Uncategorized

رواية تائهة بين جدران عشقه الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم دعاء الكروان

 رواية تائهة بين جدران عشقه الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم دعاء الكروان

رواية تائهة بين جدران عشقه الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم دعاء الكروان

رواية تائهة بين جدران عشقه الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم دعاء الكروان

وصل يوسف بعمه الى المشفى و تسلمه منه طبيب الاستقبال للكشف عليه،  و بعد اتمام الكشف و عمل بعض التحاليل و الأشعة تبين اصابته بجلطة بسيطة نتيجة ارتفاع مفاجئ فى ضغط الدم و تم عمل اللازم له و نقله لغرفة عادية. 
بينما سهيلة أصيبت بانهيار عصبى حاد و تم اعطائها حقن مهدئة و منومة، و أخبرهم الطبيب أنها لن تفيق إلا فى صباح الغد. 
تم نقل سهيلة الى الغرفة المجاورة لغرفة أبيها، و انتظر كل من يحيى و يوسف فى المقاعد المقابلة للغرفتين. 
جلس الشقيقان أخيراً يشعران أنهما يحملان أطنانا من الهموم فقال يحيى ليوسف و الذهول مسيطر على جوارحه: 
انا مش مصدق اللى بيحصلنا دا… انت مصدق يا يوسف. 
أجابه بشرود: 
مش عارف يا يحيى…  انا حاسس انى انا تايه، و عمال أدور على طريق أرجع منه و مش لاقى. 
يحيى:
ما يمكن الست دى بتكدب و عايزة تبوظلك الجوازة بسبب اللى عملته فى ابنها. 
يوسف:
عمك اعترف ان عنده بنت و ان هما اللى كدبو عليه…  انا مش عارف القصة ايه..  و ايه اللى يخليهم ياخدوها عندهم..  بس انا فاكر ان عمك كان طايش فى شبابه و كان بيروح الاماكن دى..  يمكن انت متفتكرش لانك كنت صغير. 
يحيى بعدم اقتناع:
مش سبب بردو…  لازم نعمل تحليل DNA لزينة و عمى عشان نبقى مطمنين. 
عقد يوسف حاجبيه بتفكير ثم أردف و كأنه تذكر شيئٱ ما لتوه:
لون عيون زينة نفس لون عيون عمى راشد.
يحيى: 
انا اخدت بالى.. بس عادى ممكن تكون صدفة مش اكتر.
زفر يوسف بقلة حيلة مردفا: 
على العموم هنستنى لما عمى يفوق، اكيد هيعرفها، و نشوفه هو عايز يعمل ايه و هنعمله.
سكتوا قليلا فاستطرد يوسف قائلا:
المشكلة لو زينة طلعت بنته بجد هقولها ازاى… مش قادر اخمن رد فعلها، مش عارف هتفرح و لا هتزعل و لا هتتصدم.. مش عارف يا يحيى..موقف صعب اوى.
يحيى: فعلا صعب..، وسهيلة كمان صدمتها أكبر.
زفر يوسف بعنف، فالشعور بالذنب تجاه سهيلة يسيطر عليه، يشعر و كأنه يدور بحلقة مفرغة،  لا يعلم كيف السبيل للخروج منها. 
أطلق تنهيدة حارة، تحمل مزيج من الشعور بالندم و الحزن و المسؤلية الثقيلة التى أُلقيت على عاتقه تجاه عائلته، و أردف بأسى: 
مش عارف هواجهها ازاى يا يحيى، جوازى من زينة اتكشف بدرى أوى، و لغبطلى الدنيا، و هيخلى سهيلة تكرهنى.
يحيى:
احمد ربنا ان الست دى عرفتنا الحقيقة قبل ما تتجوز سهيلة، و إلا كانت هتبقى كارثة.
يوسف:
معاك حق يا يحيى، أنا كل ما يخطر على بالى انى اتجوزتهم الاتنين و خلفت منهم هما الاتنين، و عرفنا بعد كدا انهم اخوات، بكون هتجنن، وبحمد ربنا فعلا انه كشفلنا الحقيقة ف وقت قاتل.
يحيى:
رُبَّ ضُرةٍ نافعة. 
ربنا يكون فى عونا كلنا.. الكل متفاجئ و الكل مصدوم.
تنهد يوسف بتعب ثم سأل أخاه:
عملت ايه مع الناس اللى كانت ف الحفلة.
يحيى: 
أول ما اتطمنت على سهيلة، كلمت اونكل رفعت و قولتله يعتذر للناس و يمشيهم، و هو زمانه جاى هو و تيتة صفية يطمنو على سهيلة و عمو، و أكيد طبعا مستنيين يعرفو ايه اللى حصل؟!
يوسف: 
لازم يعرفو كل حاجة… لازم كل حاجة تبان للكل، لان حياتنا هتتغير بعد اللى حصل دا ١٨٠ درجة.
يحيى:
ربنا يستر.
بعد قليل حضر رفعت خال سهيلة، و جدتها صفية فسرد لهم يوسف كل شيئ بداية من ظهور أخت لسهيلة و زواجه بها فى السر دون علمه بهذا الأمر، و ما حدث لسهيلة و راشد من أثر الصدمة، بكت الجدة كثيرا من أجل حفيدتها و قالت:
حبيبتى يا سهيلة… الفرحة مش مكتوبالك يا بنتى، ربنا يصبرك يا قلبى على مصيبتك.
يوسف بمواساة: 
كل شيئ مقدر و مكتوب يا تيتة صفية، اهم حاجة تقوملنا بالسلامة.
رمقته بازدراء و أطبقت فمها بغيظ شديد، ثم ردفت  بغضب جم:
اسمع يا يوسف، سهيلة اول ما تفوق هاخدها تقعد معايا.. كفاية اللى شافته منك و اللى انت عملته فيها… كفاية عليها اوى كدا، طول عمرها عايشة ف عذاب بسببك و انت و لا حاسس بيها، و يوم ما تجبر بخاطرها تروح تتجوز عليها… عليها ايه؟!.. دا قبل ما تتجوزها كمان.. انت ظلمتها.. بس يا رب هى تسامحك.
رد عليها و الاحساس بالذنب يكاد يقتله: 
قولتلك دا نصيب، و انا و سهيلة ملناش نصيب فى بعض.
رمقته بتحدى و أكملت بنفس النبرة الحادة :
ان شاء الله هيكون خير ليها، و ربنا هيبعتلها اللى احسن منك يا يوسف.
أطرق رأسه من الندم و أردف بأسى:
و أنا اتمنالها اللى احسن منى… سهيلة تستاهل كل خير… ربنا يشفيها اهم حاجة.
تدخل رفعت ليغير مجرى الحوار:
خلاص يا ست الكل، هى ازمة و هتعدى ان شاء الله و بكرة كل شيئ يتصلح و اللى انتى عايزاه انتى و سهيلة هنعمله.
بعد فترة قصيرة قام راشد من غيبوبته و دخل له الجميع و بعد السلامات و الدعوات بالشفاء طلب منهم أن يتحدث مع يوسف على انفراد، فخرج الجميع ماعدا يوسف.
راشد بتعب: 
سهيلة عاملة ايه يا يوسف؟
يوسف: 
كويسة يا عمى متقلقش، هى واخدة حقن مهدئة منيماها و مش هتصحى غير الصبح ان شاءالله.
سأله بترقب:
و زينة… عايز اشوفها بسرعة عشان خاطرى.. أنا زعلان عشانها اوى، حاسس بحسرة كبيرة من ناحيتها اكتر من سهيلة.. هاتهالى دلوقتى اشوفها.. عشان خاطرى يبنى.
أصابه رجاء عمه بالحيرة الشديدة، فأومأ له باستسلام:
حاضر.. حاضر يا عمى هجيبهالك..هروحلها دلوقتى و احكيلها على كل حاجة و هجيبهالك تشوفها.
رد بلهفة: 
قولها انهم كدبو عليا، و معرفش انها عايشة، لو كنت اعرف مكنتش سيبتها ابدا، كان زمانها متربية مع اختها احسن تربية و اتعلمت احسن تعليم و كان…
قاطعه بأسى: 
خلاص يا عمى مالوش لزوم الكلام دا… دا قضاء ربنا و قدره.
راشد:
و نعم بالله يبنى.. قوم يلا روحلها.
نهض يوسف من مقعده بتثاقل، يخشى تلك المواجهة المنتظرة، و لكنه شيئ لا بد منه، و أمر واجب النفاذ، فانصرف الى الفندق ليُلبى رغبة عمه الجريح.
فى الفندق…
كانت جالسة فى الفراش جلسة القرفصاء، يكاد عقلها يجن كلما تخيلته مع سهيلة، و فى خضم شرودها رأت يوسف أمامها ففزعت و عادت بجسدها للخلف فجأة، فهى لم تشعر متى و كيف دخل الغرفة، و أطلقت صرخة مدوية من الفزع:
عاااا… يوسف!!.. دا انت و لا عفريتك؟!
أجابها بابتسامة متكلفة:
انا يا حبيبتى.
لوهلة فرحت بهذه الكلمة، فظنت أنه صفح عنها، و لكن سرعان ما عادت للواقع، فسألته باستنكار:
ايه اللى جابك.. مش انت المفروض تكون…
قاطعها و ملامحه يبدو عليها الارهاق:
ممكن تيجى معايا نقعد برا شوية؟!
أومأت له دون رد، و قد أصابها الوجل و التوتر بسبب هيئته المتعبة، و نبرة صوته الحزينة، نهضت من تختها و هى فى حالة من الدهشة و التعجب، فأمسك كفها و خرج بها من الغرفة و أجلسها بجانبه على الاريكة.
راح ينظر اليها باشفاق بالغ يدقق فى ملامحها بتركيز فتعجبت لذلك و سألته ببراءة:
انت مالك بتبصلى كدا ليه كأنك اول مرة تشوفنى؟!
ابتسم بسخرية من نفسه و أجابها بنبرة حانية: 
انا فعلا حاسس ان انا اول مرة اشوفك.
لوت فمها بتساؤل: 
ايه الالغاز دى.؟!.. و بعدين بنت عمك سابتك تمشى كدا عادى؟!
أخذ نفسا عميقا حتى يستعد لاخبارها بالحقيقة التى عرفها اليوم ثم قال: 
زينة… ابوكى اللى اسمه فى بطاقتك دا ابوكى الحقيقى!
زينة:
و ايه مناسبة السؤال دا؟!
أجابها بنفاذ صبر: 
جاوبينى من غير أسئلة كتير.
ردت بارتباك شديد و عيناها تهرب من عينيه المصوبتان ناحيتها: 
احممم.. يعنى.. انا.. انا مش عايزة اكدب عليك تانى.. بس الحقيقه انه مش ابويا، هو يعتبر اتبنانى، ابويا الحقيقى ضحك على أمى و رماها و هى حامل فيا حتى… حتى.. من غير… ما يتجوزها.. 
بدأت عيناها تتلألأ بالدموع حزنا على نفسها، فاستأنفت حديثها بصوت متحشرج : 
يعنى من الاخر كدا يا يوسف انا بنت حرام.. كان لازم اقولك على دى كمان بس…
لم تكمل حديثها، فقد جذبها الى أحضانه يضمها بشدة، و قد نسى تماما أمر عقابه لها على كذبتها، فالخطب الحالى أعظم من أى كذبة، أخذ يُمسد على شعرها و هى بين أحضانه باشفاق شديد، فكم لاقت من الخذى و العار بسبب ذلك الامر و هذه الكلمة “بنت حرام”، حتى و إن كانت هويتها الشخصية صحيحة لدى المنشآت الحكومية، فيكفيها ما لاقته من المحيطين بها من نظرات حقيرة بسبب ذلك اللقب..
اغرورقت عينيه ايضا بالدموع حزنا لأجلها، فتعجبت زينة من رد فعله و من الموقف برمته.
أبعدها عن حضنه قليلا و قال لها بتوجس:
أبوكى موجود يا زينة و دور عليكى، و ولاد ستين… اللى كنتى عايشة معاهم كدبو عليه، و قالوله ان انتى موتى بعد الولادة، و هو صدقهم عشان والدتك كانت ماتت هى كمان لما كان بيدور عليكى.. ابوكى موجود و نفسه يشوفك.. نفسه تسامحيه و تعيشى معاه و ف حضنه.
ألجمتها الصدمة فأصبحت غير قادرة على استيعاب ما سمعته، ظلت على هذا الصمت لبرهة فأكمل عليها قائلا: زينة انتى تبقى بنت عمى راشد و أخت سهيلة.
نظرت له جاحظة العينين و صرخت به  بعصبية و انهيار بعد أن نهضت من جانبه و قد فقدت سيطرتها على أعصابها تماما لما سمعته و راحت تلوح بكلتا يديها بعشوائية : 
انت بتقول ايه؟!… لا لا..قول تانى كدا.. انا بنت عمك؟!.. ازاى.. ازاى؟!… و كان فين عمك دا من زمان… ساب امى تتلطم ليه بحملها و تشتغل ف الكباريه خدامة.. و لا هيا مش قد المقام؟!
لسة فاكر يسأل بعد ما ماتت.. انت عارف امى ماتت و انا عندى كام سنة؟!…كان عندى خمس سنين…كان فين الخمس سنين دول؟!.. ها… قولى كان فين؟!
أمسكها من كتفيها لكى يلجم حركتها المفرطة، و صاح بها: 
انا معرفش التفاصيل… تعالى معايا قابليه و اسأليه اللى انتى عايزاه.. هو عايز يشوفك دلوقتى.
ردت بصياح: 
و انا مش عايزة أشوفه.
شهقت عدة شهقات الى أن هدأت قليلا، و يوسف يطالعها بحسرة و ألم. 
نظرت له برجاء و قالت بصوت متحشرج خافت من كثرة البكاء: 
انا عايزاك انت بس.. انت أبويا و أمى و كل عيلتى.. أنا مستكفية بيك عن الدنيا كلها.. خلاص مش محتاجة أب تانى… انت أبويا يا يوسف.. ابويا و حبيبى و جوزى.. مش عايزة حاجة من الدنيا غيرك انت و بس.
ضمها الى صدره و قال:
بس ابوكى محتاجلك و عايزك حتى لو انتى مش عايزاه.. عايزك عشان يعوضك عن حرمانك منه و من عطفه و حنانه و عزه السنين دى كلها.. عايز يكفر عن ذنبه… أرجوكى يا زينة لو بتحبينى بجد متحرمهوش منك و من الفرصة اللى ربنا ادهاله عشان يعوضك و يكفر عن ذنوبه.
هدأت زينة قليلا بعدما سمعته يترجاها بهذه الطريقة و جففت دموعها و قالت له بجدية بعدما استعادت رباطة جأشها:
أنا لو جيت معاك، هاجى عشان خاطرك انت بس.
ابتسم و هو ينظر لها بحنان بالغ: 
ايوة كدا.. هى دى زينة مراتى و حبيبة قلبى.
ابتسمت نصف ابتسامة ثم تجهم وجهها فجأة و سألته: بس انت عرفت منين الحكاية دى و… كادت أن  تكمل أسئلتها و لكنها ذهلت عندما وصل تفكيرها لأن سهيلة أصبحت محرمة عليه فقالت بسعادة نوعا ما: 
معنى كلامك ان سهيلة اختى يعنى مينفعش تتجوزها..  صح؟! 
أجابها:
  صح..  شوفتى يا ستى ” مصائب قوم عند قوم فوائد “. 
زينة بذهول: 
ياااه معقول…  يعنى أنا بس اللى مراتك، و مفيش واحدة تانية هتشاركنى فيك؟!..  مش مصدقة نفسى، حاسة ان انا بحلم، أنا مش قادرة أستوعب أى حاجة من اللى انت حكيتهالى دلوقتى.
يوسف:
كلنا اتفاجئنا يا زينة، الموضوع مش سهل أبدا.
شردت قليلا ثم أردفت بابتسامة:
أحلى حاجة فى اللى حصل دا كله، إن انت هتكون ملكى أنا و بس…
أجابها بسخرية:
هو دا كل اللى هامك ف الحكاية كلها..  مفكرتيش سهيلة حالتها ايه دلوقتى؟!…  مفكرتيش تحطى نفسك مكانها…  تخيلى لو كنت اتجوزتها هى الاول،  كان هيبقى احساسك ايه لما تعرفى انك اتحرمتى عليا و انتى بتحبينى، و هى بردو بتحبنى. 
تأثرت من كلامه و تخيلت نفسها بذلك المشهد، فتألم قلبها لأجل سهيلة وقالت بأسف: 
عندك حق يا يوسف.. الله يكون فى عونها و يصبرها… حاحة صعبة جدا… طيب هى عاملة ايه دلوقتى.
زاغت عيناه فى الفراغ مردفا بأسى: 
جالها انهيار عصبى اول ما عرفت انى اتجوزتك، و اتحجزت ف المستشفى، و أبوكى جاتله جلطة و محجوز ف الاوضة اللى جنبها.
جحظت عيناها من الذهول، و أردفت بصدمة:
ينهار اسود… كل دا حصل و انا مش دريانة… دا انا طلع وشى شؤم عليكم يا يوسف.
أسرع مصححا كلامها:
لا يا قلبى متقوليش كدا.. بس المفاجأة غير متوقعة و ف توقيت قاتل.. انا كنت خلاص هكتب على سهيلة قبل ما المجرمة اللى اسمها سهام دى تيجى و تقولنا.
زينة بصدمة:
سهام!؟.. اه يا بنت ال… بقى انتى السبب فى حرمانى من ابويا العمر دا كله.
يوسف: 
المهم يلا.. البسى بسرعة عمى مستنى يشوفك على نار.
قالت بتردد:
انا مش عارفه اقوله ايه و لا اتعامل معاه ازاى.
قبض على كفيها و أحاطهما بين كفيه، يرمقها بابتسامة عذبة و أردف بنبرة حانية:
متفكريش هتقولى ايه… سيبى نفسك هى اللى تتصرف لواحدها بتلقائية.. اهم حاجة اوعى تجرحيه بكلمة، كفاية اللى هو فيه.
ابتسمت بحب قائلة: 
حاضر يا حبيبى.. مش عارفة من غيرك كنت عملت ايه.
قبل باطن كفيها و قال بعشق بالغ:
انا اللى مش عارف من غيرك كنت عملت ايه.. حياتى بدأت بجد بعد ما عرفتك و حبيتك.
بعدما بدلت ملابسها أخذها بسيارته و انطلق الى المشفى، كان ينظر لها يطمئنها بعينيه بين الحين و الاخر، و يشدد على كفيها المتشابكين بتوتر أثناء قيادته للسيارة، فهو يشعر بتوترها و قلقها من اللقاء المرتقب.
على صعيد آخر فى الملهى الليلى عند جلال و سهام…
بعدما غادروا فيلا راشد سليمان و بمجرد وصولهما للملهى قالت سهام لولدها بقلق بالغ: 
اسمع يا جلال احنا معادش لنا قُعاد هنا… راشد لما يفوقلنا مش هيسيبنا، احنا من بكرة هنعرض الكباريه للبيع.
جلال بصدمة: 
ايه اللى بتقوليه دا ياما.. اومال هناكل منين؟!
سهام: 
الفلوس اللى هتطلعلنا نشترى بيها شقة فى منطقة بعيدة عن هنا، و الفلوس اللى تتبقى نعمل بيها أى مشروع صغير ان شالله حتى دكان بقالة، و اهو انت يا حبيبى كلها كام يوم و تستلم شغلك ف الشركة و الاشية هتبقى معدن و كفايانا عك بقى يبنى.. مجالناش من ورا الكباريه دا غير المصايب، و الشحططة كل يوم و التانى ف الأقسام بسبب بوليس الآداب.
بدأ جلال يقتنع بحديث والدته و شرد بخياله و هو يرى نفسه فرد حراسة مهم ذو مكانة مرموقة فقال لها: عندك حق ياما…كانت فين أفكارك دى من زمان؟! 
سهام: 
اهو بقى يبنى لما آن الأوان. 
جلال: 
طب انا عارف شمسار هكلمه دلوقتى يشوفلنا مشترى للكباريه و الشقة. 
سهام بحماسة:
  طب يلا كلمه…  مستنى ايه؟!
و بالفعل عزما أمرهما على الانتقال الى شقة اخرى بمكان آخر و الاستغناء عن الملهى الليلى بما فيه.
أما راضى فلم يترك الملهى للحظة بعدما عرف أهمية العراك الذى قام بتصويره، فقد أكد عليه على بألا يتزحزح منه، و ألا تغفل عيناه عن كل كبيرة و صغيرة تحدث به.
بعد عودة سهام و جلال فى نهاية اليوم، اتصل بعلى لكى يطلعه على آخر ما سمعه…
راضى:
على باشا… يا مساء الفل
اجابه بتلهف:
مسائك ورد.. ها ايه الجديد؟!
راضى:
أخبار جديدة يا باشا… سمعت كدا طراطيش كلام إن زينة هربت مع البيه اللى كان بيتعارك مع جلال.
جحظت عينا على من المفاجأة:
أوبااا… هى حصلت كمان تهرب معاه…دا الحب مولع ف الدرة….
ضحك راضى بسماجة فتدارك على نفسه منهيا المكالمة:
عندك أخبار تانية؟!
راضى:
لحد دلوقتى لا يا باشا، بس لو أى حاجة جديدة حصلت، هبلغك علطول.
على:
تمام يا راضى، و زى ما قولتلك عنيك متغفالش عنهم.
راضى:
أكيد يا باشا.. متقلقش.
على:
ماشى يا راضى.. عدى عليا بكرة كدا ف السريع عشان تاخد حلاوتك و ترجع الكباريه تانى علطول.
ابتسم بجشع مردفا:
ماشى يا باشا.
أغلق على الهاتف، و شرد فيما سمع و إبتسامة واسعة مرسومة على وجهه السمج، فالأمور تسير معه على أفضل ما يرام، و الأحداث تتضافر فى خدمته، و مخططة اللعين يسير على الخط الذى رسمه بعناية، لا يحيد عنه الى الآن قيد أنملة.
يتبع…..
لقراءة الفصل الخامس والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!