رواية حليمة (عشقت ميمونة 2) الفصل السادس عشر 16 بقلم هاجر محمد

أخذ يدلك لحيته بأصابع يده بصمت بينما هي تترقبه بخيبة أمل فهي علي يقين من أنه سيرفض لكنها بالفعل تتمني الذهاب إلي مكان جديد لتغير من الأجواء التي عكرت نفسيتها في الفترة الأخيرة 

طال صمته فأردفت بتوجس :- ما رديتش عليه يابابا 

مالك بهدوء :- علي إيه ياحليمه 

علمت من تجاهله هذا أنه يرفض فنهضت بحزن وهي تقول :- أفهم من كده إن حضرتك رافض خلاص يابابا أسفه إني عطلت حضرتك 

وصلت حليمه إلي الباب ولم تفتحه حتي سمعت مالك يقول :- وأنا ما أقدرش ازعلك ياحليمه وإيه رأيك بقي كلنا هناخد أجازه ونروح شرم نقضي كام يوم هناك 

التفتت حليمه إلي أبيها بابتسامه وأردفت بعدم تصديق :- بتتكلم بجد يابابا 

حليمه. هاجر محمد. حبيبة

اومأ مالك برأسه مؤكدا وقال :- أيوه ياحليمه بجد. وهقول لخالد وفرح كمان يجوا معانا وأفنان وعبد الرحمن 

عادة إليه حليمه وهي تفتح ذراعيه وأردفت بشكر :- حبيب قلبي يا بابا إنت أحلي بابا في الدنيا كلها 

┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅. 

ارتجفت قدميها تلقائياً وسقط قلبها في قدمها حينما سمعت صوته في الخارج وهو يقول :- اتفضل ياعم حازم.. تعالي ادخل ياخالو رفعت اتفضلوا ياجماعه البيت بيتكم 

فتح لهم غرفة الاستقبال ثم استأذن منهم لينادي علي فرح ليتعرفوا عليها 

دلف إلي المطبخ ليجدها جالسه علي المقعد وتستند برأسها علي الطاوله 

اقترب منها واردف بصوت منخفض :- فرح…. فرح إنتي نايمه هنا ولا إيه الناس جهم بره 

رفعت فرح رأسها إليه ليري وجهها محمرا وعيونها كذالك والدموع تغرق وجهها بغزارة 

انحني علي ركبتيه أمامها وأمسك وجهها بقلق ثم أردف متسائلا :- إيه يافرح مالك ياحبيبتي بتعيطي كده ليه 

لم ترد عليه فرح وفقط ازدادت في البكاء فتابعت خالد :- فيه إيه يافرح حد من أهلك حصله حاجه 

هزت رأسها بنفي وقالت :- لأ 

خالد :- أومال فيه إيه 

أشارت فرح ناحية الطعام وهي تزم شفتيها وقالت ببكاء :- الأكل. 

نظر خالد الي حيث أشارت وقال :- ماله الأكل 

فرج بدموع :- والله كان حلو جدا وأنا شايفاها بنفسي مش عارفه إزاي طعمه اتغير مره واحده كده 

رد خالد بعدم فهم وقال :- مش فاهم يعني ماله، توجه ناحية الطعام وأخذ يكشف عنه ومع كل طبق يعبر عن شكله باعجاب 

_ماله الأكل يافرح زي القمر أهو وياريت أي أكل ده إنتي منوعه ما بين الشرقي والغربي وشكله ماشاء الله أنا بجد هبقي فخور بمراتي قدام الكل 

ازدادت فرح في البكاء وأردفت وهي تشهق بحزن :- ا ا الا الأكل ك كله م مسكر… ب ب بس و والله أنا متأكده إني استعملت ملح مش سكر 

تغيرت تعابير وجه خالد إلي الصدمه وأردف :- إيه… ي يعني الأكل مش هينفع يتقدم للضيوف 

هزت فرح رأسها يمينا ويسارا بلا ثم قالت بأسف :- أسفه ياخالد و والله ما كانش قصدي أعمل كده أنا بجد أسفه أوي 

قاطعهم صوت ضحي أمه وهي تقول :- إيه ياولاد اتأخرتوا ليه.. ينفع تسيبوا الناس كده بره لوحدهم.. نظرت إلي وجه فرح الذي يظهر عليه البكاء بوضوح ثم قالت بخبث :- مالك يافرح ياحبيبتي بتعيطي ولا إيه 

همت فرح أن تتحدث إلا أن خالد منعها وهو يرد بسرعه :- ولا حاجه فرح بطنها بتوجعها شويه وأنا طلبت علاج من الصيدليه زمانه جاي… ممكن تفضلي مع الضيوف لحد ما ترتاح شويه 

ردت ضحي تجاريهم وكأنها تصدق لعبتهم وقالت :- طب ما تخليني معاها هنا وانت روح اقعد مع الضيوف 

تلعثم خالد ولم يلقي مخرجا فتحدثت فرح وهي تمسك بيديه :- خالد خليك جابني سوري ياطنط ياريت تسيبي لي خالد أبتسمت وهي تنظر إليه وقالت:- وجوده جانبي لوحده علاج ليه 

أردفت ضحي ساخرة بوجه يغلبه الضيق :- والله.. طب ياحبيبتي خليه جانبك. احتدت لهجتها وهي تتابع كلامها مع خالد :- ياريت نخلص إحنا مش جايبين الضيوف هنا نهزئهم 

خرجت ضحي من المطبخ لتبتعد فرح سريعا بحرج وهي تترك يد خالد ثم أردفت بأسف :- أس أسفه 

ابتسم داخله ولكنه عبث سريعاً حينما تذكر الطعام فأردف بحدة إليها :- أسفه أسفه كل مصيبه تعمليها تقولي أسفه 

أدمعت عينها ثانية وهي تقول:- والله أنا متأكده إني حاطيت ملح مش سكر 

لاحظ خالد بطرف عينيه خيالا يراقبهم من الخارج فصمت قليلا بتركيز ليري أنهما اثنين وعلي ما يبدو أنهما أمه ونورين بحركه فجائيه جذب فرح من يدها إلي أحضانه ثم قال :- طب متوتره ليه شويه عصير مش متساهلين ده كله هنزل أجيب فاكهه واعملي غيره بس تعالي الأول غيري لبسك واهدي كده وأخرجي قابلي الضيوف 

دفشته فرح بعيدا عنها بقوة وهمت أن تتحدث إلا أنه فاجئها وهو يجذبها من ذراعها ويتحرك بها إلي الخارج وبالفعل تأكدت شكوكه حينما رأي ضحي ونورين يدخلان بسرعة إلي غرفة الاستقبال.. 

أغلق الباب خلفه لتهاجمه بحدة :- إيه اللي انت عاملته ده انت نسيت نفسك معايا ولا إيه… قولت لك أكتر من مره مش هسمحلك تقرب مني انت إيه ما بتحسش ما فيش عندك دم 

قاطعها خالد بلطمه قويه علي وجهها وأردف غاضبا :- ما تنسنيش حدودك معايا يافرح وأنا مش مضطر أبرر لك أنا عملت كده ليه إنتي مراتي يعني ده أبسط شيئ ممكن أعمله… التفت وهم أن يغادر الغرفة إلا أنه عاد إليها وقال :- آه أنا فاهم كويس أوي إنك عملتي الاكل بالسكر عمدا علشان تحرجيني قدام أهلي.. نظر إليها من أعلي إلي أسفل بنظرة عابره وتابع :- ما توقعتش نهائي إنك تكوني كده 

فتحت فرح عينيها بصدمة وأخذت تهز رأسها بنفي ولكن قبل أن تتحدث وتبرر له تركها وغادر الغرفة 

┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅. 

نهضت من علي مكتبها بدهشة حينما سمعت السكرتيره الخاصه بها تملي علي مسامعها إسمه وأردفت غير مصدقه :- بتقولي مين؟؟ إنتي متأكده من إسمه يوسف أخويا 

أومات بتأكيد وقالت :- أيوه يابشمهندسه هو قالي إن إسمه يوسف ويبقي أخو حضرتك 

خرجت أفنان تتأكد بنفسها لتراه بالفعل هو يوسف شقيقها سارعت إليه بفرحة تسلم عليه وتحتضنه :- يااه أخيراً يايوسف أمسكته من يده :- تعالي معايا جوه علي مكتبي 

نظرت حولها إلي نظرات جميع الموجودين المندهشه فأردفت بابتسامه :- ده البشمهندس يوسف أخويا 

أردفت أحد الجالسين وقالت :- فكرناه العريس يابشمهندسه. بس نورتنا يابشمهندس يوسف 

رحب الجميع به وبعدها دلف مع أفنان إلي غرفة مكتبها 

أفنان :- تشرب إيه يايوسف ولا أقولك أنا هموت وأكل إيه رأيك نتغدا سوي 

أردف يوسف رافضا :- لأ لأ أنا جايلك في حاجه تانيه ولازم امشي على طول في إجتماع مهم عندنا كمان ساعتين 

ردت أفنان باهتمام :- خير ياحبيبي أصلا حاسه ان شكلك فيه حاجه من ساعة ما جيت 

صمت يوسف قليلاً ثم قال :- واقع في مشكله يافنان ومحتاج مبلغ كبير ومش عارف اتصرف إزاي 

ردت أفنان بقلق :- خير ان شاء الله ياحبيبي.. والمشكله طالما فلوس يبقي الحمد لله محلوله خير ربنا كتير 

يوسف بحرج :- المبلغ كبير 

أردفت أفنان بتساؤل :- كام يعني؟ 

صمت يوسف قليلا ثم قال :- محتاج 750 الف جنيه ضروري ياأفنان ومش عارف اتصرف فيهم إزاي 

تفاجأت أفنان من المبلغ ولكنها ابتسمت ببساطه وأردفت بدون تفكير أو سؤال :- وده بقي اللي مضايقك ومزعلك 

أوما يوسف بحزن وخزي وقال :- عمري ما توقعت إني اتحط في الموقف اللي أنا فيه ده حاسس اني بتعاقب علي غلط أكبر منه بكتير 

حليمه. هاجر محمد. حبيبة

نهرته أفنان بلوم :- إيه الكلام ده إنت نسيت إن أختك الكبيره موجوده ولا إيه ياسي يوسف وبعدين انت عريس ولسه خارج من جواز وطبيعي تبقي محتاج فلوس.. والفلوس اللي إنت عاوزها موجوده بإذن الله 

يوسف:- .طب مش عايزه تعرفي الأول أنا عايز الفلوس دي ليه. 

هزت رأسها بنفي :- لا مش عايزه المهم خلص اجتماعك وكلمني وإن شاء الله الفلوس هتكون جهزت 

يوسف :- أفنان الفلوس دي ممكن تسبب لك مشكله في ميزانية الشركه إنت لسه بتبدأي والفلوس دي أك

قاطعته أفنان وقالت :- ومين قالك إني هاخدهم من ميزانية الشكر اتكل على الله إنت بس وان شاء آخر اليوم الفلوس هتكون عندك 

حليمه. هاجر محمد. حبيبة

رد يوسف بتوجس ::- إوعي تكوني هتطلبي من بابا ياأفنان 

أفنان بنفي :- أكيد برده لأ يايوسف أنا معايا الفلوس ماتحملش هم بقي 

نهض يوسف ليغادر وقامت معه أفنان لتوصله إلي الخارج. لاحظ يوسف حب وانتماء الجميع لأفنان والكل يتعامل معها بشكل ودي وأخوي وهي أيضا تتعامل معهم كأخت وصديقه 

يوسف :- الجو هنا جميل جدا تحسي انكم عيله مش مديره وموظفين 

ابتسمت أفنان وقالت :- بابا قالي نفس الكلمه برده أصل معظم اللي هنا دفعتي علشان كده التعامل مش رسمي أوي 

أردف يوسف بحزن :- بس خدي بالك بلاش الثقه الزايده عن اللزوم ممكن تخسرك كتير يلا سلام

لوحت له أفنان بكفها :- مع السلامة 

بعد مغادرة يوسف بقليل دق هاتفها لتري اسم عبد الرحمن فردت سريعا بغضب :- لسه فاكر ياسي عبد الرحمن تسأل عليه أيوه أيوه هتبدأ من اولها تشوف نفسك عليه لأ بقولك نفضها سيره من الأول وخلاص 

تجاهل عبد الرحمن كل كلامها وأردف مبتسما بهدوء :- مساء القمر.. وحشتيني 

┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅. 

احتلت معالم الصدمة وجه نورين وضحي عندما سمعوا خالد يقول بترحيب للضيوف :- اتفضلوا علي الغدا 

ابتلعت نورين ريقها وهمست إلي ضحي :- طنط ضحي 

قاطعم خالد وهو ينادي عليهم :- يلا ياماما يلا يانورين 

حليمه. هاجر محمد. حبيبة

في الخارج لم تقل دهشة فرح عنهم وهي تري الطاوله ممتلئة بنفس أنواع الطعام التي أعدتها من الأطباق الشرقية والغربية 

أمسك خالد بيدها ثم أردف بابتسامه :- اقعدي ياحبيبتى علشان تاكلي يلا 

فرح بعدم انتباه :- هااا 

ضغط خالد علي كف يدها بخفة لتجلس ثم أشار إلي الجميع وقال :- يلا ياجماعه بسم الله 

في أثناء الطعام كانت هناك عيون تراقب فرح بحقد وغيظ بالاضافه إلي نورين وضحي وهي نيفين والدة نورين 

تحدثت بغلظة موجه نظرها إلي فرح :- إنت لابسه البتاع اللي علي وشك ده ليه يعني من المفروض إنك دكتوره ومثقفة بس شكلك رجعي ومتأخر جدا 

حليمه. هاجر محمد. حبيبة

نظرت فرح إليها من أعلي لأسفل لتري شعرها الملون بالصبغة الصفراء وملابسها المتبرجة لتقول بثقة:- وحضرتك مش شايفه إن لبسك ده مش لايق عليكي ولا مناسب لسنك والأهم إنه مش مناسب لدينك وإنك من المفروض مسلمه 

قاطعت هذا الحوار جميله زوجة عمه حازم قبل ان ترد نيفين وأردفت الي فرح بحب :- ما شاء الله عليكي ياحبيبتي إنتي زي القمر ولو ربنا كان رزقني ببنات ما كنتش هتمني غير إنهم يكونوا شبهك يافرح.. بجد ياخالد إنت محظوظ حافظ عليها يابني وعلي فكره أكلك تحفه أنا أول مره أدوق اكل بالجمال ده. 

تدخلت تلك الغليظه نيفين وأردفت بعجرفة :- طبعاً ياجميله لازم تعبجك ما الشخصية واحده لسه عايشين في الزمن الجاهلي 

همت فرح أن ترد إلا أن خالد ضغط علي يدها لتصمت ورد هو :- عارفه ياطنط نفين أنا اختارت فرح ليه لأنها حاجه مميزه حاجه حسيت فيها إنها هتكون بتاعتي بس يعني مش هتكون سلعه للعرض كل اللي رايح واللي جاي يتفرج عليها 

نفين بغضب :- قصدك إيه ياخالد بالكلام ده 

حليمه. هاجر محمد. حبيبة

قاطعها رفعت زوجها بحده :- خلاص يانفين إحنا ضيوف هنا مش جاين نرسم لهم طريق حياتهم… نظر ناحية فرح وقال معتذرا :- آسف يابنتي… وتسلم إيدك علي الاكل . 

أيده حازم عم خالد وهو يقول باعجاب :- فعلاً يابنتي تسلم إيدك الأكل جميل ومبسوط إني اتعرفت عليكي وكمان حابب اتعرف علي باباكي سمعت عنه كتير 

ردت فرح بابتسامه :- إن شاء الله تتعرف عليه قريب 

انتهت الزياره وغادر الجميع وبعدها أخذت فرح تنظف المكان وخالد يتجاهلها تماما وكأنها غير موجوده 

أنهت عملها وأحضرت كوبين من النسكافيه ثم ذهبت إلي الشرفة حيث يجلس خالد حمحمت بخجل ثم أردفت بصوت منخفض :- شكراً إنك انقذتني من 

نهض خالد غاضبا وقطعها بحده :- قبل ما تكملي إوعي خيالك يصور لك إني عملت كده وطلبت نفس الاكل من بره علشانك إنتي ما تستاهليش يافرح أعمل علشان أي حاجه

حليمه. هاجر محمد. حبيبة

تركها خالد وغادر وهو يشعر بكلماتها اللاذعه تمزق رجوتله لقد تحمل منها الكثير من الكلمات اللاذعة ولا يعلم لما فهي لا تقدر له شيئ وعلي يقين أنها أفسدت الطعام عمدا لتحرجه أمام الجميع لكن يكفي هذا لن يتحمل منها شيئا آخر حتي وان وصل الأمر بينهما للطلاق. 

┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅ .

_سفر إيه بس يامالك دلوقتي أنا عندي شغل لفوق راسي في المستشفي

هدرت بها ميمونه بتذمر حينما أخبرها مالك بأمر السفر

أردفت حليمه بإلحاح :- بليز ياماما وافقي يعني عبد الرحمن عمل أجازه من شغله وكمان أفنان قالت OK وانتي اللي هتقولي لأ

رد عبد الرحمن هو الآخر برجاء :- ياريت ياماما توافقي ده أسبوعين مش أكتر يعني

أمسك مالك بكفها وقال بتأيد هو الآخر :- خلاص ياميمونه بقي علشان خاطر الولاد حاولي ياحبيبتي

أومأت ميمونه باستسلام وقالت :- طب يومين بس أظبط أموري

عبد الرحمن :- أنا عملت أجازه من أول بكره ياماما خلصي كل حاجه بالتلفون

ميمونه :- حاضر ياعبد الرحمن.. طب يامالك مش كنت قولت لصهيب وسجود يجو معانا

مالك :- كلمت صهيب وقالي إن عنده صفقه مهمه في الشركه ومش هيقدر يجي وطبعاً سجود زي ما إنتي عارفه مستحيل تيجي من غير صهيب..

حليمه. هاجر محمد. حبيبة

ميمونه :- طب وفرح 

نهض مالك وأخذ الهاتف ثم تحرك إلي المجلس القريب من سفرة الطعام وهو يتمتم بالحمد وقال :- هكلمهم حالا وجهزوا نفسكم بكره نصلي العصر ونتحرك إن شاء الله 

┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅. 

في أحد محلات الصاغه المرموقه دلفت أفنان إلي داخل المحل ليقابلها صاحبه بحفاوة وترحيب شديد :- أهلا يابشمهندسه أفنان نورتي المكان والله 

ابتسمت أفنان بمجاملة وقالت :- إزيك حضرتك ياعمو يس 

أردف الرجل قائلا :- الحمد لله يابنتي البشمهندس صهيب أخباره إيه 

أفنان :- بيسلم علي حضرتك 

أخرج الرجل علبة فخمه من الداخل وقال :- عندي تشكيلة سولتير ألماظ مالهاش لسه واصله حالا وواثق إنها أكيد هتعجبك 

تأملتها أفنان بإعجاب ولكنها أردفت بهدوء :- بس أنا مش جايه أشتري المره دي… أنا جايه ابيع.. أخرجت علبة قطيفه من حقيبتها ليظهرها داخلها خاتم من الأحجار الكريمة باهظة الثمن ثم اعطتها الي يس وقالت :- أنا عايزه أبيع الخاتم 

أردف الرجل غير مصدق :- معقول… الخاتم ده نادر جدا وقيمته عاليه جدا وكل ما بيفضل قيمته الماليه بتزيد 

حليمه. هاجر محمد. حبيبة

أفنان بابتسامه :- أنا عارفه وهو غالي عندي أوي بس هبيعه علشان حد أغلي عندي من اي حاجه في الدنيا 

اوما الرجل وقال :- براحتك يابنتي 

أنهت أفنان مهمتها وقطع الخاتم معها سعرا يقارب المليون جنيها وبعدها اتصلت بيوسف 

:- يوسف إنت فين ياحبيبي…… طيب أنا هستناك قدام بيتك تحت…. لا لا مش هقدر أطلع.. مع السلامة 

┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅. 

في بيت يوسف تفاجأ يوسف بساره تخرج من غرفتهم بحقيبة ملابسها 

قضب حاجبيه وهو يسالها :- إنتي رايحه فين 

نفخت ساره بضيق وقالت :- ماما تعبانه ورايحه أقعد معاها يومين 

يوسف :- من غير ما تاخدي إذني من دماغك كده 

ارتفع صوتها وهي تقول بتهكم :- هو أنا هاخد منك إذن علشان أروح عند ماما ليه ان شاء الله. 

علا صوته وهو يقول بحزم وغضب صارم :- علشان انا جوزك يامدام وما فيش مرواح عند مامتك ولا خروج من البيت اصلا تاني غير بإذن مني 

حليمه. هاجر محمد. حبيبة

وضعت يدها في خصرها وأردفت بشماته :- عايز تعمل راجل يايوسف طب خليك راجل واشتغل وهات الفلوس اللي إنت محتاجها بدل ما انت عايز تاخد دهبي مني وتعيش علي حساب واحده ست 

صك يوسف أسنانه بغضب وبدون مقدمات لطمها علي وجهها بقوه وأردف بحده :- إنتي حيوانه… أنا يوسف صهيب الشيخ عارف يعني إيه.. وغلطتي الوحيده إني وقفت قصاد الكل علشان واحده جعانه زيك 

وضعت يدها علي وجهها بصدمة ثم ردت عليه بصياح :- إنت بتضربني يايوسف طب طالما إنت بقيت راجل أوي كده بقي طلقني يايوسف 

ضحك يوسف بسخرية وهو يقول :- وادفع المتأخر يايوسف صح… ده بعدك خليكي إنتي ودهبك كده قاعدين تتفرجوا علي بعض 

حليمه. هاجر محمد. حبيبة

أخذ يوسف كل المفاتيح الخاصه بالبيت وأغلق عليها الباب ثم خرج غير مهتم لرجائها وبكائها. 

┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅. 

في اليوم التالي أخرج خالد حقيبته وشرع في تجهيز ملابسه استعدادا للسفر، لاحظت فرح وجهه العبث فاتجهت ناحيته وأردفت بهدوء وهي تفرك يدها 

_علي فكره كان ممكن ترفض عرض السفريه دي بدل ما تيجي علي نفسك وتسافر غصب عنك 

رد بتجاهل وهو يواصل وضع ثيابه :- خليكي في نفسك أحسن أنا ما طلبتش رايك وياريت تخلصي بسرعه علشان هيستنونا في المطار 

تجمعت الدموع في عينيها بحرج فخرجت تعد نفسها دون أي كلمه أخري 

┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅. 

في شركة صهيب الشيخ وتحديدا في غرفة الاجتماعات 

تحدث صهيب إلي صاحب شركة الفرماي للسياحة بجديه :- خلاص يايحي بيه من بكره هنعين قطعة الأرض وهنبتدي شغل فيها علي طول ان شاء الله 

أردف يحي قائلا :- وأنا هنتظر حضرتك بكره في المنتجع عندي 

رد صهيب باسف :- للأسف أن لازم أسافر إنجلترا عندي شغل ضروري لكن ما تحملش هم أشار ناحية يوسف وقال :- ده يوسف إبني هو اللي هيتابع معاك 

ابتسم الرجل إلى يوسف ولكنه قال باعتراض :- بس أنا عايز حضرتك تشرف علي بناء القريه بنفسك

حليمه. هاجر محمد. حبيبة

صهيب بثقه :- سواء أنا أو يوسف مش هتلاقي فرق وهتلاقي النتيجه واحده زي ما انت عايز وأحسن ان شاء الله… التفت صهيب إلي يوسف وقال بجديه :- جهز نفسك مع الفريق تطلع بكره ان شاء الله علي شرم الشيخ تعاين المكان كويس وتبعت لي تقرير مفصل بدقه عنه 

أومأ يوسف بجديه وقال :- تحت أمر حضرتك يافندم 

نهض يحي وصافح صهيب ويوسف علي وعد اللقاء ثم غادر…. 

┄┅── ✿✿✿✿✿✿✿✿ ───┄┅.

في شرم الشيخ منذ أن وصلوا والجميع نائم إلا هي تشعر بأرق وصداع يفتك برأسها نظرت جوارها لتجد أفنان غارقه في نومها تسحبت بهدوء من جوارها ونظرت في الساعة لتجدها الخامسه والشمس أوشكت علي الشروق 

بدلت ملابسها ووضعت شالا خفيفا علي كتفها قم خرجت تتمشي أمم الجناح الخاص بهم لعلها ترتاح قليلاً 

حليمه. هاجر محمد. حبيبة

وقفت أمام البحر تتأمله وشردت بذهنها بعيدا إلي الماضي منذ حوالي سنتين 

فلاش باك…. 

تفاجأت بصوته خلفها ينهرها بحدة :- إنتي واقفه لوحدك بره في الوقت ده إزاي

أبتسمت وهي تضع عينيها في الأرض وقالت بحياء :- ك ك كنت زهقانه وخرجت أشم هوا وكلهم نايمين 

لانت حدته ورد بلطف :- معاكي حق الجو فعلا حر جدا.. طب إيه رأيك تاكلي آيس كريم 

رد بتعجب :- دلوقتي 

أومأ برأسه وهو يقول :- أيوه في واحد بيعمل الايس كريم التركي اللي انت بتحبيه بس هو بعيد شويه إيه رأيك نروح 

أردفت حليمه بتوجس :- ب ب بس ل لو حد صحي و

قاطعها وهو يقول :- ما تقلقيش مش بعيد أوي يادوب ربع ساعه رايح وزيهم جاي يلا يلا مش كنتي عايزه تتهوي 

حليمه. هاجر محمد. حبيبة

ذهبت معه وطوال الطريق ظلوا يتحدثون كثيرا وهذه كانت المره الوحيده التي يتعامل فيها يوسف مع حليمه بلطف. 

في أثناء عودتهم وقفت أمامهم طفله شاحبة الوجه متسخه وأردفت برجاء وهي تمد يدها لهم ببعض الورود :- اتفضل يابيه اتفضلي ياهانم الورد بتاعي بيزيد المحبه ويقرب القلوب الورد بتاعي ياهانم هيخليه يدوب فيكي دوب 

أخذ يوسف واحده منها وأعطاها إلي حليمه باهمال ثم أخرج نقودا من جيبه و:- خدي ياسكره 

نظرت البنت إلي يدها وأردفت بسعادة :- يخليك يابيه يبارك لك فيه ياست هانم 

حليمه. هاجر محمد. حبيبة 

نظرت حليمه إلي يوسف وأردفت بامتنان :- مرسي يايوسف علي الورده 

رد يوسف بلا مبالاه :- ياريت ساره كانت معايا بتحب الورد الأحمر جدا… يلا خلينا نرجع 

بلعت غصه في حلقها وأومأت رأسها ثم غادرو. 

_عادت من ذكرياتها لتشعر بدمعة ساخنة علي وجنتها فمستحها بحزن علي حالها وظلت تتأمل البحر وجماله في لحظت الشروق حتي قطع خلوتها هذه صوته وهو يقول :- برده واقفه لوحدك بره ياحليمه 

التفت علي صوته بصدمة وقالت بعدم تصديق :- ي ي يوسف