Uncategorized

رواية بيت العجايب الفصل الخامس عشر 15 بقلم سهام العدل

 رواية بيت العجايب الفصل الخامس عشر 15 بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل الخامس عشر 15 بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل الخامس عشر 15 بقلم سهام العدل

◾ يسير مروان بسيارته على غير هدى… يجوب الشوارع  وليس أمامه سوي نظرات الجميع له بعدما علموا بزيجته… مازالت أصابع أبيه تترك أثرها على خده بعدما صفعه بقوة… مازالت كلمات والدته تدوي في أذنه ( روح يامروان لا أنت ابني ولا أعرفك… قلبي غضبان عليك ليوم الدين) وجده الذي كان على وشك ضربه بعصاه لولا وقوف وسيلة أمامه تحميه… بداخلة خليط من مشاعر الغضب والندم والحنين… غضب من رد فعل أهله الذين لم يتوقع منهم كل هذه القسوة… وندم على تسرعه وإخبارهم رغم إخفاء وسيلة عنهم ذلك ولكن انهيار وسيلة أفقده عقله… ماذا فعلت هذه الفتاة لتتحطم بهذه الطريقة؟… رغم أنه يعلم جيداً أنه السبب فيما آلت إليه هذه الفتاة الخارقة لطبيعة البشر… مشاعر متضاربة لم يعلم سببها… ولم يعلم لم الآن يراوده الحنين إلى طفولته وذكرياتها  التي لم تأتي على باله منذ زمن… يتذكر هذه الطفلة ذات العشر سنوات وهي تتجادل مع أخيه في حل مسائل الرياضيات وتغضب منه بسبب تصميمه على الحل بطريقة خاطئة وعندما نفذ صبرها تنادي (مروان.. مروان) 
???? مروان وهو مشغول بمذاكرة دروسه : أيوة… عايزة إيه؟ 
???? وسيلة : ممكن تيجي تشرح لنا المسألة دي عشان تعرف معاذ إنه غلطان. 
???? معاذ بإصرار : أنتي اللي غلطانة وهي كده صح. 
???? مروان بتذمر : مش عايزة دوشة… قولتلكم اما اكون بذاكر مبحبش حد يعطلني… عندي امتحان بكرة وسيبوني أركز. 
???? وسيلة بندم : أنا آسفة… نسيت… ربنا ينجحك وتطلع الأول زي كل سنة… قوم يامعاذ نطلع نذاكر فوق عندنا وبابا هيساعدنا في الحل. 
???? وبعد أن صعدت هي ومعاذ لم يمض إلا دقائق وعادت تحمل كوباً من اللبن يهتز بيدها وتضعه أمامه.. نظر لها وقال : إيه ده؟ 
???? وسيلة بإبتسامتها التي كانت لم تفارقها أبداً: قولت لماما تعملك لبن عشان تركز… عشان طنط منال لسه مرجعتش من المدرسة. 
???? مروان بتذمر : أنا مطلبتش لبن خديه وأطلعي تاني. 
???? وسيلة بتحايل : عشان خاطري… الجو برد واللبن هيخليك تطلع الأول. 
???? ابتسم مروان ابتسامة بجانب شفتيه : اللبن اللي هيطلعني الأول… خلاص سيبيه وروحي ذاكري. 
-بعد أن تذكر ذلك الموقف ابتسم وقال في نفسه حنونة بالفطرة… لم تتغير… لام نفسه لِمَ لم يكن يراها من قبل… حصر نفسه بين حياته العلمية والعملية وعندما قرر أن يعيش حياته الشخصية كأي رجل لم يجد أمامه سوي سارة صاحبة العيون الزرقاء التي كانت ترافقه كظله منذ أن بدأت عملها معه في المستشفي… أعجب بجمالها الفتان وقوة شخصيتها… كانت مميزة بالنسبة له…  أدمن وجودها في حياته… لم يتمنى يوماً أن يتزوج دون علم عائلته ولكن رفضهم الارتباط بها هو ماأجبره على ذلك… ولكنه دوماً رسم لنفسه موقفاً قوياً مدافعاً عن سارة لو علم أهله… ولكن اليوم كان مُلجٌّم اللسان… لم يرى إلا عيني وسيلة التي تحوي حزن العالم بأسره… هذا الحزن بالفعل كسره ولأول مرة بحياته يشعر بهذه الكسرة وهذا النقصان من نفسه… ولكن مازاد انكساره هو وقوف وسيلة أمام جدهم تحميه من بطش جده عندما همّ ليضربه بعصاه… كلما رأي منها موقفاً نبيلاً استصغر نفسه أمامها… كيف لها أن تكون بكل هذا الحب وتحمل كل هذا العطاء في أكلح ظروفها…  لمَ لمْ يستطع أن يتوقف عن التفكير فيها… لمَ؟؟… أضناه التفكير وقرر أن يخرج عقله من محبس وسيلة الذي غرق فيه… فقرر الذهاب لسارة. 
◾عادت من المستشفى بعدما ذهبت إليها أمها جميلة وأختها جوري لتجلسا بدلاً منها،، لأنها صممت أن تأتي لتكون بجوار وسيلة تخفف عنها مُصابها… وبينما هي تعبر من الحديقة متجهة إلى مدخل المنزل لمحت معاذ يجلس في ركنٍ مظلم… غيرت اتجاهها واتجهت نحوه وجدته جالساً شارداً متكئاً على المنضدة سانداً جبهته بكفه… سحبت الكرسي المجاور له وجلست بجواره  نظرت إليه وجدت الحزن بادي على ملامحه… هزته برفق : معاذ. 
???? التفت لها ولم يبدو عليه المفاجأة : إيه ياجيهان… فيه حاجة؟ 
???? جيهان بمواساة : هون على نفسك يامعاذ.
???? معاذ بحزن : كل حاجة اتدمرت ياجيهان. 
???? جيهان بحزن : كل حاجة وبتعدي… فترة وهتعدي صدقني… النصيب اتقطع لحد كده بين مروان ووسيلة والله أعلم من حكمة ربنا في كده إيه… وميان الحمد لله بقت بخير وهتخرج بكرة من المستشفى. 
???? معاذ بعد تنهيدة : وجدي اللي حاسس إن هيجراله حاجة وماما وبابا اللي مصدومين مش مصدقين نفسهم… وطنط وداد ووسيلة ووائل… العيلة كلها بتتهدم ياجيهان. 
???? جيهان متحفزة : كل حاجة مع الوقت بتتنسي… أنت شايل هموم البيت كله ومروان عمل اللي عمله ومشي. 
???? معاذ : والله ياجيهان… مروان واجع قلبي… وحزين عليه وعلى الموقف اللي تهور وحط نفسه فيه. 
???? جيهان بحنان : سلامة قلبك يامعاذ… كل واحد فينا بيغلط وكل واحد بيتحمل نتيجة غلطه… وأنا متأكدة ان مروان هيعرف غلطه في يوم ويندم عليه. 
???? معاذ بصوت حزين : طب والبيت والعيلة ( وأشار لها بيده) شوفي البيت بقي  كله حزن وهموم… تحسي إنه مهموم ومكتئب… مفيش شقة غير وماليها الحزن والقهر… ومش عارف أخفف عن حد فيهم. 
???? جيهان بنظرة إعجاب : إنت إزاي كده… إزاي بتفكر في الكل وآخر حاجة بتفكر فيها نفسك… أقولك على حاجة ومتتريقش عليا. 
???? نظر لها نظرة حيرة ثم قال : قولي. 
???? جيهان بإبتسامة دافئة : زمان وأنا صغيرة كنت دايماً عارفة إنك أنت ووسيلة هتتجوزوا بعض. 
???? تعجب معاذ من حديثها فقال : وإيه اللي خلاكي معتقدة كده؟ 
???? جيهان : لأن كنتوا دايماً مع بعض… كنتوا ثنائي متفاهم ومتناغم… فأي شيء عن الارتباط كنتوا أنتوا دايماً الأيقونة بتاعته بالنسبة لي… بس اما كبرت وفهمت لقيت انه فعلا انت ووسيلة اخوات… والحمد لله انكم متجوزتوش بعض. 
???? تعجب معاذ وقال لها : والحمد لله ليه اننا متجوزناش؟
???? قالت بخجل : هو كده وخلاص. 
???? احتار معاذ فيما تخفيه جيهان… ولكنه قال بشرود  : فعلاً ياجيهان أنا ووسيلة أخوات عاملين كده زي قطبي المغناطيس بيكونوا موجب وسالب… واحنا الاتنين متشابهين فمينفعش بينا تجاذب. 
???? ابتسمت جيهان وقالت : فعلا عندك حق بس انتوا الاتنين منتهي الايجابية… حاجة كده مثالي بزيادة. 
???? معاذ : محدش فينا كامل ياجيهان. 
???? جيهان بإعجاب :طب ليه أنا شايفاك  كامل؟ 
???? معاذ بإبتسامة مجاملة: عيونك اللي حلوة ياجي جي. 
◾ تجلس أحلام في سريرها شاردة  حزينة… تفكر في حال ابنتها التي ترقد في غرفتها ترفض الطعام والشراب  والحديث… كلما دخلت عليها الغرفة أما أن تجدها باكية بعينين متورمتين أو تمثل عليها أنها نائمة… قلبها يتمزق على ابنتها وعلى ماوصلت إليه… لولا عودة أدهم ورجوعه من المستشفى هو الذي يخفف عنهم بعض الشيء… يدخل عليها زوجها الغرفة ملقيا السلام وترد عليه في خفوت ثم سألها : أخبار آثار إيه؟ 
-أحلام بحزن : زي ماهي لا أكل ولا شرب ولا كلام. 
-أحمد بتنهيدة حزن : لا حول ولا قوة الا بالله… عمري ماأنا مسامحك ياأحلام. 
-أحلام بعصبية : وأنا كنت عارفة ياأحمد إن ده كله هيحصل. 
-أحمد بلهجة قوية : صوتك ميعلاش تاني في البيت يابنت عمي… وكفاية لحد كده… طول عمري ساكت لك عشان خاطر عمي الله يرحمه و بتقي ربنا فيك وانتي طول عمرك ماعملتي خاطر ليا ولا لعيلتي. 
-أحلام بغضب : برضه ياأحمد… بعد كل السنين دي وبتقول كده… طول عمري باجي على نفسي عشان خاطر العيلة. 
-أحمد بغضب مكتوم : قولتلك وطي صوتك عشان الولاد… وامتى جيتي على نفسك… طول عمرك شايفه نفسك أحسن من الكل… كلك غرور وتكبر وعنجهية. 
-أحلام بحزن : أنا ياأحمد!!!… كتر خيرك… و متنساش انه عشان خاطر العيلة لسه ابنك مضحي بجزء من جسمه عشان بنت أخوك. 
-أحمد بتوضيح : عشان ابني ابن أصول زي أبوه… ويكن في معلومك ان اللي الخير اللي عمله أدهم هو اللي رجعلك آثار… في نفس اليوم عرفت تهرب من الكلب اللي كانت متجوزاه وجت…سبحانه قال :إنا لانضيع أجر من أحسن عملا… بس ياقلب أبوها اتدمرت وأنتي السبب. 
-أحلام وقد بدأت دموعها في النزول : كل ده عشان كان نفسي تعيش في مستوى راقي… تتجوز حد من نفس مستواها العلمي. 
-أحمد : غبية… وهتفضلي طول عمرك غبية يا… يادكتورة… لأن الرجولة بالأخلاق مش بالمستوى العلمي ومع ذلك ربنا بيعطينا بالنوايا وأنتي رفضتي وائل أنتي وبنتك وكسرتي بخاطر الولد…وعشان كده ربنا كسر بخاطركم… ورغم كده عمل بأصله ولولا إنه أنقذ بنتك كان خطفها الحيوان ده وياعالم كنا هنشوفها تاني ولا. 
-أحلام وهي تحاول أن تحافظ على تماسكها : ووسيلة بنت أخوك ظلمت مين ولا عملت إيه عشان مروان يدوس عليها كده… افهم ياأحمد إنه نصيب وكل واحد بياخد نصيبه. 
-أحمد بحزن : وسيلة كمان نتيجة غلطة كبيرة… غلطة أبويا أنه طلب من مروان يتجوزها وغلطة مروان أنه قبل بكده وهو مبحبهاش… و متقارنيش وسيلة بآثار لأن تربية وجدي الله يرحمه ووداد مفيش عليها غبار… أما انتي اللي مسكتي هنا كل حاجة واتحكمتي في كل حاجة لما خليتي المركب تغرق. 
-أحلام بإنهيار : كفاية بقى… كفاية حرام عليك… سيبني في حالي ولا اقولك انا اللي هسيبلك الأوضة خالص عشان ترتاح… ونهضت منفعلة وخرجت طارقة الباب بعنف. 
-أحمد بعدما خرجت : ربنا يهديكي ياأحلام. 
◾ تفتح سارة عينيها بصعوبة مستيقظة بعد ليلة طويلة بائسة نتيجة حالة مروان التي تراه عليها لأول مرة منذ أن عرفته… تستيقظ وتجلس تبحث عنه بعينيها تجده جالس عاري الصدر بجوار النافذة على أحد كراسي الغرفة ممدداً ساقيه على كرسي آخر شارد الذهن ينظر إلي الخارج… نهضت ووقفت خلفه ثم انحنت وقبلت رأسه ومسحت على كتفيه العاريين.. فرفع رأسه ناظراً لها ثم قال بصوت خافت : صباح الخير. 
-استدارت وجلست على ساقيه ولفت يديها حول رقبته وقبلت خده : صباح الحب ياقلبي… صاحي بدري ليه؟ 
-مروان : أنا منمتش عشان أصحى. 
-سارة بتأنيب: أنا مش عارفة انت ليه عامل في نفسك كده بدل ماتفرح يامورو… مش ده اللي كنا بتتمناه. 
-مروان بسخط : مش بالطريقة دي… مش أني أخسر أقرب ناس ليا… أنا لو كنت عايز أخسرهم كنت قولت من يوم مااتجوزتك… كان نفسي أفضل في نظرهم مروان اللي بيتباهوا به. 
-سارة وهي تلعب في خصلاته الناعمة : اللي حصل حصل يابيبي…  ومتزعلش نفسك وبص للايجابيات اللي في الموضوع. 
-مروان بتساؤل وهو يبعد يديها عن شعره: وإيه الإيجابيات في الموضوع؟ 
-سارة بابتسامة : كتير… أولا أعلننا جوازنا وأقدر امشي في المستشفي وفي الدنيا كلها واقول انا الدكتورة سارة مدام الدكتور مروان المهدى… دلوقتي هتبات معايا كل يوم زي أي زوجين طبيعين مش سرقة زي ماكننا… والأهم من كل ده إننا خلصنا من الست وسيلة. 
-عندما ذكرت اسم وسيلة تهجمت ملامحه واشتد الحزن عليه وقال بصوت مهموم: لا وأنتي الصادقة وسيلة اللي خلصت وارتاحت مني. 
-سارة وهي تنهض : مش مشكلة بالنسبة لي… المهم إن أنا وبس اللي مراتك… قوم البس الجو برد هتتعب… وياللا عشان ننزل المستشفى مع بعض. 
-مروان : انزلي انتي أنا مش نازل. 
-التفت سارة بتساؤل : ليه انت معندكش عمليات. 
-مروان : عندي بس الدكتور بلال هيعملها مكاني… مش قادر أنزل ولا اشتغل. 
-سارة بتعجب : بلال مين بلال الدمنهوري؟ 
-مروان بخفوت : أيوة. 
-سارة بذهول : وده إيه اللي رجعه تاني… مش كان سافر؟
-مروان بنفاذ صبر : رجع ياسارة. 
-سارة بتعجب : طب وأنا!! 
-مروان ببعض الانفعال : وأنتي مالك به ياسارة… هو تخصص وانتي تخصص ولو حصل وتقابلتوا هيكون في نطاق العمل… وأظن إنك إنسانة متحضرة   وتعرفي تتعاملي كويس في المواقف دي. 
-سارة بهرتلة: كنت ناقصة بلال الزفت ده كمان… وأخرجت ملابسها من الخزانة وأغلقتها بعنف… ثم خرجت من الغرفة فانتقل مروان للسرير عازماً على النوم علّه يهديء عقله قليلاً من حرب الأفكار الدائرة فيه. 
◾ جن جنونه منذ أن علم بما حدث لأخته… يجوب الصالة ذهاباً وإياباً يسب ويلعن في ابن عمه الذي خان الدم الذي يربطهم سوياً : قليل الأصل… واطي.. قسماً بالله لهجيب حقك ياوسيلة. 
-رغم حزنها وكسرتها تحاول أن تتماسك وتمثل القوة من أجل أخيها وأمها: قولتلك ياوائل إنه خلاص كل شيء انتهى وكل شيء قسمة ونصيب. 
-وائل بعصبية : بالسهولة دي؟… ليه فاكر ان مفيش وراكي رجالة ولا إيه؟ 
-وداد: اهدي يابني… جدك وعمك عملوا الواجب وزيادة… اهدي وبطل تهور. 
-وائل بإنفعال : حق إيه ياماما… أنتي عارفة يعني إيه يتجوزها وهو متجوز ومخبي علينا… يعني قرطسنا كلنا. 
-وسيلة : اللي حصل حصل ياوائل ومهما كان احنا ولاد عم. 
-وائل بإنفعال أشد: وهو ليه مراعاش اننا ولاد عم… ليه… على العموم هو من النهاردة لا ابن عمي ولا اعرفه وقسماً بالله لولا خاطر جدي لكنت شوفت شقة بره البيت واخدتكم وعشنا فيها بس عامل على جدي… مبيجيش علينا غير أقرب الناس لنا. 
◾ مرت الأيام  ورغم كل ماتحمله في قلبها من جرح وخذلان… تحاول أن تتماسك… متجوعة لان تجلس بمفردها تبكي وتنعي حالها ولكنها تقاوم ذلك حتى لاتزيد هم  أمها وأخيها… حتى المساء عندما تدخل غرفتها بحجة النوم بعد دقائق يتعبها إما أمها أو أخيها… لاتنكر أن كلاً منهم يبذل قصارى جهده حتى يخفف عنها ويخرجها من حزنها… وهي الأخرى قررت أن تعود إلى عملها لعلها تنسى ماأصابها… وكالعادة دخلت غرفتها وبدلت ثيابها فإذا بالباب يُطْرَقْ ويدخل وائل : ادخل ولا ارجع. 
-تبتسم قائلة : أنت لسه هتدخل… ماأنت دخلت. 
-دخل وائل وجلس بجوارها على السرير : أقسم بالله ياوسيلة إن ابتسامتك دي بتنور الحياة… نفسي تكون قوتك اللي شايفها دي بجد ولا قوة وهمية
-وسيلة تمسح بيدها على خده : حبيبي ياوائل… أنا قوية بك… أنت سندي وضهري… أخويا وأبويا وصديقي… طول ماأنت جمبي كل حاجة تهون. 
-جذبها وائل واحتضنها ومسح على شعرها : أنتي أغلى حاجه في دنيتي ياوسيلة… دنيتي بتتمثل فيكي انتي وماما… حزنك بيكسرني ياوسيلة. 
-وسيلة وكأنها كانت على الحافة بداخلها طاقة كبيرة من البكاء… وعندما احتضنها وكأنه فجر هذه الطاقة فانخرطت في بكاء قوي. 
-دمعت عيني وائل  فمسح دموعه واستكمل : عيطي لحد ماتخلصي… لحد ماتهدي وتنسى.
-ظلت تبكي بضع دقائق ثم رفعت رأسها ومسحت عينيها ونظرت له بعينين حمراوتين : كنت عايزة اطلب منك طلب. 
-نظر لها وائل مبتسما ً : أؤمري ياحبيبتي. 
-وسيلة بحماس : أنت عارف ان من وقت مابابا الله يرحمه تعب وأنا سبت الشركة… وعايزة ارجع اشتغل تاني. 
-وائل بترحيب : اشتغلي ياحبيبتي… أنا مش معترض على شغلك بالعكس. 
-وسيلة بتردد : ماهو مش دي المشكلة… أصل واحدة كانت زميلتي في الكلية قالت إن شركة سياحة طالبة مرشدين سياحين معاهم أكثر من ٣ لغات… ودي فرصة كويسة ليا. 
-وائل بتساؤل : طب فين المشكلة. 
-وسيلة بتلعثم : الشركة في الأقصر. 
-وائل بذهول : عايزة تشتغلي في الأقصر ياوسيلة؟ 
-وسيلة بحماس : ماأنا هآجي  أسبوع بعد كل تلات أسابيع. 
-وائل بحيرة : بس ياوسيلة كده كتير. 
-وسيلة برجاء :عشان خاطري ياوائل… الفرصة دي مبتجيش لأي حد… وفعلا أنا نفسي أبعد. 
-وائل بقلة حيلة: أوك ياوسيلة… ربنا يوفقك ياقلبي. 
-نهضت وسيلة وقبلت خده واحتضنته ثم قالت : إقناع ماما مسؤليتك. 
-وائل : حاضر. 
◾ سيدة لم تتجاوز من العمر الخمسين عاماً تدخل باندفاع لاستقبال المستشفى حاملة طفل في الثالثة من عمره فاقد الوعي وجهه ملطخ بالدماء والسيدة تصرخ الحقوني… الحقوني… ابني بيموت. 
-قابلها طاقم الإسعاف الأولى وأخذ منها الطفل واستدعوا الأطباء… 
-مروان بتعجب وهو ينظر للطفل: مين مازن!!!!
يتبع..
لقراءة الفصل السادس عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية أنتِ لي للكاتبة سمية عامر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!