Uncategorized

رواية بيت العجايب الفصل الثالث عشر 13 بقلم سهام العدل

 رواية بيت العجايب الفصل الثالث عشر 13 بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل الثالث عشر 13 بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل الثالث عشر 13 بقلم سهام العدل

◾سارت وسيلة بغير هدى تجوب الطرق والشوارع غير مدركة منذ متى تمشي ولا أين هي ولا لأين ستصل… بداخلها نيران الجرح والخيانة والخذلان… عاشت عمرها تنشر الحب والمودة ولم تجني إلا القهر والكسرة… سنين طويلة أوقفت حياتها عليه وهو اليوم يعايرها بسنينها التي ضاعت منها في حبه… لم يعلم أن كل كلمة جارحة  تفوه بها حفر وصمة في قلبها وعقلها تجاهه… ذنبها الوحيد أنها لم ترى غيره فارسها الوحيد… أما الآن لا تملك له سوى الاحتقار والندالة … حتى عندما أحب فتاة أخرى لم يكن فارس معها… اليوم تراه مروان آخر غير الذي كانت قوة شخصيته تسيطر على الجميع. 
◾ بعد خروج وسيلة من الشقة… وقع جالساً على الكرسي الذي كانت تجلس عليه… جلس مطأطئ الرأس يفرك جبينه بقوة… ثقل على صدره لايعلم سببه… أظلمت الدنيا بعينه… يلوم نفسه بشدة
-إيه يامروان اللي هببته ده… ينفع اللي عملته في البنت ده
=مش عارف… مش عارف عملت كده إزاي… بس غصب عني. 
-إيه اللي غصب عنك… البنت انجرحت انك خبيت عليها وبدل ما تعتذر وتطيب خاطرها تجرحها بالشكل ده. 
=أنا اما واجهتني بجوازي من سارة كنت عامل زي الطير اللي جناحه مكسور وبيخبط في الدنيا حواليه… لقيت نفسي بأكسرها يمكن تهدي وتسكت. 
-عمر الكلام الجارح ماكان بيسكت بالعكس ده بيولع ثورة غضب ونيران جوه الشخص اللي جرحته… عملت فيك إيه لكل ده يامروان… ذنبها إيه… ذنبها إيه الغلبانة دي. 
=ذنبها الوحيد أنها اتجوزتني رغم عدم حبي لها… هي من الأساس إزاي وافقت بعد كلامي لها… هي إنسانة غبية. 
-غبية!! غبية عشان وافقت على طلبك واستأمنتك على نفسها وفكرت انك هتكون سندها وحمايتها. 
-أيوة غبية إزاي ملاك يتجوز شيطان… إزاي… إما عشت معاها لقيتها شخصية مش موجودة على الأرض… كل همها في الحياة انها ترضى اللي حواليها وتسعدهم… إزاي أمي مكانتش موافقة في البداية… دي المفروض كانت ضربتني قلمين وقالتلي انت متستاهلش واحدة زيها… أنا تعبان.. تعبان… حاسس إن روحي بتتسحب مني. 
=قطع حديثه مع نفسه رنين هاتفه برقم معاذ… التقطته ورد عليه.. 
???? مروان بصوت متعب: أيوة يامعاذ. 
???? معاذ بقلق: مالك يامروان… وسيلة اختفت فجأة وبعدها أنت… فيه حاجة؟ 
???? مروان بضيق : معاذ أنا عايز منك خدمة… وبعدين هفهمك. 
???? معاذ : فيه إيه يامروان قلقتني … طمني عليكم. 
???? مروان بتنهيدة: اسمعني بس دلوقتي… أنت أقرب واحد فينا لوسيلة… حاول تشوف هي فين واتكلم معاها. 
???? شعر معاذ بالقلق : هو أنتوا زعلانين سوا. 
???? مروان : هي مشيت زعلانة. 
???? معاذ : إيه السبب؟؟؟ 
???? مروان: اقعد معاها واتكلم وكل اللي هي هتحكيه اعرف إنه الحقيقة. 
???? معاذ : طب بس اهدي كده ولو فيه حاجة هتتحل متزعلش نفسك. 
???? مروان : سلام وابقى طمني. 
◾ تجلس باكية بعدما قادتها ساقاها عند قبر والدها… وكأنها تريد حضنه الحاني لترتمي به وتبثه حزنها وكسرتها… ظلت فترة طويلة تبكي وتشكيه : مش عارفة يابابا غلطي فين.. مش عارفة… يمكن غلطت اما وافقت اتجوزه وهو بكل بجاحة قالي انه مبيحبنيش… ولا غلطي اني تهاونت وكان كل همي سعادته وراحته من أول يوم… يوم ماسابني بفستاني الأبيض ونزل… لا.. لا.. لا.. أنا غلطي الوحيد إني حبيت واحد زيه أناني وقليل الذوق ومتعجرف… أنا مبقتش عارفة أعمل إيه… ارجع لبيت العيلة وأقلب الترابيزة على دماغه وأقول للكل انه خدعنا كلنا… ولا بلاش اصدم عمي ومراته وميان اللي لسه تعبانة… طب انا هفضل لامتى استحمل واجي على نفسي عشان محدش يتجرح ولا يزعل….. آاااااااااآآآاااااااااااااااه.. خرجت من أعماقها ودموعها تغرق وجهها… يارب نفسي ارتاح يارب… أنا تعبانة أوي… تعبانة أوي… بابا تعالي وخدني معاك خليني ارتاح. 
???? طب ونعيش في الدنيا من غير وسيلة. 
???? شعرت وسيلة بالفزع والتفت لتجده : معاذ!! 
???? معاذ : أيوة معاذ… قافلة تلفونك ومش موجودة في كل الأماكن اللي متوقع تكوني فيها… قولت يبقى هلاقيكي هنا…. قومي تعالي معايا عايزك. 
???? قالت وسيلة من بين دموعها : سامحني الأول… سامحني لأن ربنا انتقم لك مني. 
???? انخفض معاذ وجذب ذراعها بلين : إيه العبط ده… اسامحك على إيه… أنتي معملتيش فيا حاجة… قومي ياوسيلة نقرأ الفاتحة لعمي ونمشي عشان عايزك. 
◾ بعد قليل كانت وسيلة تجلس بجواره على أريكة في إحدى الاستراحات بجوار النيل…. 
???? معاذ : متخيلتش اني في يوم هشوفك بالضعف والانهيار ده… أنا معرفش غير وسيلة القوية… ممكن أفهم فيه إيه؟
???? وسيلة بقهر: ليه هو انا مش إنسانة وبحس ومن حقي اتوجع واتقهر. 
???? معاذ وهو يلتفت بجسده لها : من حقك طبعاً ومن حقك تعملي أي حاجة… أنتي وسيلة عارفه يعني إيه؟ 
???? ابتسمت ابتسامة استنكار : آه ماأنا عرفت النهاردة؟ 
???? معاذ بتساؤل : أرجوكي فهميني فيه إيه… أخويا عمل فيكي إيه؟ 
???? وسيلة بإعتراض : لا لا انت مش اخوه… أنتي اخويا انا… اخو ميان… اخو وائل وأدهم… إنما ده اوعي تقول اخوك… أنت انسان إنما هو… وصمتت… بلاش اقول. 
???? معاذ بذهول : ياااااااه للدرجة دي… طب فهميني بس يمكن اقدر أساعدك. 
???? وسيلة : عايز تساعدني طلقني منه. 
???? وقف معاذ مذهولا : ياااااااه للدرجة دي…
???? جذبته من ذراعه ليجلس قائلة : أيوة يامعاذ… للدرجة دي… أنا اللي غلطانة… غلطانة لاني وافقت اتجوزه وهو قلبه مش معايا… انسان قلبه حجر… متكبر ومتعجرف وأناني. 
???? معاذ : بس وسيلة بكل مميزاتها ممكن تكسب قلب أي حد. 
???? وسيلة بحزن : مروان يامعاذ بيحب واحدة تانية ومتجوزها. 
???? معاذ بصدمة : إإيه… إيه اللي أنتي بتقوليه ده ياوسيلة… أنتي متأكدة؟؟
???? وسيلة وهي تبتلع غصة تخنقها : سمعتهم سوا… وهو اعترف بنفسه بكده. 
???? معاذ يفرك رأسه من أثر الصدمة ثم رفع رأسه وسألها : مين دي واتجوزها امتى وازاي؟ 
????وسيلة بقهر : الدكتورة سارة اللي في المستشفي… بيبيقول انها مطلقة وانتوا رفضتوا يرتبط بها فاتجوزها… وبعدين اتجوزني أنا عشان بعد فترة يعلن جوازه ويكون سبق له الجواز زيها… 
???? معاذ بذهول : معقول مروان يفكر التفكير ده. 
???? وسيلة بغيظ : أيوة يجرحني ويضحي بيا عشان حبيبته. 
???? ضحك معاذ ضحكة هادئة : هي مين حبيبته دي؟… ومين قالك انه بيحبها. 
???? وسيلة بغيظ أكبر : أنت بتضحك يامعاذ؟ 
???? معاذ بضحكة أعلى : أصل بصراحة أول مرة أشوفك كده… 
???? وسيلة ببكاء : هموت يامعاذ… كسرني وجرحني… أنا حاسة إني هموت والدنيا هتقف هنا. 
???? معاذ مطمئناً لها : اهدي ياوسيلة… الموضوع مش زي ماانتي متخيلة… ممكن اقول فعلا ان مروان شخصية غامضة صعب تفهميها… بس اللي واثق منه انه محبش سارة دي. 
???? وسيلة بعصبية: معاذ… افهم… بقولك متجوزها… متجوزها. 
???? معاذ بهدوء: فاهم وهفهمك… أولا مروان طلب فعلا انه يتجوزها وبابا وماما رفضوا… بس ده مرة واحدة ومتكررتش تاني… اللي بيحب بجد يُصِر ويحارب عشان حبه ده مش مجرد مايلاقي الرفض يستسلم… ثانياً : لو بيحبها بجد عمره مايفكر انه يتجوزها في السر… اللي بيحب ميخافش ويعلن حبه ويدافع عنه وميستسلمش. 
???? وسيلة بتعجب : وتسمي اللي هما فيه ده إيه… وتفسيره إيه؟ 
???? معاذ : ممكن يكون إعجاب… واحدة لفتت نظره… فيها حاجة شدته… أثارت جواه فضول يقرب منها ويكتشفها وأما حاول وفشل استسهل أقرب الطرق وهي أعطته فرصة لكده. 
???? وسيلة بحرج : معاذ ده سابني يوم الفرح وراح نام عندها. 
???? معاذ الكلمة شرخت قلبه،،، أحس بجرحها ولكنه حاول التخفيف عنها : أكيد شخصيتها زنانة بتحب المشاكل… او هددته بالفضيحة… أو شيء من هذا القبيل. 
???? وسيلة بدموع : وأنا ذنبي إيه؟ 
???? معاذ بلهجة حانية : ربنا سبحانه اللي بيضع الحب في قلوبنا… ملناش ذنب في الحب ده… المشكلة بس إنه بيكون نقطة ضعف. 
???? وسيلة متلعثمة: بـبس أنا مبحبوش 
???? معاذ بثقة : مكنش بقى ده حالك دلوقتي.. اوعي تتهزمي ولازم تنتصري. 
???? وسيلة بتعجب : أنت اللي بتقول كده؟ 
???? معاذ بابتسامة : ومقولش كده ليه… بيت أختي وأخويا ومش هسيبه يتخرب. 
???? وسيلة بإندهاش : إنت إنسان عظيم يامعاذ. 
???? معاذ بابتسامته الجميلة :أكيد مش أعظم منك أبدآ… 
???? وسيلة بحيرة : فين العظمة دي يامعاذ… أنا مش عارفة اتصرف إزاي ولا أقول للي في البيت إيه؟ 
???? معاذ : لا هترجعي ولا هتقولي… أنتي هترجعي بيتك ونتكلم مع مروان ونلاقي حل. 
???? وسيلة بإعتراض: مستحيل… مستحيل أرجع تاني… أنا لازم اتطلق… مستحيل ارجع لواحد انا في نظره واحدة عانس وأخد فيها ثواب بجوازه منها. 
???? معاذ بذهول : إيه الهبل اللي بتقوليه ده؟
???? وسيلة بتأكيد: الهبل ده مروان قالهولي بكل برود… وأنا مش هسمح على كرامتي بكده. 
???? صُدِم معاذ من مدى وقاحة أخيه ولكنه حاول تلطيف الأمر : خلاص انتي تقعدي مع ميان اليومين دول لحد ماتخرج وبعدها نشوف هنقول لهم إيه. 
◾حلَّ الليل وعادت آثار من المستشفى بعدما تركت أمجد مع أدهم… قررت الليلة أن تبيت في البيت فهي بحاجة إلى بعض الاسترخاء بعد ماعانته الأيام الماضية من قسوة وذل وإهانة… هي بأمس الحاجة للجلوس بمفردها وإعادة ترتيب حياتها التي تشوهت بهذه الفترة القصيرة التي قضتها في كنف ذاك الهمجي المتوحش الأناني… درس قاسي تعلمته نتيجة طمعها وتهورها وأنانيتها… هي الوحيدة التي دفعت ثمن هذا ندبة علمت على حياتها للأبد… وبينما هي تعبر بوابة المنزل وتسير في منتصف الحديقة وجدت من ينقض عليها ويكمم فمها بصعوبة وييشدها من حجابها حتى أسقطه قائلاً : إنتي فاكرة إنك هتهربي مني ومش هعرف أجيبك… تبقى متعرفنيش ياآثار… امشي أدامي بالذوق بدل  مااكسر رجلك دي… ظلت تهز رأسها تحت يده حتى استطاعت التحدث : الحقوني… الحقوني… 
◾ بينما يجلس ليلا في الشرفة… وجد بالحديقة شبح رجل في الظلام يسحب امرأة من شعرها ويجرها في الحديقة.. وقف واستعد للنزول… سمع صراخها تستنجد بأحد : الحقوني… الحقوني. 
???? جحظت عينيه عندما تعرف على صاحبة الصوت… قال في نفسه : آثااار!! 
????لايعلم كيف خرج من شقته وقفز الدرج في ثوانٍ معدودة حتى وصل إلى الحديقة وبينما الرجل موليه ظهره وساحباً آثار… أوقعته ركلة قوية من وائل علي ظهره… ثم جلس  على ركبتيه وأقلب الشخص وجلس فوق ساقيه وانهال عليه باللكمات حتى اختفت ملامحه من كثرة الدماء. 
???? كان يهرتل وهو يلكمه : هقتلك… إزاي تتجرأ وتمد إيدك عليها ياكلب… ياحيواااان. 
???? وقفت آثار باكية تنتفض من الرعب والخوف حتى تركه وائل فاقد الوعي ونهض واقفاً… أسرعت إليه وتعلقت بأحضانه تبكي : اوعي تسيبه ياخدني تاني ياوائل. 
???? أبعد يدها وأبعدها بهدوء وقال : اهدي بس وادخلي عند جدي وأنا هتصرف معاه. 
????آثار بخوف : لا ياوائل ده إنسان مؤذي… ابعد عنه… وأمسكت ذراعه : تعالى… تعالي ادخل… 
???? وائل وهو يبعد يدها : متخافيش بس ادخلي… وأنا هتصرف. 
???? ظلت تنظر إليهما بعينين مشوشتين من الدموع حتى اختفت داخل البيت… 
???? ذهب وائل إلى صنبور المياة في الحديقة وسحب خرطوم المياه واقترب منه وفتحه عليه حتى نهض قاسم مفزوعاً… اقترب منه وائل قائلا : فيه رجل محترم يدخل بيت حد يتسحب زي الحرامية كده… وهتجيب الاحترام منين وانت بتحل لنفسك تمد ايدك على واحدة ست عادي… هتجيب الاحترام منين وانت خاين لأمانة أؤتمنت عليها… أب وأم أعطوك حتة من قلبهم وأمنوك تحافظ عليها وانت أهنتها وبهدلتها…ثم جذبه من ياقته بعصبية قائلاً : أنت تقوم كده زي الشاطر تقف على حيلك وتدخل معايا جوه نتكلم مع جدي ونشوف حل في قرفك ده واحمد ربنا إني سايبك عايش. 
???? قال قاسم بعينين مهزوزتين : أنا جاي آخد مراتي وامشي. 
???? كلمة (مراتي) زادت من اشتعال النار في قلبه، فاستكمل : مراتك دي لها أهل تاخدها منهم… ما تتسحبش زي الحرامية… ويكن في معلومك اللي عملته معاها مش هيعدي كده… ورحمة أبويا للازم تتربى من جديد. 
????شعر قاسم بالخوف.. فعلم جيدا أنها حكت لهم على ماحدث وهو الآن بين قبضة أهلها… ومن الصعب أن يخرج سالماً بعدما فعله بها،،، فحاول استعمال حيلة استفذاذية علها تصيب… فقال: هو أنت مين في أولاد عمها… أكيد أنت وائل. 
???? وائل بعصبية : وأنت مال أهلك ويهمك في إيه. 
???? قاسم بأسلوب مُستفز : أصلك حارق دمك وهي قالتلي انها لها ابن عم كان بيموت فيها وهي ولا عبرته… وفضلتني أنا. 
???? ضحك وائل ضحكة عالية من كثرة غيظه وناره التي يخفيها بداخله… ثم قال : وأنت بقى بتستفزني عشان اسيبك واقولك خدها تستاهل اللي يجرالها… ثم نظر له نظرة غيظ ورفع ذقنه بإبهامه وقال : تبقى عبيط… إحنا ولاد عم… دمنا واحد ومش انا ولا حد من هنا يقدر يفرط في لحمه ودمه… فمتحاولش انك تعمل وقيعة بينا لأنها هتقع على دماغك… اقم أقف ياواطي وادخل معايا جوه بدل ماادفنك مكانك. 
◾انتظر وائل ومعه المدعو قاسم أمام باب شقة جده واستدعى عمه أحمد وانتظر حتى جاء… ذُهِل أحمد من وجه قاسم المتورم من آثار لكمات وائل… ثم سأل وائل : أنت اللي عملت فيه كده؟؟ 
????وائل بفخر : أيوة . 
????أحمد : طب هاته وتعالي ندخل عند جدك. 
???? دخل الثلاثة وجدوا الجد يجلس على الأريكة في منتصف الصالة وآثار مختبأة في حضنه تنتفض وتبكي برعب… شعر وائل بنغزة في قلبه من هيئتها المرتعبة.. مالذي أصابها لتجلس هكذا في وجوده؟.. ماذا فعل بها هذا الوغد ليطفيء رونقها الذي كان يميزها عن غيرها؟ 
???? المهدى : تعالوا اقعدوا… 
???? جلس الجميع… فقال الجد موجهاً حديثه إلى قاسم: عايز إيه يابني؟ 
???? وائل بغضب : جدي… ده متتكلمش معاه كده… ده مينفعش معاه الذوق. 
???? الجد بعصبية مما جعل آثار تنتفض:وائل… مسمعش صوتك… أنا عايزة اسمعه هو. 
???? ابتلع وائل غضبه وصمت… ثم قال أحمد : جاي عايز إيه ياقاسم؟
???? قاسم : عايز مراتي. 
???? الجد : وهو اللي يعوز مراته يدخل بيوت الناس ويخطفها؟
???? قاسم ببعض الحرج: ماأنا لو كنت دخلت وطلبتها محدش كان هيوافق. 
???? أحمد : لأنك عارف المصايب اللي عملتها فيها… فمش جايلك عين.. يبقى يابني زي مادخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف. 
???? قاسم بانفعال : أنا مش هطلقها ومراتى مش هسيبها. 
???? ارتفع نشيج آثار في حضن جدها من الخوف أن تعود إليه… مسح جدها على شعرها وانتقل أحمد إلى جوارها يهدأها : متخافيش احنا حواليكي ياحبيبتي… اهدي مش هترجعي. 
???? صوت نحيبها قطع أنياط قلبه.. تمنى لو كان مكان جده واحتضنها يطمأنها أنه لم يسمح أن يصيبها سوء مرة أخري… 
???? أعدلها أبوها جالسة ليظهر أثار الضرب واللكمات على وجهها في سطوع الإضاءة… مما جعل الدماء تغلى في عروق وائل ولكنه تحكم في غضبه… 
???? جلست وأمسكت بيد أبيها تستمد منه القوة ثم قالت من بين نحيبها: أنا مش هرجعلك ياقاسم… مش هرجع للذل والعذاب تاني… خدعتني وأروح معاك ألاقيك متجوز اتنين وعايزني بس عشان أجيب لك عيل لأن الاتنين اللي متجوزهم واحدة مبتخلفش والتانية بتجيب بنات… ضحكت علينا وقولت لنا انك دكتور وانت كداب ومخادع… مش هرجع لضربك فيا كل يوم وعذابك فيا وتعاملك معايا كأني حيوانة… جسمي كله بقى بيصرخ من الوجع اللي عشته معاك الفترة اللي فاتت… دمرتني وبهدلتني… حتى العلاقة الحميمية اللي بين أي زوجين بتاخدها مني بالضرب والذل… نسيت يوم ماكسرت رجلي وفضلت أسبوعين في الجبس ورغم ده كنت بتيجي تضربني وتبهدلني وتقطع هدومي عليا عشان تاخد مني اللي انت بتسميه حقك الشرعي… 
????كان وائل يسمع منها الكلام بقلب مفطور كاد أن يقتله.. الغيظ يفتك به… كيف لهذا الحيوان أن يتعامل مع هذه الجميلة بهذه الوحشية ولكن عندما ذكرت آخر كلماتها لم يتمالك أعصابه… حتى نهض وأنقض عليه وضربه بالقوة برأسه في رأسه ثم هال عليه الكلمات. 
???? نهض المهدى وأحمد في آنٍ واحد : وائل… سيبه سيبه. 
???? وائل وهو لايري أمامه سوي صورة وجهها المكدوم ودموعها المنهارة عليه : اللي هيقرب مني هقتله…. 
???? صرخ قاسم من شدة الضرب… فصرخ فيه وائل : طلقها يابن *****… طلقها… هقتلك. 
???? بعد لحظات دخل معاذ عليهم وحاول بكل جهده أن يمنع وائل وفشل كثيرا حتى استطاع تكتيفه ورفعه من عليه. 
???? قال وائل بنفسٍ متقطع : روح يامعاذ هات المأذون.
يتبع..
لقراءة الفصل الرابع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية أنتِ لي للكاتبة سمية عامر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!