وهي ترى والدتها تنظر إليها بدون رضا…
تساقطت دموعها وقالت:
-ملقيتش طريقة أسهل أموت بيها …بس الأكيد أن الموت احسن بالنسبالي من أني اعيش من غيرك يا ماما !!
ثم عقدت عزمها …هي لن تتوقف !!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في أحدى قاعات الزفاف الكبيرة …
كانت نسرين تتأبط ذراعي فؤاد وتسير معه في الرواق الطويل المزين بالورود بالقاعة …وعندما وصلا الى نصف القاعة جذبها اليه وهو يرقص معها بنعومة …كانت عيني نسرين متعلقة به …السعادة تتألق في عينيها وقلبها يخفق بسعادة كبيرة ….تشعر انها تطير من السعادة …انها غارقة في السعادة حتى اذنيها وكأنها نست كل ما تعرضت له …وكان الحياة لم تكن يوما سيئة معها ….
-انا مبسوطة أووي يا فؤاد …مبسوطة أووي يا حبيبي.
قالتها نسرين وعينيها تتألقان بقوة …تجمعت دموع السعادة بعينيها وقالت:
-أنا عمري ما توقعت اني هفرح كده يا فؤاد وده بسببك أنت …شكرا يا حبيبي …شكرا…
ضمها إليه أقرب وقال بصدق:
-وأوعدك اللي جاي هيبقى سعادة وبس …أنتِ مش هتبكي تاني ابدا يا روحي …
ابتعد عنها وذهب لمنسق الموسيقى وطلب منه شئ …
لحظات قليلة وتم تغيير الموسيقى وأمسك فؤاد مكبر الصوت (ميكرفون.) وبدأ يغني…
-وإنت معايا ميشغلنيش الناس
فرق الإحساس أجمل بكثير
وإنت معايا بشوفك أحلى الناس
دي حقيقة خلاص ما فيهاش تغيير
باين حبيت أيوه أنا حبيت
اقترب منها وهو يكمل بينما يرقص معها:
-حبيت الدنيا اللي بتضحك لي معاك على طول
باين حبيت أيوه أنا حبيت
وبشوف في عينيك الفرحة اللي تخليني بقول
إتأكدت إن أنا ما اقدرش أعيش
غير وأنا وياك وهقول لك إيه
ده مفيش ثانية تعدي ماتوحشنيش
وإرتحت معاك طب أسمي ده إيه
باين حبيت أيوه أنا حبيت
حبيت الدنيا اللي بتضحك لي معاك على طول
باين حبيت أيوه أنا حبيت
انتهت الأغنية ليصفق الجميع بينما يضم فؤاد نسرين ويحملها وهو يدور بها بقوة …كانت هي تضحك بسعادة وهي تشعر صدرها لا يسع قلبها من فرط السعادة!!
…..
بعد أن انتهى حفل الزفاف ..
كان فؤاد يمسك كف نسرين وهو يقف أمام السيارة التي سوف تقلهم للفندق حيث سيقضون ليلة الزفاف بأحد أكبر الفنادق بالبلدة ثم غدا يسافران الى إيطاليا الدولة التي تتيم بها نسرين لكي يقضوا شهر العسل بها وبعد ان ودعوا نهى اقترب كريم منهما …
-خلي بالك منها يا فؤاد …رغم اني عارف أنك هتاخد.بالك منها اكتر مني بس برضه خلى بالك منها …
قالها كريم بصوت متهدج وهو ينظر الى نسرين ابنته التي تتجنب النظر إليه حيث انها تطرق برأسها للأسفل تنظر الى تعانق كفها مع كف فؤاد …
ابتسم فؤاد بسماحة حتى بانت نواجزه وقال:
-في عيوني يا عمي متقلقش …
هز كريم رأسه وقد انهمرت دموعه وهو يجذبه معانقاً إياه..ربت فؤاد على كتفه مبتسما ..ابتعد كريم واقترب من ابنته مترددا ثم عانقها …تجمدت نسرين بين ذراعيه.ولم تشاركه عناقه…بدأ وكأن شوقها ناحيته قد خمد أخيراً….لقد فات.الاوان على عاطفته تلك فلم تعد تريدها!!!
ابتعد كريم والحزن يسيطر على قلبه بينما يرى ابنته بهذا الجمود…كان يتمزق حقاً ولكنه لم يدع.حزنه يمنعه من رسم ابتسامة سعيدة على وجهه مع نظرات.دامعة شكلت بمهارة وجه والد سعيد حتى البكاء من أجل ابنته ولكن لم يخفى الانكسار من عينيه وهو يقول:
-ربنا يجعل حياتك سعيدة دايما يا بنتي …ربنا يكرمك يارب …
هزت نسرين رأسها وهي تبتعد قليلا لكى تودع صديقتها المقربة ليان والتى لم تترك نسرين رغم الحالة النفسية السيئة التى تمر بها …
ابتسمت ليان في وجه صديقتها وهي تخفي دموعها بمهارة وقالت:
-هتوحشيني يا نسرين ..
أمسكت نسرين كف ليان وقالت :
-ما تيجي.معايا يا لي لي هننبسط اووي …
ضحكت ليان وقالت:
-أنتِ مجنونة ؟!عايزاني اجي شهر العسل ..ده فؤاد يأكلني ..لا انبسطي انتِ ونبقى نتكلم ماسنجر…
عانقت نسرين صديقتها بقوة وقالت بنبرة مختنقة:
-هتكوني كويسة؟!
سيطرت ليان على نفسها بقوة وقالت:
-اكيد.هكون كويسة …يالا روحي لعريسك …يالا
ابتعد نسرين عن ليان صديقتها وهي تقترب من فؤاد ليستقلا السيارة وينطلقان بها …. ..
تنهدت ليان وهي تقرر الانسحاب والذهاب لمنزلها …
استقلت سيارتها ليوصلها السائق الى المنزل …
رن هاتفها لتجده.عدي
-أيوة يا حبيبي ..
قالتها ليان بتعب. .
-ايوة يا لي لي ..خلاص الفرح خلص ..
-آه خلص…أنت جاي البيت النهاردة ولا ….
-ايوة بس اطمن على جواهر وأكد على عبير تبقى معاها وبعدين جاي ..
تنهدت ليان وهي تضع كفها على قلبها وتقول:
-مسكينة جواهر أنا عايزة اعزيها يا عدي ..عايزة اشوفها ..
هز عدي رأسه موافقا وقال:
-ماشي يا حبيبتي ..بإذن الله بكرة نروح أنا وأنتِ لعندها اتفقنا ..
-ماشي يا حبيبي اتفقنا ..يلا سلام،
ثم ودعت شقيقها وأغلقت الهاتف وهي تتنهد بقوة …
أسندت رأسها على نافذة السيارة ودموعها تتدفق من عينيها …تخبر الجميع انها بخير ولكنها ليست هكذا أبداً…هي تعاني …هي محطمة…تشعر بنيران تلتهمها …تتخبط ولا تدري لماذا تركها !!!!
وضعت كفها على قلبها وهي تربت عليه …لعلها تمنحه الراحة من تلك الالالم التى تنخر به …فجأة توقف السيارة بدوى مرتفع …شهقت ليان وهي ترتد للأمام ….تراجعت للخلف وهي تتأوه وتضع كفها على جبينها …فجأة نظرت بصدمة الى السيارة السوداء الكبيرة التي خرج منها أربعة رجال أقوياء يرتدون الأسود وعلى ملابسهم صورة للأفعى ….
خرج السائق ليتكلم ولكن دون اي تردد صوب أحدهما السلاح على رأسه وأرداه قتيلاً …
صرخت ليان برعب وهي تخرج من السيارة بقوة لا تعرف كيف امتلكتها وركضت من الناحية المقابلة وهي تطلب المساعدة ولكن هذا الطريق كان مهجور…لقد اخبرت السائق الا يسلك هذا الطريق ولكنه لم يأخذ برأيها ….. صرخت بقوة والرصاصة تصيب قدمها ….وقعت على الأرض وهي تبكي بينما تزحف على بطنها وهي تحاول ان تنهض فتفشل …توقفت فجأة وهي ترى أحدهما يقف أمامها …رفعت رأسها بتعب لتجده رجل غزا الشيب رأسه ..ينظر إليها بسخرية وعينيه السوداء تبرق بشكل مخيف …
-أنتِ بقا حبيبة القيصر الجديدة …طول عمره ذوقه هايل في النسوان…هزعل جدا لما اقتلك زي ما قتلت روان !!!
بهت وجهها وهي تنظر إليه …شعرت بالإختناق …هل هذا هو الذي دمر حياة موسى…كانت ترتجف بقوة والدموع تنفجر من عينيها …شعرت أنها سوف تموت بالفعل …هذا الرجل لا يعرف الرحمة…أخبرها موسى عنه بكل تفصيل…حاولت ليان تنهض وهي تبكي بينما صاموئيل ينظر إليها ويضحك بقوة …أخيرا وقفت على قدميها وهي تصرخ من الألم وبشجاعة لا تناسب الوضع الذي هي به بالمرة رفعت كفها وكادت أن تصفعه الا أن صاموئيل أمسك كفها وقال لرجاله وهو يضحك :
-الله ده القيصر طلع جامد مبيقعش الا مع الجامدين …حتى روان قبل ما اقطع رأسها عملت الحركة الغـ بية دي …
ثني ذراعها بقوة خلف ظهرها حتى انكسر …صرخت بقوة وكادت أن تسقط الا ان كفه اتجه الى شعرها وهو يمز قه في كفه …صرخت وهي تبكي …كان الأ لم يفوق احتمالها …تمنت ان تمو ت وينتهى الأمر فهذا الرجل يبدو انه لن يقتـ لها بطريقة سهلة ….
جذبها صاموئيل من شعرها وهو يجرها خلفه …يجبرها ان تسير على قدمها المصا بة ثم أتجه بها الى السيارة وصدم وجهها بباب السيارة حتى سقطت فاقدة للوعي ووجهها غارق بدما ؤه!!!!
ابتسم صاموئيل بشراسة وهو يراها وقال :
-خدوها عشان نلفها ونبعتها هدية للقيصر!!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشيطان وقع أسيرها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى