Uncategorized

رواية عروسي الكاذبة الفصل التاسع عشر 19 بقلم ساره علي

 رواية عروسي الكاذبة الفصل التاسع عشر 19 بقلم ساره علي

رواية عروسي الكاذبة الفصل التاسع عشر 19 بقلم ساره علي

رواية عروسي الكاذبة الفصل التاسع عشر 19 بقلم ساره علي

دلف الى منزله راكضا وهو يصيح على والدته التي أتت اليه مهرولة تسأله بقلق :
” فيه ايه يا باسل مالك ..؟!”
” فين جومانة ..؟!”
سألها وهو يلهث برعب لتتجمد فيه مكانها قليلا قبل ان تهتف به :
” خرجت من شوية ..”
ثم سألته بتوجس :
” هو فيه ايه ..؟!”
صاح متغاضيا عن سؤالها :
” يعني ايه خرجت ..؟! 
ردت نورا بتردد :
” خرجت من ..”
وقبل ان تكمل جوابها كان يتصل بأحدهم يخبره :
” جومانة مش باينه .. خرجت من شويه .. “
ثم سأل والدته وقد تذكر اخيرا انه لم يسألها عن وجهتها :
” راحت فين ..؟!”
أجابته والدته صارخه بقلق :
” راحت المول اللي جمبنا ..؟! فيه ايه ..؟!”
” انا هروح اشوفها فالمول .. وانت اتصرف شوفها راحت فين ..”
ثم خرج مهرولا متجاهلا نداء والدته التي اخذت تبكي بعدم تصديق قبل ان تسارع لتحدث زوجها لكنه لم يجب عليها لترمي الهاتف على الكنبة وتعاود الانهيار وهي تفكر ان هناك مصيبة حدثت فحدسها لن يخطئ ابدا ..
توقفت عن بكائها حينما سمعت رنين جرس المنزل فسارعت لفتح الباب لهفة ظنا منها ان القادم جومانة لكن لهفتها انحسرت وهي تجد امامها ابنتها جوليا مع طفليها لتصرخ بلا وعي : ” الحقيني يا جوليا ..”
…………………………………………………..
حل المساء وجومانة مختفية دون ان يعلم احد شيئا عنها ..
باسل يبحث عنها كالمجنون دون وجهة محددة حتى وجد ممدوح يتصل به يخبره بهدوء :
” جومانة اتخطفت يا باسل .. متتعبش نفسك ..”
صرح باسل بعجز جعل ممدوح يشفق لأجله فقال بجدية :
” اهدى شوية .. وحاول تروح ترتاح وتستنى اتصال منهم واحنه بنحاول نوصلهم ..”
اغمض باسل عينيه بعدم تصديق بينما قال الاخير :
” انت عارف مكان ماريا مش كده ..؟!”
أجابه باسل بإقتضاب :
” عارف .. نزلت مصر من شهرين ..”
ثم اكمل وهو يشرد كليا :
” اقسم بربي منا سايبها ..”
ثم اغلق الهاتف دون ان ينتظر ردا ..
سارع باسل يركب سيارته متجها الى المكان الذي من المفترض توجه به ماريا بعدما اخبره رجاله بذلك ..
ضغط على مكابح السيارة وهو يتوعدها في داخله .. سوف يلقنها درس عمرها وربما يقتلها .. اوقف سيارته امام العمارة التي توجد بها شقتها ثم هبط من سيارته متوعدا لها ..
………………………………………………………..
تطلع اياد الى ماريا التي تقدم له عصيرا باردا بتهكم قبل ان يقول : 
” هو ايه ده .. ؟! انا مش جاي اتضايف .. خلصيني وقولي عاوزة ايه ..؟! “
رمقته بنظراتها الهادئة وهي تفكر انه وسيم .. وسيم للدرجة التي تجعله يعجب اي امرأة .. وهي لا تختلف عن اي امرأة معجبة بوسامته ورجولته الفذة ..
وضعت العصير على الطاولة ثم جلست بجانبه تهتف وهي تضع كفها على كفه ليبعد كفه عنها بإزدراء فتقول بغيظ :
” عاوزة نرجع لبعض ..”
” لا ده انتِ اتجننتِ ..”
قالها اياد متهكما وهو ينهض من جانبها لتنتفض بعصبية وهي تصرخ به :
” ليه بقى ..؟! ماحنا سنين سوا ..”
قاطعها بملل :
” وانا نهيت كل حاجة ..”
قاطعته بدورها :
” مش بمزاجك .. “
رد بتهكم :
” امال بمزاج مين ..؟!”
قالت بقوة :
” بمزاجي .. “
نظرت الى ملامحه الساخرة بخبث وقالت :
” لو مش هترجعلي فالزوق هرجعك بالعافية ..”
صرخ بها منفعلا :
” انتِ مريضة .. انتِ لا يمكن تكوني طبيعية ..”
صاحت بنبرة هستيرية :
” لا مش مريضة .. انتواِ اللي قاسيين … كلكم بتتخلوا عني .. كلكم مش بتحبوني ..”
ثم اكملت بلوعة وبكاء حار :
” اول حب فحياتي .. يوسف .. “
نطقت اسمه بهمس ضعيف لتكمل منتحبه :
” رفضني .. رفض حبي ليه وقال ايه .. انا اخوكِ وبس .. تخيل .. سنين بحبه وفالاخر يقولي انا اخوكِ ..”
ثم اكملت بتهكم :
” راح حب هيلين .. هيلين اللي عمري ما حبيتها .. وبعدين جه باسم وهو التاني خدني كوبري عشان بنته .. عمره ما بصلي كست .. دايما كنت عبء عليه .. لحد ما شوفت باسل .. رغم عني انجذبت ليه .. كان شبه يوسف فالشخصية والتصرفات .. حتى نفس نبرة الصوت ..”
صاحت بحسرة :
” كنت عاوزاه يحبني .. بس هو بردوا محبنيش .. عملت المستحيل عشان ابعد اي ست انه وبردوا مفيش فايده .. وانت جيت وبردوا سبتني .. سبتني بعد ما اخذت اللي انت عاوزة ..”
نظر اليها اياد بصمت ورغما عنه شعر بالشفقة لأجلها وهو يتخيل انها قاست الكثير ويبدو ان حبها ليوسف هذا من دمرها هكذا ..
هم بالرد لكن صوت جرس الباب فاجئه فإتجهت تفتحه لتتفاجئ بشخص ما يقتحم الشقة وهو يحيط  عنقها يكفيه دافعا اياها نحو الحائط ليرتطم ظهرها به بينما يشدد هو من كفيه حول عنقها صارخا بها:
” جومانة فين يا ماريا ..؟! وديتوا البنت فين ..؟!”
تطلع اياد اليه مندهشا يفكر في القرابة التي تجمع باسل صفوان بماريا بينما ماريا قد ازرقت ملامحها حينما ابتعد باسل اخيرا عنها وصاح بها بلا رحمة :
” انطقي ..”
لتهتف بتوسل :
” معرفش ..”
ثم انتبهت اخيرا الى اياد الذي يرمقهما بدهشة فيلتفت باسل نحوه لتتجمد عينيه للحظة قبل ان يهتف بتهكم :
” لسه بردوا .. حتى هنا فمصر ..”
ثم سارع بالنظر اليها مرددا :
” مش هتبطلي وساخة بقى ..”
صاح اياد بنفاذ صبر :
” ممكن افهم فيه ايه ..؟! والاهم من ده .. انت تقربلها ايه ..؟!”
تطلع باسل اليه مندهشا من حقيقة ان اياد لا يعرف انها زوجته فأخذ يحاول استيعاب حديثه فقد ظن انه يعلم انها زوجته ..
رد باسل بتهكم :
” اقربلها ايه ..؟!”
تطلعت اليه ماريا بتوسل ليهتف بها :
” ها يا ميمي اقوله انا ولا انتِ .. هقوله انا ..”
ثم اجابه :
” انا طليق الهانم .. طلقتها من شهرين ..”
قاطعه اياد صائحا بعدم تصديق :
” نعم ..؟! يعني ايه من شهرين ..؟!”
ثم نظر الى ماريا قائلا :
” انتِ كنتِ متجوزة وانتِ معايا ..؟! كنتِ بتخوني جوزك معايا ..؟!”
قال اياد جملته الاخيرة صارخا بغضب اهوج ليجيبه باسل :
” اهدى شوية .. المدام مش ناقصة .. لسه مستنيها كتير ..”
ثم اكمل بهدوء :
” ماريا كانت مراتي ..بس انت مكنتش عارف ..”
رد اياد بذهول :
” وانا منين هعرف .. كل اللي اعرفه انها ارملة :. معرفش حتى مين جوزها ..”
رماها باسل بنظراته متأملًا هيئتها المنكمشة ليرد :
” مهي فعلا ارملة .. وانا جوزها التاني ..”
” كمان ..؟! “
تطلعت باسل الى ملامح اياد المندهشة وهو يتأكد مرة اخرى انه لا يعلم اي شيء عن ماضيها ليقول بجدية :
” ماريا كانت مرات باسم اخويا ..”
جحظت عينا اياد ورغما عنه تذكر جومانة ليهتف بسرعة :
” يعني ماريا تبقى ام جومانة ..”
اومأ باسل برأسه على مضض ليتطلع اليها اياد وهو يفكر انه من المستحيل ان تكون امرأة بهذا الكم من الحقارة أما لفتاة ببراءة ورقة جومانة لكنه نفض هذه الافكار عن رأسه وقال بجدية وتهكم :
” ده انا مطلعتش فاهم حاجة ..”
قال باسل بتهكم هو الاخر :
” متستغربش .. ميمي متعوده تخبي حقيقتها .. اصلها شخصية مهمة وكده ..”
لم يبتسم اياد وهو يرمقها بنظرات محتقرة ليقول وهو يتجه خارج الشقة :
” طب اسيبكوا انا بقى .. “
ثم اشار الى ماريا قائلا بتهديد :
” لأخر مرة ابعدي عني .. تصرفي اللي جاي مش هيعجبك ..”
ثم خرج مسرعا تاركا باسل معها يرمقها بنظرات حادة شرسة لتهتف بتوسل :
” والله العظيم معرفش حاجة .. “
قاطعها بتهكم :
“خلاص مدام حلفتي صدقتك ..”
جذبها من شعرها بقسوة لتصرخ بألم :
” حرام عليك يا باسل ..”
” حرمت عليكِ عيشتك ..قوليلي جومانة فين .. ؟! ورحمة الغاليين لا اربيكِ يا ماريا ..”
صاحت بوجع :
” والله معرفش ..”
قالتها ببكاء ليرميها على الارض ويصرخ بها متجاهلا ألمها الذي ظهر بوضوح من خلال صرختها :
” وديتي البنت فين ..؟! “
ردت رغم وجعها :
” معرفش حاجة .. معرفش ..”
ثم انهارت باكيه ليصيح بها :
“ليه عملتي كده ..؟! ليه قلتيلهم انوا جومانة بنت باسل ..”
صاحت متألمة :
” مقلتش .. انا مليش دعوة ..”
انحنى نحوها ممسكا بخصلات شعرها التي تمزقت الكثير منها بين يديه فجذبها نحو الاعلى وقال بتهديد :
“تكلمي اخوكِ الواطي حالا .. يلا ..”
أومأت برأسها وهي ترتجف ليدفعها بعيدا عنه فتسارع لجذب الهاتف فتتفاجئ به يأخذه منها يقلبه قبل ان يطلب منها ان تفتحه له ..
فتحته واعطته له بوهن ليقلب فيه فلا يجد شيئا فيبدو انه تحذف كل شيء دائما ..
” اتصلي بيه .. يلا ..”
قالت بتردد :
” مينفعش اسأله عنها .. انا معرفش اصلا انوا خطفها .. كده هيفهم انوا فيه حد قالي ..”
نظر اليها وهو يحاول ان يصدق حقيقة انها بالفعل ليست وراء الخطف ليهتف بها :
” اتصلي كأنك بتسألي واسرقي الكلام منه .”
ضغطت جومانة على رقمه ليأتيهت صوت جمال بعد لحظات فيستمع كليهما اليه بعدما فتح باسل مكبر الصوت :
” اختي حبيبتي ..”
همت ماريا بالرد لتجد جمال يكمل :
” اخبار باسل باشا ايه ..؟! منور والله ..”
جحظت عينا ماريا بينما اغلق باسل عينيه بقوة ليسمع صوت الاخير يقول :
” متستغربوش .. هو انتوا فاكرين اني نايم على وداني .. عيب يا جماعة .. انا عارف كل حاجة ومراقبكوا انتوا الاتنين ..”
” جومانة فين يا جمال ..؟!”
صاح باسل بقوة وغضب ليرد جمال بهدوء :
” جومانة عندنا  فالحفظ والصون .. متخافش عليها .. المهم انت ابعتلي ورق الصفقة و ..”
ران الصمت للحظات قبل ان يكمل :
” ولسه فيه اوراق تانيه هناخدها .. بس دلوقتي هكتفي بالورق ده .. الورق ده مقابل جومانة ..”
رد باسل :
” خطفتها ليه يا واطي …؟! طب خطفتها هي ومعاها ميرا كمان ..”
” ميرا مين ..؟! اه ميرا بنت سيادة السفير .. او بمنطق تاني بنت يوسف اخويا .. اخويا اللي ساب حق ابويا ..”
قاطعه باسل :
” مش هناقشك فالموضوع ده .. جومانة مليون خط احمر ..”
قاطعه جمال بتهكم :
” تعرف يا باسل .. خطتكوا كانت ذكية .. كنتوا عاوزيني اخطف بنت اخويا على انها بنت باسم .. يا ترى يوسف لو عايش كان هيحس بإيه وانتوا بتضحوا فبنته عشان بنت باسم ..”
قاطعه بحدة :
” محدش كان هيضحي .. كنا هنحمي الاتنين بدمنا ..”
كان حديث باسل صادق فهما كانا مستعدين لكل شيء لكن ما حدث دمر كل مخططاتهم ..
سمع قهقهات جمال وهو يقول بمكر :
” ربنا يرحمه بقى .. وثق فالاشخاص الغلط .. “
ثم قال بخبث :
” بس الشكر لميمي .. هي اللي عرفتني بالحقيقة ..”
تطلع اليها باسل بنظرات حارقة ليسمع صوت جمال يقول قبل ان ينهي المكالمة :
” اسيبكم بقى تتفاهموا .. مبحبش اكون عزول .. باي بيبي ..”
ثم اغلق الهاتف لتتجمد ماريا وهي تنظر الى ملامح باسل المخيفة قبل ان تصرخ وهي تسقط ارضا بعدما صفعها بقوة ..
انحنى نحوها قابضا على وجنتيها بين كفيه لتصرخ ببكاء فيصيح بها :
” واطية .. عمرك ما هتتغيري .. طول عمرك حقيرة .. هانت عليكِ .. سنين وهي المفروض بنتك .. سنين وهي بتقولك يا ماما ..”
صاحت بألم :
” كان لازم احافظ على ميرا .. مكانش فيه حل تاني .. خفت جمال يعملها حاجة عشان ينتقم من باسم .. مش هقدر اخلي يأذيها .. دي مهما كانت بنت يوسف .. حب عمري ..”
صاح بقسوة :
” حب عمرك يا حقيرة .. ده ربنا نجده منك لما اخده عنده ..”
ثم دفعها بقسوة وقال :
” وحياة جومانة ما هرحمك .. بس انا هسيبك دلوقتي .. بس وحياة جومانة لهطلع القديم والجديد..”
ثم تركها ورحل لتسقط باكيه ..
…………………………………………………………..
دلف باسل الى المنزل ليجد والدته وجوليا هناك ..
تنهد وهو يقترب منهما ليجد والدته تصيح وهي تتجه نحوه :
” فين جومانة يا باسل ..؟! البنت اختفت فين ..؟!”
نظر الى جوليا اخته بعينيها الحمراوين ويبدو انها بكت كثيرا ليرد متجاهلا نظراتها المترجية ليطمأنهما :
” اتخطفت ..”
شهقت جوليا بينما صاحت نورا :
” يعني ايه اتخطفت ..؟! “
قال باسل محاولا تهدئتها :
” اهدي .. جومانة هترجع .. حتى لو فيها موتي ..”
هزت رأسها نفيا بينما قالت جوليا وهي تربت على كتفها محاولة السيطرة على دموعها :
” اهدي يا ماما .. جومانة هترجع ..”
قال باسل متجاهلا دموع والدته التي تحرق روحه لكنه يجب ان يبقى قويا :
” فين راسل وجنى ..؟!”
ردت جوليا بجدية :
” معرفش .. جنى خرجت من الصبح على ما اظن وراسل فشقته اكيد ..”
اخرج هاتفه من جيبه يحاول الاتصال بأخته لكنها لم ترد عليه .. زفر انفاسه بضيق ثم اتصل براسل الذي كان هاتفه مغلقا فشعر بالقلق يتملك منه ..
صاحت نورا بتساؤل :
” مش بيردوا ..؟!”
تنهد وهو يقول :
” هروح اشوف راسل فشقته واسأله على  جنى يمكن عنده علم راحت فين الهانم ..”
ثم اكمل وهو ينظر الى ملامح والدته المستنجدة :
” هرجعها .. وحياتك وحياتها هرجعها ..”
ليرحل بعدها مسرعا دون ان ينظر خلفه ..
…………………………………………………………..
خلعت روبي نظارتها الطبية واخذت تضغط على المنطقة اعلى انفها بأناملها حينما سمعت صوت جرس الباب يرن ..
نهضت من مكانها متجهة الى الباب وفتحته لتجد فؤاد امامها يرمقها بنظراته الهادئة قبل ان يتقدم الى الداخل فتتطلع اليها بدهشة قبل ان تغلق الباب وتسير خلفه تهتف بضيق :
” هو فيه ايه ..؟! داخل بيتك وانا معرفش ..”
رد بجدية :
” جهزي هدومك .. هننزل مصر ..”
صاحت بعدم تصديق :
” ننزل ازاي يعني ..؟!”
رد بهدوء يشوبه تهكم  :
” ننزل زي الناس .. نركب طيارة تاخدنا هناك .. “
كادت ان تشتمه ليقول ممتصا غضبها :
” اهدي .. احنه بجد لازم ننزل .. “
تنهدت وهي تسأله :
” حصل ايه ..؟؟”
رد بجدية :
” جهزي نفسك بسرعة وهنتكلم فالطريق ..”
اتجهت الى غرفتها واخذت تلملم اغراضها .. فكرت ان تتصل بباسل لكنها لم تشأ ان تزعجه خاصة انه من الواضح وجود مشكله كبيره معه ..
جهزت حقيبتها بسرعة ثم غيرت ملابسها حيث ارتدت بنطال جينز طويل فوقه بلوزة خضراء ورفعت شعرها الاشقر عاليا ثم سحبت حقيبتها خلفها بعدما ارتدت حذائها ذو العنق الطويل ..
تأملها فؤاد لا اراديا بملابسها الانيقة رغم بساطتها وملامح وجهها الهادئة والتي وجد بها براءة لم يرها مطلقا من قبل ..
نفض هذه الافكار عن رأسه وهو يأخذ الحقيبة منها ويحملها لترفع حاجبها وهي تقول بهمس :
” طب ماهو طلع جنتل اهو ..”
” قلتي حاجة ..؟!”
سألها فؤاد معتقدا انه سمعها تتحدث لتهتف بسرعة :
” لا ابدا .. خلينا نروح يلا ..”
ثم سارت خلفه بسرعة ..
………………………………………………………….
اوقفت شيري سيارتها امام احدى العمارات السكنية لتنظر الى ميرنا الشاردة فتقول :
” ها مستعدة ..؟!”
انتبهت ميرنا اليها لتبتسم وهي تومأ برأسها فتكمل شيري :
” يلا ..”
هبطت ميرنا من السيارة وفعلت شيري المثل لتنظر ميرنا الى العمارة السكنية بصمت بينما تسحبها شيري من ذراعها وتجرها خلفها ..
فتحت شيري باب شقتها في الطابق الارضي ودعت ميرنا للدخول والتي اخذت تتأمل الشقة  بإعجاب فبالرغم من بساطتها لكنها انيقة للغاية ..
اغلقت شيري الباب وقالت :
” ها ايه رأيك ..؟! عجبتك الشقة ..؟!”
ردت ميرنا بصدق :
” جميلة جدا ..”
ثم اكملت بجدية :
” بس بجد حاسة اني هتقل عليكِ ..”
قاطعتها شيري :
” يا بنتي مش هتقلي .. عالاقل تونسيني بدل الوحدة اللي انا فيها ..”
تطلعت اليه ميرنا بإشفاق اخفته بمهارة وهي تسمع شيري تهتف بحماس :
” تعالي اوريكِ اوضتك ..”
سارت ميرنا خلفها وهي تعرفها على الشقة ثم سحبت حقيبتها ووضعها في الغرفة خاصتها وقررت ان تأخذ شاور و وترتدي بيجامة مريحة ..
خرجت اخيرا متقدمة نحو شيري التي كانت قد طلبت لهما طعاما ..
ابتسمت شيري ورددت بإعجاب :
” ايه الجمال ده كله ..؟!”
ابتسمت ميرنا وهي تجلس امامها لتبدئا بتناول الطعام ..
انتهيا من تناول طعاميهما لتقول شيري :
” اروح اعمل شاي .. “
ثم حملت هاتفها وقررت ان تبعث رسالة لباسل تخبره بخروج ميرنا من المركز بعدما قررت تقديم موعد خروجها فجأة وهي تفكر انه لم يتصل بها منذ البارحة ..
ارسلت له رسالة مختصرة ليأتيها الرد بعد قليل :
” طيب …”
تطلعت بتعجب قبل ان تتفاجئ برسالة اخرى صدمتها :
” شيري عارف هتستغربي اللي هقوله ..بس هو طلب اخير … ابعديها عني .. مش عايزها تقرب مني خالص .. ده احسن ليا وليها .. ولو حاولت تتواصل معايا بلغيها اني اتجوزت ..”
” يا واطي ..”
قالتها شيري بدهشة قبل ان تستمع صوت ميرنا يسألها بتعجب :
” مين اللي واطي يا شيري ..؟!”
فتستدير نحوها فاغرة فمها بصدمة وهي تفكر في رد مناسب  ..
………………………………………………
فتح راسل عينيه على صوت رنين جرس الشقة ..
نهض سائرا ببطأ نحو الباب بجذع نصفه العلوي عاري وفتحها  فينصدم بباسل امامه ..
دفعه باسل واتجه الى الداخل لتجحظ عينا اخيه وهو يقول وقد استوعب للتو قدوم اخيه :
” على فين ..؟!”
رفع باسل حاجبه وسأله :
” على فين يعني ..؟! على الصالة ..”
ثم نظر حوله بشك قبل ان تشتعل عينيه بغضب وهو يتأمل هيئة اخيه الذي لا يرتدي سوى بنطال قصير :
” انت جايب وحدة هنا ..؟!”
رد راسل بسرعة :
” بصراحة ايوه .. وهي متلقحة جوه ..”
جحظت عينا باسل وهو يهتف بتحفز :
” نهارك اسود ..”
وقبل ان يقبض عليه سمع الاثنان صوت ناعم ينادي على راسل فابتلع راسل ريقه وهو يشعر انه وقع في الفخ بسبب تلك الغبية التي ترقد في غرفته ..
يتبع…
لقراءة الفصل العشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!