Uncategorized

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الفصل السابع والعشرون 27 بقلم نرمينا راضي

 رواية الدبش اللي خطفت قلبي الفصل السابع والعشرون 27 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الفصل السابع والعشرون 27 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الفصل السابع والعشرون 27 بقلم نرمينا راضي

فاديه وصلت عند ريناد… وهي بدأت تحس بغلطها تدريجياً لما حست بوجع بنتها…ريناد كانت قافله على نفسها الأوضه وبتعيط. أما حمزه كان قاعد في البلكونه بيحرق في سجاير لحد مخلص علبه ودخل في التانيه وهو مش حاسس.. وكأن تفكيره إنشل… هو تعب.. تعب كتير عشان يوصل لريناد.. رغم إن فاديه كانت مبسوطه إن حمزه هيجوز بنتها عشان مستواه المادي زيهم.. بس ريناد كانت رافضه فكرة الجواز ودخلت في مرحلة تعب نفسي لما باباها إتوفى.. وبوقوف حمزه جنبها رغم إنها صديته أكتر من مره.. بس معاملته وحنيته عليها اللي عوضتها عن فقدان ابوها.. إستسلمت في الأخر لقلبها وحبيته… مكنش متخيل إن البنت اللي حبها توافق إن يبقى لها صحاب شباب عادي.. برغم إتفاقهم إنها تلغي الصحوبيه دي خالص… بس الغلط مش عليها.. الغلط  عاللي ربتها على تكوين صداقات مع الشباب… 
…. 
خبطت على باب الأوضه
ريناد بعياط: مش هفتحلك ياحمزه 
فاديه: أنا ماما ياريناد 
فتحتلها الباب وإترمت في حضنها وهي بتعيط وفاديه بتطبطب عليها بحرقة قلب على بنتها…. حمزه دخل عليهم وهو بيزعق لفاديه: خدي بنتك ومشوفش وشهاا تااني 
فاديه بزعيق هي كمان: إنت بتزعق ليييه.. هي عملت جرييمه يعني.. بتقلك صاحبها عادي
حمزه بسخريه وهو بيصقف بإيده: هههه لااا براافو.. اممم صاحبهاا… وأنا ميلزمنيش واحده بتصاحب رجاله.. خدي بنتك وغووري من هناا.. يلاااا… مهو لو الأم محترمه البنت هتطلع محترمه… لكن لما إنتي اللي تربيها على كده.. عاوزاه تطلع إييه!! خديهاا وإمشييي.. مشفش وشهاا تااني 
فاديه بصراخ عليه: إحترررم نفسسسك يااحمززه وإعررف إنت بتكلم ميين 
حمزه بسخريه: مش إما تحترميها إنتي الأول يادكتوره يافاضله 
ريناد بعدت عن حضن فاديه وجرت على حمزه حضنته بكامل قوتها وهي بتعيط: اناا اسفه يابابا.. مش هعمل كده تاني.. ارجوك متبعدتش عني
فااديه بصدمه: انتي بتقوليله بااباا!! يعني بيطردك من حياته وبتنااديله بااباااا!! 
حمزه كان واقف يبص لفاديه بكل غل.. نظراته لوحدها كانت بتقول إنه شويه وكان هيطلع روحها في إيده… أماا ريناد كانت لسه في حضن حمزه وحاطه راسها على صدره وبتعيط وهي بتوجه كلامها لفاديه: 
—أيوه بابا… هو الوحيد اللي وقف جنبي.. كل واحد كان مشغول بحياته.. حمزه اللي كان بيهون عليا كل حاجه… مكنش بيسبني أنام معيطه… حمزه.. حمزه بيتمنالي الرضا أرضى ياماما.. هو الوحيد اللي كان بيموت لو شاف دمعه نازله من عيني… وحقه.. حقه يكسرلي ضلع لما يلاقيني بكلم راجل تاني حتي لو في نيتي إنه مجرد زميل ليا في الجامعه.. بس الراجل اللي بيحب بيغير على حبيبته… وحمزه بيعشقني.. وانتي… وانتي اللي مفهمتنيش الغلط من الصح ياماما… كنتي دايماً تقوليلي مش عيب البنت يكون لها صحاب ولاد.. بس ده دمرلي جوازي… اناا… اناا بدمر بسببك ياماما……….. بصت في عين حمزه وهي بتعيط وبتترجاه: ارجووك متسبنيش… ارجووك ياحمزه… أنا مليش غيرك.. والله مهزعلك تاني.. انا اسفه… 
غصب عنه حبس دموعه.. مسحلها دموعها.. وطى عليها يبوس راسها وهو بيبص لفاديه ويقول: مش هسيبك… إنتي خلتيني في مقام أبوكي.. نادتيني بابا… والأب مبيهونش عليه ضناه… مش هسمح لحد أياً كان مين يفرق مابينا…… لف إيده عليها يشدد من إحتضانه ليها وهو بيمسح على شعرها عشان تهدا تحت نظرات فاديه الندمانه للمرحله اللي عيالها وصلولها بسببها…. 
رفعلها دقنها وهو بيأكد على كل حرف بيقوله: مش هسيبك… مش هسيبك أبداً… بس.. بس محتاج ابقى لوحدي شويه…. لسه هتنطق… حط إيده على شفايفها يسكتها وهو بيكمل كلامه: روحي بيتكم دلوقت.. يومين وهاجي أخدك… بس محتاج اهدا شويه
ريناد بضعف وتوسل: مش هتسبني!
حمزه بإبتسامة حب يطمنها: مستحيل……. 
بالفعل ريناد مشت بالعافيه مع فاديه.. خدت طول الطريق للڤيلا عياط.. مكنتش تتخيل إن الشخص اللي مكنش شاغل بالها دلوقت بقت مش طايقه البُعد عنه لحظه…. أما فاديه كانت طول الطريق بتندم على كل  كبيره وصغيره عملتها في حق ولادها…. وأخيراً الظالم وقع وإعترف بجبروته.. 
***********
أما وائل قبل مايمشي في خطته اللي هيجيب بيها حق أخته وكرامتها….كان لازم يعمل مشوار صغنن الأول
راح البيت وأول مادخل… سناء طلعت تجري عليه بخوف 
سناء وهي بتمسك وش وائل تبص فيه شمال ويمين بخوف 
—إنت كويس يابني…فيك حاجه ياضنايا….كنت فين إمبارح ياحبيبي…قلقتني اووي..ابووك غاب يتصل عليك..محدش فينا جاله نوم 
وائل وهو بيوطى على إيد أمه يبوسها: متقلقيش ياست الكل…في واحد صاحبي كان عامل حادثه وإضطريت ابات معاه والموبايل فصل شحن…أنا اسف إن قلقتكم علياا
سناء: ياحبيبي…الف سلامه عليه…وهو عامل إيه دلوقت!؟
وائل: اهو الحمدلله.
سناء بحب وحنان: الحمدلله إنك بخير…يلاا ياحبيبي غير هدومك على ماأعملك لقمه تاكلها 
وائل: معلش ياماما مش هاكل هناا…انا جاي أخد  شوية هدوم ليا عشان هخليني مع صاحبي ده..أهله مسافرين ومفيش حد معاه..
سناء: طيب يابني…مش عاوز فلوس….ابوك قبل مايطلع على شغله سابلك قرشين هنا 
وائل: ربنا ميحرمنيش منكم..انا فعلاً محتاج فلوس معاياا….معلش ياماما أنا عارف إن تقلت عليكم في المصاريف بس اوعدكم إن هفرحكم بتقديري السنادي 
سناء: متقلش كده ياوائل…لو متعبناش عشانكم هنتعب عشان مين…كفايا عليا يابني اشوفك إنت وأختك مبسوطين 
وائل: ااه صحيح…عديت على يمنى قعدت معاها شويه…بتسلم عليكي…وعمر بقا بيروح الشركه…فبتقول لما يفضى هيجوا يقضوا معانا يوم 
سناء: إحنا كنا هنروحلها بس طالما جوزها رجع شغله يبقا وقت مايفضوا بقاا… ربنا يصلحلها الحال
وائل: ياارب ياماما….. يلاا أنا ياست الكل بقاا هاخد هدومي وأمشي انا عشان سايبه لوحده 
سناء: ماشي يابني… خليك بالك من نفسك ياحبيبي… ربنا يسترها معاكم يارب  
*********
في الشقه اللي يمنى قاعده فيها…
كانت قاعده على السرير مكوره نفسها ومغطيه وشها بإيدها وهي بتعيط بشهقات: لييه….ليييه ياعمر….طب أعمل إيه…قولي ياارب أعمل إيه….أسيبـه!!…لاا..أرجعله…برضه مش عارفه…أناا..أناا لو رجعتله هيبقا معنديش كرامه…ومش..ومش هيحس أنه كسرني….بس وحشني…برغم إنه معداش يوم على بعده عني…بس وحشني أووي…يااارب إديني القوه والصبر إن أقدر أتحمل بعده…ياارب هو لازم يحس بالوجع اللي جوايا….سااعدني ياارب..أنا مليش غيرك..ساعدني….
عدت عليها دقايق وهي مش قادره تبطل عياط…شويه وسمعت الجرس بيرن…قامت تتسند عالحيطه بتعب وضعف وكسره قلب…
يمنى: ميين!
وائل: أنا يايمنى إفتحي..
….فتحتله ودخل كان جايب شنطة هدومه وجايبلها الأكل اللي بتحبه…….خدها من إيدها غسلها وشها وسرحلها شعرها اللي لسه متبهدل من شدة عمر ليه…..طلعلها غيار من اللي جبهولها قبل ميهربها إمبارح من الڤيلااا
وائل: غيري هدومك وتعالي يلاا ناكل..أنا جايبلك الأكل اللي بتحبيه..
مردتش عليه..هو طلع…وهي غيرت هدومها وتفكيرها وعقلها مع عمر..مش حاسه بأي حاجه حواليها…..طلعت قعدت عالكنبه اللي في صالة الشقه وهي بصه قدامها ودموعها عماله تنزل من غير متنطق…
وائل بيحاول يخفف عنها: فااكره لماا كان بابا يجبلنا الجبنه التركي وكنتي تاخديها وتستخبي في أي مكان وتاكليها كلها ههههه كنت ببقا عارف إنك اللي كلتيها بس مبرضاش أتكلم عشان إنتي بتحبيها…وأنا مكنتش بحب ازعلك……..يلاا متزعلنيش إنتي بقاا وكلي من إيدي الحته دي…..يمنى!!….إنتي فاكره لما تمتنعي عن الأكل كده هيحل حاجه!!..
يمنى: مليش نفس لحاجه 
وائل وهو بيأكلها غصب عنها: الأكل ملوش ذنب..كلي….يلاا…إفتحي بقك………بقت تفتح بقها  بصعوبه  تاكل وعيونها بتنزل دموع…
وائل: عاوزه تطلقي!!
يمنى:……….
وائل: ردي 
يمنى: فكرة إني أعيش من غيره بتوجعني…مابالك لما حياتي تنتهي معاه ويطلع منها….لا ياوائل..أنا مش هسامحه بسهوله..أنا بابا منكسرش ضهره عشان يربيني أحسن تربيه ويجي هوا يشك فيا بسهوله…يشك إن بخونه وبكلم واحد عليه!!…مش سهل…مش سهل عليا أنسى اللي عمله..وفي نفس الوقت صعب أووي أبعد……….مش بإيدي ياوائل….صدقني مش بإيدي…الحب لما يتملك من القلب صعب نمحيه..مابالك لو وصل لمرحلة العشق-الإدمان!!!
لااا..لااا..أنا مش هطلق..مش هبعد..أنا هعرفه بس قيمة يمنى
وائل: تربية راجل فعلاً…ربنا يهديهولك…عاوزه رأي…عمر رغم اللي عمله معاكي..بس شايف في عينه صورتك…عمر بيموت دلوقت من الندم…متتصوريش لما سمع المكالمه بتاعت أمه الحربايه دي وياسين…كان منهار إزااي 
يمنى بصدمه: طنط فاديه!!!
وائل: الحربايه دي هي السبب…هي اللي إتفقت مع ياسين الوسخ إنها توقع مابينكم 
يمنى بصدمه وإنهيار أكتر: طب ليييه!! لييييه…أنا كنت بعتبرها زي ماما…لييه تعمل كده!!….أنا..اناا مش مستوعبه إزااي أم تخرب على إبنهااا…لييه كده 
وائل: يمنى إهدي…علفكره عمر هيقلب الدنيا عليكي..عمر حاسس بالذنب جاامد 
بتزعق وتعيط بصوت عالي وهي بتقول: وأنااا لماا كنت بموووت قداامه محسش بيااا لييه…كنت بترجااه يسمعني..لكن..لكن هو مسمعش غير لنفسه بس…يستااهل..يستااهل اللي يجرااله……بدأت تهدا وهي لسه بتعيط..غبي…غبي ومتسرع..غبـــــييي…بس…بس روحي فيه
….
وائل: إهدي طيب عشان خاطري….صدقيني والله كل حاجه هترجع أحسن من الاول..وربك مابيسبش حد…..إهدي كده عشان عاوزك في موضوع مهم 
يمنى بدأت تهدا وهي بتبص لوائل بخوف: عمر…عمرر حصله حااجه!!
وائل بسخريه وضحك: بتخافي عليه برغم اللي عمله فيكي
يمنى بغضب: إنطق..عمرر حصله حاااجه 
وائل: لاا إطمني هو زعلان بس…وإنتي اللي هيحصلك حاجه بسبب قلبك الغبي ده 
يمنى وهي بتبص بعينها يمين وشمال..بتكلم بصوت واطي عشان أخوها ميسمعهاش: ياارب يكون كويس..
بيلوح بإيده قدام عينيها: إيييه سرحتي فيين!!
بتمسح دموعها وتعتدل في قعدتها: هاا..لاا مفيش…إحكيلي يلاا موضوع إيه!
وائل بتنحنح: إحممم..هو..هو ينفع واحد يحب واحده أكبر منه!؟
يمنى بإستغراب: إنت بتحب واحده أكبر منك!!
وائل: جااوبي بس وهفهمك 
يمنى: ااه عاادي..ليه لأ..السن عمره مكان عقبه قدام الحب…دايماً القلب هو اللي بيكسب..بس مجتمعنا المتخلف هو اللي بيستهزأ بده 
وائل: اهوو أناا خايف من مجتمعناا المتخلف ده 
يمنى: هو في إيه بالظبط!!
وائل بإرتباك شويه: بصرااحه أنا بحب المعيده بتاعتي 
يمنى بضحك غصب عنها: هههههههه هههههه ههههههه 
وائل بغيظ: علفكرره أنا مبقلش حاجه تضحك ياررخممه 
يمنى وهي بتترمي على الارض من الضحك: ههههه همووت مش قاادره ههههه بطنيي ههههه 
وائل بعصبيه وغيظ وهو بيجيب مخده يضربها بيها: علفكره والله أناا مهززق إن حكتلك حااجه…عييله مستفززه 
بطلت ضحك وهي بتشاور على شعره الكبير: بالله عليك كيف للفروه دي تحب…ده إنت شبه القنفد يبني…هههعهه لا لاا أناا ظلمتك كده…شعرك أحلاا من حيااتي..بس هههه بس إزاي بصتلك كده…يعني إحنا كبنات مبنحبش الراجل يكون شعره طويل كده 
وائل: قومي يابت من هناا…دانتي مهزقه والله….شعري ماله ومال اللي بقوله ده…وبعدين…وبعدين هي متعرفش إن بحبها أصلاً
يمنى وهي بتقوم من الأرض تقعد جنبه عالكنبه: طب إحكيلي..عندها كام سنه وإسمها إيه وكده يعني 
وائل بجديه: اسمها دنيا وعندها خمسه وعشرين..هي اتخرجت من كليتي كلية صيدله وإتعينت معيده علطول 
يمنى بشهقه: يعني أكبر منك بسنه وااحده بس!!…ده ميعتبرش فرق سن…طب وإنت مستني إيه؟!
وائل: مستني أتخرج السنادي وأتقدملها 
يمنى وهي بتضربه على كتفه: غبي..تصرف غبي..
وائل: إمال أتصرف إزاي ياذكيه!؟؟
يمنى: هقلك أناا…إنت تروح وتعترفلها بحبك…إفرض حد سبقك ليها قبل متتخرج…لأ إنت تروح تقلها إنك بتحبها وهتستنى لما تتخرج وتتقدملها..وهي لو قابله الموضوع هتيجي تقلك إنها موافقه…بس لو بتحبها فعلاً متسيبهاش من إيدك…وفي الأول والأخر النصيب بتاع ربنا..بس إعمل اللي تقدر عليه 
وائل وهو بيهز راسه يأكد على كلامها: عندك حق…لازم أقولها
يمنى بمزاح: ومتبقاش تنسى أختك بقا بعلبة شوكولاته
بيقرب منها يحضنها وهو بيطبطب على ضهرها: شكراً إنك سمعتيني في عز وجعك 
عينها دمعت تاني وهي بضم نفسها ليه أكتر: متقلش كده..الأخوات ملهمش إلاا بعض 
*********
عند باسم وعمر في الڤيلاا…فضل في مكانه من إمبارح في جنينة الڤيلاا يعيط بندم على تسرعه وضربه لحبيبته وطفلته
باسم مسبهوش لوحده وفضل قاعد جنبه بيستوعب اللي أمه بتعمله فيهم… 
عمر بيأس وتعب: قووم ياباسم…. رووح خد ورقة طلاق نور من الشركه وروحلها أخطبها رسمي… رووح ياباسم.. متضيعهاش من إيدك تاني 
باسم بإصرار وخوف على أخوه: أنا مش متحرك من هنا.. مش هسيبك أنا لوحدك كده… قوم ندور على يمنى
عمر بعصبيه: ملكش دعوه باللي أنا فيه… روح شووف مصلحتك يابااسم…. متعملش زي أخوك وتضيع واحده بتحبها من إيدك…. إمشي يابااسم… إمشي رووح لنور وسيبني في حالي… إمشي يابااسم مضيعشي الفرصه من إيدك تاني………. سكت شويه وهو بيضحك من الوجع بسخريه:  إلحق نور قبل ماأمك توصلها وتعمل فيها حاجه 
باسم بحزن: بس أنا مش هسيبك ياعمر… عمرنا مسيبنا بعض في ضيقه ياخويا…. أناا هفضل معااك لحد متلاقي مراتك
عمر وهو بيقوم من مكان ويزعق بصوت عالي… صوته كان كله ألم وتعب وحزن: أنااااا مش عااااوز حد معااايااا…. سااامع…. مش عاااوز حد معاايااا… كل اللي كنت عااوزهم معااياا راااحواا…. كلهممم راااحواا… أبوووك… وعدي اخووك… توأمي كاان بيغرق قداامي معرفتش أعمله حاااجه… ومرااتي… البنت الوحيده اللي حبيتهااا… راااحت بسببي….. كلهمم راااحواا ياباااسم…. سكت شويه ياخد نفسه بتعب… كمل كلامه المره دي بعياط وحسره: إمشي ياباااسم… إمشي رووح لحبيبتك…. هي لوحدها ومحتجالك أكترر…. إسمع كلامي وإمشيي……… كاان بااسم لسه هيقرب من عمر يهديه.. سمعوا صوت البوابه بتتفتح وعربيه داخله منهاا.. 
نزلت ريناد من العربيه وجنبها فاديه…. رينااد كان باين على وشها أثر الدموع… لما شافت إخوتها بالحاله دي.. جرت عليهم وخصوصاً عمر اللي كان لبسه متبهدل وشعره منكوش من كتر التفكير وقلة النوم 
ريناد بخوف وهي بتبص لباسم وعمر: مم…. ماالكم… في إيه…. باااسم في إيه!! عمرر ماالك!…..
 إنتوو مبتردووش علياا لييه!!  في إيييه يابااسم عمر مااله!! 
باسم: إنتي اللي مالك!!  وشك باين عليه إنك معيطه 
ريناد وإفتكرت اللي حصل وبدأت في العياط وهي بتقول: 
— حمزه زعلاان مني…. وقاالي روحي عندكم ولما يهدا هيجي ياخدني… بس دي اول مره نزعل مع بعض فيها… اناا… اناا اللي غبيه 
باسم بخوف وهو حاسس إن عيلته بتدمر فرد ورا التاني: 
—في إيه يارينااد… إيه اللي حصل!! 
ريناد بعياط: لقاا على موبايلي ارقاام شباب.. حلفتله إنهم مجرد زمايل كليه بس هو حاسس إن أهنت كرامته 
عمر إتصدم من اللي سمعه…بص لأمه اللي واقفه بعيد وحطه وشها في الأرض من الندم… فضل يضحك بصوت عالي زي المجنون… ضحكه إتحول لعياط وهو بيوجه كلامه لفاديه
—حتي بنتـــك… حتى بنتك إتلسعت من عماايلك… مش إنتي اللي ربتيهاا على كده…. ربتيهاا تصاحب شباب عادي…. عشاان إيه تبقاا منفتحه ومثقفه… سكت شويه وهو بيبصلها بحسره… كمل كلامه بصراخ وزعيق 
—ثقااافة إيييه اللي تدمري بيهاا جوااز بنتك…. لااا ومش بنتك وبس اللي إتأذت بسببك يادكتوره 
فاديه بندم: أناا اسفه ياعمر..ساامحني 
عمر بزعيق وحسره: بسسس… هتتاسفي على إيه ولاإيه
علـى ابويياا اللي ماات بحسرتــه بسببــك… بسبب الصفقاات الززففت اللي قعدتى تزني على رااسه ياخدهاا،، لحدد مخسرته كتيير وكل اللي عمله في سنيين رااح في سااعه… بسببك..وكل همك الفلوووس والمنصب…….أناا قدرت أرجع الشركه مكانها تااني… عاارفه ليه ياامامااا… عشاان مدخلتش صفقاات وكسبتها بالغش زي ماحضرتك كنتي بتحررضي بابااا……… تفتكري ماات وهو مسامحك!! 
طب وعدي… فااكره عدي ولانسيتيه ياماما… عدي توأمي اللي كان بيخاف من البحر وكنتي بتزليه دايماا  وتقوليله يااجباان…. عدي عشاان يثبتلك أنه مش جباان نزل البحر والموج سحبه…. أخوياااا كااان بيمووت قداامي ومعرفتش أعمله حااجه…. تفتكري هيساامحك!! 
وزينه… وزينه يااماماا.. زينه بنت خاالي اللي كنا بنعتبر بعض إخواات وأكترر… بسبب زنك إننا نتجوز… هي كرهتني وانا كرهتهاا… تفتكري هتسامحك!! 
ولاا نور…. نور البنت المسكينه اللي هددتي ابوها بالقتل لمجرد إنهاا حبت إبنك… جوزتيها لواحد داخل عالسبعين وسفرتيها بالإجباار… كل ده لييه… 
فااديه بزعيق: أناا بحافظ على فلوسكم… مش أي بنات… 
عمر قطع كلامها وهو بيزعق: فلوووس… فلوووس.. فلوووس…. كل اللي هاااامك الفلوووس…. وعياالك… عياالك اللي حيااتهم إدمررت بسببك… الفلوووس هتنفعهمم
بيعيط بصوت عالي: ويمنى… يمنى عملت فيكي إيه!!  البنت الوحيده اللي عوضتني عن موت أبويا واخوياا. زنبها إييه… بس عاارفه الغلط مش عليكي… الغلط عليا… اناا اللي حكمت عليها قبل مسمع منهاا…. ودلوققتت… دلوقت.. يمناااااه رااااحت….. يمنااااه مششتت ياماامااا… بسبببـك…. إنتي السبب في كل اللي بيحصلنااا ده….. طيب… طيب.. إفرضي عياالك سامحوكي… هل كل اللي ظلمتيهم دول هيسامحوكي
ريناد وباسم دموعهم كانت بتنزل من غير كلام… عينهم كلهاا نظرات الم وحسره تجاه فاديه… 
ريناد وهي بتعيط: أناا… اناا عمرري ماشفت أم بتعمل في ولادها كده… أناا. اناا دلوقت ابوياا اللي كان بيحبني بجد مات… وجوزي احن واحد عليا مش معايا دلوقت… وإنتي… وإنتي المفروض الحضن اللي يضمنا.. لييه تعملي فينا كده ياماما…. بتعيط بصوت عالي قبل ماتدخل أوضه من اوض الڤيلا الواسعه وتقفل على نفسها: كل الفلووس اللي عندنا دي مش هتشترلنا أم…. اناا… أناا معنديش مامااا 
….
باسم بوجع وحزن: أناا لقيت نور… لقيتها وهنجوز 
فاديه بصدمه: انت… انت بتقول إييه 
باسم وهو بيركب عربيته ويطلع من الڤيلا: أناا مش داخل هنا تااني.. انا هتجوز البنت اللي بحبها إنشاالله نشحت أنا وهي في الشوارع بس مش راجع هنا تاني… وخلي الفلوس تغنيكي عن عيالك
فاديه بتوسل: بااسم.. بااسم استني…… مردش عليها وهو بيمسح دموعه ويطلع بالعربيه بأقصى سرعه تجاه شركتهم يستلم ورقة طلاق نور 
اماا عمر ساب فاديه واقفه بتولول على حظها واللي بيحصل لحياة عيالها من تحت راسها.. وطلع الدور التاني بتاعه هو ويمنى.. 
فتح الباب وهو صوت عياطه عمال يعلى زي الأطفال… دخل وهو بينادي بصوت عالي: يمنااااه… أناا جييت ياحبيبتي…. سكت شويه وبدأ يضحك: ههههه بتنادي على مين ياعمر… إنت إتجننت ولاإيه ههههه خلااص معتش فيه يمنى… ثواني ونزل على ركبته ورجع يعيط تااني: وحشتيناااااي…. وحشتييني… وحشتينيي اووي يانبض الفؤااد… ياترى إنتي فين دلوقت يانور عيني…. ااه ياحبيبتي.. لو تعرفي أد إيه راجلك متعذب بغيابك دلوقت….. اااااه…. بيصرخ بصوت عالي لدرجه إن الصوت وصل لفاديه اللي عيطت على عياط عيالها الرجاله… أما ريناد حطت إيدها على ودنها وهي بتعيط.. مفيش حد شاف عمر قبل كده ضعيف بالشكل ده… صوت صراخه كان بيقطع فيهم.. حتى الخدم عيطوا على صرخته اللي تبكي الحجر 
عمر بصراااخ: اااااااااااه… ااااااااه….. إنتييي فييييين…… يمنااااااه….يمناااااااه . ااه يايمنتي… رجعهالي يارب.. إعمل فيا إللي إنت عاوزه بس هي تكون كويسه… إنتي فين ياطفلتي…
******* 
يمنى دخلت نامت جو عالسرير من التعب.. ووائل نام عالكنبه برا في الصاله… ثوااني وقام إنفزع على صراخها 
يمنى بعياط وصراخ زي الأطفال وهي نايمه: عمرررررررررر….. لاااا.. لاااا…. متمووتش يااعمرر….. عمررررر
وائل دخل جري.. لقاها نايمه وبتتقلب في السرير أكنها شايفه أبشع كابوس….. قومها وخدها في حضنه وهو بيطبطب عليها عشان تهدا
يمنى بتشدد على حضنه جامد وهي بتعيط: وحشتني اووي ياعمررر… معتش تعمل في يمنتك كده تااني… أناا بحبك اووي… بس متمووتش.. متمووتش يااعمر
وائل دموعه نزلت غصب عنه:  أناا وائل اخوكي يايمنى 
يمنى رفعت راسها تتأكد بصدمه ثانيه ورجعت تعيط تااني وهو يهدي فيها 
يمنى بشهقه وعياط: اناا.. اناا حلمت حلم وحش اووي… اناا.. اناا خايفه على عمرر ياوائل… خاايفه… خاايفه اووي 
وائل بحزن على حالة أخته ومن جواه بيلعن فاديه ميت مره
—عمرر مش هيحصله أي حاجه… صدقيني عمر قوي.. عمر راجل جبل يايمنى… مبتهدش بسهوله… متخافيش عليه.. سيبيه يتعذب في بعدك شويه عشان يعرف قيمتك كويس
مردتش عليه وفضلت تعيط….بعد دقايق إتكلمت بوجع وحزن واضح في صوتها: كنت هحكيله..والله كنت هقوله على أي حاجه حصلت في حياتي…بس..بس..كنت مستنيه الوقت المناسب…أنا محبتش اده..والله مافي راجل إتملك من قلبي زيه…بس ده مااضي..ليه أفتح فيه وأنا عارفه إنه هيسببلي وجع….أناا تعباانه اووي ياواائل…. 
*********
عند بااسم… وصل الشركه أخد الورقه من عاصم وركب وراح للشقه اللي هيجوز فيها هو ونور.. شقة ميامي الفخمه
وشه كان باين عليه التعب والإرهاق… فتح الباب ودخل… نور كانت غرقانه في الكرسي الواسع اللي كان بالع جسمهاا.. كانت بتتفرج على التلفزيون وبتاكل فشار…. أول ماشافته سابت الفشار من إيدها وجرت عليه بلهفه
نور: غبت كده ليه… وحشتني اووي
باسم بإبتسامه مصطنعه بيحاول يداري حزنه: وإنتي كمان وحشتيني… خدي ورقة طلاقك… 
نور بفرح وهي بتاخد الورقه منه تبص فيها:  شكرااا.. شكراا اووي… ربنا ميحرمنيش منك
باسم وهو بيقعد على الكنبه بتعب: متشكرنيش… اشكري عمر.. وإدعيله.. 
نور بإرتباك وخوف: هوو… هوو فيه إيه… صوتك عامل كده ليه…. عيونها دمعت…. 
—إنت… إنت معتش عاوزني!! 
باسم فضل باصصلها شويه… دموعه نزلت على وشه بدون وعي منه… صوته كان كله وجع وحزن وهو بيقول 
—محلتيش غيرك…. معتش ليا غيرك يانوري 
سابت الورقه من إيدها… قعدت جنبه وهي بتلمس دقنه بخجل
—مالك ياباسم 
حط إيده علي إيدها برقه وهو بيبص في عيونها 
—متخافيش.. حبيبك كويس… أنا هقوم انام شويه.. ولما اصحى هحكيلك على كل حاجه… بس دلوقت محتاج اناام… منمتش بقالي يومين…. لحظه ومال على صدرها ينام عليه… بغض النظر عن خدودها اللي إتوردت من الخجل كعادتها
… بدون وعي منها وطت على راسه تبوسها وهي بطبطب عليه لحد ماغطى في النوم وهو على صدرها جوا حضنها
*******
أماا عمرر مبقااش حاسس باللي بيعمله ولاشاايف قدامه..قفل الباب اللي يخص الدور بتاعه هو ويمنى وأخد المفتاح معاه…..قبل ماينزل لف للباب وهو بيقول
اليوم اللي هفتحك فيه هتكون مراتي معايا
..نزل قدام فاديه اللي لسه هتنطق.قاطعها وهو بيقول….
بس.ولاكلمه…أناا مااشي..ماشي ومش راجعها تااني…أناا مستغني عن الفلوس والشركه والڤيلاا وكل حااجه خديهاا….بس ياريت تعتبري إن عمر ماات…أناا لو ملقتش مرااتي..يبقاا تربة اخويا وابوياا أولى بياااا..سلاام يادكتوره
ركب عربيته وساق بأقصى سرعه لمكان بيجمع أحبابه…المقابر…
نزل وهو بيجر رجليه وراه..حاسس إن طاقته بتستنفذ..أول ماشاف المقابر..دبت رعشه في جسمه…غصب عنه نزل على الارض بركبته قدام قبر زي الاوضه عليه رخامه كبيره مكتوب عليها بالأسود العريض..(مقابر عائلة الرفاعي)
عيط..جسمه بيهتز مع عياطه…صوت عيااطه بيعلى وهو بيحط إيده على باب القبر..
—عدي….وحشتنيي اووي ياخوياا….إنت أكتر واحد كنت حاسس بيا وفاهمني…إنت عارف كويس إن اخوك مش وحش ولاجبرووت…إنت أكترر وااحد كنت عاارف إن أخوك بيمثل القوه وهو اضعف خلق الله ياعدي….فااكر لما جتلك قبل مااروح اخطب…فااكر قلتلك إييه….قلتلك اخوك بعد مكان رافض يحب عشان خايف يتعلق بحد ويروح منه زي ماإنت رحت قدام عيني….حب..حب وأدمن وعشق ياعدي…ورااحت…وأناا اللي ضيعتهاا بإيدي…أناا اللي ضيعتها بإيدي ياخويااا….طب قولي اعمل إيه ياعدي…أنزل صورتها في الجرايد…لاا..مستحيل اعمل كده..الناس تفكيرها وحش اووي ياعدي..ومصدقوا يجيبوا في سيرة حد ويقولوا هربت مع وااحدد..وهي هربت بسببي…بسبب غباائي….اااه…ااه ياعدي لو تعرف أخووك بقاا عاامل إزاي من بعدهاا….أخوك صااحب التلاتين سنه اللي الكبير والصغير بيعمله الف حساب..بقاا أضعف خلق الله…عاارف..لما يمنى دخلت حياتي كنت حاسس إن اسعد راجل في الدنيااا…وإتأكدت من إحساسي ده لما سابتني…بقيت أتعس واحد في الدنيااا…ااه والله ياعدي……سكت شويه ياخد نفسه وهو لسه بيعيط….بص للقبر تاني وهو بيقول 
وإنت كمان يابابا…وحشتني اووي…ضهري إنكسر من بعدك….إنت الوحيد اللي كنت تحذرني من تسرعي…واديني إتسرعت بالحكم على نبضي وروحي وظلمتهاا..وبسببي ضااعت…..أناا…اناا حااسس إني عااجز اوووي…مش…مش عارف أعمل إيه…مش عارف اتصرف إزااي……ااااااااه يااارب
……رفع راسه وهو بيدعي بتوسل يستنجد بربنا يساعده
ساااعدني يااارب…ساااعدني الااقيهاا…لو….لو يمنى مش بخير…أقبض روحي وخليني الحق بأبوياا واخوياا…لكن…لكن متسبنيش لوحدي ياارب….متسبنيش لوحددي….ياارب…ياارب محتااجلك اووي…عااقبني بأي حاجه إلاا بيهاا…متعاقبنيش بيهاا ياارب…..
فضل يردد كلمة ياارب لحد محس إن جفونه بتتقل وعينه بتغمض غصب عنه..ثواني وكور نفسه ونام جنب قبر ابوه وأخوه….
على دخول اذاان المغرب والليل بدا يغطى بسواده عالمقابر وهو لسه نايم اكنه في دنيا تانيه……..التُربي اللي بيلف في المقابر لمح حد نايم جنب تُرب…راح يصحيه 
التُربي بيهزه عشان يصحا: يأاستااذ….يااستااذ رووح ناام في بيتكم…إنت ياأستااذ
عمر قام مخضوض وهو بيقول: يمناااه 
التُربي باإستغراب: يمنى مين يااستاذ..لاحول ولاقوة إلاا بالله….محتااج مساعده طيب 
عمر وهو بيقوم ينفض التراب اللي عليه:  لاا اسف..اناا اسف
…طلع من المقابر ركب عربيته….طلع تليفونه يرن عليهاا..مفيش رد..التليفون مغلق…..فتح على صورتها وهو بيعيط ويقول: هلاقيكي…هلاقيكي يايمنتي وهترجعي لحضن عمر…ساعتهاا..سااعتهاا هكسر ضلوعك جوا حضني…مش هرحمك…مش هطلعك من حضني….النفس اللي بتتنفسيه وحشني…حركاتك المجنونه وحشتني….بيعيط بحسره وبيضحك في نفس الوقت…عارفه يايمنتي..حتى النيهااع بتاعتك العبيطه وحشتني…..هلاقيكي يانور عيني…هلاقيكي

يتبع..

لقراءة الفصل الثامن والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية الوقت المتبقي لي للكاتبة روزان مصطفى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!