روايات

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الفصل السابع عشر 17 بقلم شيماء سعيد

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الفصل السابع عشر 17 بقلم شيماء سعيد

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الجزء السابع عشر

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني البارت السابع عشر

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة السابعة عشر

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺

أحبك أكثر من أي وقت مضى، أحبك بقدر أكبر مما ينبغي، ولكن يجب أن أرحل، أنني أفقد نفسي، انه أمرٌ مؤلم ألاّ أرى نفسي، لا يمكننا البقاء معاً

………………..

اخبر سعود الطبيب سعود أن لمياء حامل .

فصدم سعود واتسعت عينه غير مصدق ليقول بصدمة ….حاااااامل .

ثم حدث نفسه …هذا من زوجها الاول اكيد .

ثم ابتسم بمكر مرددا …وايش يعنى .

حلو حلو ، زيادة الخير ، بس عسى يكون ولد ، اعتمد عليه فى المستقبل وبناتى يكون لهم ضهر وسند .

وسأكتبه بأسم زوجتى الاولى بنت عمى ، أما هى سادفع لها كى تتركه لى .

وان كانت بنت هى لها ، لا اريدها ، يكفى ما عندى .

أما لمياء فهى الأخرى ، فمن الصدمة لم تستطع النطق بأى شىء وحدثت نفسها ….انا حامل معقول !

ده اكيد ابن بلال اللى انا ظلمته ، لما اتجوزته وانا عارفة أنه بيحب أشرقت .

وظلمته تانى لما مكنتش الزوجة الصالحة اللى عايزها وكنت بعانده فى كل حاجة يقولها .

وظلمته تانى لما اتكلمت مع لؤى من وراه ، ويارتنى حتى كملت مع لؤى .

الا فى الاخر ولا طولت بلال اللى اطيب خلق الله .

ولا طولت لؤى اللى عينه فعلا كانت كلها حب وكمان مبسوط .

وفى الاخر لبست فى سعود المصيبة المجنون ده .

ثم تذكرت كلمات والدتها حين نصحتها أنها ستندم على فراق بلال .

وها هى بالفعل تندم ، فكان فقره مع حسن صحبته افضل من غنى سعود وسوء صحبته .

ولكن الآن لم ينفعها الندم وستتريث حتى ترى ما سيفعل بها أيضا عندما علم أنها حامل .

فوضعت يديها على بطنها خوفا من أن يبطش بها مرة أخرى ، فيجهضها .

لمياء …لا ابنى من ريحة الغالى بلال ، لا مش هسمحله يأذينى تانى .

الطبيب ..استأذن سيدى .

ولكن قبل أن تغادر انصحك سيدى ،ان تهتم بها كثيرا من أجل الحمل وقد كتبت لها بعض المقويات وانصحها بالراحة التامة حتى يثبت الجنين .

واخيرا ..مبروك .

سعود ….يعطيك العافية يا دكتور .

ثم أمر حارسه أن يعطيه ما اتفق عليه ثم أمره أن يغادر معه .

ثم بدء يقترب من لمياء ، فشعرت بالخوف أن يبطش بها مرة أخرى وارتجفت وأخذت تتراجع بظهرها حتى التصقت بجدار الفراش .

للتفاجىء به يبتسم قائلا ….هلا بأم ولدى الغالى .

اندهشت لمياء من قوله فرددت …ام ولدك !

ازاى ؟ ده اكيد من جوزى الاول ، عشان احنا ملحقناش اصلا يومين مجوزين .

سعود …لا يهم ، المهم لو ولد هيكون ابنى انا واكتبه على أسمى ويرث منى .

و(لكنه كتم عنها أنه سيأخذه منها حتى لا تهرب به ).

فابتسمت لمياء كعادتها فى الطمع عندما علمت أنه سيورثه ودعت أن يكون ولد حقا .

ولكن دب فى قلبها الخوف مرة أخرى لو كان جنينها انثى .

فتسائلت…طيب لو كان بنت هتعمل ايه ؟

فزفر سعود بضيق قائلا …هلا ترجع إلى ابوها ، يكفينى ما عندى من البنات لميا .

ومن هالحين حتى نعرف شو بيكى ، اوعدك هخفف عليكى حملى شوى شوى .

لكن تحملينى فى الهوى فأنا احبك لميا .

ومازالت ابغى أنهل من حبك .

لينقض عليها مرة أخرى ، غير آبه لجروحها ولا حملها ، فهو كالبعير تمام ليس له قلب أو عقل .

لتمر الايام بعض الشىء ثم آن الأوان ليعود بها إلى موطنه السعودية .

………

كما مرت الايام على بسمة وأشرقت ، ولم تتركها أشرقت حتى تعافت بعض الشىء وتقبلت الحقيقة المرة أن جلال قد مات ولكنها مازالت تتجرع الحزن يوما بعد يوم ، فهو الحبيب الذى لا ينسى .

حمحم بلال خارج غرفة بسمة وأشرقت واستأذن للدخول .

فأسرعت أشرقت فى ارتداء حجابها ، ثم أذنت له .

فولج على خجل .

وجلس على المقعد الذى أمام الفراش .

وظهر على وجهه التوتر وظل صامتا للحظات قبل أن ينطق بعد قول بسمة له …..فيه حاجة حصلت تانى يا بلال ؟

شكلك بيقول كده .

قول قول خلاص انا اتعودت على الصدمات .

فابتلع بلال ريقه بمرارة ثم قال ….صراحة يا بسمة .

اهل جلال الله يرحمه ، عايزين الشقة لابنهم التانى .

فصرخت بسمة ….يعنى ايه ؟

عايزنى اسيب شقة جلال ، اللى روحه فيها وتعب عشان خاطرى فيها ، لغاية ما راح هو فيها .

وفى الاخر اسبها ، لا ده كتير وحرام ، حرام.

ثم بدئت فى البكاء بدون توقف ، فأسرعت لها أشرقت تضمها بحنو لتخفف عنها .

أشرقت. ..بس أهدى يا حبيبتى.

وشوفى أنتِ عايزة ايه وانا اعملهولك .

لو عايزة تقعدى فيها ، انا اشترى نصيبهم فيها .

أحرجت كلماتها بلال ، لانه لا يستطيع أن يفعل مثل ما قالت ، وأحس بالفعل أنه عاجز أمامها وان الفرق بينهم الان شاسع والقرب منها أصبح مستحيل .

فانفعل بقوله …وفرى فلوسك يا اشرقت .

احنا مش محتاجين ، وبسمة من الأفضل ترجع معايا شقتنا ، وده افضل لان لو كملت هنا الحزن هيفضل طول عمره فى قلبها وصعب كمان تعيش لوحدها هنا .

فهى تيجى نونس بعض زى زمان يا بسمة ولا نسيتى.

ثم قام وإزال دموعها بيديه وقال بحنو …انا فعلا محتاجلك جنبى يا بسمة .

فمعلش عارف أنه صعب عليكى ولكن صدقينى كده احسن .

تلون وجه أشرقت حرجا من كلمات بلال فقالت …انا مكنتش اعرف انى بقيت غريبة اوى كده عنكم .

كنت لسه بفتكر انى اختكم بجد واقدر اساعد .

لكن للاسف خلاص .

ثم قامت وهى تحتبس دموعها قائلة …طيب انا كده خلاص مهمتى انتهت واظن مليش مكان بينكم .

فبعد اذنكم انا همشى ، وهرجع لبابا وجدو .

انشق قلب بلال لكلماتها تلك وقام بسب نفسه قائلا …غبى هتفضل طول عمرك غبى ، كل ما تحاول تقرب منها ،

 تبعدها عنك اكتر ، هتقولها ايه دلوقتى ، بعد ما بوظت كل حاجة .

ثم اكتفى بنظرات القهر والانكسار ولم يتحدث .

ولكن بسمة رغم حزنها قالت ..لاااا يا اشرقت ، بلال مش يقصد كده ابدا .

أنتِ اختنا وربنا عالم احنا بنحبك قد ايه .

ومنقدرش تبعدى عنا ابدا .

حتى لو كان ليكى حياتك دلوقتى مع بابا وجدو .

بس مكانتك فى قلوبنا هى هى .

فابتسمت أشرقت بوهن واحتضنتها بسمة بحب .

ثم ابتعدت قائلة …على قد ما فعلا مش قادرة اسيب شقتى دى ، عشان روح جلال لسه فيها .

وحاسه بيه جمبى ، بس أن جيتى للعقل والحق هما فعلا اولى بيها ، حتى انا كمان هتنازل عن حقى فيها .

انا مش عايزة فلوس ، كفاية الحب والسعادة اللى عشتها مع جلال حتى لو كانت مجرد لحظات ولكنها كفيلة اعيش عليها العمر كله .

لتبكى مرة أخرى على فراقه .

رغم محاولة تهدئة بلال لها .

ولكن اشرقت تنهدت بغصة مريرة مرددة …جميل الحب .

ثم نظرت إلى بلال لتتابع قولها بسخرية ….وجلال يستاهل صح البكى عليه العمر كله ،لإنه راجل وقد كلمته وليه موقف واتمسك بحبه ومبعش .

ابتلع بلال لمحة الإهانة الواضحة على كلمات اشرقت ولم يستطع المكوث معهم ، فخرج هاربا من نظراتها .

فحركت هى شفتيها باستياء مرددة ….مفيش فايدة .

اااااه لو بايدى أدفن قلبى اللى احبك .

ثم وجدت يد حانية تربت على كتفها قائلة …حبيبتى يا شوشو ، معلش اصبرى عليه شوية كمان ، بس احلفلك بالله ، هو عمره ما حب ولا هيحب غيرك .

وانتِ باللنسباله حلم ، عشان كده خايف يقرب منك .

مع أنه بيتمناكى بس تفكيره غريب شوية .

ربنا يهديه وينور عقله التعبان ده .

فحركت أشرقت رأسها بلا مبالاة قائلة …متتعبيش نفسك يا بسمة ، وحتى لو ربنا هداه ، خلاص الرغبة انتهت .

هو من طريق وانا من طريق تانى ، ربنا يصلحله الحال .

ثم قامت لتردد…بعد اذنك يا بسمة ، انا هضطر امشى دلوقتى ،معلش سامحيني.

بس أنتِ معاكى رقمى فى اى وقت ليل أو نهار رنى عليه لو احتجتينى هتلاقينى عندك .

فابتسمت بسمة رغم حزنها وقامت لتحضنها ، ثم ودعتها على وعد باللقاء مرة أخرى .

ثم خرجت تحت أنظاره ، فلما رآها جزع .

بلال …تحبى اوصلك ؟

أشرقت ….لا شكرا ، انا عارفة طريقى كويس ومش محتاجة لحد .

تلقى كلماتها بلال القاسية كالخنجر فى قلبه ، حتى أنه اغمض عينيه وجعا ولكنه لم يتحدث ، بل تركها وغادر امام عينيه .

وما أن غادرت حتى افترش مقعده الوثير ووضع يده على رأسه قائلا ….سامحينى يا اشرقت .

أنتِ فعلا تستاهلى واحد احسن منى بكتير .

انا انسان وحش بجد ومش عارف انا بعمل كده ليه ؟

ليجد بعدها بسمة قد جمعت كل ما يلزمها فى حقيبة كبيرة .

لتقف أمامه قائلة …يلا بينا يا بلال .

فنظر بلال إليها بحزن قائلا …مقتنعة ولا غصبا عنك يا بسمة ؟

بسمة ….مش فارقة يا بلال ،اللى كنت هقعد عشانه مات ، فخلاص ، اى حاجة بعد كده مبقتش تفرق .

لغاية ما ربنا يكرمنى ويجمعنى بيه فى الجنة .

بلال ….يا حبيبتى ، ربنا يبارك فى عمرك .

 

ودلوقتى انا هخدك البيت تستريحى وبعدين هجيب حد ياخد العفش بتاعك .

بسمة ….لو مكنش انت محتاج فلوسه ، كنت سبته ليهم صدقة على روح جلال .

بلال …مش عشان الفلوس ، بس ده حقك .

ويمكن ربنا يعوضك تانى بإنسان يراضيكى .

فانفعلت بسمة ووضعت يدها على فم بلال قائلة …لا متقولش كده يا بلال لو بتحبنى .

محدش ابدا يعوض مكان جلال فى قلبى .

وانا هعيش بقية حياتى كده ، من غير جواز .

وان شاءالله تخلص دراستى واشتغل ، عشان اساعدك شوية فى المعيشة .

ابتسم بلال قائلا ….لا يا حبيبتى ، انا مش عايزك تتعبى ، أنا عايزك تنورى بس البيت اللى ضلم لما بعدتى عنه ومكناس قادر ادخله .

قم أمسك بيديها وقبلها بحنو قائلا …تسمح اميرتى الصغيرة ، اوصلها للمملكتها من تانى .

فابتسمت بسمة وهمت لتغادر ولكنها التفتت للحظة أخرى لتشبع عينيها من ذلك البيت الدافىء الذى جمع احلى لحظات عمرها ،كما جمع اقسى لحظات حياتها .

وفى النهاية غادرت لتعود حيث أتت .

……………………

عاد سعود ولمياء إلى الرياض حيث كما وعدها بقصر لها بمفردها .

انبهرت لمياء بفخامة القصر من الخارج والحدائق التى تحيط من الخارج ، ونافورة المياه الملونة التى تتوسطها ، وعلى يمينه حمام سباحى كبير .

لمياء بفرحة …كل ده بتاعى انا ، ولكن سرعان ما ذهبت ابتسامتها عند تذكرت ما فعله بها سعود .

وما سيفعله لو كان مولودها انثى ؟

ثم حدثت نفسها….شكلك مش مكتوبلك تفرحى يا لميا .

ربنا يستر من اللى جى .

ثم بدئت تخطو نحو الداخل .

ليفتح باب القصر أمامها لتشهق مما فى داخله من زخارف وديكورات واثاث لم تراه من قبل .

وشردت فى كل ركن فيها ، ولكنها أفاقت على صدمة العمر ، عندما سمعت صوت نساء يتبادلان الحديث لبعضهما البعض قائلين .

أحدهما وتدعى ( صباح ) الزوجة الأولى لسعود وهى ام بناته الثلاث وهى سيدة متقدمة فى العمر وابنة عمه .

قالت صباح الزوجة الأولى لزوجته الثانية ( احلام ) وام ابنتيه أيضا .

وصلت العروسة الجديدة المصرية ، لتغمز احلام زوجته الثالثة التى تدعى ( مرام ) وام ابنته أيضا .

ثم تهمس …هاده مصرية لئيمة ضحكت على سعود كما فعلت اللبنانية وقبلها السورية وتلك العراقية .

صباح همست لهم بمكر …لا تخافوا بنات ،كيف ما طفشنا اللبنانية والسورية والعراقية ،نطفش المصرية .

لا احد يعيش معنا سوى بنات السعودية .

فضحكت مرام واحلام ونظروا إلى لمياء بتوعد ، فقذفوا فى قلوبها الرعب لتسئل سعود .

مين الستات دول يا سعود ؟

وبيبصولى كده ليه ؟

فضحك سعود قائلا …لا تخافى لميا ، هذول اخواتك أو كيف ما يحولوا عندكم فى مصر, ضرتك .

تعالى اعرفك عليهم .

تعالى صباح ، تعالى احلام ، تعالى مرام .

سلموا على اختكم لمياء زوجتى المصرية .

وكيف ما بدكم شايفين حلاوة وخف دم هتحبوها كتير .

 

فشهقت لمياء وضربت على صدرها مرددة …انا اه اتوقعت انك كنت مجوز بس مجاش فى بالى أنهم تلاتة وكمان على ذمتك ، لا كده كتير اوى .

طيب اجوزتنى ليه وانت عندك تلاتة ؟

فضحك سعود ببرود ….انا احب احلى دائما .

لمياء بغيظ …يعنى انا الرابعة والحمد لله كده الأخيرة .

مفيش تحلية تانى كده !!

فصاحت صباح …ايه حبيبتى لا أنتِ مش الرابعة ، لكنى لا اذكر العدد .

احنا نحسب العدد فى السعوديات لكن اى جنسيات لا تحسب ، هى للهو واللعب فقط .

اتسعت عين لمياء وارتجفت وحدثت نفسها …لا انا كده وقعت وقعة سودة مربربة .

اه يا خيبتوا انا .

ده واخدنى لعبة وهيرمينى ، اه يا زبالة ، يا دون .

بس اعمل ايه بس ؟

انا كده كده وقعت خلاص فى البير اللى ملوش قرار ده .

لما شوف هوصل لاخره امتى ؟

فابتسمت لميا لهم ابتسامة صفراء .

سعود …طيب هلا يا بنات ،ايش فيه خلاص خلصنا .

كل واحدة منكم تروح لقصرها تسببوا لميا تستريح هالحين .

وبعدين تعالوا اى وقت تحبوا تيجوا تعالوا .

هى تحب الضيافة ، اسئلونى انا .

لمياء محدثة نفسها …كان يوم مطلعهوش شمس ،يوم ما نزلت وجبتك من تحت بنفسى عشان أضيفك .

صباح …اه ، عندك حق .

 

ثم نظرت إلى لمياء قائلة بغيظ …يعطيكى العافية نورتى .

ثم همست فى أذنها ..عجبال ما تنورى مكان اللى جبلك .

ثم ضحكت ضحكة عالية ، أثارت خوف لمياء .

لمياء …لا ده شكل الموضوع كبير اوى ،وانا مش قده .

انا لازم اكلم فتحى واعرف ايه حكاياته هو ونسوانه القرشنات دول ؟

وعملوا ايه فى اللى اجوزهم التانيين ؟

استرها يارب .

فانتهزت فرصة أن قام سعود بصحبتهم للخارج ، واتصلت بـ فتحى .

الوووو ازيك يا ابن خالتى ؟

فتحى بعتاب …افتكرتى دلوقتى أن ليكى ابن خالة .

اه ما خلاص بقا ضمنتى العز والهنا ،ونستينى .

فزفرت لمياء بضيق ثم قالت بتوبيخ….عز وهنا ايه يا ولا .

يارتنى كنت لسه فى الحارة عن الأرف ده .

فتحى باندهاش …أرف !

أنتِ بتخزى العين عشان محسدكيش ولا ايه ؟

لا متقلقيش انا عمرى ما بصيت لحد .

لمياء….لا يا خفيف ، بتكلم بجد .

انت متعرفش المتنيل على عينه ، عمل فيه ايه ؟

ثم قالت بصوت يخالطه الدموع ….وكمان طلع مجوز بدل الوحدة تلاتة ،ده غير التسالى.

ومتقولش انك مش عارف ، متضحكش عليه .

كنت قولتلى ونبهتنى يا فتحى ، بدل ما ايه على ملأ وشى كده .

اخص عليك مكنش العشم ، ده انا من لحمك ودمك .

فتحى …بصى أن جيتى للحق انا عارف أنه بتاع نسوان ومجوز .

بس قولت وماله المهم العز اللى هيجى من وراه .

لكن معرفش اللى بتقولى عليه عمل فيكى ايه ؟

لمياء بحرج …لا مقدرش اقول ، عيب عيب مقدرش .

فتحى …انا عارف أنه متصابى ، بس قولت ده صحته خلاص يعنى .

متصورتش تقولى كده .

لمياء …ده غول ووحش يا فتحى يا اخويا .

مش انسان ابدا .

فتحى …للدرجاتى !

بس معلش يعنى ، استحمليه عشان الخير اللى وراه معلش .

واهو بقا جوزك ، وليه حق عليكى.

وإذ كان على نسوانه ،متخفيش منهم ووريهم العين الحمرا عشان يهابوا منك وميدسوش عليكى .

لمياء…لا دول شكلهم لبش اوى ،وانا فعلا خايفة منهم .

ومش عارفة بيقولوا هتنورى مكان اللى قبلى .

معرفش قصدهم ايه ؟

فتحى …مش عارف ، بس اللى قبلك دول معمروش وكانوا مدلعين وطلقهم سعود بسرعة .

لكن أنتِ بنت بلد وعارفة يعنى الجواز وهتعيشى .

غظيهم يا لميا وعيشى يا بنت الناس .

وجبيلك منه حتة عيل ويا سلام لو طلع ولد يورث العز ده كله .

عشان هو عنده بنات بس .

ساعتها هتكون أنتِ البريمو عنده .

فابتسمت لميا ودعت الله …يارب يكون ولد صح .

ثم رات سعود يأتى من بعيد فقالت ….طيب سلام دلوقتى يا ولا يا فتحى .

فتحى …ماشى سلام .

وابقى طمنينى عليكى يا بنت خالتى .

لمياء ….تعيش ، سلام .

ليأتى سعود مبتسما وعينيه تلمع فيها الرغبة، فتزداد ضربات قلبها خوفا .

ليضع يده على ظهرها قائلا …يلا بينا لميا ،نستريح من عناء السفر .

تعالى تعالى .

……………..

عادت أشرقت الى الفيلا وسارعت للاطمئنان على والداها الذى استقبلها بعين مشتاقة واحتضنها بحب .

ولاحظت أنه يرتدى بذلة ، فداعبته بقولها ….اش اش .

يا عم لؤى ، انا اسيبك يومين ارجع الاقيك عريس كده !

فضحك لؤى وقبلها .

ثم جاء مؤمن وفرح لرؤيتها ….اهلا حبيبة جدو .

جيتى فى الوقت المناسب ، انا كنت واخد بابا الشركة يغير جو كده ، بدل الزهق فى البيت .

أشرقت ….فعلا فكرة حلوة اوى يا جدو .

مؤمن ….ايه رئيك ،تيجى معانا تبصى على الشركة ، وتعرفى يا بنتى حالك .

أشرقت ….ربنا يخليك لينا ويبارك فى عمرك .

بس انا اجى اعمل ايه ؟

انا مفهمش فى شغل التجارة خالص .

مؤمن …لا لازم تفهم كل حاجة ،دن مالك .

أشرقت ….الخير خيرك يا جدو .

وانا لو هاجى عشان اونس بابا ،وخلاص.

مؤمن …كده يا بكاشة ، اطلع انا منها يعنى .

قبلت أشرقت مؤمن فى إحدى وجنتيه….لا انت الخير والبركة يا احلى جدو .

مؤمن …ماشى ،انا هطلع بعربيتى .

وأنتِ ولؤى فى عربية .

أشار لؤى برأسه اى نعم .

وبالفعل انطلق مؤمن ومن ورائه لؤى وأشرقت .

وأثناء قيادة لؤى للسيارة التفت بوجهه لأشرقت عندما كانت تحادثه ، فلم ينتبه الطريق ، واختلت عجلة القيادة ، فصرخت أشرقت …..بابا حاسب العمود .

 

فاصطدم لؤى بالعمود .

واصدمت راس أشرقت بزجاج السيارة ، فسأل منها الدم .

ليرى لؤى ابنته تسيل الدماء من رأسها فصرخ ………اشششششششششررررررقت .

ولكنها للأسف لم تجيبه ولم تتحرك .

فصرخ لؤى ….لااااااا اوعى هتموتى أنتِ كمان وتسبينى .

لاااااا مش هسامح نفسى ابدا .

………………..

تسببت تلك الحادثة المؤلمة فى عودة النطق إلى لؤى .

ولكن الصدمة الكبرى فيما حدث ؟

فكيف سيتحمل لؤى هذا ؟

وما مصير لمياء ؟

سنعلم فى الحلقة المقبلة بإذن الله .

…….

نختم بدعاء جميل ❤️

اللهمّ إنّي أشكو إليك ضعف قوّتي، وقلّة حيلتي وهواني على النّاس يا أرحم الراحمين،

أنت ربّ المستضعفين، وأنت ربّي إلى من تكلني إلى بعيدٍ يتجهّمني أم إلى عدوٍّ ملكته أمري،

إن لم يكن بك غضبٌ عليّ فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الّذي أشرقت به الظّلمات،

وصلح عليه أمر الدّنيا والآخرة من أن يحلّ بي غضبك، أو يحلّ عليّ سخطك، لك العتبى

حتّى ترضى ولا حول ولا قوّة إلّا بك.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صغيرة بلال الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!