Uncategorized

رواية لمن القرار الفصل السابع عشر 17 بقلم سهام صادق

  رواية لمن القرار الفصل السابع عشر 17 بقلم سهام صادق

 رواية لمن القرار الفصل السابع عشر 17 بقلم سهام صادق

 رواية لمن القرار الفصل السابع عشر 17 بقلم سهام صادق

دارت عيناه بينها وبين أطباق الفطور التي وضعتها أمامه.. حدق بما تفعله مُتعجبًا والإجابة قد أتته فلاشت تعجبه.. خادمته الصغيرة تخبره أنه يحتاج لذلك الفطور حتى يستعيد كامل صحته.. كأس من العصير الطازج وضعته أمامه فرمقها وهو ينظر نحوه
– أيه ده يافتون
طالعته ببراءة لم تخفي عن عينيه التي باتت تسبر أغوار نفسها
– عصير يا بيه
– ما أنا عارف إنه عصير يا فتون.. بس أنا من أمتي بشرب عصير على الفطار
اطرقت عيناها خوفًا.. فمدَّت يدها تلتقط الكأس من أمامه ولكنه كان أسرع منها في إلتقاطه.. توقفت عيناها نحو يدها التي أصبحت فوق يده..فانتفضت مبتعدة تنظر إليه بتوتر
– أنا أسفة يا بيه
عيناه ظلت محدقة بالكأس يتسأل داخله لما ارتجف قلبه بتلك الرجفة.. لما تحركت تلك الرغبة التي يعرف تمامًا متى تتحرك فتُحركه
– اعملك قهوتك بدالها يا بيه
وهل هو يسمعها الآن.. هو لم يعد يسمع إلا ذلك الصوت الذي يُخاطبه أن ينال تلك التفاحة التي يتوق في تذوقها
وصوت آخر ضعيف يهتف به
” أفيق يا سليم… أفيق قبل أن تصبح مثله “
انتفض كالملسوع من علي مقعده ينظر إليها.. فتجمدت في مكانها تنظر إلى خطواته المغادرة في عجالة تهتف به
– يا بيه مش هتفطر
هرب من نفسه ومن شيطانه..وها هو في الصالة الرياضية
يركض وتفاصيل خادمته الصغيرة تقتحم عقله.. شهية وجميلة رغم الفقر ودنائة سائقه.. شيطانه يغويه وهو خير من يعلم متى يتحكم شيطانه به
ارتكز بكوعيه على ما أمامه يزفر أنفاسه المتهدجة وعينين تقف صاحبتهما علي مقربة منه تتفرس جسده بكل تفاصيله.. لمعت عيناها بوميض الرغبة تتباطأ في خطاها نحوه
– سليم النجار
التف إليها وقد قطب ما بين حاجبيه ينتظر أن تُكمل حديثها
– أنا سمعت أنك محامي شاطر أوي.. ومحتاجة استشارتك في حاجة قانونية
تحرك من أمامها نحو أغراضه يلتقط منشفته يُجفف بها وجهه وعنقه.. التهمته بعينيها الزرقاوتين مفتونة به فلم تسمع عنه إلا أنه محامي مُحنك ولكنها لو كانت تعلم بفتنته تلك لكانت تراجعت
– ممكن رقم تليفونك عشان أقدر اتواصل معاك
أرتشف من زجاجة الماء التي التقطها للتو يرطب حلقه دون إهتمام.. شعرت بالحرج بعدما رمقها بتلك النظرة التي فهمتها
– أو الكارت بتاعتك
– عنوان المؤسسة لو عملتي بحث بسيط في جوجل هتعرفيه يا مدام..
وأنصرف من أمامها فاتسعت عيناها ذهولًا لا تُصدق إنه بتلك الصفاقة
رمقت خطواته ومازالت واقفة في صدمتها
– وقح.. لكن فظيع ويهبل.. مش مهم عجرفتك يا سليم باشا بكره أخليك تتمنى تنول نظرة مني
……….
عيناه عالقة نحو هاتفه الذي أخذ يضيء باسمها لمرات عديدة.. يُصارع قلبه بأن يتوقف عن التوق لإجابتها وعقله الذي يحثه على السير نحو ما قرره.. انطفأت إضاءة الهاتف كحال تلك اللهفة التي يحاول إخمادها.. زفر أنفاسه بزفرات متتالية يخرج فيها أنفاسه المثقلة يسأل حاله
” يا ترى اللي بتعمله ده صح ولا غلط يا رسلان..”
القلب يتسأل والعقل يهتف بالإجابة
” اللي جاي صعب وملك محتاجه تفهم مشاعرها صح.. وهتقدر تتخلي عن كل حاجة في سبيل الحب من غير ما تحس بالذنب ولا النهاية هتكون….”
انتفض قلبه كحال جسده فنهض من مقعده يلتقط معطفه الطبي فما السبيل أمامه تلك الفترة إلا الإنغماس في عمله وإرهاق عقله
………….
تجمدت يديها على الهاتف وقد تعلقت عيناها بضحكة شقيقتها الصاخبة..تلاعبت بها المخاوف التي زرعتها داخلها ناهد.. تنظر لملامح شقيقتها السعيدة مع من تُحادثه
اقتربت منها تنظر إليها فابتسمت مها .. روحها تحترق إنها تشعر بذلك الإحتراق داخلها، وقلبها ها هو تتسارع دقاته لن تحتمل أن ترى رسلان ومها معًا.. لن تحتمل أن تعيش داخل تلك الحكاية
– هكلمك تاني يا كريم ونشوف هنتقابل فين.. أنت حقيقي وحشني أوي
هل عادت روحها إليها الآن.. مها لا تُحادث رسلان كما توهمت
اقتربت منها مها تنظر إلى ملامحها الباهتة
– مالك يا ملك وشك أصفر كده.. أنتِ تعبانة
طالعتها ملك وسرعان ما رفعت كفيها نحو وجنتيها تتحسسهما
– أنا كويسة.. مفيش حاجة.. هنزل أتمشى شوية أغير جو
دارت مها حول نفسها تبحث عن حقيبتها
– وأنا كمان عندي مشوار مهم
وعادت تنظر نحو شقيقتها… أرادت أن تخبرها بوجهتها ولكن والدتها ونصائحها جعلتها تخشي من تلك الغيرة التي حدثتها عنها
– يلا سلام.. عشان متأخرش
سارت من أمامها وقد التمعت عيناها.. ستذهب إليه وستفعل كما حفظت من دور ستكون بارعة فيه
…………
لا تعرف كيف ومتى أصبحت واقفة أمام المشفى التي تعلم تمامًا بوجوده بها في ذلك الوقت.. طالت وقفتها التي صارت تجذب أنظار البعض لتُدرك أن ما عليها إلا العودة كما أتت أو أن تُحارب ضعفها وتذهب إليه حتى تراه
” خليكي شجاعة يا ملك.. رسلان بيحبك أنتِ..”
اغمضت عيناها تستجمع أنفاسها إلى أن حسمت قرارها وسارت بخطي بطيئة لداخل المشفى
إنها تقترب كما هو كان يقترب… تجمدت خطواتها عندما التقطتهما عيناها.. رسلان يسير وجواره مها التي تتسع ابتسامتها باشراق
مروا من أمامها كالطيف دون أن يروها ولكن هي كانت الحقيقة تصفعها.. إنها تنغمس في بؤسها وهم يتواعدون.. لا يُجيب على اتصالها ولكن ها هو يرافق شقيقتها
اتبعتهم تجر أقدامها خلفهم بصعوبة..صعدت مها معه السيارة والسعادة تعلو ملامحها الجميلة
المخاوف تقتحم عقلها.. وقلبها يصرخ بها أن رسلان يحبها هي وليست مها
اتبعتهم بسيارة أجرة ووتيرة أنفاسها تتزايد..لم تعد تشعر بقدمها حتى وهي تترجل من سيارة الأجرة .. أعطت السائق المال دون النظر نحو الذي أخرجته
– يا أستاذة أستنى خدي الباقي
ولكنها كانت تسير بضياع.. والأصوات تتداخل من حولها… والدتها أصبحت بعيدة عنها ليس بوقتها فقط بل وقلبها الذي لم تعد تشعر بحنانه.. والدها لم يعد يُطالعها إلا بتلك النظرة التي لا تفهمها أهي حسرة ام كسرة ام خيبة.. ميادة أصبحت نائية عنها وكأنها باتت شخص غريب عنها.. خالتها كاميليا الجميلة لم تعد كما هي.. الكل يوجد به شيء لم تعد تفهمه وهي تائهه في تلك الحلقة المفقودة
اقتربت من المطعم الذي دلفوا إليه وأتخذت ركنًا بعيدًا حتى لا تبدو واضحة إليهم
تتأملهم وهم جالسين سويًا..
– مها أنا حقيقي مش فاضي.. فقولي الكلام المهم اللي عايزه تقوليه بسرعة
طالعته مها بابتسامتها التي تأسر القلوب ولكن قلبه هو كان مع أخرى.. استرخت في جلستها تُحاول أن تستجمع نفسها حتى تتقن الدور كما أخبرتها والدتها
– رسلان أنا
رمقها بنظرة أخافتها فاطرقت عيناها تفرك يداها بتوتر
– رسلان أنا عارفه أنك مش بتحبني.. وأنا خلاص بقيت فاهمة ده كويس.. يمكن أتعلقت بيك بسبب كلام ماما وخالتو عليك ديمًا.. أنا أسفه يا رسلان لو في يوم ظهرت ليك البنت المستهترة أنت عارف أني لسا صغيرة وملك وميادة ديمًا بعاد عني حتى عمرهم مانصحوني أعمل إيه ومعملش إيه غير دلع ماما ليا.. بس أنا بحاول أتغير مش عايزه أفضل كده
كان مشدوها من حديثها ومن تلك النظرة المستكينة التي تنظر بها إليه
– رسلان هو أنا ممكن أتغير وأكون شبه ملك وميادة.. وتقدر تشوفني زيهم وتحبني
تجمدت عيناه عليها وسرعان ما أدركت فداحة خطأها
– مش زي ما أنت فهمت يا رسلان.. أنا قصدي ألاقي منك نظرة الأخ زي زمان.. فاكر يا رسلان كنت ديمًا تدافع عني لما ميادة تضربني
– مها أنا عمري ما كرهتك أنتِ بنت خالتي وعندي زي ميادة
– وملك مش كده
ألجمته عبارتها طالعها يدقق النظر في ملامحها.. ولكن مها تلك اللحظة لم تكن مخادعة.. إنها لا تظن السوء في ملك حتى لو وضعت جميع الإحتمالات صوب عينيها إنها تعرف ملك شقيقتها جيدًا لا تسرق منها شيء تُريده.. دومًا عطوفة مُضحية مُخلصة
ملك كانت أبعد من أن تكون شقيقة بالنسبة له .. لم يعطيها الجواب وهي لم تنتظر منه ذلك
اتسعت عينين الواقفة تُطلع المشهد.. مها تنهض من علي مقعدها تُقبل خد رسلان وتحتضنه
ولم تكن الدهشة أصابتها وحدها ولكنها أصابته هو الأخر فانتفض من علي مقعده يزجرها بعينيه
– لو عايزه تتغيري يا مها يبقى ياريت تفهمي إن أنا ابن خالتك وفي حدود مهما كان
والرجولة التي تضج بها معالمه قولًا وفعلًا تُعجبها بشدة
– غصب عني يارسلان بتعامل معاك كده عشان عارفه أنك مش هتفهمي غلط
رأف بحالها عندما وجدها تخفض عيناها ندمًا
– عمرك شوفتي ملك عملت كده
……………….
ولو ملك من كانت فعلت هذا لكان الآن أكثر الرجال سعادة
سارت في الطرقات هائمة على حالها تبكي حسرة لا تُصدق أن رسلان خدعها وتلاعب بها بل ويتلاعب بشقيقتها.
ساعتان وهي مازالت جالسة في تلك الحديقة التي أخذتها إليها قدميها…روحها خاوية وعيناها تُقطر ألمًا.. الناس حولها يُغادرون الحديقة وقد أضحت بمفردها
هاتفها رنينه يعلو.. ولكنها لم تكن بحالة تسمح لها أن ترى من يُهاتفها
استجمعت قواها بعدما عزمت أمرها ستذهب إليه لتواجهه بحقارته.. وكيف يرسم دور الحبيب عليها وعلى شقيقتها
الهاتف يعلو رنينه مجددًا ولم تكن إلا ميادة التي أرادت أن تُصارحها بخطة رسلان.. ف رسلان يتلاعب قليلًا بوالدتهم تعلم أن قرار شقيقها لأول مرة يكون أحمقًا ولكن مع والدتها فلابد أن يتلاعب بمثل أمورها
– ردي يا ملك.. أرجوكي ردي
ولكن لا إجابة .. القت الهاتف على فراشها تنظر نحوه
– ميادة عايزاكي اليومين دول تتكلمي كتير عن مها قدام أخوكِ.. حبي بنت خالتك شوية
أجفلها صوت والدتها التي أقتحمت عليها غرفتها وكأن لم يعد شيء ينال فكر والدتها إلا مها
– ماما أرجوكي كفاية بقى.. بلاش تكرهيني في مها
– أنتِ بتصرخي فيا يا بنت
– ماما أنتِ مش عندك أنتخابات قريب.. ركزي شوية فيها وأنسى موضوع مها ورسلان
أرادت أن تصفعها بالحقيقة ولكن وعدها لشقيقها منعها.. والدتهم بالفعل تستحق تلاعبهم بها.. فعلي ما يبدو أن وضع والدها الجديد ومكانته ساعد في تحويل والدتها لتلك الصورة التي لم تكن عليها يومًا..
– رسلان هو المهم ولا خالتو ناهد عندك الأهم
– مش عيب ولا حرام أحقق رغبة أختي.. ولا عايزانى أجوزه لواحده ملهاش أصل ولا فصل وممكن فجأة يظهر أهلها ولو طلعوا رد سجون قوليلي أخوكِ أيه اللي هيحصله ومستقبله
– كفاية يا ماما
رمقتها كاميليا مستاءه من حديثها قبل أن تدق الأرض بكعب حذائها مُغادرة نحو وجهتها للحزب الذي أنضمت إليه مؤخرًا
………..
ينظر للتقارير التي أمامه بكامل تركيزه.. فجراحة اليوم ليست بالهينة.. دقق النظر في كل تقرير ولكن مع دلوف تلك التي اقتحمت مكتبه بالمشفى جعلته ينهض من علي مقعده مصدومًا
– ملك
اقتربت منه بملامح شاحبة فارتكزت عيناه عليها لهفة
– ملك مالك فيكي أيه.. أنتِ كويسة
– أنت كداب.. كداب
الكلمة أخترقت أذنيه
– بتضحك عليا وعليها.. بتلعب بينا.. لا طلعت شاطر يا دكتور
وعبارة أخرى كانت تخترق جميع حواسه
– أنا بكرهك يا رسلان.. بكرهك.. أنت ازاي كنت بارع في تمثيلك.. أزاي صدقت حبك.. أزاي صدقت أن رسلان الشاب الوسيم والدكتور اللي كل العيلة فخوره بيه وكان دايمًا يتريق عليا ويسمعني كلام وحش فجأة بقى يحبني.. أزاي صدقت
– خلصتي يا ملك
أعماها غضبها ومع تلك النبرة الباردة التي حدثها بها.. لم تشعر إلا وهي تتدفعه بكل قوتها
– بكرهك يا رسلان.. بكرهك
– وأنا للأسف بحبك حتى وأنتِ بتحاولي تخسري كل فرصك معايا يا ملك
ابتعدت عنه تطالع ملامحه الجامده مما زاد حنقها
– أنت بتعمل فيا كده ليه.. قولي ليه.. أنا فعلًا محدش بيحبني ولا عمر حد فيكم حس بيا.. ديمًا على الهامش
أراد أن يضمها إليه حتى تعرف أين هي بالنسبه له.. تشك بحبه الذي كان يكبر مع الزمن دون أن يشعر به.. يعلم أنه كان أحمقًا فيما مضى ولكن مع نضوجه قد تدارك الكثير من الأمور .
رفع ذراعيه يقاوم رغبته المُلحة في ضمها ولكنه منذ تلك القبلة اقسم لنفسه أنه لن يُدنس عفتها ويسرق منها ما ليس ملك له إلى الآن.. هو ليس بقديس ولكنه عاشق عشق طهر قلبها قبل أن يغرق في باقي تفاصيلها وعيوبها
تعلقت عيناها به تنتظر منه إجابة لعلها تعرف لها مرسيّ
– دكتور رسلان نجهز المريض
أنتبه على صوت الممرضة التي وقفت تطالعهم
– ايوة يا فاطمة
انصرفت بعدما تلقّت اوامره.. فالتفت بجسدها راحله
– ملك
وقفت في مكانها دون أن تلتف نحوه وتُطالعه
– الحاجة الوحيدة اللي عايزك تعرفيها أني مازلت على وعدي معاكِ.. وقريب هتفهمي كل حاجة وياريت تكوني أد اللي جاي ومتخذلنيش لأن ساعتها هتهدمي كل حاجة بينا
غادر بعدها تحت نظراتها الضائعة.. فلم تعد تفهم شيء
…………
سهرة رائعة كما يراها البعض ولكن هو لم يشعر إلا بالضجر.. امرأة جميلة ترافقه في ذلك المطعم تنتظر منه إشارة واحده حتى تكون له.. تحولت السهرة للملل بعد تلك الرقصة التي لم تعطيه أي شعور بالانتشاء.. المرأة كانت رائعة في إظهار جميع أسلحتها أمامه وهو كان يُريد أن يشعر بشيء نحوها ولكن خاب أملها كما ضجر هو
صعدت جواره السيارة تنظر حولها.. وبعدما أطمئنت أن مرآب السيارات خالي إلا من السيارات المصطفة حولهم
أثبتت له إنها ستكون بارعة في الفراش ولكنه لم يكن في مزاج أن يُقيم تلك البراعة.. صدها عنه بنفور يمسح شفتيه متقززًا
– أظن أن عربيتك هنا
عبارته كانت واضحة لتفهم إنه يخبرها أن سهرتهم قد أنتهت
ترجلت من السيارة تنظر نحوه فاجفلها صوت صرير عجلات السيارة
نظر للوقت وهو يدلف نحو الردهة الواسعة..الساعة مازالت الحادية عشر
– سليم بيه
التف نحوها ببطء يُطالعها مُستغربًا وجودها
– أنتِ لسا موجوده.. ممشتيش ليه
تراجعت للخلف وقد صعقها أسلوبه الفظ
– قولت أستناك يا بيه عشان أحضرلك العشاء
– ومن أمتي ده كان ميعاد أكلي يا فتون
ازدرات لاعبها فماذا ستخبره أنها تكره عودتها لمنزلها
– يعني مش عايز مني حاجة قبل ما أمشي يا بيه
– استنى يا فتون.. هكلم حسن يجي ياخدك
أعاد اتصاله للمرة الثانية بحسن الذي لم يعر اتصاله اي إهتمام
تنهد حانقًا من أفعاله فلولا والده رحمه الله الرجل الطيب ما كان بقي عليه
– أنا هعرف أروح لواحدي يا بيه
– تروحي أيه لواحدك دلوقتي..
سار من أمامها يحسم قراره هل يُعاود الاتصال بسائقه أم يطلب لها سيارة أجرة.
احتلت الدهشة ملامحها وهي تقف أمام سيارته يُخبرها أن تصعد
– يا بيه أنا هاخد أي مواصلة
– قولت أركبي يا فتون.. وحسن أنا ليا معاه كلام المفروض يجي ياخدك هو مش كفاية بتساعديه عشان تحسنوا من دخلكم
ابتلعت حديثه الذي كان كالعلقم فعن أي رجل هو يتحدث
صعدت السيارة جواره تنظر حولها.. أرتجف جسدها عندما بدأت السيارة بالتحرك ولكن سرعان ما استرخت تعطي لنفسها حقًا في تلك الرفاهية التي لن تتحقق مجددًا.. هي جواره يقود بها السيارة
كان يعرف طريقه.. فتركها في استمتاعها بمطالعة أضواء المدينة من خلف زجاج السيارة
استمع لصوت أنفاسها وتلك التنهيدة الحارة التي أخرجتها من بين شفتيها
– فتون..
وقبل أن يسألها أيكمل سيره للأمام أم لها قرار أخر
انتفضت من غفوتها الصغيرة الحالمة.. فيبدو أن عدوة الترف قد أصابتها لتتفاجأ بأنها أصبحت على مقربة من الشارع الذي تقطن به
التقطت حقيبتها التي وضعت أسفل قدميها تنظر إليه بتوتر
– نزلني هنا يا..
لم تكد تكمل عبارتها فسقط هاتفها جانبها.. ربكتها كانت واضحة له.. حشرت يدها لتلتقط هاتفها صغير الحجم ولكن لم تستطيع جلبه
– فتون خليني أنا أجبهولك
– أنا اه خلاص جيبته يا بيه
ولكنه كان يسقط منها مجددًا.. زفر أنفاسه متنهدًا
– فتون أسمحيلي أنا أجيبه
مدَّ يده حتى يلتقطه.. ولكنها أخيرًا تمكنت في إلتقاطه
شهقت بألم بعدما أرتطم رأسها بذقنه.. فدلكت رأسها ترفع عيناها نحوه وقد أستمعت لأنينه الخافت ..
طالعها وهو يدلك ذقنه بنظرة لا تفهمها.. اقترب منها بشعور يسلب عقله حتى لم يعد يفصلهما شيء إلا أنفاسهم .. فاخذت تطالعه بخوف تهتف اسمه
– سليم بيه!
يتبع..
لقراءة الفصل الثامن عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً نوفيلا ورطة قلبي للكاتبة سارة فتحي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى