روايات

رواية طريقي إلى قلبه الفصل الخامس 5 بقلم هنا عادل

رواية طريقي إلى قلبه الفصل الخامس 5 بقلم هنا عادل

رواية طريقي إلى قلبه الجزء الخامس

رواية طريقي إلى قلبه البارت الخامس

طريقي إلى قلبه
طريقي إلى قلبه

رواية طريقي إلى قلبه الحلقة الخامسة

مفيش كلمة تانية اتقالت من اي حد موجود، النار اللى حرقت جسم روز قادت فجأة ومسكت في ليل وحتى الراجل اللى كان بيحاول يهرب، كانت بتقرب منه النار وكأنها قاصدة طريقها، اترميت روز على الارض مغم عليها والنار ماسكة فى ليل وعمالة تصرخ ومعاها الراجل اللى كان بيقول وهو بيصرخ:
– قتلتيني يا ليل، قتلتيني بشرك، مش مسامحك، ااااااه حد يلحقناااااا.
ليل بتصرخ بألم وهي بتردد:
– سامحيني يا روز، سامحيني يا بنت اخويااااا.
هما كانوا بيصرخوا من الالم وبيحاولوا يعترفوا بغلطهم بعد ما حسوا ان دي اخر لحظات حياتهم، فى كل ده روز على الارض مش حاسة بالدنيا، ليل وعشيقها النار بتاكل فيهم حرفيا ومع صراخهم ابتديت الناس تسمع وعرفوا ان البيت ده فيه حريقة، كسروا الباب وحاولوا يطفوا النار ومنهم اللى طلب الاسعاف، فى وسط الزحمة ورجفة جسم ليل اتكلمت جارة من الجيران:
– مش ده خليل خال مودة؟؟ اه ده خال ام روز، دول مقاطعين بعض من سنين.
فى اللحظة دي شهق خليل وروحه استسلمت وخرجت من جسمه بعد ما حس بكل لحظة النار طالت فيها جسمه، اتعذب للنهاية ومقدرش يقاوم اكتر من كده، بين كل ده كانت قاعدة روز…لالالا ورد بقى، اه كانت ورد هي اللى قاعدة جنب روز اللى مرمية على الارض بتتنفس بصعوبة وغايبة عن الدنيا، لكن ورد كانت بتلمس بأيديها صدر روز بحنان وهدوء، ومقربة وشها من روز وهي بتقول:
– استحملي، انا معاكي، انا جنبك، هتكوني كويسة.
كانت بتقول كده بهمس انا سامعه كأني واقف معاهم، وايديها بتتحرك على مكان الحروق اللى فى جسم روز، ومع حركة ايديها كانت روز بتحاول تتنفس بشكل طبيعي، محدش شايف ورد، لكن الاسعاف وصلت وشالت التلاتة على المستشفى، ورجعت تاني لأوضتي بعد المشهد ده، واقفة قدامي ورد وبتقول:
– فهمت يا غسان؟
رديت عليها وانا بحاول اطلع الفيلم اللى شوفته ده من دماغي وقولتلها:
– فهمت ايه؟ هو ايه ده؟
ورد ابتسمت وسحبتني ناحية البحر، مشيت معاها وانا ساكت، حسيت بالمياه بتحاوط جسمي، مكنتش شاغل بالي بالمياه قد ما انا مشغول باللي شوفته وعايز افهمه، كنت ماشي وطولي بيقل بالتدريج ومش حاسس بنفسي، وهي ماشية بخطوات ثابتة لحد ما وقفت مرة واحدة وقالتلي:
– كده انت مش على الارض، اقدر هنا افهمك اللى عايز تفهمه.
ركزت مع كلامها وبصيت حواليا، لقيت المياه محاوطاني، ايه ده؟ ده انا بطولي كله تحت سطح المياه، بتنفس ازاي؟ قولتها بخضة:
– انا هموت، هغرق.
ابتسمت وقالتلي:
– متقلقش، انا معاك، هحكيلك اللى شوفته.
قولتلها بخوف:
– طيب خلينا نطلع من هنا، احكيلي برة.
ردت وقالتلي:
– متخافش، انا مش هينفع احكي على ارض البشر، هنا المكان المناسب علشان اقدر احكيلك تفاصيل مينفعش تعرفها وانت بينهم.
انا مش عارف ازاي كنت بتنفس طبيعي وانا تحت المياه؟ واقف بثبات وكأني واقف على طريق ممهد، فضولي، واستغرابي، واندهاشي كلهم متجمعين عليا فى اللحظة دي، انا عُمري ما مريت بمواقف غريبة بالشكل ده فى حياتي، لكن اللي بيحصل بالنسبالي مش مُخيف، ورد جميلة جدا، وروز بريئة جدا، حتى الجو اللى محاوطني ممتع برغم غرابته، علشان كده حاولت اهدا خالص واصفي عقلي واسمع للي هتقوله ورد، اللى نطقت وقالت:
– انا الملاك الحارس لحبيبتك يا غسان.
فتحت عيني على اخرها وانا مستنيها تكمل، لكن للأسف باب اوضتي اتفتح فجأة لقيت نفسي قاعد على سريري، كان سيف واقف مش عارف بيقول ايه، لكن كنت مركز اني ابص حواليا واتأكد اني مش فى قلب البحر، حاسس اني تايه ومش مركز وببص فى كل ركن من اركان اوضتي زى المجنون، هنا اتكلم سيف تاني بصوت عالي:
– انت يابني فينك؟ مامتك بتتصل بيك بقالها ساعة، اتصلت بيا صحتني من النوم مفزوع، كلمها بقى احسن هتتجنن من القلق عليك، الله يسامحك كنت ما صدقت اغفل.
سمعت كلام سيف ومردتش عليه خالص، كان تليفوني مرمي على السرير مسكته وانا باصص لسيف اللى قال بضيق:
– على الله اعرف انام تاني بقى.
خرج من اوضتي وقفل الباب وراه، ورن تليفوني تاني، كانت ماما اللى بتتصل رديت عليها واول ما فتحت الخط سمعتها بتزعق:
– انت فين يا غسان كل ده؟ حرام عليك يا حبيبي خوفتنا عليك، مكلمتنيش ليه؟
سكت للحظات وانا بحاول برضو اطلع من دماغي كل اللى حصل معايا علشان اركز شوية، لكن ماما استغربت سكوتي:
– غسان… مالك يا حبيبي؟ انت تعبان؟!
رديت عليها وانا بمسح وشي بأيدي:
– لالا يا ماما، معلش انا بس انشغلت شوية.
ماما بألحاح:
– انشغلت فى ايه؟ احكيلي طيب…
قاطعتها:
– طيب معلش يا حبيبتي، ممكن احكيلك كل حاجة بكرة الصبح، علشان انا بس فاصل شوية ومش هقدر احكي حاجة دلوقتي.
ردت امي بقلق:
– قلقتني عليك يا حبيبي، طيب طمني بس انت كويس يعني ولا فيك حاجة تعباك؟
طمنتها:
– والله انا كويس متقلقيش، متزاول بس فى حكاية كده هبقى احكيلك لما افوق، معلش يا ماما حقك عليا بس خلينا نتكلم بكرة.
ماما بهدوء:
– ماشي يا غسان، خلي بالك من نفسك يا حبيبي، هستناك تكلمني الصبح، لا اله الا الله.
رديت عليها بهدوء مصطنع:
– حاضر يا ست الكل، سيدنا محمد رسول الله..مع السلامة.
قفلنا الخط واستنيت ورد او روز حد منهم الاقيه قدامي تاني، لكن محدش ظهر، روحت فتحت باب البلكونة بتاعت اوضتي يمكن الاقيها تحت، لكن برضو مفيش، كنت متضايق جدا، انا كنت هعرف ايه الحكاية قبل ما سيف يدخل اوضتي، كان لازم يعني يدخل فى الوقت ده؟ فضلت رايح جاي، امسك تليفوني واجرب اتصل على روز الاقي تليفونها مقفول، ادخل على صفحتها وابص على الصور برضو مش شايف فيها اي حاجة غريبة، ولا فيه اثر لحروق ولا لأى حاجة سيف او هي قالت عليها، حتى اللى شوفته فى عيون ورد من شوية انا مش شايف منه علامة على روز فى الصور، فضلت على الحال ده شوية لحد ما فصلت ولقيت نفسي مش قادر افتح عيني، استسلمت للتعب وقفلت البلكونة والنور وروحت فى النوم، كنت حاسس طول الليل اني نايم على امواج عمالة تحركني من مكان لمكان لكن مستمتع بالنوم جدا، نمت لحد ما طلع النهار ورن المنبه بميعاد شغلي.. صحيت من النوم ببص حواليا اقول يمكن الاقيها موجودة، لكن مكانش فيه حد، خرجت من الاوضة كان سيف خرج قبلي فعلا علشان الشغل اللى وراه، اخدت الشاور بتاعي وغيرت هدومي وفطرت وخرجت على شغلي، وانا فى الطريق لقيت رسالة جاتلي على الواتس اب:
– انا اسفة يا غسان، مكنتش حابة اقفل التليفون وانت بتكلمني، لكن مش بتحمل تعاطف حد معايا.
ابتسمت لما استلمت اول رسالة منها ليا، ولقيت نفسي بكتبلها:
– انا مشوفتش فيكي اي حاجة تخليني اتعاطف معاكي، مش فاهم ليه انتي مش قادرة تصدقي ده؟!
استلمت الرسالة وفاتت دقيقة وانا جوة الشات بتاعها، هي اون لاين قدامي لكن مرديتش، كنت بحسب الثانية وهي بتعدي وعايز اشوفها بتكتب لكن برضو مفيش رد، لقيت نفسي بقولها:
– ورد هتحكيلي لو انتي مش هتحكي.
لقيتها بتكتب فى نفس اللحظة اللى استلمت فيها الرسالة:
– ورد؟! ورد مين؟!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية طريقي إلى قلبه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى