روايات

رواية دمية بين يدي بارد الفصل الأول 1 بقلم سارة علي

رواية دمية بين يدي بارد الفصل الأول 1 بقلم سارة علي

رواية دمية بين يدي بارد الجزء الأول

رواية دمية بين يدي بارد البارت الأول

رواية دمية بين يدي بارد
رواية دمية بين يدي بارد

رواية دمية بين يدي بارد الحلقة الأولى

” انا حامل يا جاسر …”

قالتها بصوت خرج خافتا مرتبكا وهي تقف أمام المرآة بقميص نومها الأسود القصير تحاول التدرب مرارا على ما ستقوله عندما يخرج من حمامه بعد قليل …

كسا التوتر وجهها وهي تفكر في ردة فعله عندما يعلم بما حدث … هل سيتقبل ما فعلته ..؟! وهل سيرضى بأن ينجب طفلا منها ..؟! كانت تعلم إن ما تفعله مجازفة شديدة لكنها ملت من هذا الوضع الذي يجمعهما منذ سنين لم يتغير بها شيء .. أعوام وهي عشيقته التي يمن عليها بأمواله الطائلة لينال منها ما يحتاجه من رغبة وقتية حيث يأخذ منها حاجته ويتركها كخرقة بالية لا تساوي شيئا … كانت تعرف إنها المسؤولة الوحيدة عن هذا الوضع فهي من إرتضت هذا عندما ظنت إنها سوف تستطيع جذبه إليها وإيقاعه بعشقها فتتحول رغبته الوقتية إلى إحتياج دائم لوجودها جانبه …

سمعت صوت باب الحمام يفتح فسيطر التوتر عليها من جديد لتسمعه يقول وهو يتقدم نحوها بخطواته الرتيبة :

” إعمليلي قهوة يا لوسي عقبال ما أغير هدومي ..”

” أنتَ هتروح دلوقتي …؟!”

سألته بتردد ليجيب وهو يرتدي بنطاله :-

” اه عندك مانع ..؟!”

قالت بسرعة :-

” لا معنديش بس كنت عايزة أقولك على حاجة مهمة …”

جذب قميص وهم بإرتداءه وهو يقول بجدية :-

” قولي …”

إبتلعت ريقها وأخذت تتأمله بصمت للحظات وهو يغلق أزرار قميصه عندما همست بصوت خرج ضعيف متردد :

” انا حامل …”

توقف عن إغلاق زر قميصه للحظة ورفع بصره نحوها يرمقها بنظرات لا توحي بشيء قبل أن يعاود إكمال أغلاق بقية الأزرار وهو يهتف بعدم إهتمام :-

” وبعدين …؟!”

ردت لوسي بنبرة متحشرجة :-

” بعدين ايه … ؟! بقولك حامل …”

نظر إليها بملامح ساكنة للحظات قبل أن يرسم على شفتيه إبتسامة خفيفة وهو يخبرها بتهكم :-

” منا فهمت إنك حامل ، المطلوب مني ايه ..؟!”

هتفت بنفاذ صبر :-

” انا حامل فإبنك وإنت لازم تعترف بيه …”

” اه قولي كده من الأول … بلاش اللف والدوران ده يا لوسي …”

كانت يتحدث وهو يتجه نحو المرآة حيث حمل مشطه وبدأ يسرح شعره لتقف جانبه وتقول بثبات مصطنع :-

” ده ابنك يا جاسر وإنت أكيد مش هتتخلى عنه …”

وضع المشط على الطاولة وإلتفت نحوها يتحدث ببرود :-

” من الآخر كده الولد ده أنا مليش علاقة فيه وأحسنلك تجهضيه وإلا …”

صمت لوهلة يتأمل نظراتها التي تتوسله ألا يفعل ليسترسل بصوت قوي يحمل بين طياته التهديد الصريح هذه المرة :-

” وإلا أنا هتصرف بنفسي وصدقيني اللي هعمله عمره مهيعجبك …”

صاحت بصوت حزين :-

” إنتَ بتهددني يا جاسر … بتهددني عشان حامل فإبنك …”

صرخ بصوت حاد مخيف :-

” متقوليش زفت ..!! الولد ده أنا مليش علاقة بيه … وأنا نبهتك قبل كده ووضحتلك طبيعة علاقتنا … إنتِ اللي إخترتِ تحملي يبقى تتحملي نتيجة إختيارك ..”

أضاف وهو يحمل سترته ويرتديها :-

” انا خارج ومش عاوز أشوف وشك بعد كده إلا لو إتخلصتي من الجنين ده … غير كده مش عايز أشوف وشك ولا أسمع صوتك حتى …”

اندفع خارجا من الغرفة بل من الشقة بأكملها تاركا إياها تبكي بإنهيار بسبب تلك المصيبة التي أوقعت نفسها بها وهي تعرف حق المعرفة جاسر وما بإمكانه أن يفعل ..

…………………………………………………………….

في أحد النوادي الليلية …

وقفت ميرال في أحد أركان النادي الليلي تتأمل الموجودين بنظرات فارغة وهي ترتشف القليل من مشروبها الكحولي …

وعلى الجانب الآخر كان هناك من يراقبها بتركيز شديد ورغبة قوية في الإقتراب منها ونيلها كما تمنى لسنوات طويلة فهي ميرال العمري التي لطالما جذبت أنظار الجميع إليها بجمالها المثير وشخصيتها المغرورة القوية وحتى بعدما حدث معها وما فقدته ما زالت بذات الغرور والهيمنة ..

نهض من مكانه مقررا التقدم نحوها حيث سيقترب منها ويحاول كسب ودها وهي بالتأكيد لن تمانع كونها لم تعد كالسابق ولم يعد لديها ما تغتر به سوى جمالها …

وقف بجانبها يهتف بصوت عالي قليلا :-

” عاملة ايه يا ميرال …؟!”

نظرت ميرال إليه وقد عرفته فورا فهتفت ببرود :-

” كويسة … “

ثم عادت ترتشف من كأسها بلا مبالاة عندما سألها بإهتمام مصطنع :-

” مش بشوفك فالجامعة يعني .. ايه ناوية تأجلي السنة ..؟!”

إحتدت ملامحها للحظات سرعان ما إنتهت وهي تجيب ببساطة مفتعلة :-

” لا أبدا هاجي قريب …”

إلتوى ثغره بإبتسامة متهكمة ليقول وهو يومأ برأسه :-

” كويس … اصل الكل هناك بيسأل عليكي … وحشاهم اوي …”

شعرت بالإختناق من حديثه الذي أدركت جيدا ما وراءه فوضعت كأسها على الطاولة جانبها وإنسحبت من جانبه بهدوء …

سارت متجهة خارج النادي وهي تفكر إن مجيئها هنا كان خطأ فهي بالتأكيد ستجد العديد من زملائها في الجامعة هنا …

ما إن خرجت من النادي حتى فوجئت بشاهي صديقتها التي تقدمت نحوها تحييها بسعادة :-

” مش معقول … ميرا حبيبتي عاملة ايه ..؟!”

أجابت ميرال بإبتسامة مصطنعة :-

” بخير … وانتِ ..؟!”

” انا كويسة … فينك مش باينة ..؟!”

ردت ميرال بصوت حاولت جعله طبيعيا قدر المستطاع :-

” كنت برتاح شوية فالبيت …”

قالت شاهي بسرعة وهي تسحبها من كفها :-

” تعالي ندخل نكمل كلامنا جوه ..”

إلا إن ميرال رفضت بشدة :-

” لا معلش انا هروح البيت …”

” دلوقتي ..؟! لسه بدري يا ميرا …”

زفرت ميرال أنفاسها ببطء وقالت :-

” سيبيني أروح يا شاهي بليز …”

سألتها شاهي بقلق :-

” انتي كويسة يا ميرا ..؟!”

هزت ميرال رأسها نفيا وهي تكبح دموعها بشدة فهتفت شاهي بعدم تصديق :-

” انتي هتعيطي كمان …؟! لا مينفعش كده … بقولك تعالي معايا نروح اي كافيه قريب ونتكلم …”

شعرت ميرال برغبتها الشديدة في الحديث مع صديقتها التي لم تلتقِ بها منذ فترة فأومأت برأسها موافقة وركبت معها سيارتها حيث سيتجهان الى احد المقاهي القريبة كي يتحدثان سويا ..

…………………………………………………………..

” مخنوقة يا شاهي … مخنوقة وتعبانه اوي … مش قادرة أستوعب لحد دلوقتي اللي حصل ولا ازاي وصلنا لكده .. “

كانت ميرال تتحدث بعينين مدمعتين وملامح يسيطر عليها القهر فتقابلها نظرات شاهي الحزينة لأجلها والتي قالت بجدية :-

” اهدي يا ميرال … اهدي يا حبيبتي … كل حاجة وليها حل …”

هتفت ميرال بألم :-

” حل إيه بس يا شاهي …؟! خلاص كل حاجة راحت … معادش فاضل حاجة لينا غير الشقة الصغيرة اللي قاعدين فيها أنا ومامي .. كل حاجة راحت … تخيلي مبقاش معايا مصروف يكفيني أخد تاكسي حتى لما بخرج من البيت … انا تعبت بجد ومش قادرة أستحمل العيشة دي …”

” مش عارفة اقولك ايه ..؟! الوضع صعب جدا … انا مش هقدر الومك بس إنتي مضطرة تعيشي كده يا ميرال … زي ما مضطرة تروحي الجامعة وتكملي آخر سنة ليكي …”

هتفت ميرة بنبرة ممتعضة :-

” أروح الجامعة وأتحمل شماتة الرايح واللي جاي … ده انا شفت لؤي بالصدفة النهاردة فالنايت كلوب قعد يتكلم بطريقة مليانة شماتة …”

” لؤي عدنان ..؟!”

سألتها شاهي لتومأ برأسها وهي تجيب :-

” ايوه هو لؤي الزفت …”

قالت شاهي بسرعة :-

” مانتي عارفة انوا كان معجب بيكي وانتي بتصديه …”

إبتسمت ميرال بسخرية وهي تردد :-

” اه عارفة .. منا ياما صديت … واهو دلوقتي كل اللي صديتهم فرحانين بيا .. إذا كان حازم اللي مرتبطة بيه من سنين سابني وتخلى عني .. قال مبقتش نافعة ليه وانا بالمستوى ده …”

” سيبك منه .. فكري بنفسك … انتي لازم تنجحي السنة دي يا ميرال وتاخدي شهادتك وفكري بعدها هتعملي ايه …”

” انجح ايه بس ..؟! انا مش هقدر اروح الجامعة ولا هقدر أعمل أي حاجة … “

نظرت شاهي إليها بحيرة وصمت بينما أشاحت ميرال وجهها بضيق وهي تفكر من جديد في وضعها الذي لا يوجد حل له كما يبدو …

……………………………………………………………..

بعد مرور عدة أيام ..

وقفت ميرال أمام المرآة تضع اللمسات الأخيرة على وجهها عندما سمعت صوت والدتها تسأل بعدما دلفت الى غرفتها :-

” انتي خارجة يا ميرال …؟!”

ثم أضافت وهي تتأمل فستانها الأحمر بقصته الجذابة المثيرة :-

” وايه الفستان ده ..؟! انتي معزومة فحفلة ولا إيه …؟!”

إلتفتت ميرال نحوها بعدما تأكدت من كمال مظهرها وقالت :-

” آه اصلي معزومة على خطوبة …”

” خطوبة مين ..؟!”

سألتها فيفي والدتها بإستغراب لتجيب :-

” خطوبة حازم يا مامي …”

تغضنت ملامح والدتها بإنزعاج وهي تقول :-

” وانتي تروحي خطوبة حازم ده ليه …؟!”

ردت ميرال ببساطة وهي تحمل حقيبتها الذهبية الصغيرة :-

” عادي هو عزمني وانا هروح …”

ثم أكملت وهي تتحرك خارج الغرفة :-

” شاهي شكلها وصلت ومينفعش أتأخر عليها … باي …”

ثم خرجت من الشقة واتجهت الى سيارة شاهي حيث ركبت بجانبها لتتأملها شاهي للحظات قبل أن تصفر عاليا وهي تردد بمرح :-

” أوه ايه الفستان وإيه الجمال ده .. ده فستان الإنتقام ولا إيه ..”

ضحكت ميرال وهي تردد :-

” وانتي لسه شفتي حاجة …؟! “

إبتسمت شاهي وقالت مازحة :-

” بيقولوا الخطوبة على مستوى … فيها كل السياسيين ورجال الأعمال … خلينا نلحق نشقط اتنين لينا ..”

” نشقط ..!! بقيتي بيئة أووي يا شاهي ….”

قالتها ميرال بسخرية ثم أضافت بعينين لامعتين وقد راقتها المزحة :-

” ياااه لو ينفع أوقع واحد من الرجالة المهمين اللي هناك …”

قاطعتها شاهي بدهشة :-

” حيلك حيلك … انا كنت بهزر بس انتي شكلك خذتيها جد …

هتفت ميرال بجدية ظهرت على ملامحها :-

” اصلك فكرتيني بكلام مامي … هي مصرة انوا الحل الوحيد عشان يرجع وضعنا زي الأول إني أتجوز عريس غني …”

قالت شاهي بعقلانية :-

” التفكير ده غلط يا ميرال … “

قاطعتها ميرال بضيق :-

” انتي بتقولي كده لإنك مش عايشة وضعي … تقدري تقوليلي هستحمل الفقر ده لحد إمتى … مفيش حاجة تقدر تخرجني من وضعي الهباب إلا إني أتجوز واحد غني جدا يعيشني بنفس المستوى اللي كنت عايشة بيه ..”

نظرت شاهي إليها بضيق لكنها لم تعلق بينما أخذت ميرال تنظر من النافذة وهي تفكر في طريقة ما تخلصها من كل هذا الوضع ..

…………………………………………………………..

دلفت ميرال بجانب شاهي الى الحفل لتتجه أنظار جميع الموجودين نحوها لا إراديا فهاهي تظهر لأول مرة في الأوساط الراقية بعد إفلاس والدها وإنتحاره …

ورغم وضعها الجديد وما حل بها كانت نظرات الإعجاب تحاوطها بوضوح فجمالها الآخاذ لطالما أسر الرجال وجذبهم إليها بقوة …

سارت ميرال بملامح واثقة نحو العروسين حيث كان يقف حازم محتضنا عروسه يتلقى التهاني من الموجودين عندما وجدها أمامه بتلك الطلة المبهرة والإبتسامة الواثقة التي لا تخلو من التهكم ..

” مبروك يا حازم …”

قالتها ميرال بصوت يبدو عاديا من الخارج لكنه يحمل في طياته الكثير من السخرية …

إلتقط حازم يدها في تردد و أجاب بصوت مبحوح :-

” شكرا يا ميرال .. عقبالك ..”

باركت ميرال للعروس التي ردت تحيتها ثم إستدارت ميرال نحو والدة حازم التي تقدمت نحوهم بملامح ممتعضة فإلتوى فمها بإبتسامة باردة وهي تحييها :-

” ازيك يا أنطي … مبروك خطوبة حازم …”

ردت والدة حازم بضيق ضريح :-

” الله يبارك فيكي وعقبالك ..”

هزت ميرال رأسها بلا مبالاة ثم سارت مع شاهي نحو إحدى الطاولات لتجد مجموعة من أصدقائها في الجامعة والذين رحبوا بها وأخذوا يسألونها عن أحوالها ..

مر الوقت وميرال تتجاذب أطراف الحديث مع صديقاتها حيث أخذن يرمقن الرجال الموجودين بنظراتهم وهم يتحدثون عنهم بإهتمام لا يخلوا من المزاح ..

هتفت إحدى صديقاتها وهي ترمق ذلك الذي يقف بجانب والد العريس يتحدث معه :-

” ده بقى جاسر التميمي … ده بالذات ملوش حل ..”

سألتها ميرال بتهكم وهي ترمق جاسر بنظراتها تتأمل وسامته الواضحة :-

” ليه بقى …؟!”

ردت صديقتها وهي تتنهد بإعجاب واضح :-

” وسامة ومال وجاه وكل حاجة … ده أشهر عازب في البلد … حاجة كده فوق الوصف … ملوش حل …”

أيدتها شاهي :-

” فعلا أنا أسمع عنه دايما من بابي … بيقول إنوا أنجح رجل أعمال في البلد حاليا رغم سنه الصغير ده غير صوره اللي مالية الجرايد والمجلات .. “

قالت صديقتهم الأخرى :-

” ده بيقولك ثروته خيالية .. اصلا مش غريب عليه لإنوا من عيلة كبيرة ومعروفين بثروتهم ومركزهم من جدودهم ولحد دلوقتي …”

عادت صديقتها الأولى تسألها مستغربة :-

” غريبة إنك متعرفيهوش يا ميرا …”

لم تنتبه ميرال إليها حيث كان جم تركيزها وأفكارها منصب على جاسر …

” ميرال رحتي فين …؟!”

سألها شاهي بصوت عالي قليلا وهي تلكزها من ذراعها لتستيقظ ميرال من شرودها وتقول بتلعثم :

” ها مفيش .. بقولك انا هروح الباث روم أعدل الميك آب بتاعي …”

ثم تحركت بسرعة دون أن تنتظر ردها ..

…………………………………………………………………..

بعد مرور مدة من وقت حيث أوشكت الحفلة على الإنتهاء كانت ميرال تراقب جاسر بإهتمام تنتظر اللحظة المناسبة لتنفيذ خطتها عندما وجدته يتحرك مبتعدا عن طاولته فحملت كأسها وسارت بخطواتها نحوه عندما تقصدت الإصطدام به ليقع العصير بالكامل على ملابسه وفستانها …

شهقت تدعي الفزع مما حدث بينما إحتدت ملامح جاسر كليا وهو يرفع وجهه نحو الفتاة التي تسببت بهذا فينصدم بعينين بلون الزمرد تنظران له بهلع …

” سوري بجد مكانش قصدي …”

قالتها ميرال بنبرة تقصدت أن تجعلها ناعمة خجول فهتف جاسر وهو يخرج المنديل من جيبه ويمسح قميصه :-

” عادي يا آنسة .. محصلش حاجة …”

قالت ميرال بإحراج مفتعل :-

” لا إزاي بس ده القميص اتدمر خالص …”

ثم هتفت بجدية :-

” انا اسفة بجد … “

أضافت وهي تنظر إلى فستانها الذي تساقطت عليه قطرات العصير هو الآخر بتعمد منها :-

” حتى فستاني إتدمر خالص …أوووف ….”

تأمل جاسر فستانها بتلك القصة التي تبرز ثدييها بوضوح مع تلك الفتحة الطويلة على جانبه من الأسفل حيث تظهر من خلالها ساقها الطويلة المثيرة …

تنهد وهو يعاود النظر الى ملامحها الفاتنة ويقول :-

” مشكلة فعلا … “

قالت ترسم الإنزعاج على ملامحها :-

” مش عارفة ايه اليوم ده … العصير وقع على فستاني وبوظه والعربية عطلت والسواق مش هيعرف يجي .. “

قال جاسر بجدية وقد شعر إن فرصته الذهبية أتت للتعرف على هذه الفاتنة :-

” مفيش مشكلة لو تحبي أوصلك فطريقي …”

هتفت ميرال تدعي الحرج :-

” لا طبعا مينفعش … مش عايزة أتعبك ..كفاية اللي عملته …”

رد بسرعة :-

” مفيش تعب ولا حاجة يا آنسة …”

أضاف بجدية :-

” احنه متعرفناش على بعض صحيح …”

مد يده يعرفها عن نفسه بصوته الواثق :-

” جاسر التميمي … وانتِ ..؟!”

مدت يدها تلمس يده وهي تردد بإبتسامة عذبة :-

” ميرال العمري … سعيدة بمعرفتك مع إنوا اسمك مش غريب عليا ..”

إبتسم بهدوء وقال :-

” طيب اتفضلي معايا عشان أوصلك …”

قالت بخجل :-

” بجد مش عايزة أتعبك ..”

رد بجدية :-

” مفيش تعب ولا حاجة إتفضلي …”

سارت بجانبه خارج القاعة متجهة نحو سيارته وداخلها يكاد يطير فرحا فإولى خطواتها في خطتها الموعودة نجحت…

…………………………………………………………………

في السيارة …

كانت ميرال تتأمل الشوارع من الخارج بإضائتها الخافتة عندما سمعته يسألها :-

” انتي ساكنة فين …؟!”

أعطته عنوانها لتجده يسألها :-

” انتي شكلك طالبة جامعية صح ..؟!”

أومأت برأسها وهي تجيب :-

” اه وبدور حاليا على شغل ….”

سألها بإهتمام :-

” شغل ايه …؟! انتي بتدرسي إيه اصلا ..؟!”

هتفت بجدية :-

” أنا فآخر سنة إدارة أعمال .. حصلتلي ظروف وإضطريت أاجل السنة فقلت أدور على شركة ينفع أشتغل فيها … أصلي بتكلم أربع لغات وعندي كورسات وشهادات كتير فحبيت أستغل السنة دي وأشتغل …”

صمت جاسر قليلا ثم قال بعد مدة :-

” لو لسه حابة تشتغلي ممكن تجي عندي الشركة …”

قالت بدهشة مصطنعة :-

” بجد ..؟!”

اومأ برأسه وهو يقول :-

” آه بجد .. تعالي وإتدربي عندي … “

قالت بسرعة ولهفة :-

” موافقة .. بجد ميرسي جدا يا أستاذ جاسر …”

إبتسم جاسر بهدوء دون رد بينما عادت ميرال تنظر الى الخارج بإبتسامة خفية .. أوصلها جاسر الى مكان إقامتها لتشكره بشدة فوجدته يخبرها بعنوان شركته ويطلب منها القدوم صباح الغد ..

هبطت ميرال من السيارة وهي تبتسم بسعادة فكل شيء يجري لصالحها تاركة جاسر يبتسم هو الآخر بغموض مفكرا إن تلك الفتاة ذات جمال فاتن مثير لم يره من قبل وعليه إقتناصه بأقرب فرصة …

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية دمية بين يدي بارد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى