رواية هو حقي أنا الفصل الحادي عشر 11 بقلم ديانا ماريا
رواية هو حقي أنا الفصل الحادي عشر 11 بقلم ديانا ماريا |
رواية هو حقي أنا الفصل الحادي عشر 11 بقلم ديانا ماريا
كانت الشكوك تعصف بعقل قيس و كلمات ندى تتردد
مرارا وتكرارا فى عقله ، لم يجد بد من أن يبقى
فى عمله وهو لا يستطيع التركيز ، ف قطع عمله و
استأذن مديره حتى يعود للمنزل .
فى تلك الأثناء كانت تيا قد استيقظت من النوم و
تقوم بواجباتها المنزلية ، بدأت فى إعداد الطعام
استعدادا لعودة قيس لمنزل حينما شردت بخيالها
فى حياتها الجديدة و وضعت يدها على بطنها
وهى تحدث طفلها بكلمات محببة .
سمعت صوت المفتاح يدار فى الباب ف نظرت إلى
الساعة و استغربت عودة قيس المبكرة جففت يدها
و ذهبت لتراه.
تيا بإستغراب: قيس ؟ فى حاجة حصلت علشان كدة
راجع بدري ؟
نظر لها قيس بنظرة مظلمة ولم يجيب، استغربت
أكثر حالته .
تيا : فى إيه بتبصلى كدة ليه ؟
قيس بنبرة باردة : صحيح يا تيا نسيت أسألك
عن بقية عيلتك غير مامتك و باباكِ اللى اتوفوا.
تيا بتوتر: م..مقولتلك يا قيس مكنش ليا غيرهم
أنا راحة أحضر الأكل.
و ما إن كادت تذهب حتى أطبقت أصابعه بقسوة على ذراعها و هو يشدها إليه.
قيس بقسوة: أنا أكتر حاجة بكرهها فى حياتى هى
أنه حد يكدب عليا و أنتِ بالذات لما الاقيكِ بتكدبى
عليا يبقى أنتِ مخبية عليا حاجات كتير و يمكن كمان كل اللى أعرفه عنك كدبة .
تيا : لا لا يا قيس والله أنت مش عارف حاجة .
قيس بسخرية : أنا فعلا مش عارف حاجة ، المفروض
مراتى و حامل فى ابنى وعايشة فى بيتي ومعرفش
عنها حاجة و بتكدبِ عليا فى أبسط حاجة المفروض
أعرفها عنك .
تيا بيأس : طب اسمعنى و أنا هفهمك .
قيس : مبقتش عايز أسمع حاجة ، أنا أصلا مش
واثق إذا كنتِ هتقولي الحقيقة ولا لا و أنا مش هقدر
اصدقك أو أثق فيكِ تانى و لا يمكن مش عايزة تقوليلي
على حبيبك القديم.
تيا : حبيبى ؟ ايه الكلام ده ؟
قيس : والله ده اللى عرفته ومش بعيد يكون ده السبب
أنك بعيدة عن بقية عيلتك أو أنك مخبية عليا
كل حاجة ، على العموم انتهى الكلام . ثم خرج من
المنزل و تركها تبكى بحسرة .
اتجهت إلى الأريكة وهى تجلس عليها ، لا تعلم لماذا
دائما حظها عاثر هكذا ف متى بدأت الأمور تنصلح
بينهما حتى ساءت مرة أخرى!
بدأت تفكر من ذلك الذى أخبره عن عائلتها و
حبيبها المفترض ، من زرع تلك الأفكار السامة فى رأسه؟
ندى! ف من يمكن أن يكون غيرها ، صديقتها فقط
التى تعرف هذه الأسرار ، التى استأمنتها على هذه الأمور
الهامة لم تتخيل يوما أن تستخدمها ضدها لتفرق بينها
و بين زوجها .
طفح الكيل حقا! يجب أن تتصرف تصرف حاسم هذه
المرة معها ، ويجب أن تخبر قيس بالحقيقة كاملة
و عنده هو له حرية الاختيار و بين أن يكمل معها أو
ينفصلوا لأنها تعبت حقا من كل شىء.
~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان يجلس أمام البحر من يراه من بعيد يخدعه
هدوءه الظاهرى بينما فى داخله براكين من الغضب.
جلس بجواره صديقه : ايه يا عم كلمتنى و جيت لك
على طول ، مالك شكلك زعلان ؟
قيس: تيا يا إسلام.
إسلام بدهشة: مراتك ؟ مالها ؟
قيس بتنهيدة: بتكدب عليا و واضح أنه مخبية عليا
حاجات كتير مهمة .
إسلام بحيرة : طب و عرفت منين أنها بتكدب عليك؟
قيس : ندى.
إسلام بذهول: ندى ؟ و أنت عايز تقولى بقا أنك صدقت
ندى و كد’بت مراتك؟
قيس بانزعاج: أنا مكدبتهاش الموضوع أنه لما سألتها
عن عائلتها قالتلي أنه باباها و كلمتها متوفيين و لما
سألتها مفيش حد باقى ليك تانى حسيتها اتوترت
و اتهربت من الإجابة مركزتش كتير بس لما ندى
فتحت الموضوع تانى و قالت أنى معرفش حاجة عن
تيا أصلا و أنه تيا ليها عم متبرئ منها و مش بيتواصل
معاها شكيت ، و لما سألتها تانى كدبت عليا تانى
و اتهربت من الإجابة لما واجهتها معرفتش تتكلم
و كان واضح فعلا أنه في حاجة معرفهاش .
إسلام بحدة : و ده مينبهكش لحاجة ؟
قيس : ايه؟
إسلام: واضح أنه ندى لقت نقطة تلعب عليها وهى أنه
أنت متعرفش حاجة عن عائلة تيا و قالت تدخل
الكلام اللى هى عايزاه في دماغك علشان تفرق بينكم
طبعا ، حكاية أنه تيا مخبية عليك مش بالضرورة
تكون مخبية مصيبة يعنى ، يمكن مجاش الوقت
المناسب اللى تقولك فيه أو يمكن بالنسبة لها
ماضي و عايزة تنساه أنت أكتر واحد عارف تيا
كويس يا قيس و عارف أخلاقها من أيام ما كنت
خاطب ندى دى كمان أكيد لها عذرها
تسرعك ده بقا من غير ما تسمع منك بيهد حاجات كتير
بينكم و بكدة تكون نجحت تفرق بينكم و تعمل اللى
هى عايزاه ، مراتك كنز يا قيس حافظ عليها علشان
متندمش.
بقى قيس يفكر فى كلمات صديقه بعناية و قد
أحس كأنها أزالت الغشاوة اللى كانت على عينيه بسبب
الغضب.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ترجلت من التاكسي و كان على وشك الصعود إلى
منزلها عندما وجدته أمام وجهها .
ندى بصدمة : أحمد!
أحمد باستفزاز: مفاجأة مش كدة يا حبيبتي؟
ندى بغضب : أنت مش المفروض تكون في السجن
بتعمل هنا ايه؟
أحمد: واضح أنه معجبتكيش المفاجأة، ليه بس
يا حبيبتي ده أنا أول ما طلعت قولت لازم اجي لك
أشوفك أول واحدة .
ندى : بقولك بتعمل ايه هنا ازاى خرجت؟
أحمد بملل : واضح أنك مسمعتيش عن حاجة اسمها
الكفالة مثلا ؟
ندى بعصبية : و حتى هنا تعمل دلوقتي ، عايز ايه
منى تانى ؟
أحمد: أنتِ يا حبيبتي .
ندى : ده فى أحلامك و بعدين أنا فاهماك كويس
قول بسرعة عاوز ايه؟
أحمد: لا واضح أنه أخلاقك اتغيرت يا حبيبتي
و أنا بعيد ، طيب تتنازلى عن القضية.
ندى بسخرية: ده بُعدك و بعدين امشي من هنا و لو
اتعرضت ليا تانى هبلغ عنك واعملك محضر بعدم
التعرض.
أحمد: ياااه للدرجة دى ، فاكرة أيام ما كنتِ بتتمنى منى
نظرة .
ندى : كان زمان و بعدين كنت هب’لة و دلوقتي عقلت.
أحمد: لا واضح فعلا و تعقلك ده بقى وصلك لقيس؟
ندى بدهشة: أنت قصدك ايه؟
أحمد: أوعى تكونى مفكرة أنى مش عارف أنتِ
بتعملى ايه حتى لو مش عارف أنا متوقع لأنى
عارفك أكتر من نفسك كمان ، أنا حبيت أقولك
متحاوليش.
ندى باستهزاء: و ده بقى لأنك ولى أمري ولا خوف
عليا ؟
أحمد بجدية : لا ده ولا ده عارفة ليه لأنه أنا و أنتِ
شبه بعض ف نستاهل بعض أما قيس ميستاهلش حد
غير تيا ، تيا اللى أحسن منك بمليون مرة .
احمر وجهها نتيجة الغضب و الغيظ.
أحمد: اه مستغربة ليه ، دايما عارف أنه تيا أحسن منك
و هى اصلا اللى كانت بتقويكي عليا علشان
هى كانت هب’لة أنها تصاحبك و تحبك و تخاف عليكِ
منى و المقابل أهو، بتحاولى تاخدى قيس لمجرد
أنه أنتِ عايزة كدة حتى مش بتحبيه ، أنتِ
بتحبيني أنا و هتفضل تحبيني عارفة ليه لأنه إحنا
نفس النوع يا… ياحبيبتي قالها باستهزاء ثم غادر
تاركا إياها تتخبط فى غضبها .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ملت تيا من انتظار عودة قيس إلى المنزل فقد
تأخر كثيرا ، كنا شعرت بالتعب لأنها لم تأكل شيئ
ف قاومت تعبها و حضرت شيئا خفيفا لتأكله.
وضعت يدها على بطنها : أنا آسفة يا حبيبي لو كنت
قصرت معاك النهاردة و مكلتش كويس بس
زي ما أنت شايف باباك تاعبنى أوى معاه ، مرضيش
يسمعنى و سابنى ومشي … أنا عارفة أنه غلطانة لما
كدبت عليه بس خوفت أوى و كمان أنا مكنتش
مستعدة أقوله على حاجة زى دي
كان نفسي الأمور بيننا تكون أحسن من كدة و نكون
بنحب بعض بس أول ما تبدأ الأمور تتصلح و أقول
كل حاجة هتبقى كويسة تتعقد تانى اكتر و أنا تعبت
تعبت من أنه مش بيحبنى زى مانا بحبه و تعبت من
أنى أحاول والاقى محاولاتى دى علي الفاضي
بس متخافش حتى لو حصل حاجة و بعدنا عن
باباك هفضل أحبك جدا و مش هسيبك أبدا.
مسحت دمعة حزينة انحدرت من عينيها ، سمعت
رنين هاتفها ف أسرعت إليه ظنا منها أنه قيس
ولكنها رأت رقما غريبا يتصل بها ، قلقت ف أجابت فورا:
الو مين معايا …..الو حد سامعنى…. مين اللى بيتصل؟
أجابها بشوق: تيا !
ارتجف جسد تيا بأكمله و صدمة شلت أطرافها
جاهدت كثيرا لتخرج صوتها حتى نجحت بصعوبة
و بصوت منخفض: كرم؟؟؟