روايات

رواية ذلك هو قدري الفصل الخامس عشر 15 بقلم موني عادل

رواية ذلك هو قدري الفصل الخامس عشر 15 بقلم موني عادل

رواية ذلك هو قدري الجزء الخامس عشر

رواية ذلك هو قدري البارت الخامس عشر

رواية ذلك هو قدري
رواية ذلك هو قدري

رواية ذلك هو قدري الحلقة الخامسة عشر

تشرق شمس يوم جديد لتضئ اركان الحزن المعتمة في حياتنا.
اغمضت ملاك عينيها التي تقطر حزنا ثم استدارات تمضي نحو غرفة معتز لتجعله يستيقظ ويتناول الفطور معهم.

اقتربت من باب غرفة نومه وكلها رهبة لا تعلم سببها ازدردت ريقها وهي تطرق علي الباب تستئذن قبل ان تفتح الباب ثم فتحت ودخلت وقفت تنظر إليه وهو مستلقي علي الفراش لا حول له ولا قوه اقتربت منه ووقفت تتامله فوقعت عيناها علي الكرسي المتحرك بجوار الفراش انزلقت دمعة من عيناها لتمحيها سريعا ومالت عليه تحاول جعله يستيقظ ظلت تنادي اسمه بخفوت إلي ان فتح عينيه ببطء شديد فما ان راها واستمع لصوتها تخبره بأنها ستساعده ليخرج من غرفته ويجلس معهم يتناول فطوره همهم معتز ببعض كلمات لم تفهمها ملاك ثم سرعان ما بكت عند رؤيتها لدموعه فلم تقصد أن تشعره بعجزه.

فما ان اقتربت منه تزيح الغطاء عنه لتحاول ان تجلسه ارتمي عليها معتز يبكي بألم وكأنه يعتذر منها علي كل ما فعله معها اطبقت عليه بمرفقيها تحتضنه وبدأت دموعها في التساقط من جديد فأخذت تطيب بخاطره قائله
(( انا اسامحك لست غاضبة منك صدقني ))

 

 

 

هز راسه بالنفي يريد التحدث واخبارها بأنه لا يستحق مسامحتها لانه كان خسيسا وحقيرا معها يتمني لو يعود الزمان ما كان ليتزوج من غاده ويسمح لها بتدمير عائلته وبخ سمها بداخله .
تنهدت ملاك بحزن علي ما طاله تخرجه من أحضانها تهديه إبتسامة هادئه ثم ساعدته ليستقر جالسا علي مقعده ووقفت تدفع به المقعد إلي خارج الغرفه .

بعد القليل من الوقت التف الجميع حول طاولة الطعام يتناولون فطورهم في صمت مطبق لم يقطعه سوا صوت مي وهي تقف عن مقعدها تقول
(( سأذهب فلقد تأخرت علي العمل ))
كانت والدتهم تجلس معهم تشعر بطعما مرا في حلقها وآلم حاد في قلبها كلما نظرت بإتجاه معتز بعينين لم تذق طعم النوم ظلت طوال الليل تبكي وتتحسر علي شباب ولدها وتدعو علي من كان السبب في مرضه ، تحركت مي بإتجاه والدتها التي لم تتناول أي شئ تجلس معهم فقط وتختلس النظرات المتحسرة لمعتز فمالت تلثم وجنتها ثم غادرت .
شرد فارس بنظره بصمت للحظات يفكر بالعمل لساعات إضافيه حتي يستطيع أن يبدأ في علاج معتز اخرجه من شروده كف ملاك التي وضعتها علي كفه المستقرة علي الطاوله نظر إليها ليري ابتسامتها التي لم تتعدي شفتيها فسحب كفه واطبق علي كفها وكأنه يستمد قوته منها ثم قال
(( سأذهب أيضا إذا حدث شئ اتصلوا بي .))

