Uncategorized

رواية ديفشا الحلقة الثانية 2 بقلم شهد مرسي

 رواية ديفشا الحلقة الثانية 2 بقلم شهد مرسي 

رواية ديفشا الحلقة الثانية 2 بقلم شهد مرسي 

رواية ديفشا الحلقة الثانية 2 بقلم شهد مرسي 

_كارمن ، كارمن .

وقفت علي صوت بيناديني ، صوت عارفاه ، وقفت قدام العربية .

= نعم .

_ نعم! ، أول مرة اشوفك بعد 5 سنين و تقوليلي نعم ، أنا المفروض اضربك بالقلم علي وشك ، و أمسك رأسك اكسرها ، كارمن انتِ مشيتِ و سبتي أهلك ورا ضهرك ، و مبصتيش وراكِ ، ليه بِعدي ، أنا اخوكِ ، المفروض أكون الحضن اللي تجري عليه و تستخبي فيه ، اهه كنت غبي ، أعترف ، و قسيت عليكِ ، بس مكنش ينفع تمشي كده ، دورت عليكِ كتير مش لقيتك ، مراد البحيري بجلاله قدره معرفش مكانك يا كارمن هانم . 

انتهي كلامه بإبتسامه ، بصيت في الأرض ، غمض عيني و خد نفس عميق و خرجته علي دفعات و فتحت عيني ، بصتله ، قررت اعاتب ، هو أعترف بغلطه ، ف مش مسكت ، و اعاتبه . 

= انتَ خذلتني مرتين يا مراد ، زي ما قولت انتَ كان المفروض الحضن اللي أجري عليه و استخبي فيه ، بس أنا ملقتش كده فيك ، انتَ خذلتني ، مسمعتنيش ، خد صف صاحبك ، و نسيت أختك ، تمام مش أخوات من الأب و الأم ، أخوات في الرضاعة ، بس ملكش حق إنك تتهمني ، أنا كنت غلط ايوهه بعترف ، في حياتي ، في أسلوبي مع الناس ، بس انت كنت المفروض تقف جنبي ، كنت تتدعمني قدام الناس ، و تحاسبني بيني و بينك ، بس أنا عذراك ، انتَ كنت في حياتك ، و أنا مكنتش بقبل النصيحة ، فضلت صاحبك عني ، و ده اللي وجعني . 

_ آسف حقك عليا ، و الله مكنش قصدي ازعلك ، انتِ عارفة في وقت عصبيتي ، بقول كلام يضايق ، بس مكنش قصدي . 

شدني لحضنه ، لا مش هعيط ، مش لدرجة يعني ، اه عاتبت ، لتاني مرة ، قررت اعاتب ، قررت اسيب مشاعري ، مقيدش نفسي ، و احطلها حدود في حاجات بتكون تلقائية ، في حاجات المفروض مش بتكون مترتبة ، بس خلاص قررت مقيدش نفسي ، كلمة مفروض دايما بنقولها علي اللي فات ، و هي كلمة لندم ، أو لشئ متعملش و كان لازم يتعمل ، كنت مُلزم بيه ، بس معملتهوش ف كان المفروض ، و كان المفروض الحضن ده محتجاه من 5 سنين بس ملتقهوش ، غير من آخر حد أتوقع إني هروحله . 

اتكلم بهزار _ طب إحنا في الشارع ، و الناس هتفتكرنا غلط ، مش أخوات خالص .

ضربته في كتفه = يا رخم ، أنا ماشية صاحبتي مستنياني .

_ بعيدا إني مش شايف إنك هتقابلي صاحبتك اصلا ، بس أنا هسيبك ترتبي أمورك شوية ، هسيبلك وقت مع نفسك ، و متزعليش من والدة ياسين ، مسكتلهاش ، وقفتها عند حدها .

=شكرًا .

_ ايدا كارمن بتشكر ، شكلنا هنكتشف حاجات كتير حصلت في 5 سنين ، باي . 

ابتسمت ابتسامة سخرية علي حالي ، و علي كل حاجة ، مسامحتش مراد كاملا ، بس قررت اعدي ، مع الوقت هسامح ، مواقفه الجاية هي اللي هتحدد . 

_ كنتِ فين يا كارمن بقالي كتير مستنياكي .

قعد علي الشازلونج و بصيت من البلكونة اللي بطل علي البحر = اقعدي .

_ اهوه قعد في اي ، مالك ، انتِ كويسة .

هزيت رأسي ب لا ، و أنا باصه قدامي و سرحانه في موج البحر  .

_ طب اي اللي حصل .

سكت ، و احترمت سكوتِ ، و هي عارفة إني هتكلم ، بحتاج اسكت قبل ما أتكلم ، هل أنا واثقة في الشخص اللي قدامي عشان أتكلم و لا ، هل كلامي هيكون ليه فايدة ، هل لما أتكلم هكون أحسن ، أسئله كتير بدور في دماغي ، بس وقفتها  ، أنا محتاجة أتكلم و بس ، مش محتاجة اسأل نفسي 100 سؤال .

  = مراد ، شوفت مراد إمبارح كان عمال يزعق عشان حد ينقذ صاحبه ، و صاحبه طلع مين ، طلع ياسين ، ياسين السايح في دمه ، اللي وشه مليان دم مش باين ملامحه ، اللي معظم أجزاء جسمه متكسرة ، غير الرصاص اللي في جسمه ، كنت خايفة و متوترة ، أول مرة أخاف و أنا في العمليات ، كل الطقم الطبي لاحظ ، ياسين طلع متجوز ، شوفت مامته ، مخلف بنت ، مامته مش سكتت ، مامته لسه بتكرهني ، أنا تعبت ، مراد عاتبني علي بُعدي ، و إني إزاي أبعد و أنا عندي عيله ، أعترف بغلطه و اتأسف ، و أنا عاتبت ، بس معرفتش أقول كل اللي في قلبي ، بس اتكلمت يا سارة ، مش سامحته ، مش قادرة أكمل ، أنا طاقتي خلصت من 5 سنين ، لو فيه طاقه كانت لشغلي ، حياتي كانت عبارة شغلي ، و إنجازاتي في شغلي و انتِ و سليم لما بيكلمني و بابا بس ، مش قادرة أشوف ياسين لما يفوق ، مش عايزة ياسين وجعني ، بُعده فرق ، بس خلاص مش موت يعني عايشة عادي ، و بقي مش فارق ، حياتي بقت هادية ، ليه يرجعوا تاني ، ليه .

سكت ، نفسي مش منتظم ، باخده براحه علي دفعات ، هديت شوية ، لقيت سارة بتسألني سؤال كنت دايما بهرب منه من ياسين . 

_ انتِ ليه محكتليش عن باباكِ قبل كدَ ، عن مامتك ، عن جو العيلة اللي كنتِ عايشة فيه .

ابتسمت ابتسامة سخرية = جو العيله ! أنا عيلتي كانت بتتمثل في ماما بس ، ماما هي كل حاجه ، ليها أخواتها اللي بيجوا تحللهم مشاكلهم بما إنها الكبيرة ، ماما مكنش في حد في حنيتها ، كانت شخصية قوية جدًا و هي بتحل مشاكل أخواتها و تزعق فيهم ، و في الآخر تطردهم ، و تقولهم متجوش تاني ، و لما يجوا تاني تحللهم مشاكلهم تاني ، و يمشوا ، كنت أنا وحيدة ، كانت تقولي انتِ ليكِ ميزة اهوه يست مش هيكون عندك أخوات يجوا يزهقوكي بمشاكلهم ، كانت دايما شايفة إني مضايقة إن مليش أخوات ، و هي تعبت و مش هتقدر تحمل تاني ، و أنا مكنتش مضايقه خالص ، كفاية إني أنا اللي هاخد كل حنيتها دي بس ، و محدش هيشاركني فيها ، كان عندي اخين مراد و سليم ، سليم قدي و مراد كان الكبير اكبر مننا  ب 7 سنين ، ماما كانت تعبانه ، و مامت سليم رضعتني مع سليم ، فأصبحوا اخواتِ و كانوا  ليهم دور مهم في حياتي ، بالذات تؤامي سليم .

أول ما جبت سيرتها ، كأن دموعي تنزل ليها بس ، دموعي الغالية اللي  بتنزل نادرًا .

_ طب و باباكِ .

سكت شوية ، مكنتش عايزة أرد ، بس ممكن أرتاح لما أتكلم ، و أنا مش عايزة حاجه غير أرتاح ، غمض عيني و خد نفس عميق و خرجته علي دفعات و فتحت عيني. 

= محمد المغربي ، ممكن نقول سيادة اللواء ، اللي مش مهتم بحاجة في حياته غير شغله و بس ، أتجوز هو و ماما جواز تقليدي ، من ناحية ماما هي كانت بتحبه ، بتحبه جدًا ، من ناحيته كان من ضغط عيلته ، و تريح دماغ لنفسه ، بس ترتب علي الجواز دَ ، تدمير لماما و تدميري أنا قبل ما اتبني اصلا ، كان بارد ، عرفت أنا جبت برودِ منين ، ماما تكون تعبانه طول اليوم في إنها تعمله الأكل اللي بيحبه ، و تستناه لحد بليل ،و في الآخر بعد ما قالها استني أنا جاي ، أصل أنا اتغديت في الشغل و يدخل ينام ، و يسيبها حتي من غير ما يطايب خاطرها حتي بكلمة ، بخيل المشاعر ، و نفس الصفة دي خدها منه ، ازاي الفطار بتاعه ميكنش جاهز قبل ما ينزل الشغل ، دَ يخرب الدنيا و يزعق ، عشان حاجه من طلباته متفذتش ، لما تعاتبه إن سفره كتر ، و رجوعه متأخر كل يوم ، بنته مش بتشوفه ، مفيش اي معامله بينك و بينها ، رد معتاد : و أنا أعمل اي ، ما أنا في شغل ، إن شاء الله في يوم الاجازة هخرجها ، يجي يوم الاجازة ، الاجازة الجاية بقي ، مش هقدر عندي مشوار ، كبرت علي دايما خاطر أمي بيتكسر علي ايده ، و البيت لا يخلو من زعيقه ، و بعده عني ، حتي لما بيقعد معايا بعتبره شخص غريب ، خلي عندي خوف من الزعيق ، رزعه الباب ، مليش صحاب في المدرسة ، حسيت إن المشكله فيا ، شخص انطوائي ، مش بيحب الكلام ، مع ماما كنت كويسة ، بس مش بعرف أتعامل مع العالم الخارجي ، ماما ودتني لدكتور نفسي يعرف مشكلتي ، فاكرة اليوم دَ فضل يزعقلها و يقولها بنتي مجنونه عشان توديها لدكتور نفسي ، و للأسف هو مكنش يعرف إنه السبب في كل اللي حصلي ، وصلت و بقي عندي 17 سنه ، خناقات ماما و بابا مكنتش بتقل بالعكس كانت بتزيد ، و أصبح يسيب البيت بالأسابيع ، ماما قررت الطلاق ، و راحت بيت كان ليها في إسكندرية ، كانت جيباها ليا هدية ، لو جبت مجموع و دخلت طب ، هدخل جامعة اسكندرية عشان هي عارفة حبي الشديد لاسكندرية ، مطلقهاش علطول ، سابت البيت قالها أهدي ، و كلام من دَ ، بس ماما صممت ، و كنت واخده صفه التصميم علي الشئ منهم هما الإتنين ، ماما مش شخص ضعيف ابدًا بس الحب ضعفها ، قدام بابا بتقدمله كل حاجه بلا حساب ، بس أدركت إنها غلط في الآخر ، و اتخلت عن حبها و عن عطائها اللا محدود ، جه يوم طلاقها ، تعبت في اليوم ده ، شوفتها و هي بتعيط في الاوضه ، بس لما خرجت في وجوده ، كانت في منتهي القوة ، و هو كان بيحاول إنها ترجع عن قرارها ، عشان العشرة و عشانِ ، بس هي خدت رائي ، و أنا كنت دعماها ، القرار ده لو كان من زمان ، كان هيكون أحسن بكتير ، وجوده مكنش مهم ، قعدنا في إسكندرية أنا و هي و دخلت كلية طب جامعة اسكندرية ، عدي سنه أولي جبت إمتياز ، كانت فخورة بيا جدًا ، عيشنا حياة هادية أنا و هي ، حياة من غير زعيق و تحكم ، قبل بداية السنة التانية ، عرفت خبر جوازه ، مش دي المشكلة ، المشكلة إنه كان متجوز و هي علي ذمته ، متجوز من 5 سنين ، مراته مخلفتش الولد اللي كان بيسعي ليه ، كانت متماسكة ، كان في مشكله مع أخواتها كلهم كانوا متخانقين مع بعض ، زعقت فيهم ، و صالحتهم ، سلمت عليهم جامد ، و فضلت توصي فيهم إنهم يكونوا في ضهر بعض من بعدها ، و حضنتهم و مشيوا ، دخلت اوضتها حضتني جامد ، و فضلت حضناني و عماله تتأسف ليا إنها مخترتش اب كويس و يهتم بيا و يصاحبني ، بس كانت بتأكدلي إنه بيحبني ، كانت تقولي متكرهوش ، بس أنا كنت كرهته ، كانت عماله توصيني علي إني أكون دايما ناجحه في حياتي ، أختار حب صح ، حب ميوجعش قلبي ، كانت بتنصحني في تربية أولادي ، فضلت تديني في نصايح في كل مرحلة في حياتي ، نمت في حضنها ، صحيت اصحيها تصلي الفجر ، صحيت و صلت و طولت في الصلاة أوي ، دخلت اشوفها ، لقيتها مش بتتحرك ، هزتها ، وقعت ، شوفت نبضها ، واقف ، اتصلت بأول رقم قابلني و كان رقمه هو ، رقم بابا ، اتصلت بيه و صرخت فيه و قولتله : ماتت ، انتَ السبب في موتها ، كانت بتحبك ، بس انتَ مش تستاهل حبها .

_  أنا جاي حالا .

قعد جنبها مش عارفة أعمل اي ، معيطش ، معرفتش اعيط ، كنت مصدومه إنها سابتني ، سابتني لوحدي من غير حد ، هي عارفة إني مليش غيرها و سابتني ، جه و عملوا العزا ، و أنا واقفة تايهه ، ناس تعزيني فيها ، مكنتش قادرة أتحمل ، بس هي كانت بتستحمل كل حاجه حواليها ، و أنا لازم أكون زيها في قدرة التحمل ، عشان أقدر ، وقف جنبي مراد ، سليم كان مسافر بس كان بيكلمني ، و جه وقت إن مينفعش أعيش لوحدي و لازم أروح مع بابا ، و مراد و مامته إني أرجع معاهم ، و أخوات ماما إني أعيش معاهم ، وقفت قصادهم و قولت : أنا مش هسيب إسكندرية ، حياتي هنا و كُليتي هنا و هعيش في البيت اللي كنا عايشين أنا و هي فيه ، و أنا مش رايحه مع حد .

رد عليا بابا : اي اللي بتقوليه دَ ، مش هينفع اسيبك تعيشي لوحدك .

= أنا ناضجه إني أقرر أنا هعيش ازاي و فين ، و مش دلوقت هتدخل في حياتي اللي متعرفش عنها حاجه .

_ كارمن مترفزنيش ، انتِ هتيجي تعيشي معايا. 

= هو أنا هروح أعيش معاك فين ، مع مرات ابويا ، هعيش مع اللي اتجوزتها علي ماما ، أنا مستحيل أجي أعيش معاك ، أنا معرفكش ، انتَ شخص غريب عني .

_ ارجعي القاهرة يا كارمن مش هسيبك في اسكندرية .

= أنا كُليتي هنا ، و مش هنقلها .

_ هي شكلها دلعتك ، و أنا مش هستحمل دلع ، أنا قولت كلمة و تنفذيها. 

= و أنا مش مأمور عندك ، عشان انفذ كل كلمه تقولها .

_ كارمن متخلنيش أفقد أعصابي ، و احترمي نفسك .

مراد مسكني من كتفي إن مردش عليه تاني ، عشان كان بدأ يفقد اعصابه و يمد ايده عليا .

و انتهي الكلام إني هرجع القاهرة و أسافر للكُلية كام مرة في الأسبوع ، و دَ كان حل عشان يهدي بابا ، و اعمل بردو اللي في دماغي .

_ و مراد معترضش علي سفرك .

=أعترض كتير ، بس قدام تصميمي وافق ، و كان مقدر إني كنت عايزة أقعد في شقه اللي هي كانت قاعدة فيها و حبي لإسكندرية . 

_ اتكلمِ عن علاقتك بمراد و سليم .

= مراد مكناش قريبين أوي هو أخ كبير ، ينصحني أنا و سليم ، علاقتنا مكنتش قوية أوي ، سليم هو اللي كنا قريبين بسبب إننا نفس السن ، بس مراد و سليم سافروا مع مامتهم و باباهم و أنا عندي 10 سنين دبي ، و كان تواصلي مع سليم ، فيديو كول بس .

_ علاقتك ب باباكي دلوقت .

= من بعد ما بِعد عن ياسين ، قررت أبعد عن الكل ، مش حابة وجودي وسط كل اللي حواليا ، غير كلام مراد اللي وجعني و خلاني أقرر أبعد و ابني حياة تانية ، و ابني كارمن تانية .

_ قدرتي ؟

= اهه ، قدرت ، بمساعدة بابا ، كلامي اللي عليه الأول متغيرش ، اللي عمله في ماما منستهوش ، فاكرة كل حاجة ، فاكرة زعيقه ، فاكرة بُعده عني زمان ، بس هو أتغير ، و اثبت بأفعاله و معاملته إنه تغير ، عوضني عن جزء بسيط من اللي اتمنعت منه طول حياتي اللي فاتت ، بعد وفاة ماما كنت شيفاه هو السبب ، هو السبب في موتها ، اللي وجعني أكتر إنه أكتشف إنه بيحبها ، طلق مراته اللي اتجوزها عليها كانت من تلات سنين طلعت مش 5 زي ما ماما عرفت ، طلقها بعد وفاة ماما  ، مخلفش منها ، دموعه اللي نزلت بندم علي إنها توفت و هي زعلانه منه ، و هو محمل نفسه الذنب ، بس اكتشفت إنه مش هو السبب ، ده قدرها ، و ده عمرها ، نظرتي اتغيرت علي كل حاجة ، كان لازم ابعد عشان أفهم و اشوف الصورة من بعيد .

_ باباكِ إزاي بَعدك عن كل اللي حواليكِ .

= بابا ليه علاقته ، و اسمه حتي بعد ما توقف عن العمل ، سافرت أنا و هو أكمل الدكتوراه ، و مبانش أسم إني سافرت ، عشان عارفه إن مراد هيحاول بكل طريقه إنه يعرف مكاني ، و اهتميت بتكوين إسمي و بس .

_ لسه شايفة نفسك أحسن من الكل .

= كل واحد بيحب يشوف نفسه أحسن حد ، بس مفيش حد أحسن من الكل ، أدركت إن طريقة تعاملي مع الناس غلط ، بس لسه مش بعرف أتعامل مع الناس صح بردو ، بس ليا طريقة بسيطه ، مش كارمن اللي رافعة رأسها في السما .

_ ياسين قادرة تسامحيه .

غمض عيني و خد نفس عميق و خرجته علي دفعات و فتحت عيني ، أعتقد إني حليت معظم العقبات اللي في حياتي الا الجزء اللي بيدور حوالين ياسين ، مامته ، كل ما أفتكر كل حاجة بتخص الموضوع ده بحس إني معملتش اي حاجه ، و أرجع لنقطه الصفر .

= ياسين معمليش حاجه عشان اسامحه ، هو مقدرش يكمل ، و مشي من حياتي بس ، أنا مش عشان بعد عن الكل بعد ما أنا و ياسين انفصلنا ، بس أنا كنت محتاجة أبعد من زمان ، بس في الفترة دي أنا كنت تعبت و مكنش عندي اي طاقه ، تراكمات الماضي، و تراكمات الحاضر ، كل حاجة كانت فوق دماغي ، حسيت إني ضايعة ، مليش حد ، الكل خذلني ، كنت محتاجة اترمي في حضن حد و اشتكيله من قسوة العالم ، و إني مش قادرة أكمل ، كنت محتاجة بس حد يشجعني ، إني أكمل ، كنت محتاجة ماما ، مكنتش عايزة حاجة غير إني اترمي في حضنها و تطبطب علي شعري بحنية و أنا استخبي في حضنها زي طفل خايف من كل اللي حواليه و ملقاش مكان أمن غير حضن امه يجري يستخبي فيه ، كلامها أدركت معناه مش هقول افتكرته كل كلمة قالتها اليوم ده مش نسياها و محفورة في قلبي قبل عقلي ، إنها قالتلي مبعدش عن بابا ، مكنش قاسية عليه ، مزعلش منه ، و إنه دايما بيحبني ، حتي لو كان بعيد ، للأسف عملت كل حاجه عكسها ، معرفتش أحبه ، معرفتش مكنش قاسية ، مبعدش عنه ، بس أنا مكنتش بعمل حاجه غير أبعد عنه ، كنت شيفاه السبب في وفاتها ، كنت عامية ، انانية شوية ، بس كان ليا عذري ، هو كان عايز يدخل حياتي يقول اومره و أنا المفروض انفذها و بس ، و أنا مش كده ، اتناقش معايا ، قول طلبك مش أمرك .

_ ليه كل ما أقول إنك تكلمي عن ياسين ، كلامك يروح لباباكِ ، انتِ شايفة إن ياسين ممكن يكون شبه باباكِ .

سكت قبل ما أرد ، لا أنا مش شايفه كده ، ياسين مش شبه بابا ، ياسين كان حاجه تانيه ، مش شبه معامله بابا ل ماما ابدا ، مردتش .

_ هغير السؤال و اسئله بشكل تاني ، كنتِ خايفة من ياسين ليكون في يوم شبه باباكِ و تكوني نسخه تانية من مامتك ، و تضحي عشان الحب و تكوني سلبية ، عشان كده مكنتيش عايزة تحبي أو أقول كنتِ خايفة تحبي .

سكت و غمض عيني أفتكر مواقف بسيطة مرت من 5 سنين .

___________________________

_ راجعه من الجامعة أمتي ، هعدي عليكِ نتغدي برا .

= عندي محاضرة ، مش عارفة هخلص أمتي .

_ خلصي في اي وقت ، و هنتغدي برا يا كارمن ، و قولت بمراد إنك هتكونِ معايا .

= تمام . 

بإستغراب =مأكولات بحرية ! انتَ مش بتحب السمك .

_ ما الهانم مش بتحب غيره اصلا .

= و انتَ .

_ دوقيني علي ذوقك يست إنهادرة ، مش يمكن أحبها زي ما بحبك . 

ابتسامة اترسمت علي وشي تلقائية في بداية كلامه بس بعد كده اختفت ابتسامتي و رفعت حاجبي و نظرة استنكار .

_ يست بتخافي تضحكِ ، اضحكِ خلي الدنيا  تنور . 

= يلا يا ياسين اطلب ، عشان منتاخرش ، عشان ورايا حاجات كتير .

_ ماشي يا كارمن اطلبِ انتِ .

________________________

فتحت عيني ، أعترف  إني بخاف من الحب ، الحب من نظرتي عبارة عن كدبه ، عذاب ، محدش بيحب و يرتاح ، شئ أسطوري ، محدش بيحب و هيفضل سعيد ، ابسط مثال ماما ، اتوجعت من الحب ، الحب مجبلهاش غير الوجع و تنازل عن حاجات كتير جواها ، ليه اغير نفسي عشان شخص ، ليه أحسن نفسي ، دي أنا ، أعمل كل حاجة عشاني أنا ، مش عشان حد .

= ياسين مكناش هنتفق ، هو شخص عصبي و بيحب يتحكم ، و أنا شخص مش يستحمل تعصب حد عليه و لا يكون شخص يتحكم فيه ، مكنتش الحياة بينا هتكون هادية ، ولادنا مكنوش هيعيشوا حياة طبيعية ، مكنش هنيفع نكون سوا .

_ دي مش إجابة سؤالي .

بصيت بضعف و عمر الضعف ما كان صفة من صفاتي بس كان ناتج من تعب و ارهاق تفكير ، نفسي بدأ يتقل ، كنت باخد نفسي بهدوء و أخرجه و احاول انظمه : ياسين او غيره كان ممكن يتغيروا ، الحب مش هيدوم ، مش هيفضل بعد ما نتجوز  و نخلف ، هتزيد المشاكل ما بنا ، هيتعصب و يزعق ، و أنا هزعق ، و أولادنا يكونوا ورا باب اوضهم سامعين كل حاجة ، و يخافوا منه بسبب صوت زعيقه و عصبيته ، و اربي أولادي علي نفس اللي اتربيت عليه ، و ياسين أكتشف إني مش هكون أم كويسة لأولاده زي ما مامته دايما كانت بتفضل تقول ، و في النهاية هو اللي سبني ، بس أنا اللي كنت عايزاه يسبني ، مكنتش اصلا موافقة علي الخطوبة من الأول  ، و كنت بخليه يبعد عني ، بس في النهاية بِعد .

_ هكون معاكِ في كل اللي قولتيه ، بس أنا ليا عيون و ليا عقل أفكر فيه قبل ما أتجوز ، احدد من تصرفات الشخص اللي قدامي هيكون زوج صالح ليا ، و اب صالح لأولاده و لا لاء ، من تصرفه مع طفل خبطه من غير قصد ، مع تصرفاته معايا دايما ، بيتغير ، متقلب ، غير اصلا إن كل بني آدم متقلب ، هل منافق ، هل قد كلمته دايما ، بس جه في مره مرتين تلاته اعتذر عن حاجه معملهاش عشان ظروفه ، هل بيهون عليه زعلك ، مهتم بتفاصيلك ، مش بيقلل من اي حاجه بتعمليها ، بيدعمك دايما ، بيشجعك  ، بس لازم قدام كل ده يلاقي مقابل ، يلاقيكي مهتمه بردو زي ما هو مهتم ، ما هو بني آدم محتاج بردو كل الحاجات اللي فاتت زيه زيك ،  قولتيلي اتعرفتي علي ياسين إزاي ؟ 

كنت مركزة في كل كلمة هي بتقولها و أقارن في علاقتي أنا و ياسين ، بس اكتشفت إني مقدمتش اي حاجة ، هو قدم حاجات ، هو كان بيشد في حبل ، أنا أصلا كنت سايبة الحبل  ، علاقتنا كانت مختومه بالفشل و أنا كنت جزء من الأسباب و جزء كبير ، ركزت مع آخر جملة قالتها و افتكرت أول مقابلة بيني وبين ياسين .

يتبع..

لقراءة الحلقة الثالثة : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

نرشح لك أيضاً رواية غصني للكاتبة ورد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!