Uncategorized

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الثامن عشر 18 بقلم نرمينا راضي

 رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الثامن عشر 18 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الثامن عشر 18 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الثامن عشر 18 بقلم نرمينا راضي

لوّن حياتك بألوان التفاؤل، والسعادة والفرح.. 
فالحياة كلوحة تنتظر الألوان لتغدو أكثر جمالاً… 
فنحن نولد ولوحة حياتنا بيضاء نقية…
منا من يحولها إلى السواد… ومنا من يحافظ على نقائها وصفائها.. 
إذا سماؤك يوماً تحجّبت بالغيوم اغمض جفونك تبصر خلف الغيوم نجوم… والأرض حولك إذا ما توشّحت بالثلوج اغمض جفونك تبصر تحت الثلوج مروج.. فرغم وجود الشر هناك الخير.. ورغم وجود المشاكل هناك الحل… ورغم وجود الفشل هناك النجاح.. ورغم قسوة الواقع هناك زهرة أمل….
خطَّ وائل بتلك الكلمات في صفحه جديده من صُفح حياته…ليرسم لنفسه طريقاً جديداً يخطو به نحو المستقبل…طريق الأمل..التفاؤل..
رسم لنفسه طريقاً خالي من اليأس..التشاؤم..الكدر 
هذا هو ماقرره وائل المُضي قدماً نحو إشراقة مستقبل جديده…
اليوم هو يوم مختلف..يوم جديد..يوم سيحدد ماهو القادم في حياته..
اليوم سيتقدم وائل لخطبة دنيا…
الفتاه التي أحبها طيلة خمسُ سنوات دون علمها..أي أنه كتم هذا الحُب في قلبه لحين يستطيع الإعتراف به…أو عندما يكُن في مقدوره الزواج منها…
تنهّد براحه وسعاده…ليضع القلم بجانب الورقه على المكتب الخاص به.. ثم طوىٰ الورقه مرتين.. ليلصقها بعد ذلك على الحائط أمامه..ثم قام بإمضاء إسمه تحت تلك الكلمات المبهجه والموحيه بالتفاؤل.. 
وقف مباشرةً أمامها..وضع يديه على خصره لتنبسط أسارير وجهه وشعَّ من عينيه بريق الإرتياح وافتّر ثغره عن ابتسامه عذبه رقيقه، متمتماً بنبرة تفاؤل 
– لازم اتفائل باإن اللي جاي أحسن.. لازم أبدأ صفحه جديده من حياتي.. التشاؤم واليأس.. الكلمتين دول لازم الغيهم من قاموسي… طول ماأنا عندي حسن ظن بالله.. أكيد ربنا هيكتبلي الخير.. وأياً كان الخير ده فين.. أنا راضي.. حتى.. 
ابتلع ريقه بغصه وصعوبه.. ليتابع بهمس.. حتى لو محصلش نصيب مع دنيا.. أنا متأكد وواثق إن الخير فيما اختاره الله.. 
هذا مارباه عليه والده ووالدته.. هذا هو ماتربى عليه وائل.. تربى على النهج الصحيح للدين.. 
التفاؤل والثقه بالله.. 
صوت طرقات خفيفه على باب غرفته سمعها وائل فاأذن للطارق بالدخول… وكانت سناء..
دلفت والدته وعلى شفتيها ترتسم ابتسامه حنونه لتردف بحنان 
– جاهز ياحبيبي ! 
وائل باإيماء وسعاده 
– جاهز ياست الكل.. بس قوليلي.. إيه رأيك في الطقم ده.. شكلي حلو !؟ 
اقتربت منه سناء لتُربت على كتفيه وكأنها تعطيه بعض الثقه كما تفعل الأمهات 
– ده انت سيد الشباب والرجاله كلها.. في حد زي حلاوة وجمال دكتور وائل 
في تلك اللحظه دلّف والده ليردف بمرح ومشاكسه
– بقا القنفد ده سيد الرجاله!! اومال أنا ابقى ايه.. اروح انا ادفن نفسي بصباره بقا 
ضحك كليهما لتهتف سناء بحزن مصطنع
– بعيد الشر عليك ياابو وائل.. ده احنا من غيرك ولاحاجه 
اقترب سلامه من وائل ليضع ذراعيه يستند على كتفه مردفاً بمزاح 
– قال وعلى رأي المثل.. هذا الشبل من هذا الأسد 
وائل بضحك ومزاح 
– حاسس إن يمنى اللي بتكلم…نفس طريقه الهزار الرخمـ…..سكت فجأةً..ليتابع بتصحيح وضحك..قصدي الحلوه…الحلوه 
قهقهـ وائل ليشاركه والديه الضحك.. ثواني وشهق بدهشه وهو يتفحص والده من رأسه لأخمص قدميه 
بإعجاب ودهشه شديده… هتف بعد لحظات وهو مازال محدقاً بإعجاب لما يرتديه والده 
– بدله !!! بابا لاابس بدله !!! ده انت معملتهاش في فرح يمنى !!! 
ضحك سلامه بغرور ليرفع كتفيه بثقه وغرور مصطنع ليبرز مايرتديه أكثر 
– اومال..مش البِكر بتاعي ولازم اشرفك..وبعدين انا عرفت إن أبوها دكتور في جامعة حقوق اسكندريه وانا نجار على أد حالي…فقلت لازم ارفع راس ابني والبس أحسن حاجه……المهم قولي رأيك..لسه شاريها إمبارح 
ابتسم وائل نصف إبتسامه…ليقوم بتقبيل جبين والده ثم انحنى ليُقبل يداه بإحترام وحنان…مردفاً بفخر وسعاده 
– أنا فخور بيك يابابا…انت وماما تشرفوني في أي مكان…عُمر ماكانت الشكليات واللبس والمهنه فخر لأي حد…ولو حسبناها كده…فتجار المخدرات معاهم فلوس رز وبيلبسوا أحسن لبس..بس كل ده في الخفى..كل ده مِداري…ميقدروش يظهروا مهنتهم قدام حد..ليه…عشان عاار…لكن حضرتك نجار اه ومهنه بسيط ومن وجهة نظرك متشرفش…لكن أنا شايف إنها أعظم مهنه..كفايا إن حضرتك يابابا بتتعب ويطلع عينك عشان تدخل كل قرش بالحلال..في زمن كِتر فيه الحرام..وبقت السرقه والشغل البطال هو اللي ماشي….أنا دخلت طب واتعلمت أنا واختي أحسن تعليم بمهنة حضرتك اللي مش عجباك دي
انحنى ليُقبل يد والده ثانيةً…ليتابع بفخر
– أنا فخور إن إبنك…إنت أعظم أب..إنت قدوتي يابابا…ربنا ميحرمنيش منك لاإنت ولا ماما 
اتسعت ابتسامة سلامه لتلتمع بعينيه دموع الفخر بثمرته الطيبه التي طرحت منه…اردف بسعاده
– ربنا يبارك فيك يابني….الشجره الطيبه بتطرح ثمار طيبه…أنا لو مكنتش اب كويس مكنتش هتبقى بار بيا ولا باامك….أهم حاجه عشان يبقا المبنى جامد لازم يتبنى بأساس كويس…ياريت أي اب وأم يكونوا قدوه حسنه لعيالهم…عشان إحنا اللي بنأثر في العيل..سواء بالتربيه الصح أو الغلط…ربنا يهدينا كلنا يابني 
وائل باإيماء وسعاده 
– يارب امين… عندك حق يابابا…وعيالي برضو هربيهم زي ماحضرتك ربتني 
ربتت سناء بفخر وسعاده على ظهر وائل.. فالتفت ليُقبل يد والدته أيضاً هاتفاً بمرح
– وإنتي ياست الكل ياأحن أم في الدنيا…ربنا مايحرمني منك ياسوسو ياجامد انت 
ضحك الجميع…ليتجهو لسيارة وائل…ركب ثلاثتهم..ليقود وائل قاصداً بيت حبيبته لطلب الزواج من وليّها 
….
وصل وائل بعد ساعه كامله رغم أن منزل دنيا لايبعد سوى نصف ساعه بالسياره فقط..
ولكن وائل توقف مرتين في الطريق…المرّه الأولى عند بائع الحلويات ليحضر عُلبه من الكعك اللذيذ
“جاتوه” والمره الثانيه عند بائع الورد ليحضر حزمة ورد مختلف الألوان “بوكيه” ووضع بداخل الورد كارت صغير..كتب عليه بعض الكلمات..ثم اخفاه بعنايه داخل الور…..ستعرف دنيا هذه الكلمات فيما بعد…
…..
ترّجل وائل ووالديه من السياره…ليصطفها بالقُرب من منزل دنيا 
كادّ أن يضغط على جرس المنزل… ولكن سرعان مارجع للوراء عدة خطوات ليترك المساحه لوالده ليتقدم هو ويصبح في الواجهه 
تمتم وائل بتوتر 
– بابا… انا محروج ومتوتر.. رنّ إنت 
أومأ والده ليقوم برنّ الجرس مره… ثم انتظر دقيقه أخرى.. ليرنّ مره ثانيه بخفه احتراماً لأهل البيت 
لحظات وفُتح الباب.. ليظهر والد دنيا.. رجلاً في منتصف الخمسين.. يتخلل شعره الأسود القليل من خصيلات الشعر البيضاء.. عريض المنكبين.. ممتلئ الجسد قليلاً ليس بقصير القامه أو طويل.. ويرتدي نظاره طبيه لحماية النظر.. 
قابلهم باإبتسامه بشوشه مُرحباً بهم بود..ثم أذنَ لهم بالدخول.. 
جلس وائل بجانب والديه على أريكه كبيره ومريحه تسع لأربعة أشخاص 
وجلس في المقابل الدكتور ناجي وزوجته التي صافحت سناء والدة وائل بود شديد وسعاده.. كأنها على علاقه بها منذ زمن طويل 
لحظات مرّت على العائلتين خيّم الصمت عليهم… 
تنحنح ناجي مردفاً بترحيب رسمي 
– شرفتونا والله 
أجاب سلامه بإبتسامه لطيفه
– الشرف ليا إن اقعد مع حضرتك يادكتور 
أومأ له ناجي باإبتسامه.. ليعود جميعهم للصمت ثانيةً… قطع هذا الصمت تلك المره.. سناء وهي تسأل مبتسمه 
– اومال عروستنا فين 
هتفت والدة دنيا بإبتسامه وهي تقوم لتتجه لغرفة دنيا
– انا هقوم اهو اناديلها 
دلفت والدة دنيا لغرفة ابنتها لتهمس لها بإستعجال
– غبتي كده ليه… اخلصي اطلعي ومتنسيش تجيبي معاكي صينية الحاجه الساقعه 
دنيا بنفي وهي تفرك يديها بتوتر 
– لا.. انا.. انا مش داخله وانا شايله حاجه في ايدي.. انا محروجه ياماما 
جذبتها والدتها من يدها لتجعلها تدخل رغماً عنها بعد أن اعطتها الصينيه بالإجبار 
دخلت دنيا وهي ترتجف من التوتر والخجل.. حتى أن ذلك بدا آثره على اكواب البيبسي.. 
قام وائل على الفور عندما لاحظ ذلك.. ليأخذ منها الصينيه ثم وضعها على المنضده الزجاجيه 
القى عليها نظره تفحصيه سريعه.. فاانتبه لما ترتديه من زياً فضفاضاً أنيقاً… ولأول مره ترتدي دنيا ملابس واسعه محتشمه… فكانت مكونه من فستاناً باللون الأبيض… مُطرز من جهة اليسار بأوراق شجر رقيقه باللون الأخضر القاتم… ومن عند الصدر زُين بثلاثة أزرار بشكل أفقي باللون الأخضر أيضاً… ومن عند الخصر كان الفستان ضيق نوعاً ما… والتف حول الخصر حزاماً من القماش المُشجر باأوراق الشجر ممزوجه باللونين الأخضر والأبيض.. وارتدت وشاحاً بنفس لون أوراق الشجر المبهجه.. مع بشرتها الخمريه الناعمه… اعطاها ذلك رقه وجمالاً على غير عادتها 
أو كأنما الملابس المحتشمه البسيطه ووجهها الخالي من مساحيق التجميل إلا من بعض الكُحل الأسود الرقيق.. هُنَّ من أضفين على جمالها جمالاً روناقاً 
دق له قلب وائل بسعاده شديده وظل محدقاً بها للحظات متناسياً تماماً وجوده في وسط عائلتها 
اطرقت دنيا رأسها بخجل… أما وائل طفرت دموع الفرح من عينيه وأخذته نشوه عارمه… فحُلم الخمس سنوات بقي عليه القليل ليتحقق… 
كادّ أن يصرخ ويقول لها أُحبك… أنا المجنون بحُبك جئت.. فااقبلي الزواج بي.. 
لكنه انتبه قبل أن يفقد السيطره على مشاعره… لنظرات والدها المندهشه من تحديق وائل بها وفي عينيه تبدو لمعة الحُب واضحه..فـ دنيا لم تخبر والديها أي شيئاً عن وائل ولم تذكُر أنها تعرفه بالأساس
جلس وائل بإحراج بعد أن اعطاها الورد واخذته دنيا بخجل وابتسامه رقيقه… تبعته دنيا لتجلس بجانب والدها في مقابل وائل وعائلته
ليبدأ التعارف الرسمي للعائلتين على بعضهما.. 
فماذا سيكون رد فعل والد دنيا عندما يعلم بظروف وائل كطالب وبمهنة والده !؟ 
هل سيتغاضى عن ذلك ويُفكر بشكل منطقي… أم ستكون الشكليات هي سيدة الموقف. !! 
_______________________ تأليف / نرمينــا 
في حديقة الڤيلا الواسعه والتي يملكها ذلك 
الذئب الوسيم…الدكتور يوسف ميخائيل..
………
لم تتحرك الكلاب تجاه مارينا إنشاً واحداً بل اكتفت بالنظر إليها فقط والتكشير عن أنيابها المخيفه بشده مع اصدار صوتها الغليظ…فكانت نظرتهم وحدها كفيله باإرعابها…مما جعلتها تلك النظرات والتي تشبه سيدهم تماماً..أن تتقهقر مارينا للوراء بضع خطوات متمايله مرتجفه…لتسقط على إثرها أمام تلك الوحوش الواقفه بثبات تنتظر فقط إشاره من سيدهم لتفتك بتلك المسكينه…
لم تستطيع مارينا السيطره على اعصابها فاأجهشت بالبكاء والنحيب وهي تضع يدها على وجهها تتحاشي نظراتهم المفترسه وذلك اللعاب الذي يسيل من فكهم فأضفى ذلك جواً مهيباً في النفس 
أما ذلك الذئب البشري سيد هولاء الوحوش..لم يتأثر بصراخ مارينا ولاإستنجادها المتواصل به 
ليقوم بكل جمود و جَهَامَة بالصفير ثانيةً وعينيه السوداء تحولت لبريقٍ من الجمر المشتعل بالقسوه 
ليعطي بذلك الصفير إشاره لوحوشه ذات مغزى
فتقدمت الثلاثة كلاب وبدا شكلهم المرعب يتضح لمارينا أكثر…مما جفت الأحرف والكلمات في حلقها..أو كأن لسانها قد شُل تماماً…فكان صوت بكائها هو الصادر فقط…
أما الكلاب التفت حول مارينا..مشكله دائره حولها..ظلت فقط تحدق بها بأعينها اللامعه وكأنها شعله من الجحيم…اكتفت الكلاب بالتحديق بمارينا دون الإقتراب منها…منتظره إشاره آخرى وهي الآخيره للهجوم على فريستها…كم دربها يوسف تماماً
تشجعت مارينا قليلاً وابتلعت ريقها عدة مرات بصعوبه وبهلع شديد…لتلتفت برأسها ليوسف…
همست بخوف مستنجده به 
– يوسف…..
نظر لها يوسف بجمود وبملامح فاتره غير متأثر بها 
ليقوم بالصفير مرةً أخرى ولكن تلك المره منخفضه
فتراجعت الكلاب على إثرها للوراء.. تُفسح لسيدها الطريق 
سارَ بخطوات مغروره ثابته شامخ الرأس، كأنه يتريس هذا العالم بآسره..
وقف في منتصف كلابه…فبلغت الكلاب كتف يوسف..وهذا يدل على طولها المقارب للإنسان 
نظر يوسف للكلاب بجمود..فجلست بطاعه عمياء على الأرض بجانبه
أما مارينا لم تقدر على الحراك منذ أن تعثرت من الخوف وسقطت أرضاً 
تأملها يوسف للحظات مبتسماً بغرور وسخريه…رغم الدماء التي مازالت تتقطر من جبهته إثر تلك الضربه التي لقنتها له مارينا بيد السوط الخشبيه 
لم يأبه يوسف لتلك الدماء ولم يشعر بأي ألم ناشب عن رأسه..وكأن جسده صُنع من الألماس، أصلب وأقسى ماده معدنيه على سطح الأرض وذلك بفضل عنصر الكربون الذي يدخل بها…
جلس يوسف القرفصاء أمامها دون أن تلمس ركبتيه الأرض…ثم مدّ أنامله ليرفع لها ذقنها..حتى يستطيع رؤية عيناها اللتان أصبحت كالمخدر له مؤخراً 
تأمل بجمود ترغرغ مقلتيها الزمرديه بالدموع…نعم تعبيرات وجهه أبدت أنه لم يتأثر ببكائها…ولكنه شعر بالأسف في قلبه على حالة الرعب تلك التي سببها لها
مسح آثار الدموع على وجنتيها بخفه…لينتبه لإرتجافة شفتاها…فضغط عليها بأنامله برّقه…ثم نظر لعينيها ثانية..
مردفاً بلهجه قاسيه ولكن بدت مصطنعه
– هتعملي اللي قولتلك عليه..ولاأسيبهم عليكي يقطعوكي دلوقت 
نظرت مارينا للكلاب التي يسيل اللعاب من فكها ولتلك العيون اللامعه كالجانّ…فاارتجف جسدها ثانيةً برعب شديد 
ابتسم يوسف بسخريه ليتابع 
– انطقي 
لم تستطيع مارينا إخراج الأحرف من كثرة الرعب الذي تملك منها…فااندفعت بتلقائيه لصدر يوسف..تتعلق بعنقه وتحاول قدر الإمكان إخفاء جسدها الضئيل بصدره الصلب….دُهش يوسف في البدايه من ردة فعلها الغير متوقعه…استوعب بعد لحظات أنها ترتجف من الخوف في صدره 
قام بكل تلقائيه بلفّ ذراعيه حولها ليساعدها في التعلق به أكثر…ثم قام بها يحملها على ذراعيه ليدلّف بها لداخل الڤيلا…
صعد بها للطابق العُلوي دون أن ينطق كلاهما بأي كلمه
فقط صوت أنفاس يوسف المضطربه..وصوت بكاء مارينا المصحوب بشهقاتٍ عاليه، هما المسيطران في تلك الواقعه…
دلّف بها يوسف لغرفه أخرى واسعه ومنظمه غير التي
نُثرت بها قطع الزجاج وطلخت الأرض بقطرات دمائه
أنزلها على السرير برّفق…فتمسكت به أكثر رافضه أن تبتعد عنه 
همست ببكاء ونحيب 
– متنزلنيش…أنا..أنا…خايفه..من…من الكلاب 
شعرّ بالشفقه نحوها…فمسدّ على شعرها بحنانٍ هامساً بطمأنينه 
– ششش…اهدي..اهدي…مفيش حاجه..متخافيش
همست بخوف قليلاً
– يعني…يعني…مش هتخلي الكلاب تـ…تاكلني!
ضحك بخفه ليتابع بهمس
– لا..لا..مفيش حاجه هتاكلك…متخافيش..
أنا جنبك و معاكي..وهفضل دايماً معاكي 
قال يوسف جملته الآخيره بتلقائيه دون أن يعي ذلك
أما مارينا لاحظت ماأردف به واستشعرت صدق حديثه النابع من قلبه والذي يبدو نقياً على عكس افعال يوسف الصارمه والقاسيه جداً 
ابعدت مارينا رأسها عن عنقه قليلاً… لتتأكد من قوله
نظرت خلفها فرمقت السرير اسفلها…ابتعدت أكثر لتدور برأسها في أرجاء الغرفه تتفحصها بخوف
تنهّدت برَاحه عندما أحست بالسكينه وأنها على مايرام
نظرت له بضعف فوجدته يغوص في عينيها بتوهان لأول مره تستشعر مارينا تلك النظره المتشتته والضائعه بعين يوسف 
همست بصوت ضعيف 
– نزلني 
لم يرتد طرف عينيه بل ظل محدقاً بها بتلك النظره الضائعه…مما جعل مارينا ترتبك قليلاً..فتابعت بهمس أقوى 
– يوسف نزلني…خلاص مبقتش خايفه 
أفاق من شروده بعد لحظات…متذكراً تلك اللعبه الحقيره التي اصطنعها ليجعلها تتأقلم معه بإرادتها
يوسف باإبتسامه خبيثه لائقه على ملامحه وجهه الوسيم الإفتراسي 
– سيبك من الهبل ده كله…دي كانت قرصة ودن صغيره كده عشان أعرفك إني مش زي ماانتي فاكره….تؤتؤ…أنا اصعب مما تتخيلي يامارينا…ولو عصيتي طلب ليا تاني..مش هسيب عليكي كلابي…لاء…هوريكي النجوم في عز الضهر..
ابتلعت مارينا ريقها بخوف..فها هو يعود للعبته الدنيئه ثانيةً…وتلك المرّه..لا مفّر 
تابع يوسف بحِنق وخبث
– جهزي نفسك عشان الدرس الأول في لعبتنا هيبتدي من انهارده…ودلوقت
عادت مارينا للبكاء والتوسل ثانيةً بأن يتركها 
فأزعج يوسف ذلك… مما أفقده السيطرة على نفسه ليقوم بإلقائها بإهمال على السرير…
هتف متأففاً بضجر 
– اوووف…هنرجع تاني لجو السهوكه بتاعك ده !!
هزّت رأسها بنفي وبكاء لتجيب 
– مش…مش قصدي حاجه…بس…بس انت هتستفاد إيه لما تأذيني بالشكل ده 
قهقهـ بصوتٍ عالي…ثم توقف عن الضحك بعد لحظات ليبتسم لها بسخريه 
– مارينا…إنتي خلاص…بقيتي بايظه…متنفعيش لحاجه…انتي مش لسه هتنأذي…إنتي إنأذيتي من زمان…خلاص بقا ياماما…جو الخضره الشريفه ده رااح عليكي من يوم ما…..”غمز لها بوقاحه متابعاً
— إنسي بقا وخلينا نعيش يومين حلوين مع بعض 
أخفضت مارينا رأسها بخزي وخجل من نفسها كأنها هي المُلامه على كل شئ 
لحظات مرّت..لتقوم مارينا بمسح دموعهها بعنف رافضه أن تهطل لأي سبب كان ثانيةً…ثم استجمعت بعض الشجاعه…
لتنظر له بقوه مردفه بتصميم 
– انت هتتغير يايوسف…لازم تتغير للأحسن..وده هيحصل على إيدي…أنا لو مش حاسه إن جواك حاجه نضيفه مكنتش هساعدك…بس لاء أنا وعدتك إن هساعدك تبقى كويس وأنا عند وعدي ده 
تنفس يوسف بغضب رافضاً سماع ذلك…
ليهتف بعصبيه 
– وأنا مقلتش إن محتاج مساعده من حد…أنا مش محتااااج أي زززفت مساااااعده من حددد…فهمتتتي
اومأت له…لتقوم وتقف أمامه بشجاعه…ثم اخذته من يده لتجعله يجلس على طرف السرير رغماً عنه
ثم جلست على فخذيه بجراءه اكتسبتها منه 
لتقوم بإحاطة وجهه برّقه..ممسّده على خداه بأناملها برّقه معهوده…لتمنحه الشعور بالهدوء 
همست بحنان 
– برغم كل اللي عملته فيا يايوسف..أنا هسامحك..هسامحك لو قبلت إن اساعدك وأخليك واحد تاني…هخليك أحسن بكتير يايوسف…عشان خاطري…عشان خاطري ثق فيا وخليني اساعدك 
هزّ رأسه بنفي وعناد 
– لااااء…انا كويس قلت…انا مبسوط كده 
مارينا بهدوء 
– مبسوط بكل الغلطات اللي بتعملها دي يايوسف 
يوسف بعناد 
– أنا اعمل كل اللي عاوزه وبكيفي ومحدش يقدر يقولي تلت التلاته كام 
تنفست ببطئ وبهدوء…لتتابع بتصميم 
– اديني بس فرصه اكلم الكنيسه وهما يساعدوك..صدقني هترجع إنسان بجد..هتبقى أحسن بكتير من الأول 
يوسف انت عملت غلطات كتير..وربنا بيغفر…بس إنت توب 
في آيه يايوسف عندنا في الكتاب المقدس بتقول “
1 يوحنا 1: 9
إذا اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل وسيغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم.
إدي لنفسك فرصه تتغير للاحسن يايوسف…وأنا اهو جنبك مش هسيبك غير لما تبقى كويس 
فكر يوسف للحظات…كادّ أن يتكلم…ولكن قاطعته مارينا وهي تشهق بخوف وتتحسس جبهته
– يوسف…انا..انا اسفه…مكنتش اقصد…استنى هحطلك عليها لازقه طبيه 
قامت مارينا من على فخذيه مسرعه تجاه علبة الإسعافات الأوليه…أحضرتها ثم عادت سريعاً
لتقفز على فخذيه تجلس ثانيةً وكأنه مثل الاريكه بالنسبةً لها وذلك بسبب جسده الضخم مقارنةً بها 
رفعت مارينا ذقن يوسف لتعدل من وجهه ليصبح أمامها مباشرةً…ثم قامت بتجفيف ومسح الدماء من على جبهته بقطنه معقمه 
كل ذلك يحدث تحت انظار يوسف المتعلقه بها..تاركاً لها نفسه ليكون لها مطلق الحريه بفعل ماتشاء 
قامت مارينا بعد ذلك بوضع لاصقه طبيه مكان جرحهه الخفيف…
انتهت من مداوة جرحه….لتقوم بإحاطة عنقه بتلقائيه وبمرح متناسيه كل ماحدث لها على يده 
– والله صدق اللي قال إني دكتوره فعلاً 
ابتسم يوسف بخفه على مرحهها الطفولي الذي لم يشاهده منها من قبل 
رفع لأعلى شعرها بعض من خصلاته المتناثره على خداها….ثم تحسس شفتاها برّقه 
ليضع عليهم قُبله دافئه باتت مختلفه عن قبلاته القاسيه المعتاده….اتسعت أعين مارينا بدهشه…بينما هو يقوم بتقبيلها بدفء ورّقه 
ليبتعد بعد لحظات خافضاً رأسه بخجل هامساً
– آســف 
آسف!! ذاك الذئب المفترس يعتذر.!!
يوسف الوسيم القاسي يقول آسف. !! 
لم تصدق مارينا ماقاله بل ودُهشت أيضاً من خجله الغير معهود بالمرّه 
داعبت خداها بلُطف لتقوم هي بالإقتراب من شفتيه ثم طبعت عليهم قُبله أكثر رّقه ودفئاً…وكانت تلك أول قُبله برغبة مارينا…ويوسف هو أول شخص تُقبله
وانقلب السحر على الساحر…لتصبح مارينا هي المُسيطره ويوسف فقط مجرد شبلًُ أمامها يرضخ لها بطاعه…متجاوباً مع قُبلاتها ببطئ وبعذوبه….تؤيد في تاريخ حُبهما…الذي ينكره اثنتاهما…أو ربما ليس حُب..لاأحد يعلم مايخبئه القدر لهذا الذئب وفريسته
ابتعد الإثنان عن بعضهما بعد دقائق…لتشهق مارينا بخوف عندما سمعت اصوات نباح الكلاب تعلو وتعلو وكأنها تهجم وتفترس أحداً ما…
تعلقت مارينا برقبة يوسف بخوف شديد…فااحتضنها يوسف محاولاً طمأنتها..
لحظات ووصل لآذانهم أصوات لرجال تثتغيث من هجوم كلاب يوسف عليهم…الذي نسي ان يقيدهم ثانيةً..
تُرى من هم هؤلاء الأشخاص.!!؟
وهل سيقع الذئب في حُب فريسته…أم سيسلك قدرهم طريقاً آخر !!؟
_______________________ 
آخر ليله في المالديف…وستودع الجميله تلك الجزيره…ستودع جميع الزكريات والليالي الطويله بحلوها ومرّها…ستودع يمنى مع سيدها العاشق والقاسي في نفس الوقت..آيام العشق التي عاشاها سوياً…وستبدأ آياماً جديده…
سينتهي العشق ليحل محله العذاب…الإنتقام…ولكن هل سيتملك الكُره من قلب كليهما!!…هل سينتهي العشق الآبدي بتلك السهوله !!
….
أخذ هاتفه من الكومود ليقوم بالعبث للحظات به..فظهر رقم على الشاشه غير مسجل…
قام عمر بالإتصال عليه..ليجيب الرجل بعد ثواني 
عمر بلهجه آمره 
– الصبح أول النهار مايطلع تجهز نفسك بالطياره عشان هنزل مصر 
الرجل بطاعه 
– وأنا تحت آمرك ياعمر بيه 
اغلق عمر الهاتف ليلقي به على السرير بلامبالاه 
ثم وجه بصره ليمنى ليرمقها ببرود وبنظرات حاده قاتله 
– وحيات أمك لمعلمك الأدب يا*** 
أغمضت يمنى عينيها بألم شديد وكل إنش في جسدها يبكي ويصرخ من الألم الجسدي والنفسي 
الذي سببه لها هذا العشق اللعين..
ظلت تبكي في صمت..فقط صوت أنينٍ ضعيف يصدر منها 
ذلك الأنين أزعج عمر بشده وزاد من عصبيته..فقام بغضب ليقف أمامها..
رفعت يمنى عينيها ببكاء فلم تستطيع الرؤيه جيداً بسبب قطرات الدمع التي تجمعت بمقلتيها 
ابتسم عمر بسخريه واستهتار ليجلس القرفصاء أمامها 
نظر في عينيها بقوه وبجمود أردف
– لو سمعت صوتك او نفسك حتى..مش هيطلع عليكي نهار يايمنى…صوتك المقرف ده يتكتم خاالص
انا هقوم انام شويه لحد ماالطياره توصل…لتاني مره بحذرك..مش عاوز اسمع صوتك ده..مش عاوز ازعاج عشان اعرف انام..فااهمه يازباله 
ااه نسيت اقلك….من هنا ورايح مش هناديلك غير يازباله…عارفه ليه..عشان بعمايلك دي..الزباله انضف منك 
هزّت يمنى رأسها بنفي..تريد أن تصرخ..تريد أن تضربه وبشده وتوبخه على تلك المعامله الجافه معها والتي لم تعهدها منه بهذه الطريقه…تريد أن تقول له
اللعنه على عصبيتك تلك…اللعنه على غضبك هذا
اللعنه على قلبي الذي لم ولن يستطيع كُرهك مهما فعلت…اللعنه على هذا العشق !
أرجعت رأسها للوراء تستند على الحائط..فتمايل شعرها الذي يغطي ورم جبهتها…وانكشف الجرح 
اتسعت عين عمر بدهشه عندما رأى ذاك الورم وقد ارتفع نسبياً 
امتدت يده ليتحسسه بدهشه…هامساً بتسؤال 
– من ايه ده !
ظلت تنظر له فقط ببكاء ووهن..فبالتأكيد لن تستطيع التحدث وفمها مقيد بهذا الوشاح 
لحظات وتحولت ملامح عمر من الدهشه للسخريه
مردفاً باإستهزاء 
– من وساختك صح!! 
نظرت له يمنى بدهشه…..تابع عمر بجفاء وسخريه أكثر وهو يضغط على ذلك الورم مما جعلها تنتفض من مكانها بتألم 
– ماهو انا لو متجوز واحده محترمه مكنش حصل ده كله…لكن انا اللي استاهل عشان حبيت واحده زباله زيك متستاهلش غير الموت..الحرق 
ابعد يده عنها عندما أحس بخروج روحهها بسبب التألم الشديد الذي شعرت به إثر الضغط على الورم بشده 
ابتعد عنها بعد أن بصق في وجهها بتقزز وهو ينظر لها بقرف وغضب 
اتجه ليجلس على السرير ثم أراح جسده على الوساده متأملاً سطح الغرفه بشرود…يفكر فيما حدث له وفيما سيحدث
لاينكر أنه يحب تلك المتهوره التي افقدته صوابه..بل يعشقها..يعشقها لدرجه لايستطيع مسامحتها على تغزل الرجال بها…هي ملكه..أميرته وحبيبته هو فقط
لايحق لأحد أن يتغزل بها ويفتتن بجسدها غيره 
وهذا مايرهقه كثيراً…عشقه لها هو مايرهقه ويذيد عليه كدَِّه….ولكن..لن يسمح لهذا العشق أن يطعن كرامته
هكذا هو عمر…الكرامه عنده أعلى من الحب بمراحل
لذا لن يسامح يمنى بسهوله لجرحهها لكرامته
أو لن يسامحهها أساساً…إلا إذا…استرد حقه وكرامته بطريقته الخاصه…وتلك ثاني أصعب طريقه للإنتقام سيستخدمها عمر مع يمنى عندما يصل للأسكندريه
لحظات وثقلت جفونه من التعب وأيضاً مازال جرح صدره يؤلمه وزاد الألم عندما تخلى عن اللاصقه التي تحمي الجرح 
أغمض عينيه لينام محاولاً بكل جهده أن ينسى كل شئ وينام لساعه فقط حتى يستطيع مواصلة بقية اليوم…فغداً يوم ليس بالسهل..!
غفى لمدة تتراوح مابين الخمس للعشر دقائق…
ظل فيهم يتململ يميناً ويساراً…لم يستطيع النوم جيداً بسبب الإرهاق من كل ماحدث جراء هذا اليوم الصعب..
جلس على السرير وهو يمسح على شعره ووجهه بتأفف وتعب 
نظر ليمنى فوجدها قد استكانت على الحائط تماماً دون أن يصدر لها أي صوت 
ابتسم بسخريه ليهتف بصوت عالي
– انتي يازباااله….انتي كمااان نمتي كده ولاأكنك عملتي حااااجه 
انتفضت يمنى بفزع فهي بالفعل قد نامت من كثرة الإرهاق..لم تستطيع المقاومه..ففضلت النوم بتعب 
اتجه عمر نحوها بغضب وغيظ منها…ليقوم بجذب الوشاح من على فمها..ثم جثّ على ركبتيه ليقبض على فكها هامساً بغضب كأنه سيوشك على تمزيقها إرباً من كثرة غضبه 
– والله يايمنى لمخليكي تندمي على كل ثانية تعبتيني فيها…مش هخليكي تدوقي طعم النوم..هنسيكي يعني ايه نوم اصلاً…اصبري عليا بس
وانا هندمك على اليوم اللي شفتيني فيه..يازباله يا*** يابنت الـ *** اتفووو عليكي وعلى أمك يا*** 
تمالكت يمنى نفسها لتهتف بدون وعي وقد اغتاظت حقاً من سبه المسترسل لها 
– اهو انت…ولو شتمتني تاني ياعمر هشتمك 
وعاوز تموتني موتني…اعمل اللي انت عاوزه..بس هتغلط فيا وفي أهلي هغلط فيك وفي أهلك برضو 
دُهش عمر من ردة فعلها الغير متوقعه بالمرّه والتي باتت مبتذله قليلاً..فلأول مره تتجرأ وتسبه بمثل ماسبها 
عمر بدهشه وعيون جحيميه تشتعلان بنيران الغضب
– انتي بتردي عليا!!! اااه يااا**** ياابنت ال***
ليكي عين ترفعي صووتك وتردي علياا يا***
مش بقلك زباااله…زباااله وهتفضلي طول عمررك زبااله 
جذبها عمر من شعرها بكل قوه لتقف معه وهي تبكي بصوت..ثم قام بفك الحزام من حول معصم يدها..فاانتبه لوجود علامات حمراء مختلطه بالأزرق القاتم حول معصمها..وذلك بسبب ذاك الحزام المتين الذي التف كالأسلاك الشوكيه يمزق معصمها 
لم يأبه عمر لذلك ولم يهتم فكل مايتردد في أذهانه هو أنها لم تعد خائفه منه…وكيف لها أن تتجرأ وترفع صوتها عليه أو ترّدُ عليه تسُبه بكل جرأه ووقاحه!! 
انقض عمر على شعرها ثانيةً ليشددّ من جذبه لها من فروة رأسها حتى كاد أن يقتلعه من جذوره…أما يمنى ظلت تصرخ وتبكي كالطفل تماماً 
ليترك عمر شعرها عندما علا صوت صراخهها فخاف أن يصل صوتها لنزلاء الفندق فتكون الفضيحه عارمه تلك المرّه حينها سيفقد المهندس الأنيق كرامته لتصبح كما الثرىٰ
وضع يده على فمها ثم وضع ذراعهه الآخر تحت رقبتها ليصبح ظهرها ملتصق بصدره 
همس بلهجه أرعبتها وأخرستها عن البكاء 
– قسماً بالله لو سمعت صوتك تاني يازباله..لكون بإشاره واحده من إيدي مخلصك على عيلتك كلها 
توقفت يمنى عن البكاء ولكن ظلت تشهق بقوه رغماً عنها 
ابعدها عمر عنه بقوه فسقطت على الأرض بتألم شديد..
ثم اخذ هاتفه مكان ماوضعه منذ آخر مكالمه على الكومود 
قام بالإتصال على آخر رقم هاتفه وهو كابتن الطائره الخاصه به 
آتاه الرد بعد أو جرس..لم ينتظر عمر الرد منه..فهتف صارخاً به 
– تجيلي حااالاً…انا هنزل اركب العربيه واجي عند المطار دلوقت…اجي الاقيك…فااااهم 
كابتن الطائره بخوف
– حاا…حااضر ياباشا 
اغلق عمر الهاتف ليضعه في جيبه..ثم وجه حديثه ليمنى صارخاً بغضب 
– قوومي يازباله البسي لبس عدل وغطي أم شعرك ده…قوووومي…ده انا وعهد الله لمعيشك اياام سوااد..ماااشي…مااااشي ياايمنى..أنتي كده قفلتيها معايا…كده لازم اعرفك مقاامك واعرفك ميين هوو
عمر الرفااعي 
قامت يمنى من مكانها تبكي في صمت دون أن تتفوه بأي كلمه…بدلت السلبوت بثيابٍ واسعه ووضعت وشاحاً على شعرها الطويل يخفيه 
أما عمر ظل بملابسه..التيشيرت الاسود القطني والبنطال بنفس لون التيشيرت..نعم يبدو وسيماً جداً وأنيقاً فيه…لكن لأول مره يخرج عمر للعامه بملابس بيت وذلك بسبب التشويش في عقله من كثرة انشغاله بأمراً واحداً فقط..وهو الثأر لكرامته..ومِن مَن
..مِن الإمرأه الوحيده الذي دق لها قلبه..الإمرأه الوحيده الذي عشقها…الإنتقام من سيدة ومعشوقة قلبه..
أنت الآن تقرأ وتتعجب وتقول في نفسك..
كيف لعاشق أن يقتل ويحرق قلب عشيقه بتلك الطريقه المؤذيه والتي تميت الحب بينهما .!! 
أما أنا اقول لك عزيزي القارئ … “
إذا رأيت ذئباً يقطف الزّهور ثُمّ يرميها فلا تتعجّب، فإنَّ بعض البشر يقطفون قُلوب أحبّتهم ثُمّ يدوسونها بِلا مشاعر أو رحمة..
جذبها عمر من يدها يجرّها ورائه كالطفل المعاقب لتركه واجبه المنزلي 
ليتجه بها نحو سيارته وكان هذا الوقت ليلاً بعد ساعات من حدوث تلك الضجه التي افتعلتها يمنى بمرح في صالة الفندق 
ساعد الليل على عدم رؤية احد من نزلاء الفندق عمر وزوجته وهما يخرجان من الفندق بأكمله..حتى لايشمت به أحد ثانيةً أو يتغزل بزوجته مثلما فعل هذا الغريب الأحمق 
فتح عمر باب سيارته الخلفي ليدخلها ويجلسها على المقعد كما تتعامل الشرطه مع المجرمين 
وكل هذا يحدث دون أن تبدي يمنى أي اعتراض أو ردة فعل خوفاً على عائلتها…فعمر في نظرها..اصبح مجرم قاسي…او اصبح شخصاً آخر أكثر قوه وقسوه…اصبحت شخصيته غير مستحبه بالمرّه 
قادّ عمر سيارته بغضب شديد وبأقصى سرعه ممكنه حتى أنه كادّ أن يصطدم بطفل صغير ماراً من الطريق..لولا أن صرخت يمنى بشده وانتبه عمر للطفل فااوقف السيارة فجأه..مما أدى ذلك لإرتطامه بزجاج السباره الأمامي ولكن المضخه الحاميه التي تنتفخ كالكيس سريعاً عند محاولة ايقاف السياره والضفط على المكابح فجأةً..وهذا لايحدث إلاّ في السيارات الحديثه فقط 
فلم تتأثر جبهة عمر بالإرتطام ولكن جبهة تلك المسكينه التي ارتطمت بظهر مقعد عمر..قد تأثرت فزاد الورم تضخماً…ولكنها لم تشعر بأي تألم..وكأن جبهتها قد تخدرت بفعل الألم الشديد الذي تشعر به بإستمرار..
وصل عمر لمطار المالديف بعد ربع ساعه فقط من القياده…ثم ترّجل من سيارته بغضب ووجوم ليجذب يمنى ورائه من يدها…فقد كانت الطائره الخاص به في انتظارهم..
تم شحن سيارة عمر بطائرته…ليركب الطائره بعد ذلك 
فكانت فارغه تماماً ومجهزه من كل شئ كالغرفه 
وذلك لأنها طائره خاصه 
جلست يمنى على إحدى المقاعد ثم اسندت رأسها على نافذة الطائره بجانبها ولم تكف عن البكاء بصمت لحظةً واحده 
بينما عمر أراح جسده على أريكه مقابله للمقعد الذي تجلس عليه يمنى..
ظلّ يختلس النظرات من حيناً لآخر وهو يشاهد الدموع تناسب من عينيها لتغرق وجهها بالكامل
فتقوم يمنى بدون وعي بالضغط على شفتاها حتى لايصدر صوت أنينها وبكائهها فيقوم عمر بضربها ثانيةً…لذا فضلت الضغط على نفسها وكزّت على اسنانها بشده…وعندما تقوم هي بفعل ذلك..فتبرز روعة غمازتها اللتان آسر قلب وعينان عمر بشده وذاب في عشقهما…فيلاحظ هو بروز غمازتها 
فيقوم باابتلاع ريقه بندم وحزن ثم يغمض عينيه بألم وحزن على علاقتهم التي اصبحت متدهوره للغايه..ولكن عندما يتذكر مافعلته…يعود لغضبه الأعمى ولتصميمه على الإنتقام منها بطريقته التي يعلم كثيراً عند تنفيذه لها سيجعله هذا يخسر حبهما للأبد…
لحظات وتحركت مراوح الطائره..لتقلع وتحلق في السماء وزرقتها عالياً..متجهه نحو مصر..تحديداً
مدينة الجمال”الأسكندريه” 
_______________________
في حي من أحياء الأسكندريه الضيقه قليلاً
…………….
وضع يده في جيبه يعبث به حتى يخرج هاتفه..ويتبع سيارته عن طريق برنامج حديث وآلي مرتبط بالهاتف .. ولكنه تفاجأ أن الهاتف ليس معه 
شهق بدهشه وتوتر ليبحث جيداً بجيوب سرواله… ولكنه بالفعل اختفى…. ليردف اكرم بدهشه وبلاهه
– Oh mijn God … ik vergat mijn telefoon in de auto … Nu is de opname verloren en is mijn dierbare auto verloren!!
ياإلهي… لقد نسيت هاتفي بالسياره… الآن لقد ضاع التسجيل وضاعت سيارتي الثمينه !!
كانت روضه ووالدتها تقفان أمام الباب الخاص ببيتهم 
ترقبته روضه بدهشه وحيره من تعبيرات وجهه المندهشه والغاضبه 
همّت روضه بالذهاب اليه ولكن استوقفتها أمها ممسكه بذراعيها لتردف متسائله 
– رايحه فين !
روضه بتلقائيه وعيناها متصلبتان على أكرم بخوف
– هشوفو ياماما لو محتاج حاجه 
حررت روضه ذراعيهها من والدتها لتتجه لأكرم الواقف يترنح بحزن وإندهاش..فلم يقابله في حياته أن يُسرق منه شئ…نعم تحدث السرقه في ألمانيا ولكن بنسب قليله جداً وذلك لقانون الدوله الصارم وأيضاً لقلة الفقر بها 
روضه بتساؤل 
– في اييه!! مالك.!!
فهم أكرم ماتتحدث به روضه فتعبيرات وجهها الخائفه عليه كفيله بترجمة كلماتها 
أجاب اكرم بحيره وهو مازال يتفحص الشارع حوله عسى أن يجد سيارته 
– My car … I think it was stolen … I left it unlocked and also my phone inside … damn it
– سيارتي… اظن انها سُرقت.. لقد تركتها مفتوحه وأيضاً هاتفي بداخلها… اللعنه 
فتحت روضه فمها بذهول لتردف في نفسها 
– احييه..ياادي الفضاايح…يعني الوااد جاي مكملش اسبوع في البلد واتسرق..ياولاااد الإييه..شوهتو سمعة بلدنا قدام الاجانب يخربيتكو…الوااد هيروح مني..قصدي العربيه رااحت منه 
سكتت روضه قليلاً تفكر بصمت تحت نظرات اكرم الحزينه
– امممم تعملي اييه يابت ياروضه تعملي ايييه..
شهقت بصوت عالي متابعه 
هااا اووبااا الله عليكي يابت ياروضه والله انتي خساره في البلد دي اموااه دماغي دي ولادماغ اديسون…المفروض والله يشيلو دماغي دي ويحطوها في المتحف المصري جنب ابو الهول وزكي رستم 
أكرم بدهشه وعدم فهم من تصرفاتها الطائشه والمضحكه في موقف لايستدعى فيه الضحك 
– I didn’t understand … would you help me !?
لم افهم… هل ستساعديني!؟ 
روضه بمرح متناسيه الموقف 
– اسكت ياض ياحازوقه مش ابو الهول طلع ست..مالك مُذبهل كده ليه…انا كبهير انبهرت..بس عارف ممكن يكون الموضوع فشنك..اصل لو كان ست كان بقا اسمه أم الهوله..لكن هو اسمه ابو الهول
اذاً هو راجل..مش محتاجه فقاقه دي 
اكرم بتأفف ونفاذ صبر
– Rwda … has been stolen … my car, my phone, and everything that belongs to me has been stolen
– روضه… لقد سُرقت.. سيارتي وهاتفي وكل شئ يخصني قد سُرق 
استوعبت روضه الموقف لتهتف بشهقه مندهشه
– ايييه!! طيب..طيب متقلقش..اهدى..هساعدك 
do not worry. “لاتقلق”
اومأ أكرم بحزن 
-If God wanted. “إن شاء الله”
ابتسمت روضه لتردف بدهشه وعينان متسعه بذهول بطريقه مضحكه
– عااااا…قوولت اييه!! إن شااء الله.!!! انت..انت عرفت دي منين…عندنا في الإسلام اي حاجه بنقولها بنقدم المشيئه قبلها…بص..عندنا آيه في القراءن بتقول 
” {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا * إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا} (الكهف:23-24)
سكتت روضه قليلاً تبتسم ببلاهه فعلمت ان كل ماتفوهت به لم يفهم أكرم منه كلمه واحده..
تأففت بضيق لتتابع 
– وكالعاده شكلك مش فاهم يانصه…قصدي اقلك 
That sentence that you said we use a lot in Islam
تلك الجمله التي قلتها نحن نستعملها كثيراً في الإسلام 
أومأ اكرم مبتسماً 
-I know that .. I told you that I carry the Islamic religion, but I know very little of it
– اعلم ذلك.. قلت لكِ إنني احمل الديانه الإسلاميه ولكن لا اعلم إلا القليل منها جداً 
روضه بعفويه وابتسامه مرحه
– It’s okay .. I’ll teach you everything, but now we have to find your car
لابأس.. سأعلمك كل شئ ولكن علينا الآن إيجاد سيارتك 
أكرم بجديه وتساؤل
– How!!? كيف
روضه باإبتسامه خبيثه بدت مضحكه جداً
– مع روضه مفيش مستحيل..العبد لله بتحط ايدها في الميه تطلع مبلوله..اتاريها ميه مبلوله وانا معرفش هيخهيوخهو..قال وعلى رأي المثل التلج مش ساقع ليه يامحماااه 
ابتسم اكرم على تعبيرات وجهها فدائماً ماتستطيع إضحاكه رغم مايحمله من هموم لم تعرفها روضه بعد
تابعت روضه وهي تسير أمام أكرم كالشجعان 
– وراااياا ياحااازوقه…عندي اللي يرجعلك عربيتك 
سارّ أكرم ورائها كالأبله لايعلم أي شئ سوا أنه بمأمن مع تلك الثرثاره الشقيه…وهذا يسعده نوعاً ما..على الرغم من معرفته بها في مده قصيره جداً…إلا أنها اصبحت تمثل له كل شئ…إلا شيئاً واحداً فقط
تُرى ماهو .!!
وماذا ستفعل روضه لتُرجع لأكرم سيارته .!! 
____________________
في المستشفى التي وُلدت ريناد بها طفلتها الأولى 
…………
اتسعت عين باسم بدهشه مردفاً بعدم تصديق
— طلقتها.!!  
سكت قليلاً ليتابع بصدمه وتفكير
— انا.. أنا لازم أكلم عمر… عمر لازم يحضر الموضوع 
رمقه حمزه بغضب ليهتف بنفي وغضب شديد 
— لاااء… عمررر لااء.. عمر مش لازم يعرف أي حاجه دلوقت 
باسم بغضب وتصميم 
— لاا ياحمزه.. عمر هو كبيرنا وهو اللي هيعرف يجيب حق ريناد منك… 
اقترب منه حمزه ليقف أمامه ببرود..همس بصوت خافت كي لا تسمعه ريناد
— عمر لو عرف..كل حاجه هتبوظ…خليني اخلص مهمتي واتصرف بطريقتي من غير ماحد ينإذي فيكم
انا بحافظ عليك انت واخواتك ياباسم…وساعة الساعه هتعرف كل حاجه وهتعرف اني صح في كل حاجه عملتها 
أزاح حمزه باسم من طريقه ثم اتجه خارجاً قاصداً جهته 
أما باسم تلك المرّه لم يحاول ايقاف حمزه….فخبرته كمحامي جعلته يدرك جيداً أن وقت العمل لابد من التنفيذ جيداً بعيداً عن الضوضاء والعوائق 
وهو لايجب أن يقف عائقاً في طريق عمل حمزه 
خاصةً أن حمزه ظابط شرطه ويجب ألا يوقفه شئ اثناء تأدية عمله….هذا ماظنّه باسم عن حمزه
فقط ظابط شرطه عادياً….
اقترب باسم من ريناد التي كانت تبكي دون ان تتكلم 
فقط تبكي على حظها التعيس من كل شئ 
والدتها ليست معها..ابنتها لم تراها الا لدقائق فقط..زوجها وحبيب قلبها تركها وذهب…
هي الآن وحيده…ولصِغر عقلها لم تستوعب معنى أن يضحى ظابط مخابرات من أجل بلاده 
وكيف يحق له أن يترك زوجته وابنته من أجل مهمه 
أي مهمه لعينه تلك تجعله يبتعد عنها…
هذا كل مادار في رأس ريناد..هو أن حمزه تركها بإرادته ولم يعد يحبها والدليل على ذلك أنه طلقها 
أي أخرجها من حياته تماماً 
قبّلها باسم من جبينها ليردف بحنان الأخ
— متزعليش ياريناد..أنا معاكي ياحبيبتي…بس ممكن تفهميني ايه اللي حصل بينك وبين حمزه عشان يطلقك..! وإيه علاقة ده بشغله.  ! 
ريناد ببكاء وتعب 
— ارجوك ياباسم..قفل على السيره دي دلوقت..مش حابه اتكلم في الموضوع ده خالص غير لما اهدى واحس ان بقيت كويسه شويه…وقتها هاجي من نفسي واحكيلك كل حاجه 
أومأ لها باسم مبتسماً ليمسّد على شعرها بحنان
— طيب ياحبيبتي…زي ماتحبي ياريناد 
ريناد بتساؤل 
— هو أنا هخرج امتى من المستشفى وآيلا هتطلع امتى…وحشتني اووي ياباسم 
باسم بمرح مداعباً لأنفها يحاول أن ينسيها مرارة الفراق 
— مستعجله اووي على الواء واء هههه متقلقيش بكره تزهقي منها 
ريناد في نفسها بحزن 
— عمري ماازهق منها..مستحيل…دي الحاجه الحلوه الوحيده اللي بقيالي من حمزه 
تنهّدت بحزن لتردف في نفسها بغضب 
— ليه كده ياحمزه…لييه…بتستغل ضعفي وحبي وتعلقي بيك وتهرب…مااشي ياحمزه..مش هسامحك
والله مهسامحك أبداً…وهحرمك مني أنا وبنتك ومش هخليك تشوفنا أبداً ياحمزه…طالما حرمتنا منك يبقا تستاهل اللي هعمله فيك…وحتى لو وصلني خبر موتك…مش هزعل أبداً والله ماهزعل 
بكت ريناد بصوت عالي جعل باسم يخاف عليها..فضمها لصدره يعانقها بحنان مربتاً على ظهرها بحنان وحزن 
همست ريناد ببكاء وتوسل مصحوب بشهقات عاليه
— انا عاوزه حمزه ياباسم….هاتلي حمزه الله يخليك 
مش هقدر اعيش من غيره…انا بحبه اووي ياباسم
هو ليه مش بيحبني…ليه مشى وسابني…ليه مفيش حد بيفضل في حياتي ياباسم…ليه كل اللي بيحبوني بيمشوا…ليه محدش بيفضل جنبي…ليه ياباسم لييه..انا ليه وحدي ياباسم..هااا لييه لوحدي دايماً..ليييه 
احتضنها باسم بشده مردفاً بحنان حتى يهدئها 
— انا معاكي اهو…مش هسيبك زيهم والله ياريناد..انا معاكي ياحبيبتي اهو..اهدي بس وكل حاجه هتبقى كويسه 
ابتعد ريناد عن احضانه لتهزّ رأسها بنفي مردفه ببكاء
—  مفيش حاجه هتبقى كويسه…اللي اتكسر مبيتصلحش ياباسم 
باسم بتأكيد وهو يمسح لها دموعهها
— بيتصلح والله بيتصلح…بس اهدي كده وبطلي عياط..بنتك محتجالك قويه…بنتك ملهاش غيرك ياريناد…لازم يبقا عندك قوة تحمل وصبر..لأن دي مش اول ولا اخر صدمه هتقابليها في حياتك
الحياه مبتقفش على حد ياريناد 
ريناد ببكاء وايماء 
— فعلاً…عندك حق…الحياه مبتقفش على حد 
لحظات ودلفت الممرضه لتردف بلهجه طيبه 
— مدام ريناد…تقدري تخرجي في اي وقت براحتك 
سبق باسم ريناد في الحديث ليردف بتساؤل
— والطفله هنقدر ناخدها امتى؟ 
أجابت الممرضه 
— هي سليمه مفيهاش اي حاجه…بس حطيناها في الحضّانه لزوم الامان اكتر….بعد اسبوع كده تقدرو تستلموها 
باسم بإيماء
— تمام.. شكراً 
خرجت الممرضه والتفت باسم لريناد ليهتف بمرح
— هااا يارينوو..انا بقول نروح دلوقت احسن عشان اجبلك ديك تاكليه…مش اللي بيولدو برضو بيدبحلهم ديك 
ضحكت ريناد بخفه لتجيب
— ومين بقا اللي هيطبخلي الديك ده 
باسم وهو يُربت على صدره ويضحك بفخر 
— معاكي الشيف باسم الشربيني أو الشيف بوراك الجزء التاني…أيهما اقرب 
ضحكت ريناد برّقه ليشاركها باسم الضحك ومن ثم قام بحملها متجهاً للخارج كي يعودا للبيت 
ريناد اثناء قيام باسم بحملها
— الخدم اللي حمزه وصاهم عليا ممكن يقولو لحمزه ان هروح معاك ومش هروح للڤيلا 
باسم بعدم اهتمام
— انا مش هسمحلك تعيش انتي وبنتك لوحدكم..لما انا اموت ابقى اعملي كده 
ريناد بغضب منه 
— بعيد الشر عليكم..متقولش كده تاني…انت وعمر اللي باقينلي
سكتت قليلاً لتردف بشهقه وكأنها تزكرت شيئاً هاماً
— بااسم…هو انت هتحكي لعمر اللي حصل 
باسم بتأكيد 
— طبعاً…عمر لازم يعرف كل حاجه 
ريناد بتردد 
— بس…بس انت عارف ان عمر عصبي جداً وممكن يتصرف بطريقه غلط تودينا كلنا في داهيه 
باسم بنفي 
— عمر ذكي…دماغه سِم…متخافيش 
أومأت له لتستند على كتفيه بتعب بينما هو يحملها متجهاً لسيارته 
استوقفته الست فاطمه التي اكد حمزه عليها أن تهتم بريناد 
الست فاطمه بدهشه
— ست ريناد..انتي مش هتروحي معانا 
باسم بنفي 
— لاء…ريناد هتعيش مع اخوها 
فاطمه بخوف 
— يابيه مينفعش…حمزه باشا لو عرف هيوديني انا في داهيه 
باسم بعدم اهتمام 
— قلتلك ريناد هتقعد مع اخواتها…اتفضلي ابعدي عن طريقي وقولي للباشا بتاعك متخافش…ريناد في الحفظ والصون 
ابتعدت فاطمه عن طريقه…ليفتح باسم السياره ومن ثم ادخل ريناد بها…ثم ركب وقادها لشقته في ميامي 
فما هو مصير ريناد وابنتها…وهل حقاً ستحرم حمزه من رؤيتهم للأبد…وإذا نفذت ماقالته!! 
ماهو رد فعل عمر عندما يعلم بأمر طلاق شقيقته؟ وهل سيكتشف حقيقه حمزه؟ أم سينتهي حمزه وتنتهي معه كل الحقائق قبل ذيعها  !!!!!! 
______________________
وصل حمزه لمكتب وزير الداخليه 
دلّف للغرفه الواسعه ثم القى التحيه العسكريه بإحترام
أومأ له عامر الدشاش “وزير الداخليه” ليشير له بالجلوس 
جلس حمزه متأملاً ملامح الدشاش بتعجب 
بينما عامر الدشاش يدور بعينيه في كل مكان بأرجاء الغرفه يتفحصها بتوتر وقلق 
مما جعل حمزه يدخل في مجرى الحديث متسائلاً
— خير ياباشا في حاجه  !! 
ابتلع الدشاش ريقه ليجيب بعد لحظات بتوتر
— للأسف مش خير خالص 
سكت قليلاً يتنفس بغضب…تابع بغضب شديد
— الكلب اللي اسمه سامح ده وشوية الإرهابيين اللي مشغلهم لازم نقبض عليهم بأي طريقه 
حمزه بثقه وثبات انفعالي 
— هيحصل ياباشا…بس كله في وقته 
الدشاش بنفي 
— المصيبه ان مفيش وقت ياحمزه…سامح بدأ يلعب مع الحكومه بذكاء….سامح زي التعبان مش سهل 
بقاله سنين بيبخ سمه في البلد ومحدش عارف يمسكه
انهارده مركزين شرطه في القاهره اتفجروا وفي ظباط كتير راحت مننا…ظباط من أكفء الظباط ياحمزه…كلهم اتقتلوا بتخطيط ارهابي تابع لسامح الزفت ده 
انهارده مركزين بكره تبقا وزاره….سامح بيصطادنا واحد ورا التاني ومحدش عارف يمسكه 
تنفس حمزه بهدوء ليجيب بثقه 
— وانا مش همسكه بس..انا هجيبه لحبا المشنقه من قفاه بس اديني مُهلتي وانا هنهيه خالص من على وش الدنيا 
الدشاش بحيره 
— هتعمل ايه!! كان غيرك اشطر 
حمزه بغرور وثقه 
— للأسف مفيش حد اشطر مني…عشان كده محدش قدر عليه…انا هلاعب سامح بنفس لعبته 
كادّ الدشاش أن يقاطعه ولكن حمزه سبقه ليقوم ويودعه مردفاً بحماس 
— متشغلش بالك ياباشا…وان كان على الظباط اللي ماتو…فده شرف لأي حد انه يموت في سبيل بلده 
ويابخته اللي يموت شهيد…وبتمنى ربنا يناولني الشهاده بس بعد ملف حبل المشقنه حوالين رقبة الكلب الجاسوس سامح الصعيدي 
ودع حمزه وزير الداخليه…ليخرج من الوزاره بأكملها 
أخرج هاتفه ليتصل برقم او بشخص مهم جداً بالنسبةً له 
اتاه الرد بعد لحظات لتجيب بصوت رقيق 
— خير ياباشا 
حمزه بلهجه آمره 
— اسبقيني ياساندي على المكان اللي بنتقابل فيه وانا خمسه واكون عندك 
مالعلاقه التي تجمع ساندي بحمزه في الخفاء وهل لزوجته السابقه علاقه بذلك  !؟
وماهي الخطه التي سيلعبها حمزه على سامح لتجعله يرفع راية الإستسلام ببساطه  !!؟ 
_______________________
هبطت الطائره بسلام في مطار برج العرب التابع للأسكندريه…
كان الاثنين قد غطّ في النوم….تململ عمر في مكان على الأريكه عندما سمع المضيفه خاصته تخبره بوصوله…
دلك عمر رقبته بتعب حتى اصدر صوت طرقعات طفيفه…فيبدو أن نومه على الأريكه رغم جودتها إلا أنها اتعبته…إذاً فما هو شعور يمنى تلك المسكينه التي نامت ورأسها منحني على النافذه 
نظر لها عمر فوجدها مازالت مستغرقه في النوم بسلام 
اتجهه ليوقظها حتى يترجلو من الطائره..
هزّها برّقه وهو ينظر لها بغضب متزكراً ماسيفعله بها بعد قليل 
تحدثت يمنى بصوت شبه نائم وهي مازالت مغمضه الأعين 
— سيبني ياعمر انام شويه 
تأملها قليلاً فشعر بالنغزات تتخلل قلبه عندما انتبه لجبهتها المتورمه 
امتدت يده لتتحسس جبهتها برّقه..فشعرت يمنى بذلك..
همست بأنينٍ وتعب وهي مازالت نائمه..تتحدث فقط ببعض الكلمات المتقطعه 
—  اااه….رااسي…عمرر…الحزاام…ايدي…عمرر…يمنى بتحبك…متأذيش يمنى 
تنهّد عمر بصعوبه ثم ابتلع ريقه واغمض عينيه بألم من همهماتها التي مزقت قلبه 
انحنى عليها ليُقبل جبينها برّقه…ثم ابتعد قليلاً يتأمل تعبيرات وجهها التي تعبر عن شعورها بالألم كلما اقترب من ورم جبهتها….تنفس عمر بهدوء…ليقترب ثانيةً ويضع قُبله ثانيه…ثم ابتعدت ليداعب خداها بأنامله…ثم اقترب مرةً آخرى ليضع قُبله ثالثه طويله 
ثم الرابعه…ثم الخامسه 
ظل هكذا يُقبل ورم جبهتها بحزن شديد بدا عليه ليبتعد ويتنفس بعمق ثم يعود لتقبيلها 
فتحت يمنى عينيها ببطئ…لتجده بكامل هيئته القاسيه أمامها…شهقت بفزع مردفه بخوف 
— عمرر..عمررر…اناا..اناا اسفه والله…والله مش هعمل كده تاني 
لم يهتم عمر لكلامها…فقد كان يتأمل كل إنش في وجهها بحزن وحُب بدا في عيونه لم يستطيع اخفائه
فلغة العيون هي أصدق لغه خاصةً في الحب 
تحسس شفتاها برّقه..ليقترب ويُقبلها بكل قوته…قُبله لاتصنف من قُبلات الحب…بل كانت أقسى وكأنه ينتقم ويبث كُرهه لتصرفاتها بها 
ابتعد ليبتسم بسخريه فوجدها تعقد حاجبيها بإستغراب…اتسعت ايتسامته الساخره ليهتف بحنق 
وقد عاد وجهه للعبوس 
— مش قادر…صدقيني مش قاادر اسامحك بعد اللي شوفته منك…ملعون ابو الحب اللي يخلي كرامتي تنداس بالشكل ده…انا لسه عند وعدي…مش همد ايدي عليكي…عارفه ليه..عشان انتي زباله وانا انضف منك…انا هعذبك بطريقه هتنبهري لما تشوفيها 
ومش ناسي ان قلتلك ان هتجوز…لااء..انا فعلاً هتجوز…بس اعذبك شويه الاول واخليكي تدوقي طعم العذاب اللي انا عايشه بسببك دلوقت…وبعد كده ابدأ اذلك واهين كرامتك لما تشوفيني في حضن واحده تانيه غيرك 
وعلفكره انا بتكلم بجد والله…مش تهديد وبس..لاء انا عاوز عيال…عاوز صبيان تشيل اسمي…واكيد مش هجيبهم في الحرام..فعشان كده هتجوز…ومش عمر الرفاعي اللي يتجوز اي واحده يايمنى..تؤتؤ..
انا عملتها زمان واتجوزتك ودي كانت اكبر غلطه في حياتي…فمش هكررها تاني 
اللي هتجوزها دي هتبقى متنقيه كويس..حاجه كده غاليه…نضيفه..تستاهل عمر…مش مجرد واحده زباله زيك فرحانه بجمالها قدام الرجاله 
كانت يمنى تستمع له وتشهق ببكاء وألم…همست من بين بكائها المسترسل 
— حراام عليك ياعمر…بلاش تسؤ الظنّ فياا…انت كده بتخوني ياعمر…وانا عمري مااخونك…مستحيل والله…عمر فووق بالله عليك…انت مش كده…عمر انت عارف كويس ان يمنى مستحيل مستحيل تبص لغيرك او تبعد عنك لأي سبب…عمر يمنى بتحبك..بتعشقك..والله بتعشقك…بس…بس انت مش مقدر ده ياعمر 
عمر بسخريه واستهزاء 
— يمنى منعت نفسها تخلف من الراجل اللي بتحبه…يمنى ساابت الراجل اللي بتحبه نايم زي الاهبل المغفل في السرير ونزلت تترقص وتتمسخر قدام الرجاله… تبقاا ايه!!  … الست اللي تعمل كده مع راجل بتحبه ويحبها تبقى اييه!!  غير انها دايره على حل شعرها ومش لاقيه راجل يحكمها…!! 
وحالتك الهبله دي مش هتغفرلك…والله لو هتفضلي مجنونه طول عمرك برضو مهسامحك 
سكتت يمنى قليلاً تبكي بشهقات متتاليه ازعجت عمر…تابعت بضعف وتوسل بعد لحظات
— لو انت شايف يمنى وحشه..اديها فرصه تتغير..وهتبقى الست اللي انت عاوزاها…عمر بيحب يمنى…عمر مستحيل يكره يمنى…صح!؟
هزّ عمر رأسه بقلة حيله ليهتف بسخريه 
— تؤتؤ…كان زمان وخلص…عمر مبقاش طايق يمنى..يمنى معدتش فارقه مع عمر…يمنى معدتش تهم عمر…يمنى خاانت عمرر…و…ومش بعيد كمان يكون الواد اللي كنتي بتكلميه من ورايا يكون لسه بينكم حاجه لحد دلوقت…ماهو انتي شكلك محرمتيش لما حبستك وضربتك…شكلك وحشك الموضوع وعاوزه تجربيه تاني…او..يمكن الواد الزباله ده هو اللي وحشك فبتعملي الليله دي كلها..عشان اطلقكك بهدوء وتروحي تتجوزيه من ورايا
هههه انسي ياحلوه…طلاق مش هطلق..وهفضل اذل فيكي كده لحد ماتموتي واخلص منك 
لم تتحمل يمنى اكثر من ذلك…لم تتحمل كل تلك الاتهامات الكاذبه التي يوجهها لها…كانت تستمع له وعيناها مفتوحتان على مصرعيهم من آثار الذهول والصدمه…لا تصدق مايقوله عنها 
صرخت في وجهها ببكاء وانهيار 
_ باااااس…باااس…حرااام عليييك..كفااايا…كفااايا 
بطل تسؤ الظن بياا بقااا…حرااام علييك يااعمر
انا اللي مش هسامحك…والله مهساامحك ابدااً 
لم تصدق يمنى كل تلك الإدعاءات الكاذبه التي وجها عمر لها…إنه يسئ الظن ويشك بها ثانيةً..والشك هذا اذا مادخل أي علاقه..احدث بها فجوه عميقه لاتلتئم بسهوله…فسؤ ظنّه بها كفيل لإحراق قلوب شعب بالكامل من الألم 
دعني أعطيك مثالاً على ذلك:
يعتقد الثعبان أن المنشار يحاربه…فكلما زاد ألماً..زاد هجومه على المنشار…ولايعلم بأنه يقتل نفسه بنفسه
هكذا هو سوء الظن..!
وعمر لن يبرح مكانه حتى يقتل يمنى من الألم..ثم يجلس لينتحب ويندم عليها…ولكن حينها..لن ينفعه الندم ولو بكى الدمع بقدر نهرٍ كامل…
لم يجيبها عمر وقام بجذبها من يدها يجرّها ورائه 
ليهبطَ من الطائره 
استقل سيارته التي شحنها معه من المالديف 
ليركباها ومن ثم انطلق بها بسرعته المعتاده وغضبه الجامح..لطريقٍ مختلف غير التي لم تعهد يمنى 
…..
ظلت يمنى تراقب الطريق بتعجب شديد..فهذا ليس الطريق الصحيح الذي يؤدي لڤيلتهم..
تنهدت بحزن على حالتهم التي اصبحت ميؤس منها
نعم ندمت كثيراً حينما تصرفت بتلك الطربقه الحمقاء
ولكنها اقسمت بداخلها انها لم تكن تقصد ذلك..هي تصرفت بدون وعي تماماً…في تلك اللحظه التي قررت النزول لساحة الفندق وافتعال تلك الحماقه 
لم تكن تشعر سوى شعور واحد فقط…وهي أنها بالفعل مجنونه…لاتدرك ماهو الصواب والخطأ…لاتدرك كم العواقب التي ستتلقاها على يد هذا العاشق العصبي دائماً..
ولكن الآن اصبح كل شئ كالمرآه واضح امامها…
الآن ستتلقى العقاب الجديد على يده كما اخبرها
والأسوء من كل ذلك أن عمر ذلك الشخص الذي وضعت قلبها معه وأمنته عليه..يعاملها بكل مااوتي من قسوه والأكثر مايؤلمها أنه سيأتي بإمرأه  أخرى لتأخذ مكانها بكل بساطه…
تنهدت بتعب ثم اغمضت عينيها بألم تسترجع زكرياتهم السابقه سوياً منذ أول يومٍ رآها فيه…
كم كانت أيامٍ جميله لاتُنسى بسهوله رغم أن جمال تلك الايام تعدو على الأصابع…أي انها ليست كثيره
وهكذا هي الدنيا..هكذا الحياه…الأيام الجميله فيها قليله ولكن لاتُنسى بسهوله…بعكس الايام المُرّه تنُسى بسهوله إذا حدث مجرد شيئاً جميلً صغيراً في يومٍ كله سيء
ظلت تترقب الطريق حتى بدت الهواجس تتساير وتتخلل قلبها فشعرت بإرتجافة الخوف..حينما توقفت السياره في مكان نائي من البشر او حتى البيوت..
مسحت يمنى على زجاج نافذة السياره بيدها فقد امتلئت قطرات الندى به 
اتضحت الرؤيه أكثر أمامها…فإذا بقصرٍ ضخم شااهق الإرتفاع وضخم بشده حتى أن المساحه التي بُني عليها تحدد تقريباً بست فدادين أي أن المساحه تكفي لبناء نصف مدينه كامله 
ولكن هذا القصر به شئ غريب…إنه يشبه السجن! 
نوافذ القصر مليئه بالغبار..على مايبدو أنه منذ قديم الأزل  !
ترّجل عمر من السياره بملامح جامده خاليه من أي مشاعر ثم فتح الباب الخلفي بغضب 
فشهقت يمنى بفزع من ملامحه التي تحولت للغموض والرعب…
فمن ينظر له ويتمعن النظر لملامحه الوسيمه المفرطه..يجد أن تلك الملامح ماهي إلا لوحش شرس مخيف 
ابتلعت يمنى ريقها بخوف والتفتت لمقبض الباب الثاني حتى تفتحه وتهرب…ولكن كانت يده أسرع فجذبها بشده أخرجها من السياره بقوه وبقسوه فسقطت على الأرض من قوة الجذب..حتى صرخت بتألم..فأصبح الآن كل إنش بجسدها لايتحمل التعذيب أكثر من ذلك 
لم يهتم عمر للألم الذي تشعر به فكل مايحوم حوله الآن..شيئاً واحد فقط…الإنتقــــام  !!
وماأدراك ما انتقام الحبيب..إنه أصعب وأشهد انتقاماً 
جرّها عمر من يدها لتسير ورائه بخوف وفزع وهي تبكي وتتوسله بضعف ونحيب
— عمرر…عشاان خاطري ياعمر…عمررر بالله عليك..عمرر والله مش هعمل حاجه تزعلك مني تاني
عمرر..انا اسفه..حقك علياا والله…عمرر..عشان خاطري…انا عارفه انك بتحبني ومستحيل تكرهني
عمر بالله عليك متعمل حاجه فيا تاني…والله مش قادره استحمل عذاب اكتر من كده…عمرر..عشاان خااطري
صرخ عمر بها وقد فقد صوابه من توسلاتها المزعجه
— اخرررسي…اخرررسي بقاااا…مش عاااااوز اسمممع صووووتك…اخررررررسسسييي 
صوته تلك المرّه كان اقوى واشد وأرعب عن ذي قبل
مما جعل يمنى تنهار اكثر بالبكاء كالطفل الذي سلبت منه دميته…بكت بشده غير مستوعبه مايحدث…عقلها مازال غير مصدق مايفعله عمر من قسوه وكُره معها 
جرّها عمر ورائه ليصل لبوابة القصر..كان عليها حارسان شكلهم مخيف قليلاً…فالرجلان يشبهان عشماي بذلك الشارب الطويل جداً والحواجب الغليظه والوجه العبوس دائماً
كان يرتديان ملابس متسخه وقديمه وكأنهم يحاولان الإندماج مع القصر المتسخ والقديم 
فتح الرجلان بوابة القصر الضخمه بطاعه عمياء دون أن يتكلم عمر…ثم عندما اقترب عمر..انحنى الرجلان طاعةً له..
دلّف عمر للقصر وهو مازال يجرّ يمنى ورائه التي كانت تسير كالمخدره حتى صوت بكائها اختفت
ظلت فقط تتفحص بعيانها القصر والرعب قد تملك منها حقاً
سار بها عمر داخل ممر القصر الواسع جداً والمليء بخيوط العنكبوت التي تحجب الرؤيه والغبار المنثور هنا وهناك 
جف حلق يمنى من كثرة الرعب والهلع الذي انتاب جسدها بالكامل 
عند اقتراب عمر من زنزانه في منتصف القصر..اقترب منهم رجل يفوق عمر جسداً وطولاً
كان ضخماً للغايه وشاربه كبير جداً حتى انه من طوله وصل لصدره…ووجهه مخيف بشكل لايحتمل
بلغ طول الرجل تقريباً المترين ونصف وكأنه جاء من عالم آخر..فكان عريض المنكبين بشده 
ومع هذا كله انحنى الرجل امام عمر بطاعه عمياء وبإحترام مردفاً بأدب
— كله تمام زي ماحضرتك طلبت ياباشا 
وقفت يمنى خلف عمر تحتمي به من هذا الرجل الذي يشبه الغول تماماً 
مع كل مافعله عمر به إلا أنها مازالت تشعر بالأمان في وجودها معه 
ولكن عمر خيب آمالها وجعل هذا الأمان الذي تستشعره يمنى بالقرب منه..يذهب مهب الريح
فقام عمر بكل قسوه وجبروت بجرّ يمنى من ذراعهها وزجّها بداخل تلك الزنزانه المظلمه والمخيفه بشده والتي إمتلئت بخيوط العنكبوت الغزيره والغبار الكثير جداً والتي بدا مخيف بشكل غريب وغامض وموحش في نفس الوقت 
دخل عمر معها الزنزانه التي تكونت قضبانها من الحديد الغليظ والقوي جداً والمتسخ من آثار الغبار والعنكبوت أيضاً 
لم تتحمل يمنى كل ذلك الرعب وكأنها في فيلم سينمائي مرعب…فااندفعت لصدر عمر تحتضنه بشده وتبكي وتشهق بصعوبه 
— عشان خاطري متعملش فيا كده…ياعمر قلتلك مش هزعلك تاني…خلاص بقاا سامحني…والله مااقصد اهين كرامتك…ياعمر انت اغلى عليا من حياتي…
ابتعدت قليلاً لترفع وجهها تقابل نظراته الجامده والغير مباليه بها…احتوت ذقنه بيدها برّقه ثم وقفت على أنامل قدميها لتقترب من شفتاه..
طبعت قُبله رقيقه وهي تبكي بشده..ثم ابتعدت لتتأمل ملامحه…ولكنه ولأول مره لم يتأثر بقُبلتها 
فقد كانت ملامحه بارده وجامده وكأن تلك التي تقف أمامه ليست يمنى..ليست حبيبته  !
هتف عمر بسخريه وحنق
— فكراني هتأثر بيكي واسامحك واعديها عادي كده
ضحك بقوه وبسخريه متابعاً بإستهزاء 
– لاااء..انسي..ده كان زماان..لما كنت مغفل وباخد على قفاايا…أماا دلوقت عمر اللي كان زي اللعبه في إيدك مااات…اللي واقف قدامك ده اقسى واحد ممكن تقابليه في حياتك…وده الوش التاني لعمر يايمنى 
شاايفه القصر الوااسع العريض ده…دا اللي بيعصيني بس بجيبه هنا يدوق ألوان العذاب 
هنا هنتقم منك بمزاجي يايمنى…آهلاً بيكي يادبشتي في سجن عمر 
هزّت يمنى رأسها بنفي شديد وعقلها رافض تماماً تصديق مايحدث أمامها 
همست بخوف وبكاء 
— لاااياعمر..لاااء…طيب..طيب هتعمل ايه!!
هتسيبني هنا لوحدي!! هتموتني ياعمر!! 
لم يجيبها عمر فقط ظل ينظر لها بجمود وبسخريه 
تُرى مالذي سيفعله عمر بيمنى في ذلك القصر المرعب والضخم .!!؟ 
__________________
في قصر مُهاب 
…………
هزّت رأسها بذهول غير مصدقه طلبه للزواج منها.. لتردف بصدمه
— انت اكيد مجنون.. مفيش واحد عااقل يقول الهبل ده 
مُهاب بإيماء وتأكيد مبتسماً بسخريه 
— ايوه مجنون.. بس انت لسه مشفتيش حاجه من جنان مُهاب…
تراجعت نور للوراء عندما رأته ينظر لها بعين الذئب الراغبه 
فكرت سريعاً في حيله تُبعده عنها…لتردف بتأتأه
— انا..انا حاامل  !!
قضب مهُاب حاجبيه بشك ليردف بدهشه
— حامل.!!
اومأت له نور بخوف لتستطرد حديثها أو حيلتها الكاذبه لتهرب منه 
ولكن رنّ هاتف مُهاب رناتٍ متتاليه عاليه
أخرج مُهاب هاتفه ليجيب على المتصل دون أن ينظر للشاشه فقد كان منشغلاً مع نور
كادّ أن يجيب ولكن أتاه صوت جهوري قوي كلاهما يعرفانه جيداً
ليصرخ المتصل بغضب
— انت فيييين يااااازززفت 
شهق مُهاب ونور بدهشه ليردفا في صوتٍ واحد
_ عمررر.  !!
فما موقف مُهاب في تلك اللحظه وهل وقع حقاً في قبضة أحد أُسدة الرفاعي!؟ أما سينقذه قدره من عرين الأسد  !!
يتبع..
لقراءة الفصل التاسع عشر : اضغط هنا

‫9 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!