ما ان خرج من غرفة الطعام لحقت به والدته ووقفت امامه تحدثه بنبرة يشوبها الالم قائله
(( ألن تذهب بأخيك للطبيب ))

رفع أنامله ببطء لتغوص في خصلات شعره وارتسمت إبتسامة حزينه علي شفتيه وهو يقول

 

(( غدا يا امي ساخذ اجازة غدا واذهب بمعتز للطبيب لنبدأ مرحلة العلاج اطمئني فأنا لم اقصر معه .))

رمقته بنظرة إمتنان تعلم بأنه اكثر من يعاني وتعلم ايضا بأنه لن يشتكي لاحد بما يعتلج قلبه ولكنها تشفق عليه وعلي ما طال منزلها واولادها.

فقال فارس وهو يلثم كفها ((ساذهب ))

واستدار يفتح باب المنزل فما ان هم بالخروج امسكته والدته من ذراعه وقد اكتست ملامحها بالحزن البين وترقرقت عيناها بالدموع .

ما ان رأي حالة والدته وانها علي وشك البكاء اراد التخفيف عنها فقال بنبرة مرحه

(( سأعود يا امي اطمئني فلن اهرب ))

اهدته ابتسامة من بين حزنها فبادلها اياها واطلق العنان لقدمه مغادرا .
خرج للشارع وجد والدها يتحاشي النظر إليه اقترب فارس منه ووقف يلقي التحيه عليه ليجيبه الاخر بحرج .

تنهد فارس ثم قال بهدوء

(( انا لم انسي ما وعدتك به اعطيني مهلة يومين وبعدها سأحضر والدتي ونتكلم في التفاصيل فانت تعلم بما اصاب معتز .))

تلعثم والد ليال لا يعرف بما يجيبه فأهل الحي لن يصمتوا إلا عندما يعقد فارس قرانه علي ابنته .

اكد عليه والد ليال وهو يتحدث بنبرة هادئه قالا

(( لا تشغل بالك في اي وقت تريد القدوم سأكون في انتظارك كان الله في عونك .))

ثم ربط علي كتفه وتحرك ليدخل منزله قابلته زوجته وهي تسأله عن فيما كان يتحدث مع فارس تخبره بانها راتهم من النافذه يتحدثون ولكنه تجاهل اسألتها ودلف لغرفته صافقا الباب خلفه بقوه .

وصلت مي للشركة ووقفت امام باب غرفة مكتب المدير تنتظر ان تخرج السكرتيرة من الداخل وتسمح لها بالدخول ظلت واقفة عدة دقائق يتأكلها القلق والتوتر من رد فعل مديرها علي عدم حضورها لعشاء العمل فتح الباب وخرجت السكرتيرته تطلب منها الدخول .
اخذت نفسا عميقا وتحركت للداخل ترسم إبتسامة جميلة علي محياها وقفت امام مكتبه فتحدث بهدوء قائلا

(( لم يعد لكي مكانا في شركتي اعطيتك بدل الفرصة اثنان ونبهت عليكي بالامس بأن حضورك للعشاء مهم ولكنك كالعادة لا تعيري حديث مديرك اية اهميه .))

 

 

 

ابتسمت مي بشحوب رغم الحزن اللامع في عينيها ارادت ان ترجوه لعله يتراجع عن قراره واخباره كم تحتاج للعمل ولكنها لم تفعل فما ان نطقت حتي قالت
(( شكرا لك ))

واستدارات مغادرة تخطو بخطوات سريعة بدات دموعها بالانزلاق فكم تحتاج للعمل الان اكثر من اي وقت مضي فالحمل يزداد علي فارس ، خرجت من غرفة مكتب المدير لتصطدم بجدار صلب ويدق قلبها بصخب قبل ان ترفع بصرها تري من ذلك الشخص اتسعت حدقتا عيناها عند رؤيتها لسليم

سألها سليم بشئ من الريبة عند رؤيته لبقايا دموعها والحزن المرتسم علي وجهها يتبادل النظرات بينها وبين غرفة مديرها قائلا
(( ما بك هل فعل لك شيئا ))
عندما وجدها لا تجيب تحرك يريد الذهاب لمديرها وتلقينه درسها فهو السبب في دموعها ولكنها امسكت بكفه توقفه وقف ينظر إليها وإلي كفها الممسك بكفه فسحبت كفها سريعا وزدردت ريقها بإرتباك ثم قالت بلامبالاة مزيفه
(( انا بخير ولكني اصبحت بلا عمل ))
رفع حاجبه وتحدث يقول ببساطة
((هل سبب ذلك استماعك لي وعدم حضورك لعشاء العمل . ))
تطلعت مي بسليم وقالت متعجبة بغير تصديق

(( يا الهي ! هل اعتقدت بأنني لم اتي للعشاء بسبب حديثك وتهديدك السخيف هذا .))
هز سليم رأسه وقال بعينين شاردتين بالتفكير

(( اي كان السبب فأنا سعيد لانك لم تاتي لو كنتي فعلتيها وقتها كنتي ستندمين وتتمني لو يعود بك الوقت لتظلي في منزلك .))

تجهمت ملامح مي وهي تنظر إليه تتفحص ملامحه ثم تحركت بإتجاه المصعد لتغادر استدار يلحق بها وتقدم بهدوء منها متسائلا
(( هل تحتاجين للعمل ))

ظلت واقفة مكانها تنتظر وصول المصعد لم تتحدث بل اكتفت بإماءة من راسها
تنهد ببوس ولوعة قائلا
((بإمكانك العمل في شركتي منذ اليوم لو اردتي))

 

 

 

فرحت لعثورها علي عمل بتلك السرعة ولكن سرعان ما لفتها حيرة اكبر وهي تفكر بأنها ستعمل لديه وستعطيه فرصة ليتحكم بها ويتشرط عليها شردت بنظرها قليلا تفكر في مرض معتز وما سيعانيه فارس في الفترة القادمه عليها ان تساعده بأي شكل حتي ولو كانت ستتنازل عن كبريائها وتعمل لديه أومأت براسها بالايجاب وهي تبعد بصرها بعيدا عنه .

ظهرت براءة ملاك فقد ظهر الحق وزهق الباطل وسجنت غادة لاتفاقها مع الطبيب متعمدة إجهاضها وسلبها حق جنينها في الحياة المستقبليه فكانت جالسة علي ارضية الزنزانه مستندة علي الجدار خلفها شاردة تتذكر ما فعلته وكيف قررت انهاء حياة جنينها وذلك الدواء الذي جلبته واستمرت في تناوله لعدة ايام ليساعدها في اجهاضه دون ان يلاحظ اي احد بأنها السبب في ذلك.

ففي ذلك اليوم عندما شعرت بالآلم المبرحة تضرب اسفل بطنها وظهرها علمت بأن الوقت قد حان فقررت اكمال خطتها وان تجعل من ملاك ان تكون السبب في اجهاضها فقد بدات تشعر بإنزلاق سائل دافي علي اعلي قدميها فتجهت حيث ملاك وتم كل شئ كما خططت له لتجعل معتز يصدقها بان ملاك ارادت التخلص منها واجهاضها ولكن ما لم يكن في الحسبان هو ان تكتشف بأنها مازالت تحتفظ بالجنين مما جعلها تطلب من الطبيب ان يساعدها علي الاجهاض ليبتزها فيما بعد وينكشف كل شئ .
بكت غادة عند تذكرها لتلك الذكرة المؤلمة فهي لم تحصل علي اي شئ في النهاية غير انها زوجة خائنه وام قاتله .

كانت زينه تجلس علي الاريكة ف صالة منزلها تمسك بهاتفها تتبادل الحديث مع صديقتها لتسألها زينه ببؤس قائله
(( هل تعرفين شيئا عن فارس ))
اجابتها صديقتها بإندفاع قائله
(( اعرف كل شئ عنه فانا اقطن معهم بنفس الحي لن تصدقي ما حدث معه …))
بترت حديثها مترددة بإخبارها ولكن امام اصرار زينه اضطرت بان تخبرها كل ما تعرفة عن فارس .

ما ان استمعت زينه لما اخبرتها به صديقتها عن فارس وليال انهت المكالمة وقد تجهمت ملامحها وتلعثمت وهي تهمس قائله
(( ماذا هل قالت بأن فارس سيتزوج ))

وقفت تدور حول نفسها كأسد جريح تتحرك ذهابا ويابا وكأن فارس هو من خدعها وتخلي عنها في وقت شدتها امسكت هاتفها من جديد وضغطت علي زر الاتصال وانتظرت جرس واثنان وثلاث فلم يجيب علي الهاتف عاودت الاتصال من جديد عدة مرات ولكنه ايضا لا يجيب زفرت بغضب وهي تلقي بالهاتف علي الاريكة .

 

 

في المساء عاد فارس للمنزل وهو يشعر بالتعب يفتك به فقد عادا توا من عمله ذهب بإتجاه غرفه معتز فدلف للدخل ووقف يطالعه بحزن متحسرا علي ما طاله دثره بالغطاء جيدا ومال عليه يلثم جبينه بقبله ثم خرج اتجه ناحية غرفته ودلف راميا هاتفه علي الفراش اخذ يتذكر كم عدد الرنات التي وصلته من زينه اليوم ولكنه تجاهل اتصالها واخذ يشغل نفسه وتفكيره في العمل وتجاهل هاتفه كليا حتي لا يضعف ويجيب عليها في مرة من تلك المرات يفكر لما الان تريد زينه التواصل معه هل تشتاق له مثلما يفعل احيانا شعر بالاختناق فذهب بإتجاه الشرفه وفتح بابها ووقف مغمض العينين يسحب نفسا قويا يملئ به رئتيه لعله يريح الم قلبه فتح عينيه ليراها واقفة كالبلهاء تتامله فهمس لنفسه قائلا
(( لقد انشغلت عنك يا ليال يجب ان اقدم فيما نويته ))

اراد التحدث معها فلاول مرة في حياته يريد ان يتحدث مع احد ويشكو له ما يعانيه وجدها تستدير للداخل مغلقة باب الشرفة بهدوء وقف مكانه للحظات يطالع بابها المغلق فرفع بصرها ينظر للقمر يشكو إليها مما يعانيه ثم دخل واستلقي علي الفراش ليغوص في النوم سريعا ..
كان مالك في غرفة مكتبه في المنزل يجلس علي مقعده يتصفح بعض الاوراق بتركيز شديد مد كفه يضع حفنه من الاوراق في احدي ادراجه قبل ان يغادر غرفة مكتبه ويتوجه حيث والديه القي السلام عليهم وجلس علي المقعد مقابلا لهم ثم تحدث قائلا
(( ابي اريد التحدث معك في امر هام ))
انتبه والده له متحفزا مما يريد اخباره به ليكمل مالك حديثه قائلا
((هناك فتاة اريد الارتباط بها والزواج منها ))
فرح والده واراد معرفة كل شئ عنها واخذ يستفسر من مالك عن من تكون واين له بمعرفتها ليخبره مالك بكل شئ عنها منذ ان راها لاول مره حتي ساعدها لتخرج من السجن
ارتسمت علامات الصدمة واليأس علي وجوه والديه وبدت والدته بانها غير مصدقه بأن ابنها يريد الارتباط بفتاة كانت تسجن لديه .
تنهد والده وكم بدت مؤلمة تلك التنهيدة يكتم فيها حزنه ثم قال
(( لما هي عن غيرها ))

اجابه بتلقائية بصوت مهتدج قائلا

 

 

 

(( لانني أحببتها ))
حافظ والده علي رباطة جأشه وهو يقول

(( سأفكر في الامر ثم اخبرك بقراري .))

بقيا والده جالسا شاردا فيما قاله مالك فقرر الذهاب لتلك الفتاة وتهديدها وتلقينها درسا لتبتعد عن ابنه فلقد طلب منه بعض الوقت من اجل هذا لا ليفكر ويري إذا ما كان سيمنحه موافقته ام لا.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ذلك هو قدري)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!