روايات

رواية لك الفؤاد الفصل الخامس 5 بقلم أميرة مدحت

رواية لك الفؤاد الفصل الخامس 5 بقلم أميرة مدحت

رواية لك الفؤاد الجزء الخامس

رواية لك الفؤاد البارت الخامس

رواية لك الفؤاد
رواية لك الفؤاد

رواية لك الفؤاد الحلقة الخامسة

المشهد الخامس | لكِ الفؤاد.
هذه أنا، طفلة صغيرة في جحيم الموج.
غادرت طليقته، بعدما تركهم “إياس” وقد دخل غرفة مكتبه، في حين حمل “غياث” إبنة رفيقه إلى حيث غرفة نومها.
ظلت “كايلاا” واقفة تتابع ما يفعلونه بقلب مفطور وعينين متألمتين، ذلك القهر يجتاح كل خلية في جسدها، والألم يعتصر قلبها بشدة، ولكن إنفعال غريب سري بجسدها؛ حيث إندفعت بقوة متوجهه نحو غرفة مكتبه.
أقتحمت المكان وهي تهدر بلهجة غاضبة قبل أن تضرب بقبضة يدها على سطح مكتبه:
-إنت عاوز توصل لإيه بظبط؟ بتعمل كدا ليه؟ عاوزني أضعف وأقع تحت رجليك، ولا عاوزني أموت من القهر والوجع، في الحالتين مش هيحصل الكلام ده يا إبن الإبياري، وإحتجازي هنا هندمك عليه.
هب “إياس” واقفًا وهو يجيب بلهجة شديدة الخطورة:
-حاسبي على كلامك يا قطة، بلاش تنطقي بكلام أنتي مش أده، أحسن أخليكي تشوفي وشي تاني.
أنهمرت دموعها بحرارة قبل أن تدنو منه عدة خطوات وهي تسأله بتهكم:
-هتعمل إيه يعني؟ هتقتلني؟ هتعذبني ضرب! ولا هتغتصبني؟!..
رفع حاجبه للأعلى وهو يبتسم بسخرية قبل أن يرد:
-جايز؟

 

 

أتسعت إبتسامتها المريرة قبل أن تقول بقوة:
-احب أقولك مش هتبقى أول واحد تعمل كدا، بس صدقني زي ما هتأذيني يا إياس، هأذيك، هتفكر ترميني كجثة هتلاقيني رميتك في نفس اللحظة اللي هقع فيها.
رفعت عيناها الدامعتين نحوه قبل أن تهمس بفحيح شرس:
-أنا كايلاا، يعني معنديش حاجة أبكي عليها، وحتى نقطة ضعفي الوحيدة إللي في حياتي، أنا قادرة أحميها حتى وأنا هنا.
عقد ما بين حاجبيه بشدة وهو يسألها بريبة:
-وإزاي ده بقى؟
-هو إنت فاكر إنك الوحيد اللي قادر تعمل كل حاجة، تأذي وتبلطج على خلق الله؟ لا فوق، في غيرك يقدروا، وأنا منهم.
جذبها من خصلات شعرها بعنف ليهزها بقوة صارخًا:
-أتكلمي عدل معايا يا بت أنتي، وإلا قسمًا بالله لأدفنك مطرح ما أنتي واقفة.
لم تستطع إخفاء تلك الرعشة التي أستباحت عينيها وهي تحدق به، ليكمل:
-أنتي هنا في مملكتي وقوانيني، وبما إنك دخلتيها هتنفذيها غصب عنك.
اقترب من وجهها أكثر حتى أصبحت تشاركه أنفاسه الهادرة الحادة، ليتابع مغمغمًا بلهجة شيطانية:
-وهتنفذي اللي هقولك عليه، وأولهم إننا هنروح نقضي سهرة جميلة مع القائد، فروحي كدا جهزي نفسك والبسي الفستان اللي إشتراه غياث من غير كلام كتير.
ردت من بين أسنانها بحدة:
-مش هتزفت، مش هروح في حتة.
وفجأة صرخت عندما جذبها بعنف من خصلاتها السوداء، يجذب رأسها إلى الأسفل بقوة حتى تأهوت رغمًا عنها ليردد هو بزمجرة خشنة:
-أنا اللي بقرر إنك هتعملي إيه وإيه اللي ميتعملش، كله بمزاجي وهتنفذيه.
أبتلعت ريقها بتوتر وصمتت، صمتت وطال صمتها وهي تراقب ذلك الظلام المخيم بعينيه، وتلك اللمعة الموقودة بمنتصف فجوة الظلام، يشعرانها أنها مُعراه من كافة أسلحتها في حرب سوداء مظلمة.
تركها فجأة لتشعر أنها تهوي من قمم جبل متضخم، رفعت عيناها الحادة وهي تهمس بشراسة غريبة:
-هتتحاسب على كل ده، حسابك بيتقل يا كينج.

 

 

ألتوت شفتاه بما يشبه الابتسامة السوداء وهو ينطق ساخرًا:
-أشك؟! وأنا شايف الدموع الحلوة دي مالية وشك، بردو الستات كلامها دايمًا غريب.
هزت رأسها بيأس بارد وخرج صوتها خافتًا وهي تخبره:
-دموع الست قوتها، زي ما في دموع من الوجع، في دموع بتبقى عبارة عن كلمات مش أي حد بيفهم ويقرأ الكلمات دي، وصدقني كل اللي بتعمله هتدفع تمنه.
دنى “إياس” منها عدة خطوات وهو يسألها:
-واحدة زيك إيه اللي يخليها تنصب؟ وتتجوز واحد زي القائد بشغله الـ(…)؟ أنا قدامي واحدة بشعة تستحق أحقر معاملة.
رفعت يديها الصغيرتين تضرب صدره بقوة خائرة قبل أن تصرخ فيه بغضب:
-مين أنت عشان تعمل كدا، مين أنت عشان تفكر تأذيني وتعاملني كدا، أنت فاكر نفسك إيه؟
كانت ملامحه مستكينة جامدة.. خاوية من الغضب، لتتابع “كايلاا” بقوة:
-أنت مالكش الحق إنك تحاسبني وأنت كلك ذنوبك، أنت مجرد بني آدم مش أكتر.
دفع جسدها بجسده نحو الحائط وهو يهتف بنبرة تحذيرية:
-احسنلك تتلمي وإلا…
هزت رأسها نفيًا قبل أن تقاطعه:
-تهديداتك مش هتهزني.
كانت عيناه تلتمعان بغضبٍ أسود قبل أن تتابع بسخرية مريرة:
-أنت بتعمل فيا كدا ليا؟ عشان نصبت عليك؟ معتقدش، أكيد في سبب تاني.
أجابها بلهجة قوية واثقة:
-مش بقولك ذكية.
نظرت له بعيون واسعة، ليتابع بهمسٍ فحيح كالأفاعي:
-أنا عشت ٣ سنين عاوز أخلص من القائد، حاجة اكسره بيها لغاية ما لقيتك.
توسعت عيونها أكثر، فإبتسم ابتسامة سوداء وهو يتابع بشراسة:
-زي ما بنتقم منك، هخليكي مجرد أداة إنتقام، أنتي اللي هتخليني أعرف اكسره، وهتساعديني في ده.
-تبقى مخدوع أوي، اللي زي القائد مفيش حاجة تكسره.
ضحك بقوة قبل أن يؤكد لها بثقة:
-ده صحيح، لكن لو أنتي مش موجودة في حياته، أصل اللي يعرفك كويس يعشقك بجنون، وده اللي واصلي بالفعل عنه.
صمت طويل دام، قبل أن ترفع ذقنها قليلًا وهي تقول بابتسامة براقة:
-لو أنا زي ما بتقول، يبقى خاف على نفسك مني، أصل بردو اللي أعرفه عن نفسي، إني لما بحط حد في دماغي، بيلعن اليوم اللي شافني فيه، ويتمنى الزمن يرجع عشان يصلح غلطته.
ربتت على كتفه في شئ من القوة قبل أن تقول باحتقار:
-عن إذنك، هروح أجهز نفسي لسهرة النهاردة.

 

 

وقبل أن تتركه، وما أن أولته ظهرها حتى قال بصوت قوي؛ جعل الكلمات تخترقها:
-إطمني، لا يمكن في يوم إياس الإبياري يقع في عشق واحدة نصابة، رخيصة، تبيع نفسها لواحد زي القائد بقرفه وقذرته، وتبيع أي حد عشان الفلوس.
إبتسمت ابتسامة جانبية دون أن تلتفت وهي تقول:
-هنشوف ياإبن الإبياري.
وبالفعل تركته وهي تنظر له بإحتقار، في حين ظل “إياس” واقفًا ينظر لها بإزدراء، يظن أن بقوته سيستطيع أن يتحداها ولكن ألا يعلم كيد النساء؟ وما يخبئه القدر.
******
بعد ساعتان ونصف | إحدى الفنادق الشهيرة.
كان القائد يجلس بهدوء تام وخلفه ثلاثة من رجالته يقفون كحراسة له، تأمل حوله بنظرات شمولية متنهدًا بحنق من تأخير “إياس” الغير مبرر، ولكن سرعان ما حينما إلتفت برأسه للجانب وجده وبجواره.. “كايلاا”.
وثب واقفًا ببطء غير مستوعب وجودها على الإطلاق، وبجوار عدوه اللدود “إياس الإبياري”، تصنم في مكانه وهو يحدق فيهما بنظراتٍ قاتلة، والغيرة قد بدأت تنهش قلبه.
وقف “إياس” أمامه وهو يبتسم قائلًا بهدوء ساخر:
-مفاجأة، مش كدا؟!..
وجه القائد نظراته نحو “كايلاا” ليجدها ترمقه بعيون قوية.. حادة، والشرر يتطاير منهما، قرأ بعينيها الغضب وتلك النار التي تنهش بها منذ فعلته الأخيرة وأنها تود الثأر لأجل إبنهما ولأجل ذاتها، جلست ما أن وجدت “إياس”، ليجلس القائد وهو يسألها بحدة:
-أنتي بتعملي إيه مع إياس الإبياري يا كايلاا؟!
لم تجيبه، فقال “إياس” بمكر شيطاني:
-هدي نفسك يا وَحَش، كايلاا بقت تخصني خلاص، وزي ما كانت ملكك، بقت ملكي أنا دلوقتي.
أغمضت “كايلاا” عيونها بقوة محاولة تمالك نفسها، هدر القائد بغضبٍ وهو يضرب بقبضته على المائدة:
-نعــــم!!!.. أنت كدا ناوي على موتك يا إياس، إلا كايلاا.
أطلق “إياس” ضحكات رجولية وهو ينظر له في شئ من الشماتة قائلًا:
-زمان حاولت تقتلني، أنا بقى هخليك تعيش بوجع أكبر من طاقتك.

 

 

وجه أنظاره نحوها قبل أن يقول بإبتسامة جانبية:
-الصراحة فوق إنك (…)، طلعت لا بتقدر ولا بتفهم، كنت فاكر إنك لو سبيتها هتفضل تحت جناحك! متعرفش أنها كانت هتقع بين إيدين الكينج!..
في تلك اللحظة، دخل “غياث” وهو يبتسم بثقة، رغم نظراته المتشفية التي ألقاها على القائد وهو يقول:
-عاوزك يا كينج ضروري.
نهض “إياس” عن جلسته وهو يقول بإبتسامة باردة كالجليد:
-طيب أستأذن أنا بقى، الصراحة كنت لازم اقابلك عشان أوريك المفاجأة قدام عينيك، أنا هسيبك تكلم معاها دقيقتين، تكون أستوعبت الصدمة.
ثم وجه حديثه لـ”كايلاا” وهو يقول بلهجة عميقة، مرسلاً إليها إشارات تحذيرية من عينيه:
-هستناكي برا، متتأخريش.
أولى لهما ظهره ثم غادر وبرفقته “غياث”، ألتفتت “كايلاا” حينما سمعت القائد يهدر بها بغضب:
-أنتي إزاي تعملي كدا، أنتي فاكرة إني عشان سيبتك يبقى هتبقي آآ..
قاطعته “كايلاا” بصفعة قوية على وجنته تردد صداها فالمكان، وجعل الذهول يرتسم على وجهه، وهو يضع يده مكان موضع الألم، ليجدها تهدر فيه بشراسة رغم إنخفاض صوتها:
-أنا مش ملك حد، أنا بعمل كل حاجة بمزاجي، وأنت كنت أكبر غلطة أرتكبتها في حياتي، أنا مش ملكك يا قائد.
جذبها بعنف من ذراعها وهو يقول لها بعصبية:
-انتي أكيد أتهبلتي، لا يا روحي أنتي ملكي أنا وبس، قسمًا بالله يا كايلاا، لو ما طلعتيله دلوقتي وقولتيله إنك ملكي أنا وإنك هتيجي معايا، لهقتلهولك.
دفعته بعنف وهي تصرخ بغضب:
-متقدرش تعملها، ولو عملتها تبقى أنت الجاني على روحك.
وقبل أن تغادر، هتفت بهمس قوي:
-ولعلمك أنا ليا حق تاني عندك.
عقد ما بين حاجبيه بشدة، قبل أن تفاجئه بصفعة جديدة على وجنته الأخرى وهي تقول بحرقة مع هبوط دمعة:
-ده جزء من حق اللي عملته فيا، وإنك موت إبننا، إستنى عليا يا قائد.
وبدون كلمةٍ أخرى تركته راكضة نحو الخارج محاولة أن تتغلب على دموعها، وجدت “إياس” ينتظرها عند مدخل الفندق وهو يعطيها ظهره، يتحدث مع “غياث” بجدية غير منتبه لأقترابها منه.

 

 

كفكفت دموعها بظهر يدها قبل أن تلمح بطرف عينيها القائد وهو يسحب سلاح ناري من أحد رجالته ويصوبه نحو “إياس”، شهقت بفزع وهي توجه أنظارها نحو “إياس” قبل أن تركض بإتجاهه، وبدون أن تفكر مرتين، أحتضنت ظهره بقوةٍ.
قطب “إياس” جبينه بقوةٍ ما أن شعر بذراعيها تحتضنان ظهره بقوة رغم ارتعاش جسدها، ولكن قبل أن يتحرك إستمع إلى صوت تلك الطلقة النارية التي أخترقت جسدها مع صوت شهقتها الخفيضة.
تراخت ذراعيها بضعف، فأستدار “إياس” لها يلتقطها بين ذراعيه وهو ينطق إسمها بدقات قلب متعالية ولهجة قوية:
-كــايـلاا!!..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية  كاملة اضغط على : (رواية لك الفؤاد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!