روايات

رواية سينا أصبحت قدري الجزء الثالث الفصل السادس والأربعون 46 بقلم مي محمد

رواية سينا أصبحت قدري الجزء الثالث الفصل السادس والأربعون 46 بقلم مي محمد

رواية سينا أصبحت قدري الجزء الثالث الجزء السادس والأربعون

رواية سينا أصبحت قدري الجزء الثالث البارت السادس والأربعون

رواية سينا أصبحت قدري الجزء الثالث الحلقة السادسة والأربعون

تسير السيارة تشق الرياح بهدوء عكس تلك القلوب النابضة بداخلها ، يختلس النظر إليها بين الحين والآخر ، يتأفأف يرغب فى فتح حديث معها ولكنها صامتة ، كم يرغب فى سُؤالها ما الذى يربطها بذلك الوَغد الذى يُدعى “مصطفى ، ترى بِماذا تُفكر ..هل تُفكر فيه أيضا مِثلما يُفكر فيها !! ” ..
تختلس الأخرى النظرات إليه لتزُم شفتيها مُحدثة ذاتها بضيق وملل قائلة :
” ده ايه الملل ده !! لا مِنه عايز يتكلم ولا مِنه حتى يسمعنا اغانى ، اوف دنا لو ركبت ميكروباص كان زمانه مشهيصنى والله ”
لترفع عينيها تنظر لترى أنها على باب حارتها ، وإن دخل بتلك السيارة وهيا تنزل منها فَلن تَسْلم مِن القِيل والقَال ..
لتُردف قائلة وهيا تُشير بيدها :
” نزلنى هناا .. شكرا جدا مستر سيف ”
ليتوقف بسيارته على جانب الطريق بهدوء ، لتنزل تشكره وتُغادر ، بينما ينظر إليها وهيا تُغادر ، لتشق ابتسامته الوسيمة وجهه تلقائياً عندما التفت بفستانها الساحر تُودعه بإبتسامة لطيفة ، وتلتف مرة أخرى مُغادرة تختفى خلف تلك البيوت البسيطة ، ليتنهد يفكر ما تلك الحالة التى تصيبه عندما تكون تلك الفتاة بالقرب منه ، ليعيد تشغيل سيارته مُغادراً هو الآخر ..
تسير سعيدة بابتسامته الوسيمة تلك لها ، هل ذلك الشعور مُتبادل بينهم ، هل يشعر ذلك الشعور الذى تشعره كلما كانت بالقرب منه !!
ليقطع شرودها ذلك البغيض يقطع طريقها قائلاً بسخرية :
” متزوقة ومتروقة ونازلة من عربية بتاعت بَهوات ، في ايه يا شيخة نور ، عاملة شيخة عليا وعمالة توقعى ف ابن الذوات !! ”
لتُربع يديها قائلة بضيق :
” واضح انك عاوز تتهزأ النهاردة فجاى تلبخ معايا ف الكلام يا حسنين ، لولا أننى مش عاوزة اوسخ فستانى كنت ربيتك من اول وجديد يابن زينات ”
لتتركه وتُغادر غاضبة من ملاحقة ذلك الأحمق لها طوال الوقت ، يجب أن تضع له حد ..
بينما ينظر الآخر إليها بغضب متوعداً إياها ، إن لم تكُنْ له فلن تكُنْ لأحد غيره ابداّ ، وإن لزم الأمر سيقـ.ـتُلها ولن تكن إلا له فقط !! …
********************************
يجلس “مالك” فى غرفته شارداً فى أحداث اليوم العصيبة ، يدَب القلق فى قلب “مالك” بعد تلك المكالمة التى تلقتها “نور” لا ترغب فى الحديث ، لكنه لن يتركها يجب أن يعلم ما الذى يحدث معها ، تعرض حياتها للخـ.ـطر دائماً ولا تفكر ، اذاً سيعود لتكثيف مراقبتها ولم يأبى بتحذيراتها له بعد الآن..
على الجانب الآخر ، تجلس “نور” على حاسوبها المحمول ، تسير يدها على لوحة المفاتيح بسرعة شديدة كأنها تسابق نفسها ، تعمل بدقة تدخل على صفحات وكلما دخلت اكتر غضبت أكثر ، لتخرج فجأة من تلك الصفحات لتردف غاضبة :
” حامى نفسك يا كلب ، بس على مين هجيبك بردو ”
لتعود للضغط السريع على لوحة المفاتيح تكتب بسرعة شديدة ،و بعد الكثير من الجهد والوقت يفتح موقع GBS على شاشة الحاسوب ، لتبتسم بخبث لتقف تمسك سلاحها مغادرة غرفتها بهدوء ، لا يجب أن يراها احد ، خصوصا ذلك ال “مالك”
لتغادر مسرعة ، ليرقفها ذلك الصوت الذى تعرفه جيداً :
” رايحة فين يا نور ”
لتلتف ، لتجد والدها ينظر إليها بشك ، لتردف قائلة بهدوء :
” شغل يا بابا ، متقلقش ”
ليلتف قائلاً وهوا متوجه لغرفة مكتبه :
” تعالى ورايا يا نور عايزك ”
********************************
تجلس “عشق” بجانب والدة صديقتها تحاول تهدأتها قائلة :
” متعيطيش يا طنط بالله عليكى ، ادعيلها وبس وإن شاء الله العملية تنجح وزينب تقوم بالسلامة ”
لتربت والدة “زينب” برفق تدعوا من قلبها أن يعيد ابنتها إليها سالمة ..
لتقف “عشق” قائلة :
” هروح اجيب حاجة من كافيتريا المستشفى تاكليها ، مكالتيش من الصبح يا طنط وده غلط علي صحتك ”
لتعطيهت ابتسامة باهتة قائلة :
” روحى انتى يابنتى بيتك ، انتى عملتى معانا الواجب وزيادة ينور عينى ، ربنا يحميكِ وينولك ال ف بالك ”
لتبتسم “عشق” قائلة لها وهيا تريها ساعة يدها :
” الساعة بقت 3 الفجر يا طنط اروح فين دلوقتى بس ، وبعدين ياستى تعبكم راحة عندى ، زينب صاحبتى وزى اختى مستحيل اسيبها ف الوقت ده ”
لتجلس معها تعيد حديثها مرة أخرى فوالدة “زينت” لا زالت منذ الصباح تحاول جعلها تغادر لمنزلها ..
لتتركها بعد قليل مغادرة متجهه للكافيتريا ..
********************************
تدخل “نور” المكتب خلف ابيها وبداخلها تتأفأف تخشى هروب ذلك الأحمق قبل أن تصل إليه ..
لتجد والدها يجلس على الأريكة لا المكتب الخاص به ويشير إليها أن تأتى لجانبه ، لتذهب وتجلس بجانبه ، لينظر “رعد” إليها للحظات صامتاً ، ليتنهد بادءاً كلماته إليها قائلاً :
” عاملة ايه يا نور ”
لتضيق حاجبيها باستغراب ، هل أخرها عن عملها ليسألها كيف حالها !!!!
لتجيبه بهدوء قائلة :
” الحمد لله بخير يا بابا ”
ليردف الآخر قائلاً بخبث أبوى :
” ايه حكاية الشغل ال كان مع الواد مالك بقا مقعداكم يومين بحالهم برا القصر !! ”
لتنزل عينيها صامتة ، لا تستطيع أن تبوح له عن مشاعرها ولا تستطيع أن تكذب عليه فليس من طباعها الكذب ، فالكذب للجبناء فقط ..
ليحاوطها أبيها بذاعه ، لتستند برأسها على كتفه ، يردف قائلاً بحنان أبوى :
” مالك طالب ايدك منى ”
ليعم الصمت عكس كم الأسئلة التى بداخلها ولا تستطيع البوح بها ، هل بإمكانها ترك عملها !!؟ ، هل ستكون زوجة صالحة له وام صالحة بعد ذلك !؟
ليقطع سيل تفكيرها والدها قائلاً :
” هتكونى نعم الزوجة والأم صدقينى ، بطلى التفكير السلبى ده ، انتى مش وحشة يا نور ”
لتردف الأخرى قائلة بألم :
” أنا تفرض عليا اكون وحشة يا بابا ، أنا فى طريق لازم انهيه مينفعش اسيبه لاننى لو سيبته دلوقتى هوا مش هيسيبنى ”
ليومأ لها متفهماً ، يردف قائلاً بخبث :
” صدقى كلام ابوكِ أنه الطريق ده خلص ، وابوكِ هيشيلك منه كإنك مدخلتهوش يا عزرائيل ”
لتنظر إليه بعدم فهم ، مااذا يقصد ، لتردف قائلة :
” بابا لو سمحت مينفعش حد غيرى يتدخل ، مش عايزة حاجة تحصلكم بسببى ”
ليربت على كتفها بحنان قائلاً :
” أنتِ ناسية أنتى بنت مين والا ايه !! أنا رعد عز الدين شوفت المو.ت اكتر ما شوفت الحياة يا قلب ابوكِ ، دلوقتى تروحى تنامى وتستعدى بكرا خطوبتك وكتب كتابك على مالك ”
لتنظر له بصدمة فوالدها يضعها أمام الأمر الواقع ، هيا سعيدة وليست سعيدة ، يجب أن تنهى الأمر الآن وان لم تذهب سيجعل ذلك الشرير حياتهم جميعاً جحيم وهيا لن تسمح بذلك أبداً …
لتقف تغادر الغرفة عازمة على إنهاء الأمر الليلة ، ليوقفها رنين هاتفها ، لتجيب :
” الو ”
_ ” البرج ال هما فيه انفجر يا فندم ، ورجال الشرطة هنا ”
” مين عمل كده !! ”
_ ” مش عارفين يا فندم ، وللاسف كل الابراج اتفجرت ، العالم الاسود انتهى بكل ال فيه محدش من رؤساءه عاد عايش ”
لتُغلق معه الخط تلتف لأبيها ، لتجده يعطيها ابتسامة ثقة ، ليقف ماراً بجانبها قائلاً :
” عرفتى ابوكِ مين يا نور ”
ليغادر تاركاً إياها فى دهشتها مما حدث فهيا لم تكن لتنهى العالم الاسود بتلك السرعة ، وهوا استطاع لكن كيف ، ليصدح صوت أبيها قائلاً :
” متفكريش كتير يا نور وروحى نامى عشان بكرا هيبقا يوم طويل ”
لتغادر لغرفتها وهيا تفكر كيف فعل ذلك وهوا لم يخرج من القصر ..
بينما يرن هاتف “رعد” باسم صديق قديم ، ليجيب :
” اهلا اهلا بالأسطورة ”
_ ” اهلا بالزعيم ، كله انتهى ”
” شكرا يا رحيم ومعلش تعبتك معايا ”
_ ” الشكر لله يا رعد وبعدين المهمة دى مطلوبة مننا من زمان بس موقعهم كان كل دقيقة بيتغير ، الشكر ليك انت جبتلنا الموقع قدرنا نخلص عليهم ”
= ” أيوة أيوة اقعدوا اتشكروا بعض ، وانسوا تعب العبد لله ”
ليقهقه “رعد” ضاحكاً قائلاً :
” هوا حد يقدر ينساك يا ملك التنكر ، تشكر ياعم ادهم تعبناك معانا ، المهم كل رجالتنا بخير !!! ”
_ ” انت عارف يا رعد ، مفيش مهمة الا وليها شهادءها ربنا يرحمهم ويجمعنا بيهم ان شاء الله”
ليعم الحزن على وجه ” رعد” قائلاً :
” امين ”
ليغلقوا الخط كلاً ذاهبٌ لحياته ، ليسير “رعد” لغرفته سعيداً راضياً بما قدمه لابنته ، اخيراً انتزع تلك الحياة السوداء التى كانت تعيشها وهيا لا ذنب لها ..
يدخل لغرفته ليجد ” حور ” مستيقظة سعيدة هيا الأخرى تعانقه بسعادة :
” الحمد لله يارب متعرفش أنا مبسوطة قد ايه ”
ليبادلها العناق بسعادة قائلا :
” هوا من غيرك بردو كان ف حاجة هتتم يا حور العين ”
لتتذكر عندما عادت “نور” ومعها “مالك” من الخارج كلاهما غاضب ، لتذهب لغرفة “نور” تسألها ما الذى يحدث معهما ، لتجد ابنتها تعمل على الحاسوب بسرعة وانشغال لننتظر حتى تنتهى وتغادر “نور” ولم ترى والدتها التى تختبئ خلف الحائط ، لتدلف “حور” ذاهبة للحاسوب وبتدريبها السابق المكثف على الحواسيب عندما كانت تعمل فى سينا استطاعت جلب الصفحة التى كانت تعمل عليها “نور” صورت الصفحة بهاتفها وغادرت ..
لتردف “حور” قائلة :
” الحمد لله انها عدت على خير ، وأنه بنتى مراحتش هناك لوحدها ”
ليردف الآخر قائلاً :
” لو كانت راحت لوحدها مكنتش هترجعلنا ، الحمد لله انها جت على قد كده ، يلا ننام عشان بكرا يوم طوويل اوى ”
لتومأ له مغادرة معه للفراش ليغطوا فى نوم عميق ومريح بعد أعوام من القلق والخوف على مستقبل أبنائهم ..
*******************************
” اتنين قهوة مظبوطة وسندوتشين ”
اردفت بها “عشق” بارهاق فهيا لم ترتح منذ حادثة صديقتها “زينت” ..
_ “هات معاك واحد قهوة سادة يا ريس ”
لتلتف لترى صاحب الصوت ، لتجده “ماجد” صديق “عمر” ابن عمها “رعد” ..
لينظر إليها مبتسماً بتوتر لم تفهمه الأخرى قائلاً :
” ازيك يا آنسة عشق ، خير موجودة دلوقتى ف المستشفى ليه !؟ ”
تكاد أن ترد ليقاطعها العامل قائلاً :
” لو سمحتوا تفضلوا اقعدوا هناك لحد ما طلبكم يخلص ”
لتومأ له بتوتر تذهب لتجلس ، ليتبعها الآخر يجلس مقابل لها على ذات الطاولة ..
لتردف الأخرى قائلة :
” زينب صاحبتى عملت حادثة مبارح وحاليا فى العمليات ”
ليحزن الآخر على ما تقول قائلاً :
” ربنا يقومها بالسلامة ان شاء الله”
تود سؤاله هوا الآخر عن وجوده هنا ، لا تعلم لما تريد ولكنها تريد ..
ليعلم ما تفكر به فهوا يراقبها منذ أن كانا فى الثانوية معاً ، ليردف قائلاً :
” أنا هنا عشان فى مجرم قابضين عليه من ساعتين مصاب برصاصة وحاليا فى العمليات”
لتومأ له بتوتر كيف علم ما تفكر فيه ، تشعر بضربات قلبها وحبها الساكن ف قلبها منذ زمن ، لتبتسم بخفة لتذكرها هيامها به ومقارنته بإبطال الروايات التى تقرأها ..
لتختفى ابتسامتها عندما رأته يبتسم هوا الآخر كأنه قرأ أفكارها مرة أخرى ، تباً لك يا هذا …
لتصل القهوة والسندوتشات للطاولة لتأخذهم “عشق” وتستأذنه مغادرة ، ليتابعها بعينيه وداخله سعادة لا توصف بعد زمن اجتمعا فى مكان واحد واستطاع النظر لعينيها مباشرة ، وهذت يكفيه ليعلم أنها تعشقه مثلما يعشقها ، ليقف عازماً على إنهاء الأمر لا يجب تأخير الأمر أكثر من ذلك ….
*********************************
اشرقت شمس نهارٍ جديد وحياة جديدة على كل من بالقصر ، انقشع سواد الليل وسطعت الشمس لتنير حياتهم جميعاً…
يعمل الجميع على قدم وساق لتحضير حفل خطوبة وكتب كتاب نور القصر على مالك ، هناك “حور” التى تعمل بسعادة كأنها تعد لخطبتها هيا لا ابنتها ومعها “روز” التى لا تقل سعادة منها فهذا ولدها وقرة عينيها ، تحمد الله أنه كتب لها عمراً لتستطيع رؤية حفل زفاف ولدها ، وتدعو الله أن يعطيها عمراً لتستطيع رؤية حفل زفاف ولدها الآخر العنيد ..
ف تمام الساعة الحادية عشر نزل الأزواج “عمر و حنين” و “عمرو و رحمة”..
لتقابلهما “حور” و “روز” ومعهم “فيروز” أيضا فرحين ..
لتردف “حور” وهيا تعانق وتقبل كِنتِّيها :
” صباحية مباركة يا حبايب قلبى ، ربنا يتممهالكم على خير ويرزقكم بالذرية الصالحة يا رب ”
ليردفوا جميعاً :
” آمين ”
لتقترب “روز” من ابنتها تقبلها بحنان وتعانقها مباركة لها قائلة :
” صباحية مباركة يا نور عينى ”
لتعانقها ” رحمة” بسعادة ، فحب والدتها لها لم ينقص رغم عودة اولادها الحقيقيين إليها ..
ليردف “عمر” بتأفأف :
” يعنى السنيور مالك مستعجل لدرجة مش قادر يستنى ، عاوز كتب كتاب عطول ”
لتردف “حور” بضحك :
” لا ابوك هوا ال مستعجل ، قال عاوز يخلص منهم عشان نطلع شهر اجازة ”
لتصفق “حنين” بحماس قائلة :
” والله أنا قولت ما فى حد رايق غير اونكل رعد ، قال بقا هياخدنا على فين ”
لترفع “حور” يديها قائلة:
” العلم عند الله ، يلا أنا رايحة اشوف نور عشان تجهز ”
لتردف “رحمة ” قائلة :
” خدينى معاكى يا ماما ”
لتتمسك “حنين” بذراع “رحمة” قائلة بمزاح :
” هتروحوا من غير الميكب إرنست بتاعت العيلة يعنى ”
ليشدها “عمر” قائلاً بتوعد :
” طب وموضوعنا ”
لتلكذه بقوة قائلة بهمس :
” احترم نفسك ”
وتتركه راكضة لأعلى لتلحق بالفتيات ، أنا “عمرو ” أردف قائلاً :
” يلا احنا نروح نشوف مالك ”
ليردف “عمر” وهوا يطحن أسنانه ببعضهم قائلاً :
” هه هوا ورانا حاجة غيره ، ضيع علينا شهر العسل ابن الفقرية ”
ليضحك”عمرو” قائلاً:
” ما قالولك اهو هنطلع شهر اجازة ياعم ”
ليدفشه “عمر” متضايقاً :
” امشى يا عمرو قدامى متعصبنيش ، العيلة كلها جاية معانا هوا ال احنا ال هنروح لوحدنا ”
ليردف “عمرو” قائلاً :
” تصدق صح ، مخدتش بالى من النقطة دى ”
لينظر إليه ” عمر” بضيق يحاول منع نفسه من أن يلكمه ويصب ضيقه عليه ..
ليتركه متجهاً لغرفة “مالك” ليلحق به “عمرو” كى يقف بجواره ف هذا اليوم ..
**********************************
يقف “سيف” بسيارته أمام حارة “نور” جهز نفسه للتقدم إليها بالأمس بس وحفظ الكلمات التى سبق لها أيضا ، ليبتسم بسخرية على ذاته يبدو أنه أصبح مراهقاً لا يعلم كيف يعبر عن إعجابه بإحداهن ، أخيه الأصغر كسر حاجز قلب نور وامتلكه واليوم كتب كتابه عليها ، وأنا هنا اقف على بابها لا املك جرأة الدق عليه ..
ليتنهد يتحرك بالسيارة للداخل ، وسط أنظار كلا من بالحارة ينظرون لتلك السيارة الفاخرة التى لا يشاهدونها الا فى التلفاز والان ها هى أمامهم لكن لأين تذهب ولمن ..
سار بسيارته إلا أن توقف أمام بيتها لينزل من سيارته بثقة عكس التوتر الذى بداخله ، ليفتح الباب الخلفى للسيارة يخرج بعض الهدايا التى جلبها معه فهوا الآن سيتقدم لها ولم يخبرها بمشاعره من قبل ولم يعرف مشاعرها أيضا ، ماذا لو رفضته !!
لوهلة شعر أنه يجب أن يغادر الآن ، ولكن شعور بداخله يحثه أن يتقدم ويتوكل على رب العالمين وهذا ما فعله تقدم وصعد ثلاث درجات صغار يقف أمام باب منزلها ليرفع يده بهدوء يطرق الباب ، طرقة اثنتان ثلاث ليفتح الباب لتأتى هيا من خلفه ، لتتسع عينيها بصدمة فاتحة فمها لا تصدق أنه هنا ، تنظر وهلة إليه ووهلة أخرى لتلك الهدايا التى يحملها بيده ، لتفرك عينيها بعدم تصديق هيا هيا تحلم ام ماذا ، لتفيق على صوت والدتها تقول :
” مين يا نور ”
لتنتبه له قائلة بتلعثم :
” ايه ال جابك ، ااا أقصد يعنى جيت ازاى ”
ليردف بتوتر مغلف بالثقة قائلاً :
” طب هنتكلم على الباب كده !! ”
لتحرك رأسها تنظر خلفه لترى جميع جيرانها يتمتمون بالأحاديث ، وبعض الاولاد يلعبون حول السيارة فهم لا يرون مثل تلك السيارات كل يوم ..
لتتنحى جانباً تسمح له بالدخول ، ليدخل متوترا ينظر للمنزل من الداخل رغم بساطته وهشاشة أثاثه إلا أنه شعر براحة وحنان ودفئ لم يشعر بهم فى القصور الضخمة المزينة بالذهب ..
ليرى سيدة مسنة جالسة على كرسى متحرك ، تنظر له باستغراب ، ليقترب منها الآخر يقبل يدها باحترام قائلاً :
” السلام عليكم ”
لتردف والدة “نور” بحرج :
” وعليكم السلام يا بنى ، تفضل استريح .. روحى يا نور اعملى حاجة للضيف ”
لكن “نور” كانت انظارها معلقة على ذلك الشاب الغريب بالنسبة إليها ، ليدخل الشك لقلبها أن ابنتها قد وقعت فى غرام ذلك الشاب ، لتصيح بابنتها قائلة :
” نوووووور ”
لتنتفض على صياح والدتها بطريقة كوميدية جعلت الآخر يبتسم يحاول منع نفسه أن يقهقه ضاحكاً حقاً..
لتتجه “نور” للمطبخ تعمل سريعاً كى تستطيع أن تكون معهم تسمع لماذا أتى ” سيف ” إلى هنا ..
*********************************
يرش “مالك” عطره المميز لتفوح رائحته أرجاء الغرفة ومعها فُتح باب غرفته ليدخل كلاً من “عمر” و “عمرو” ينظرون له بضيق ، ليردف “مالك” قائلاً :
” معلش يا ابو نسب انت وهوا مش أنا ال حددت ابوكم ال حدد معاد كتب الكتاب ف بلاش عكننة فى يومى ”
ليقترب منه التوأمان ، يمسكه “عمر” من تلابيبه قائلاً :
” منتا كنت تقدر ترفض يالا ، هتعمل نفسك برئ دلوقتى !!!! ”
ليبعده “مالك” يُعدل حُلته السوداء قائلاً :
” أرفض ايه ياعم شايفنى عبيط !! دنا ما صدقت أنه ابوك جالى وقالى أنه حدد ميعاد هتيجى تقولى أرفض !! ”
ليُكمل حديثه قائلاً :
” وبعدين عمى قال هنطلع إجازة عائلية ابقوا انبسطوا بشهر عسلكم ، ولو منبسطوش ابقوا روحوا شهر عسل تانى بعد الشهر العائلى وانا هتكفل بشغلكم انتو الاتنين كتعويض ”
لينظر الأخوين لبعضهم تارة ثم يقفزون على “مالك” سعيدين بهذا الحل الذى أعطاه “مالك” لهم …
ليبعدهم “مالك” بتأفأف فقد بهدلوا بذلته ، ليردف متضايقاُ :
” اوووف بوظتوا البدلة ”
ليردف “عمر” سعيداً :
” هنرجعهالك جديدة دلوقتى يا ابو نسب ، هوا عندنا أغلى منك بردو ”
********************************
تجلس “نور” مرغمة تحت يد “حنين” التى تضع فرشة على كل إذن كأنها تدهن حائط لا تمكيج عروس ، وهناك والدتها ومعها “رحمة” يظبطون ملابسها التى سترتديها ..
لتردف “نور” بتأفأف :
” كفاية يا حنين بقيت شبه عروسة المولد ”
لتردف “حنين” قائلة :
” اسكتى انتى ايش فهمك فى شغل الميكب ارتست ، سبيلى نفسك خااالص وشوف حنون هتعمل ايه ”
لتخرج زفيراً قوياً تهدأ نفسها كى لا تطربقها على رؤوسهم …
*********************************
تخرج “نور” ومعها كوبان من القهوة وكوب شاى لأن والدتها لا تحب الا الشاى فقط ، لتجلس بخجل تستمع لما يقولون ..
لتردف والدتها قائلة بابتسامة :
” أنا عن نفسى يابنى معنديش مانع ، لكن الأصول بتقول تجيب كبيرك وتيجى تتقدم لبنت الناس ”
لتقاطعهم “نور” قائلة بصدمة :
” جاى يتقدم !!! يتقدم لمين!! ”
لتردف والدتها قائلة بحنق على غباء ابنتها :
” جاى يتقدملى يا آخرة صبرى ”
ليقهقه “سيف” ضاحكاً قائلاً :
” هوا أنا هلاقى عروسة زيك انت يا قمر بردو ”
ليمتعض وجه الأخرى قائلة :
” ايه جو العشق الممنوع ده ”
لتضربها والدتها قائلة بغضب :
” اتلمى يا مقصوفة الرقبة ، مش عارفة جاي يتقدملك على ايه والله ، أنا لو منك يا بنى اخد نفسى وأشوفلى واحدة اعقل من دى ”
لتقف الاخرى قائلة بسرعة :
” منا عاقلة اهو يا امى الاه ”
ليردف “سيف” قائلاً :
” اعذروني بس دقيقتين هعمل مكالمة بس وجاى ”
لتاذن له والده “نور” ، ليذهب “سيف” للخارج يتصل بأحدهم ، بينما لكذت الام ابنتها قائلة :
” انتِ هبلة يابت انتى ، حتى لو بتحبيه متبينيش انك مدلوقة عليه كده هتطفشيه منك يا خيبة ، وهوا باين عليه ابن ناس ومحترم وباين من عيونه أنه بيحبك مش هتلاقى زيه فمتخسريهوش يا بنت بطنى ”
لتومأ لها “نور” قائلة :
” مستحيل اخسره ان شاء الله يا أمى ، وال مفرحنى اكتر أنه مفتحش معايا كلام بخصوص الموضوع ده وأنه جه طلبنى من اهلى ودخل البيت من بابه عطول ”
لتربت والدتها على كتفها قائلة :
” لانه راجل ابن راجل يا بنتى ، لو كان ناوى يتسلى زى بقية الناس الأغنية ، كان لف ودار وحَبك شباكه حواليكى ، لكن هوا شاريكى بالغالى وده خلانى اوافق عليه أنه يكون راجلك لانه هيعرف يحميكى ويكون معاكى وف ضهرك مع كل محنة هتواجهوها”
لتدمع “نور” عينيها على عوض الله لها بعد كل تلك السنوات من التعب والأسى والعبئ الذى كان على عاتقيها الآن سيساعدها أحدهم على حملها ويكن معها فى الضراء قبل السراء ، تغمض عينيها تحمد ربها على رجل مثل “سيف” ..
بعد لحظات دخل “سيف” مبتسماً قائلاً :
” كبيرى فى الطريق يا أمى ”
لم يفت دقائق وسُمع اصوات مزمار السيارات ف الخارج ليخرجوا جميعاً ينظرون ، وجميع الجيران ينظرون على تلك السيارات التى تقف أمام افقر منزل فى الحى ، تلك النور التى قالوا عليها انها لن تتزوج ابدا لعدم قدرة والدتها على تجهيزها..
يخرج الحرس من السيارت ، ليفتحوا الابواب ..
ينزل “رعد” و “احمد” ومعهم “سيف” أيضا كلا من سيارته ، فالسيارات أقفلت الطريق ، يسيروا بثقة وغرور يعانقون “سيف” يباركون له ويسلمون على والدة “نور” وعلى “نور” أيضا ..
لا تنكر والدة “نور” أن بعض الخوف قد تسلل إلى قلبها فتلك العائلة تبدو شديدة الثراء ، وهؤلاء الناس لا يفكرون بشئ سوا المال فقط كيف يوافقون على ابنتهم التى لا تملك سوا حقيبة ثيابها حتى الآن ..
ليدخلوا جميعاً المنزل يجلسون بكبرياء ، ليبدأ “احمد” الحديث قائلا :
” أنا احمد أبو سيف ، وده رعد عم سيف ، وده سيف خال سيف ”
لتردف والده “نور” قائلة :
” اهلاً وسهلاً”
ليردف “رعد” قائلاً :
” عارف أنك خايفة على بنتك وليكى الحق ، لكن متقلقيش كناينا بنعاملهم زى بناتنا بالضبط مبنفرقش بينهم ، واحنا عايزينها بشنطة هدومها بس لانه القصر جاهز وطبعا لو حابين يغيروا اى حاجة ف الديكور تحت أمرها ”
لترتاح والده “نور” فنظرتها لا تخيب وهيا ترى الصدق بعينيهم لا يوجد خبث ولا شر ..
تكاد تتكلم ، ليقطع كلامها دخول صاخب من “حسنين” يدخل غاضباً قائلاً :
” ايه ال بيحصل هنا ده ”
ليقفوا جميعاً متضايقين من دخوله المزعج ذلك ، ليُكمل حديثه قائلاً وهوا يشير ل “سيف” :
” وانت بقا عريس الغفلة ال جاى يخطب خطيبتى !! ”
ليُصدم الجميع مما قال ، لينظر “سيف” ل “نور” ليجدها تكاد تبكى من هذا الموقف تهز رأسها ب لا ..
ليتقدم ” سيف” يقف أمام ذلك الأحمق قائلاً :
” تصدق اول مرة اشوف واحد خاطب مفيش ف أيده دبلة ، حتى هيا مفيش ف أيدها دبلة ”
ليمسكه “حسنين” قائلاً :
” انت يا جدع انت ، انت واحد متربى على ريش نعام متعرفش واحد متربى ف الحوارى يقدر يعمل فيك اى ”
لتصيح به والده “نور” قائلة بغضب :
” عايز ايه تانى يا حسنين ، على الرايحة والجاية بتعترض طريقها ، يابنى هيا مش عايزاك مفيش نصيب ليكم ، سيبها تعيش حياتها يابنى وانت روح عيش حياتك ”
ليصيح الآخر قائلا بسخط :
” بالزوق بالعافية هاخدها يا ام نور ، لو لزم الأمر هقـ.ـتلك واقتـ.ـلها ، مستحيل اخليها تكون لغيرى أبداً ، فاااهمة يا نور لو مستغنية عن حياتك وحياة اهلك اتجوزِى ”
ليلكمه “سيف” بقوة قائلاً :
” لولا أننى مش عايز الطخ اليوم ده بد.مك ، لكن ليك روقة يا سبع الرجالة ، ليشير للحرس بالخارج أن يأخذون قائلاً :
” خدوه من وشى على المخزن ”
لياخذوه وسط صراخه وتهديدهم ولكن لم يأبى أحد منهم جلس “رعد و احمد وسيف” مرة أخرى كان سيراً لم يكن ..
ليقترب “سيف” من والده نور يجلس على ركبتيه قائلاً :
” آسف يا امى انك تحطيتى ف الموقف ده وانا موجود ”
لتربت على يده قائلة بثقة فقد صحت بالاختيار لابنتها :
” الغلط من عندنا يا ابنى أنا ال اسفة ”
ليردف “رعد” قائلاً :
” المشكلة ال حصلت دى انتو مش ف آمان هنا ، فياريت تقبلى طلبنا وتيجى انت ونور واحمد تعيشوا معانا فى القصر واهو تكبروا عيلتنا بوجودكم ”
لتحاول أن تعترض هيا ونور ليسكتهم “سيف” قائلاً :
” ياريت متعترضيش يا امى ، واصلا أنا كنت هفتح معاكى موضوع أنه شبكتنا أنا ونور النهاردة وكتب كتابنا كمان ، عارف أنه متسرعين بس النهاردة كتب كتاب اخويا وعايز اكتب معاه ، ولأنه عمى رعد عاوزنا نطلع شهر رحلة عائلية واكيد انتو جايين فتعالوا القصر احسن ”
لتحاول مرة أخرى على الاعتراض ليترجاها الآخر بعينيه لتوافق اخيرا بسبب عناد ذلك السيف ..
لتردف ” نور ” قائلة :
” طب نستنى احمد على ما يجى من الدرس بس وهنيجى ”
ليردف “سيف” قائلاً :
” لا سيبوا الدنيا زى ما هيا وتعالوا بس وهبعت عربية تجيب “سيف” بعد ما يخلص درسه عطول ، ابعتيلى بس العنوان ابعته للسواق ”
لتنظر كلاً من نور ووالدتها لبعضهم البعض باستغراب ، ما هذه العائلة !!!
****************************
ليصلوا للقصر الذى ما أن رأته والدة “نور” حتى ذُهلت بجماله وتصميمه المبهر ..
ليدخلوا للداخل جميعهم ليجدوا القصر مجهز كأنه قاعة حفلات سبعة نجوم ..
لياخذهم “سيف” لغرف الضيوف ويجدون هناك ثياب مناسبة لكتب الكتاب وايضا ميكب ارتست تنتظر “نور” كى تمكيجها وتجهزها لحفل خطوبتها ..
تقف ” نور” ٥ غرفتها مصدومة من سرعة الأحداث ، ليكسر “سيف” شرودها قائلاً :
” ايه رايك فى الفستان ”
لتلتف الأخرى بخجل قائلة :
” كل حاجة على ما احسن ما يكون لكن … يعنى أنا وأنت ااا..”
ليقترب منها قائلاً بهدوء :
” عيب تقولى كده يا نور ، الحب معندهوش غنى وفقير ، الحب نصيب مش بأيدينا لكن أنا مبسوط واتمنى تكونى انتى كمان مبسوطة ”
لتردف مسرعة وتلقائية :
” أنا مبسوطة اوى ”
ليقهقه الآخر على عفويتها تلك ،بينما سرحت الأخرى ف عالم ابتسامته التى كانت كالتاج على رأسه تجعله أكثر وسامة ..
لينتبه الاخر لنظراتها ليردف قائلاً :
” لا شكلك واقعة واقعة يعنى ”
لتنتبه الأخرى علي ما قال ، ليتورد خديها بصبغة الخجل ، ليبتعد عنها يخرج من الغرفة كى لا يحرجها قائلاً :
” مبحبش الميكب الكتير ولا الفساتين الضيقة ”
لتبتسم على غيرته التى لا تشبه غيره أحد ، غيرته مختلفة فهيا غيرة رجل لا ولد متصنع الغيرة ..
لتكمل ارتداء فستانها بسعادة غامرة وما أن انتهت حتى دخلت الميكب ارتست الخاصة بها للداخل ..
**********************************
يدخل “سيف” غرفته بعد أن انتهى اخيراً من إقناع والدته وعرفها على والدة نور ولحسن حظه أن والدته تعرف والدة “نور” منذ الإعدادية لكن تفرقوا لعدم مقدرة والد الأخرى من جعلها تكمل تعليمها …
يقف أمام المرآة يرتدى حُلته وينثر عطره على ثيابه ، يسرح شعره بحرافية عالية ، ليدخل الشباب غرفته يباركون له ..
ليردف ” مالك” قائلاً :
” بقا مش لاقى يوم تانى غير ده ياخويا ”
ليردف “عمر” قائلاً :
” من اعمالكم سُلط عليكم ”
لينظر إليه “مالك” بغيظ قائلاً :
” اسكت انت ”
ليمسكه “عمر” من تلابيبه قائلاً :
” أنا ساكت ومحترم نفسى عشان خاطر بورتريه اختى يكون حلو والا كنت شلفطلك وشك دلوقتى يا مالك ”
ليتدخل “سيف” قائلاً :
” اهدوا بقا ويلا خلصوا عشان المفروض ننزل دلوقتى ”
ليتدخل “عمرو” قائلاً بخبث :
” ألا صحيح يا سيفو ، انت وقعت امتا يا ابو السباع ”
لينضم له “عمر” ومالك أيضا قائلاً :
” اها صح ده البنت مبقالهاش اسبوع شغالة معانا فى الشركة ، انت لحقت !!! ”
ليردف “سيف” قائلاً :
” لا منا ماليش فى جو النحنحة واكلمها ونعيش مغامرة الحب سوا سنة واتنين ، أنا ليا كلمة من أهلها وبعدين منها اها أو لا وخلصت الحكاية ”
ليُصفر “مالك” قائلاً :
” راجل ابن راجل بصحيح ”
ليرفع “سيف” ياقته بغرور قائلاً :
” عيب عليك ”
ليدخل “احمد” قائلاً :
” يلا يا شباب رعد راح يجيب نور ونازل وانتو لازم تكونوا تحت ”
كاد “سيف” أن يتكلم ، ليردف “احمد” قائلاً :
” عارف هتقول ايه ، أنا ال هجيب نور واسلمهالك عارف أنها يتيمة الأب وانا هنا فى مقام ابوها ”
ليقترب “سيف” يعانق والده قائلاً :
” شكراً يا بابا ”
لينضم إليهم “مالك” قائلاً :
” هوا من لقى أحبابه نسى أبناءه والا اى ”
ليقفز التوأم أيضاً قائلين :
” من غيرنا والا ايه ”
ليضحكوا جميعاً على “احمد” الذى أصبح يستنجد كى يبتعدوا عنه …
*********************************
بدأ ال DG يصدح بالاغاني السعيدة مثل الأجواء التى تملأ القصر بعد الكثير من المتاعب والمشقات ..
يدخل “ريان” ليُسلم على “سيف” قائلاً بحرج :
” عارف أنه الأجواء مش مناسبة للكلام ال هقوله لكن ممكن نتفضل على مكتب حضرتك لو سمحت ”
ليومأ له بهدوء لكن يوقفه صوت “ماجد” أيضا قائلاً :
” عمى سيف لو سمحت ممكن كلمتين على انفراد ”
لينظر “ريان” بغيظ لذلك الأحمق يتذكر جيدا ما فعله معه :
” أنا ال قايله الاول فانتا استنى لحد ما اخلص وبعدين ابقا تعالى ”
ليردف “ماجد” هوا الآخر بغيظ لا يقل عن الآخر :
” بس انا عايزه فى موضوع مهم ، موضوع حياة أو موت ”
ليردف “سيف” قائلاً بقلة حيلة :
” تعالوا يا اخرة صبرى أما اشوف اخرتها ”
ليذهبوا معه ، يدخلوا المكتب ليردف قائلاً :
” هاا اى الحوار ابهرونى ”
ليردفوا معاً قائلين :
” أنا طالب ايد الآنسة عشق / مريم ”
ليردف ” سيف” بصدمة قائلاً :
” نعم يالا انت وهوا ”
ليكمل حديثه قائلاً :
” مفيش كلام فى المواضيع دى دلوقتى بعد الرحلة ان شاء الله ابقوا تعالوا انتو واهاليكم ”
ليحاولوا الاعتراض ، ليُردف “ماجد” قائلاً :
” طب خطوبة طيب قبل الرحلة ”
ليوافقه ” ريان ” قائلاً :
“أيوة ”
ليردف “سيف” قائلاً :
” ال عندى قولته ، واياك انت وهوا المحكم قريب بس منهم ، مريم فى امتحاناتها و عشق مع صاحبتها لما نخلص الرحلة نرجع نشوف حواركم وخلص الكلام ”
ليتركهم ويغادر ، بينما ينظر كلا منهم لبعضهم البعض بقلة حيلة يجب أن ينتظروا الان ..
*********************************
على الجانب الآخر يدخل “رعد” غرفة ابنته بعد أن طرق الباب وأُذن له بالدخول ، ليرى اميرته الصغيرة التى كانت تزحف إليه كلما رأته فى صغرها الان أصبحت عروس يكتب المثل بجمالها ، ليقترب منها يقبل رأسها قائلاً بدمع العين معبراً عن فرحته :
” مبارك يا نور عينى ربنا يتمملك على خير يارب ”
لتعانقه الأخرى لا تعلم لماذا تريد أن تبكى ولكنها تريد ، لتبكى معبرة عن مشاعرها ، جاء يوم لم تحلم به يوماً ، فها هوا يوم خطبتها على من امتلك قلبها وبين احضان والدها ماذا تريد أكثر من ذلك !!!
ليأخذ بيدها وبيد “حور” فى يده الأخرى قبل أن يميل على أذنيها قائلاً :
” ده ايه الجمال ده يا حورى ”
لتخجل “حور” قائلة بهمس :
” عيونك ال جميلة يا حبيبى ”
ليخرج وهما بيديه يشعر كأنه كمن خرج منتصراً بحرب الحياة ، يشعر كأنه امتلك سعادة الدنيا جميعها …
********************************
يدخل “احمد” غرفة “نور” بعد أن طرق الباب يسأذن من بالداخل ، ليدخل وهوا ينزل عينيه أرضاً ، ليرفع رأسه ليرى جمال “نور” البسيط ليردف قائلاً :
” بسم الله ما شاء الله ، تبارك الخلاق العظيم ”
ليردف قائلاً لوالدتها يسأذنها :
” لو تسمحيلى يا ام نور ، أننى اسلم بنتى نور لابنى سيف ”
لتدمع عينى “نور” لتتذكر والدها الحبيب ، من تتمنى لو كان بجوارها الآن كباقى الفتيات ..
لتومأ والده نور له بالموافقة قائلة :
” طبعاً موافقة يا ابو سيف ”
ليمد يده إليها لتضع نور يدها ف يده ( تأنكچه ) خارجين من الغرفة وخلفهم والدة نور بالكرسى المتحرك ، اختار لها “سيف” غرفة بالدور الارضي كى يسهل عليها التحرك كما تشاء ..
لينزل “رعد” وفى يديه ابنته وزوجته ينزل بكبرياء وشموخ سيد يحكم العالم ، ينظر “مالك” لملاكه المنير فى فستانها الضيق من الصدر وينزل باتساع وذلك التاج الذى يعلن تتويجها أميرة أبيها وملكة على عرش قلب حبيبها ، تنزل بثقة عينيها مثبتة على عينى “مالك” الذى يسرح فى عالم اخر عالم داخل عينى تلك الحورية ..
ليسير كأنه مسلوب الإرادة يقف أمامها ، ليفيق على دفش أخيه “سيف” له لينتبه لكلمات “رعد” وهوا يقول :
” أنا مش بسلمك بنتى وبس دى قرة عينى وكبريائى دى ال برفع رأسى بيها ولو زعلتها … ”
ليكمل اخويها ليردف “عمر” قائلاً :
” مش هيطلع عليه نهار اصلا لو دمعة منها نزلت ”
ليكمل ” عمرو” قائلاً بتوعد :
” يبقا يعملها بس ”
ليردف “مالك” قائلاً بمزاح :
” المفروض توصوها عليا مش توصونى عليها والله ”
ليقهقهوا جميعاً ضحكين ، لتتجه إليه “نور”, قائلة بهمس :
” عدى يومك يا مالك ”
ليقهقه ضاحكاً :
” حاضر ”
ليصل “احمد” ومعه “نور” تسير خجلة من نظرات “سيف” التى تشعر أنها تأكلها ، يتقدم “احمد” يقف أمام ولده قائلاً :
” زى منتا ابنى فدى من النهاردة بنتى زيها زيك وزي رحمة وتاج على رأسى ، قبل ما تيجى عليها وتزعلها اعرف أنه هتيجى على ابوك وهتزعله ”
ليردف “سيف” قائلاً بهيام :
” هيا ف قلبى قبل عيونى ”
لتخجل “نور” من مغازلته الصريحة لها أمام الجميع ، ليضع أبيه يدها فى يده ..
ليتجهوا جميعاً للمأذون ، ليردف “سيف” قائلاً :
: المفروض أنا الاول لاننى أنا الأكبر والا معدش ف احترام للكبير والا اى ”
ليردف “مالك” قائلاً :
” حد راحتك على الآخر يا كبير ”
ليبدأ المأذون بكتب كتاب “نور” ليكون وكيلها أخيها الأصغر ببطاقته وايضا يكون شاهديها “رعد” و “سيف”
لينتهى بعد دقائق بجملة المأذون الشهيرة :
“بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى خير”
ليقف “سيف” مُقبلاً رأسها بحنان وحب قائلاً :
” مبارك يا حبيبتى ”
لتبتسم بخجل فهذه أول مرة يقول لها تلك الكلمة ..
ليبدأ تنهل عليهم التهانى والمباركات من الجميع ، ليتدخل “مالك” قائلاً بضيق :
” على فكرة لسا مكتبتش كتابى والله ”
ليقهقهوا جميعاً عليه ، ليجلس الآخر مسرعا بجانب المأذون يُنهى كتب كتابه هوا الآخر بعد دقائق بجملة المأذون :
” بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكم فى خير”
ليبدأ الفرح والسعادة ورقص الشباب جميعهم على ساحة الرقص ، وتسحب “حنين” و”رحمة” كلا من “نور” و “نور” بعيداً عن الشباب ليرقصوا ويفرحوا ويستمتعوا بعد كل ذلك العناء ، كم أن الحياة مُتعبة ولا تتستحق الحُزن يوم فيها بل انسى هم اليوم فلك رب يتكفل به وعِش حياتك بسعادة واستمتاع كأنه اخر يوم لك ..
ليأخذ كل زوج زوجته لساحة الرقص ، يرقصون على انغام الموسيقى وعلى أنغام الحب كل غارق ببحر عين المحبوب ..
“حور و رعد ”
_ عيلتنا اكتملت بمحبتنا يا حورى ..
” اكتملت بمحبتنا يا رعدى ”
“روز و احمد ”
_ لو حد كان قالى أننى هحب من اول نظرة لا وكمان اعشق لحد الجنون مكنتش هصدقه ، بس انا حبيتك وعشقت نبضك يا كل حياتى ..
” وانا لو حد قالى أنه حد هيحبنى الحب ده كله مكنتش هصدقه ، ربنا يخليك لينا يا حبيبى ويديمك لينا ، بحبك وبعشقك يا حبيب روحى وايامى”
“فيروز و سيف ”
_ ربنا بعتك تداوينى من جرح الخيانة ، داويتى قلبى وخلتيه يعيش ، واديتينى بنات زى القمر أشد طولى بيهم ورافع راسى بيهم ربنا يديمك فى قلبى وتاج على رأسى يا ست الكل ..
” أنا ال ربنا استجاب لدعوات قلبى ال بقالها سنين وجمعنى بيك وخلانى اكون مراتك وام بناتك ، حبيتك لسنين وصبرت ونولت الحمد لله ..
” حنين و عمر”
_ جمعنى بيكى القدر اديتينى نبض لقلب كان حجر من الحزن على فقدان أخته وعيلته ، علمتينى الحياة عشانى علمتينى السعادة ، خسرت وجودك مرة وخسرت معاكى نفسى يا فرحة قلبى ، دلوقتى انتى مراتى وان شاء الله هتكونى ام عيالى ، ربنا يخليكى ليا يا ست البنات ..
” جمعنى بيك المصير ، نورتلى ضلمة حياتى وانقذتنى من سواد العالم ، حضنتنى وحميتنى من سواد قلوب الناس ، كنت ليا الاب والام والزوج والحبيب والصديق ، دخلت قلبى وملكته ووقفت حارس على أبوابه ، بحبك مبارح والنهاردة والآخر انفاسى ..
“رحمة وعمرو”
_ حبيتك من نعومة اظفارك من طفولتك وقت كنت بنت بضفاير ،، ملكتى قلبى بشقاوتك ورقة قلبك ، عافرت وصبرت سنين عشان املك قلبك وأخيراً ملكته وبقيتى ملكى دنيا وآخرة يا قرة عينى ونبض قلبى ..
” قلبى عرفك من اول نظرة ، لكن عقلى كان خادعنى بحب كاذب ، عينى وعقلى اتاخروا بس قلبى حبسك جواه ، انت كنت ومازلت وهتفضل ليا لاخر العمر ، انت قدرى الحلو ، بحبك ..
” نور وسيف ”
_ سحرتينى ببحر عيونك ، حبيتك من قلبى فى الوقت ال كان قلبى فيه مكسور ومتفتت ، حُبك أوانى فى الوقت ال كنت تايه فيه مش لاقى مأوى ، حُبك كان قدر محتوم على قلبى ، والله ربك جرنى اليكِ جراً …
” حلمت بيك بطل لروايتى ، روايتى ال كانت بين أربع حيطان فيهم امى وأخويا مسؤولين منى بعد وفاة ابويا ، روايتى ال كان كل الوانها زى بعضها ، انت كنت حلمى ، انت الحضن الحامى والكتف الساند والقلب الدافى انت بيتى ، بحبك ”
” نور و مالك”
_ صديقة دربى وطفولتى ، مشيتى اول خطوة وانتى ماسكة ايدى ، حفرت اسمك فى قلبى وروحى ، تعبتينى وارهقتى قلبى عشان اقدر اوصل لقلبك يا نوارة قلبى ، حبيتك وعشقتك من صغرى وبدمن حبك لآخر عمرى ..
” أنا ال كان لما الحب يشوفنى ياخد طريق تانى ، أنا ال معرفتش فى حياتى غير الكره والقسوة والدم ، أنا ال اتخنها رجل مافيا بيتهز شنبه لما يتذكر أسمى قدامه ، أنا ال نسيت أنه فى حاجة اسمها حب ، جيت انت وكسرت كل القشور الصلبة ال حوالين قلبى ، علمتنى العشق من اول حروفه لآخرها ، علمتنى اعيش بعد ما كنت جسد بدون روح عشان تكون انت روحى وعمرى ال معشتهوش ، انت سعادتى ونبض قلبى ال مبسمتش نبضه الا معاك ، بحبك ”
لينتهوا جميعاً من الرقص ، ليجمعهم ” رعد” قائلاً :
” يلا ناخد صورة عائلية كلنا ”
ليجتمعوا
ليردف “عمر” قائلاً :
” اها صحيح يا بابا احنا رايحين الإجازة دى فين ”
ليبتسم قائلاً بغموض :
” فى جزيرة عمركم ما شوفتوها ، أهلها ناس مختلفة ولغتهم محدش اكتشفها لحد دلوقتى ”
لتردف “حور” بسعادة قائلة :
” سايوبرامورى !! ”
انتهت بفضل الله

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سينا أصبحت قدري الجزء الثالث)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى