Uncategorized

رواية بترت أجنحتها الفصل الرابع 4 بقلم أسماء إيهاب

 رواية بترت أجنحتها الفصل الرابع 4 بقلم أسماء إيهاب
رواية بترت أجنحتها الفصل الرابع 4 بقلم أسماء إيهاب

رواية بترت أجنحتها الفصل الرابع 4 بقلم أسماء إيهاب

تجلس نورسين بجوار فريال الغافية منذ زمن لا يأتي النوم الي جفونها ابداً تنظر امامها بشرود و هي تتذكر سهرتهم معاً كيف له ان اخذ شقيقته ممازحاً و انه يلاعبها و حملها راكضاً بها الي الاسفل و وقف امام المسبح الصغير و تظاهر انه سيسقطها حين ارخي ذراعيه لـ تصرخ هي برعب و تتشبث به لـ يعود متمسكاً بها مرة اخري و هو يطلق ضحكة عالية ذات بحة رجولية داعبت ثنايا قلبها المظلم بلا وعي منها اخذت تتأمل مشاكسته اللطيفة لـ شقيقته بابتسامة هادئة حتي وضع فريال اعلي الاريكة الصغيرة و جلس علي طرفها يطلب منها بلطف ان يسهر معها اليوم بالحديقة لـ تطلب فريال منها ان تبقي معهم تشاركهم مرحهم الليلة حاولت الاعتذار و الاعتراض و الابتعاد لـ يظهر صوته الهادئ من بين محاولاتها للفرار يطلب منها برفق ان تبقي معاهم و ان تطلب من الخادمة تحضير العصير و بعض التسالي لهما و بالفعل طلبت نورسين ذلك من الخادمة و عادت تجلس علي ارضية الجنينة بخجل منهم لـ يتحرك هو يجلس بالارض مقابلاً لها لـ تنظر الي الاسفل و هي تحاول أن تشارك في حديث بسيط بينهم حتي استمعت الي صوته العميق يسألها بهدوء :
_ انتي متجوزة بقالك اد اية يا نورسين 
ابتلعت لعابها بارتباك و هي تنظر نحوه هاتفه بصوت خفيض : 
_ ٣ سنين
همهم هو بتفهم و يصمت حين تحدثت فريال بلهفة و حماس و كأنها تذكرت شئ هام جداً تسأل فريد قائلة : 
_ فريد فاكر الملحن اللي اسمه بهاء صاحبك 
عقد فريد حاجبيه باستغراب و هو يهز رأسه بايجاب ينتظر منها ان تكمل ما تريد الوصول اليه بسؤالها عن ذلك الشخص لـ تلقي فريال نظرة سريعة نحو نورسين قبل ان تهتف :
_ اصل بصراحة نورسين بتعرف تغني و عايزاه يساعدها عشان تنمي موهبتها و يكتشفها 
ما ان انهت فريال حديثها حتي التفت هو الي نورسين التي انتفضت بزعر تنفي ذلك و هي تقول بتوتر بالغ قائلة : 
_ انا لا انا مبعرفش هي فريال بس بتبالغ 
لاحظ انها زجرت شقيقته بنظراتها الغاضبة من انها تكشف هذا السر الخطير له لـ تلاعب فريال حاجبيها بمشاكسة و هي تصيح بمرح : 
_ طب ما تثبتي كدا ان صوتك وحش 
هبت واقفة بتعثر و هي تنفي برأسها و وجهها قد تخضب بالحمرة من شدة خجلها منه و هو يراقب بسكون و هدوء حتي قالت هي بصوت مرتجف : 
_ لا خالص مبعرفش انا هروح قصدي هطلع انام عشان عشان 
ظلت تلملم الحديث بهرجلة و لكنه لا يكتمل لـ تلقي بتحية عليهم بصوت خافت و هي تلتفت مغادرة الي الاعلي الا انها شهقت بخفوت و هي تضع يدها علي فمها و هي تجده يقف امامها كيف وقف و تقدم منها بتلك السرعة و هي لم تشعر انها كانت تسرع بحركتها كيف له ان يسبق حركتها السريعة ، ابتلعت ريقها بـصعوبة و هي ترفع رأسها اليه ببطئ تنظر اليه باستفهام لما يريد لـ يهمس هو بصوت هادئ : 
_ انا ممكن اساعدك بجد علي فكرة بس لو اقتنعت بكي 
التفتت الي فريال تشير اليها بارتجاف و هي تتحدث باحراج : 
_ بجد فريال بتبالغ انا ان..
قاطع حديثها امسك يدها بعفوية غير مقصودة منه الا أنها قد اصاب جسدها بانتفاضة زلزلت كيانها و هي تشعر بكف يده الكبير يحتضن كف يدها الصغير بدفئ لم تشعر به من قبل ابداً و تقدم من محلها مرة أخري يترك يدها كما امسكها و هو غير مهتم بما شعرت هي به لـ تشعر بالبرودة تحتل كف يدها الذي أخذ الدفئ من يده لـ تمسكه بيدها الاخري حتي تدفئه مرة أخري في حين نطق هو قائلاً : 
_ اقعدي يا نورسين 
توقفت أنفاسها للحظات قبل ان تنصاع لـ طلبه و تجلس علي الارض مرة أخري و تأتي بذات اللحظة الخادمة بالعصير و بعض التسالي تضعهم الي جوارهم علي منضدة صغيرة للغاية جاءت بها ايضاً ثم انصرفت لـ تمد فريال يدها الي جوارها علي تلك المنضدة لـ تأخذ كوب من العصير تمد يدها به نحو فريد و امسك بالاخر الي نورسين التي امسكته بتوتر و هي ترمقها بغيظ قابلته هي بضحك علي شخصية نورسين الطفولية ثم اخذت كوبها و تراجعت تستند ظهرها علي تلك الاريكة تراقبها بهدوء في حين نظر اليها فريد قائلاً بهدوء : 
_ سمعيني صوتك بقي عشان لو عجبني هكلم بهاء عليكي 
خفضت نورسين عينها الي الارض من جديد و هي علي وشك البكاء من كثرة الخجل الذي ينتابها الآن لـ تصيح فريال بمشاكسة :
_ يا روحي مكسوفة اوي يا فريد خلاص بقي ثق في كلامي انا بقولك ان صوت نورسين تحفة كلمه انت بس و مش هتندم 
نظرت نورسين الي فريال بامتنان انها اخرجتها من ذلك الموقف المحرج لـ تغمز فريال بعينها بمرح و هي تقول : 
_ عدي الجمايل بقي 
ابتسمت نورسين بهدوء و هي تكمل معهم باقي سهرتهم و هم يتشاجران بمشاغبة كـ الاطفال و قد اتكسفت ان لـ فريد شخصية مرحة للغاية مع شقيقته لا يحظي بها غيرها و انه يتغير مائة و ثمانون درجة مع شقيقته تشعر به انه يريد ان يخرجها من ما هي به يكفي انها تعاني من مرض نارد لا يعلم علاج له سوا الله رب العالمين …
_ نورسين انتي لسة صاحية
وصل صوت فريال الناعس التي استيقظت للتو من نومها تخرج نورسين من شرودها بما حدث مساءاً لـ تلتفت إليها قائلة بهدوء :
_ مكنش جايلي نوم يا حبيبتي المهم انتي محتاجة حاجة 
اجابتها فريال و هي تحاول الاعتدال قليلاً قائلة :
_ عايزة كوباية ماية بس 
عاونتها نورسين في الاعتدال و التفتت الي وحدة الادراج جوارها لـ تأتي بكوب من الماء و لكنها وجدت زجاج المياه فارغة و قد نست تماماً تغيرها بأخري قبل الخلود الي النوم لـ تخرج بهدوء من الفراش تمسك بالزجاجة الفارغة و هي تتحدث الي فريال : 
_ مفيش ماية هنا هنزل اجيب ماية و اجي 
تقدمت من باب الغرفة الا انها توقفت تنظر الي ملابسها المنزلية الخفيفة و ذراعيها العاريان و فتحت صدر ثوبها المنخفضة تظهر اول صدرها ثم نظرت الي بنطالها الخفيف و تأففت و هي تسير نحو وحدة الادراج من جديد تضع عليها الزجاج و تمسك بالمأزر الموجود علي طرف الفراش و ترتديه سريعاً قبل أن تأخذ الزجاج مرة اخري و ترحل من الغرفة تنزل الي الاسفل متجهة نحو المطبخ و هي تضم المأزر عليها بيدها الأخري ، وقفت امام البراد تخرج منها زجاجة من الماء البارد و وضعتها علي الطاولة لـ تعدل من غرتها و قد تأوهت بألم و صوت خافت عندما دخلت بعض من خصلات شعرها الي عينها فركت عينها و هي تزيح غرتها مرة أخرى متقدمة من صنبور المياه المتوجد بالمطبخ و تنحني قليلاً لـ تغسل وجهها حتي يخف من ألم عينها و لكنها شعرت بأحد يمر من امام باب المطبخ وقفت سريعاً معتدلة و قد ارتجف جسدها بخوف لـ تغلق صنبور المياه و تتقدم من الخارج و هي تمسك بزجاجة الماء مرة اخري نظرت الي الخارج بجميع الاتجاهات و هي تقف علي عتبة باب المطبخ ، هزت رأسها بنفي و هي تهمس بنفسها انها تتخيل فقط من خوفها من الظلام الذي يعم المنزل بأكمله الا من الانارة خافت بأخر الممر يأتي ببصيص من الضوء اليها تنهدت و هي تغلق ضوء المطبخ متقدم من الخارج لكنها شعرت مرة اخري بأحدهم يمر لـ تلتفت سريعاً بخوف سيطر عليها اكثر و قد زادت وتيرة انفاسها بزعر الا انها لم تجد شئ للمرة الثانية لـ تلتفت و كادت ان تركض من شدة خوفها الا انها استمعت الي صوت شئ قد انزاح او كاد ان يسقط الا انه لحق به لـ تتأكد من شكوكها بوجود احدهم بالمنزل مع ازياد شعورها بالفزع و احتلال البرودة لاطرافها لـ تصرخ صرخة عالية كانت اخر ما صدر منها قبل ان تجد ما يسكتها و ما كان الا كف ضخم وضع علي فمها يكتم صوتها الا من بعض همهمات فزعة و سقطت زجاج الماء من يدها محدثة ضجة كبيرة وسط الهدوء و السكون المحاط بها ، حاولت رؤية هوية من خلفها رغم تصلب جسدها بصدمة و لكنها لا تعرف فقط عينها الزائغة بخوف شديد تدور بكل مكان و اصاب الخدر جسدها و اصبح تنفسها اعلي و صدرها يعلو و يهبط بجنون و ذاكرتها تملي عليها بعض من الذكريات البشعة التي مرت بها الا أنها اطمئنت حين انتشر الضوء بالمنزل و استمعت الي صوت اقدام من اعلي الدرج و لم تستمر فرحتها كثيراً ان احدهم سوف ينقذها من هذا الوضع الا ان سحبها ذلك الشخص نحو المطبخ مرة اخري ضاغطاً علي فمها اكثر و هو يهمس بصوت غليظ : 
_ قسماً بالله اي حركة منك هقتلك هنا 
ازداد خوفها و بدأت عينها تذرف الدموع مجرد ان انتهي من جملته و استمعت الي صوت فريد و هو يبحث بالمكان و هو يصيح مستفسراً من هنا لـ يسحبها ذلك الشخص مرة اخري الي خلف باب المطبخ حيث الظلام الدامس لـ يزداد بكاءها و خرج منها رغم يده الضخمة نشيج متألم من قبضته و من وضعها الغير معلوم حتي الآن لـ يرفع ذلك الشخص سكين حاد النصل اخذها من جيبه واضعاً اياها علي رقبتها قائلاً بصوت هامس رغم غضبه الشديد : 
_ اخرسي ياما هقتلك 
اغمضت عينها تدعو الله بداخلها ان ينجيها من هذا الامر و ان لا يحدث لها اي مكروه ، استمعت الي صوت الخدم و استيقظ الجميع من صوت صراخها اولاً قبل صوت فريد العالي و الذي اخذ يبحث عن من كسر هذه الزجاجة و من صرخ بصوت عالي ايقظه من ثباته العميق لـ يسير نحو احدي الخادمات هاتفاً بها بصرامة : 
_ اطلعي شوفي فريال هانم هي و الممرضة 
اسرعت الخادمة بتنفيذ اوامره تصعد نحو الدرج و اتجه هو بخطواته نحو المطبخ فتح الضوء ينظر الي الداخل جيداً و لكنه لم يجد أحدهم لـ يخرج مرة اخري وسط توسلتها الخفية ان يبقي رفعت يدها اخيراً و قد فاق جسدها من صدمته و تصلبه و خدست يد ذلك الشخص بأظافرها بقوة لـ يكتم هو صرخته المتألم و ضغط اكثر علي عنقها بالسكين قائلاً بهمس بأذنها : 
_ حركة كمان و اتشهدي علي روحك
شعرت بأنفاسه الحارة علي بشرتها جعلت منها تتقزز و تشعر بالاشمئزاز منه و لكنها فضلت الصمت قبل أن تموت علي يده اغلقت عينها بقوة و تسيل دموعها بلا توقف و جسدها اصبح يرتجف بقوة شديدة حتي استمعت الي صوت الخادمة بالخارج تهتف بفريد قائلة : 
_ فريد بيه فريال هانم كويس بس هي بتقول أن الممرضة نزلت تجبلها ماية و مطلعتش و هي خايفة من صوت الصريخ لانه صوتها 
اتسعت اعين فريد و السواد اصبح يحيط عينه الخضراء لـ تصبح اكثر حدة لـ ينظر نحو الخادمة من جديد و قد نبض عرق رقبته بشدة قائلاً بصوت غاضب : 
_ اطلعي طمنيها و خليكي جنبها قوليلها ان الممرضة وقعت و هي طالعة و أنها كويسة دلوقتي و هطلع كمان شوية 
اراد ان يطمئن شقيقته و لا يجعلها تشعر بعجزها و عدم قدرتها حتي علي معرفة ما يدور بالاسفل و ايضاً حتي لا تخف ان الممرضة التي اصبحت صديقتها غير موجودة بالمنزل رغم صراخها الخائف ، انصرفت الخادمة مرة اخري و خرج الخادم من احد الغرف قائلاً : 
_ مفيش حد يا فريد بيه 
تجول فريد مرة اخري بكل مكان يشعر بأن هناك خطب ما و ليس جيد ابداً عاد مرة اخري الي المطبخ و فعل مثل ما فعل المرة السابقة لـ تضغط هي علي كف يدها و هي تبكي تدعو الله ان يراها هذه المرة و لكنها ضغطت علي جفنيها بخوف شديد و هي تجده يخرج مرة اخري قبل ان يراها و هذه المرة شعرت بقدمها تتراخي و تصبح غير قادرة علي حملها الا ان هذا الشخص تمسك بها جيداً يلصق ظهرها بصدره و يده حاوطت جسدها بحميمية أثارت غضبها رفعت يدها تبعد يده عنها و لكنه قرب نفسه منها اكثر بتحدي و لكن قبل ان تخدش يده مرة اخري التقطت اذنها كلمات فريد قائلاً بجدية : 
_ كل واحد يروح علي اوضته شكل مفيش حاجة و انا كمان هطلع أنام 
استمعت بقلب يخفق بقوة تكاد تجزم انه سيخرج من قفصها الصدري و اصابها الزعر اكثر فاكثر و سيناريوهات كثيرة تتخبط بعقلها من فكرة وجودها مع هذا الكائن و لا يشعر احد بها كاد ان يغشي عليها من تلك الفكرة لكنها شعرت بسحب ذلك الشخص لها عندما اطمئن ان الجميع غادر غرفهم و الضوء اصبح مغلق كما السابق سحبها معه غير مهتم بقدمها التي اصبحت حافية دخلت بها قطعة من الزجاج المنتشر بالارض لعدم قدرة قدمها علي تحمل جسدها لـ يجعل نعلها المنزل خرج من قدمها و هو يجذبها بقوة حتي كادت ان تختنق و ألم قدمها لم تعد تتحمله دماءها تسيل علي الارض كلما خطت خطواتها المتعرجة ، وقف ذلك الشخص يراقب جميع انحاء المنزل قبل ان ينحني نحو اذنها متسائلاً بحدة : 
_ بيشيلوا الفلوس فين 
هزت نورسين رأسها بنفي و عينها غارقة بالدمع لـ يمد يده بجيب بنطاله يخرج منه رباط اسود اللون يضعه علي فمها و يربطه بقوة حتي لا تتمكن من الحديث و ما ان هم بأخد رباط مأزرها يقيدها به الا ان انتشر الضوء بالمكان و ظهر فريد الذي فتح الاضواء هم فريد بالاتجاه نحو و هو يقول بغضب يبطنه السخرية : 
_ مش تقول انك موجود يا راجل عشان نرحب بيك
لـ يسرع ذلك الرجل ضخم الجثة بدفع نورسين بكل ما لديه من قوة لـ تسقط علي الارض بقسوة و اصطدمت رأسها بالأرض الصلابة و لم تتحمل هي لـ يغشي عليها بالحال بعد ان غرس بكتفها قطعة اخري من الزجاج و اسرع هو للهرب و لكنه ما ان التفت حتي تلقي ضربة قوية من عصا غليظة بيد الخادم الذي خرج من غرفته لـ يسقط علي الارض لـ يسرع الخادم نحوه يقيده و يسرع فريد نحو تلك المغشي عليها تسيل الدماء منها جثي علي ركبتيه امامها يزيح ذلك الرباط السميك عن فمها و يربت علي وجهها بخفة هاتفاً بقلق : 
_ نورسين .. نورسين سمعاني .. نورسين فوقي 
انتبه الي الدماء التي تنزف من كتفها و قدمها لـ يمد يده ببطئ نحو كتفها يمسك بقطعة الزجاج التي تغرس بكتفها لـ يجذبها سريعاً خارج كتفها و فعل المثل بقدمها اقترب منها مرة اخري يضع اصبعه السبابة و الوسطى علي رقبتها لـ يشعر بنبضات عرقها لـ يتنهد براحة و هو يضع يد خلف ركبتيها و يد الأخري خلف ظهرها يحملها مستقيماً بها متوجه نحو الاعلي نحو غرفته حتي لا تفزع شقيقته من مظهرها و لكنه التفت الي الخادم قائلاً بحدة : 
_ بلغ البوليس و ابعت هات دكتور يشوفها 
هز الخادم رأسه بايجاب سريعاً لـ يصعد هو الي الاعلي و هي بين يديه فاقدة للوعي لا تشعر بشئ فقد تنزف بشدة و وجهها شاحب اللون و كأن الدماء هربت من جسدها لـ يدلف الي غرفته و يضعها بحذر علي الفراش و ينظر الي وسادته البيضاء التي تلوثت بالدماء لـ يعلم ان رأسها ينزف ازاح غرتها عن وجهها لـ يري الدماء تتسلل علي جبهتها تأفف و هو يعيد خصلاتها مرة اخري كما كانت ، ابتعد ينظر الي ملابسه التي تلوثت هي الاخري بالدماء .. ملابس!! مهلاً رفع بصره نحو ملابسها المنزلية الخفيفة بضيق و زاد ضيقه فتحت صدرها التي ازدادت اتساعاً بنومها ، تقدم نحو طاولة الزينة الخاصة به لـ يفتح الدرج و يأخذ مشبك معدني له علي شكل طائر بـ جناح واحد فقط يضعه بسترة حلته لـ يتقدم منها مرة اخري و يقف امامها مد يده و حاول لملمت ثوبها دون ان يلمس جسدها و لكن رغماً عنه لامست انامله بشرتها الناعمة الرقيقة و هو يضع المشبك لـ يغلق فتحت صدرها لـ يبتعد و قد انتفض جسده و اصابت عموده الفقري رجفة مفاجأة و ظل ثابت متصلب ينظر الي وجهها لعدة دقائق قبل ان يلقي عليها الغطاء الخفيف و يتوجه بغضب نحو خزانة ملابسه لـ يبدل كنزته المنزلية الملطخة بالدماء و يتوجه الي شقيقته لـ يطمئنها و يطمئن عليها قبل ان يأتي الطبيب و الشرطة أيضاً 
***********************************
اشار فريد الي الطبيب الذي اسرع بالحضور لـ قربه من منزل فريد فهو جار له منذ سنوات اشار له بيده و هو يتقدمه نحو الغرفة المقطنة بها نورسين فاقدة للوعي دلف الطبيب و تقدم نحوها و تفحص رأسها النازف لـ يمسك بحقيبته و يفتحها و يبدأ بتنظيف جرح رأسها و ايقاف النزيف و اكمل عمله حتي انتهي من لف ضمادة حول قدمها ثم كتب بورقة بعض العقاقير الطبية المسكنة و مد يده بالورقة نحو فريد و هو يقول بهدوء : 
_ هي كويسة دلوقتي الحمد لله بس لازم تعمل اشاعة علي رأسها لان الواقعة كانت جامدة جدا علي رأسها 
هز فريد رأسه بايجاب متفهماً حديث الطبيب ثم تحدث باستفسار و هو ينظر اليها مرة اخري قائلاً : 
_ طب هي لية مفاقتش 
تحدث الطبيب بجدية و قد رأي مدة الضرر التي اصابها في رأسها من شدة سقوطها علي الارض المصنوعة من خامة البورسلين :
_ طبيعي و احتمال تفوق بكرا بس زي ما قولتلك لازم اشاعة 
هز رأسه مرة اخري و هو يلقي نظرة عليها قبل ان يشير الي الخارج قائلاً بهدوء :
_ شكرا يا دكتور اتفضل 
اوصل الطبيب و وجد الشرطة بالاسفل و قد جاءت للتو لـ يتفحصه الامر و بعد ان رحب بهم فريد و تعرفا علي هوية كل منهم للاخر و سرد للضابط كل ما حدث و انه كان يمسك بالممرضة و اصابها برأسها وقف الضابط امام ذلك الشخص المقيد بالمقعد ينظر اليه قليلاً قبل ان يبتسم بسخرية و هو يعلم هويته جيداً فهو خرج من السجن منذ ايام عدة فقط انحني الضابط يربت علي وجنته بقوة و هو يقول بحدة : 
_ انت لحقت ياض دا انت لسة طالع من الحبس من ايام 
هز ذلك الرجل رأسه بزعر و هو ينظر بأعين خائفة الي الضابط لـ يتلعثم بالحديث قائلاً : 
_ انا معملتش حاجة يا بيه معملتش حاجة 
ضحك الضابط علي حديث ثم امسك بياقة كنزته السوداء يجذبه منها اليه و هو ينظر الي عينه بقوة جعلته يخاف اكثر و اكثر قائلاً بصوت حاد عالي : 
_ اومال جاي هنا تعمل اية تاخد تان بروح امك 
ابتلع ذلك الشخص ريقه بصعوبة و هو يراقب تعابير الضابط التي تتحول الي الغضب الشديد فهو ادري الناس به و بعصبيته لـ يقف الضابط باعتدال و هو يشير الي العسكري الموجود خلفه قائلاً بصوته القوي : 
_ خده يا بني
اقترب العسكري من ذلك الشخص حتي يأخذه و بدأ في فك وثاقه و الاخر يتحرك بهسترية و هو لا يريد العودة مرة اخري الي السجن لم يتمتع بعد بالحياة خارج القضبان الحديدية و خارج اسوار السجن المحيطة به من كل جانب لـ يصرخ بصوت عالي متوسل : 
_ انا مليش دعوة يا بيه هو اللي بعتني انا مليش دعوة 
انتبه الضابط لما قاله لـ يتقدم منه مشيراً إلي العسكري ان يتراجع و في المقابل نفذ العسكري ما امره به لـ يتقدم الضابط منه مرة أخري يقف أمامه قائلاً بجدية : 
_ مين هو اللي بعتك ياض و بعتك لية 
ابتلع الاخر ريقه و هو يمسد علي معصميه من شدة القيد الذي كان يلتف حولهم ثم رفع رأسه نحو الضابط متحدثاً : 
_ جوز الممرضة دي هو اللي بعتني اخطفها من هنا و قالي انها هربانة منه مع البية دا 
اشار بنهاية حديثه الي فريد الذي وقف مشدوه من ما قاله هذا الرجل كيف له ان يكون رجلاً و هو يبعث باحدهم لاختطاف زوجته بدلاً من المواجهة بدلاً من ان يأتي بنفسه و يتحدث معها لـ يتلفت الضابط الي فريد متقدماً منه بعد ان اشار الي العسكري بأخذه الي عربة الشرطة ، وقف الضابط امام فريد ينظر اليه بنظرات متشككة و هو يتحدث اليه بجدية : 
_ صحيح اللي هو بيقوله دا يا استاذ فريد 
زفر فريد و هو يمرر يده علي خصلات شعرها مجيباً بهدوء : 
_ اكيد طبعاً لا يا خالد بيه .. اللي بيتكلم عليها دي الممرضة لاختي المريضة و هي هنا بتشتغل و دي اول مرة اشوفها فيها و عندك اللي جابها تشتغل هنا ممكن تسأله 
لم يزيح الضابط خالد نظراته الغامضة عن فريد الذي كان ثابت لا يبدي اي ردة فعل عنيف بل هو هادئ الي ابعد حد يبادل عمر نظراته بأخري واثقة لـ يتحدث الضابط قائلاً : 
_ هي فين البنت الممرضة دي 
اجابه فريد برزانة و هو يكرر جملته الذي قالها منذ دخول خالد :
_ يا فندم انا قولت ان الراجل رماها علي الارض و دماغها اتصدمت جامد في الارض و نزفت كتير و هي دلوقتي فوق و مش واعية لأي حاجة خالص 
همهم خالد و هو يضع يده بجيب بنطاله قائلاً : 
_ طب انا عايز الراجل اللي قولت انه هو اللي جايبها تشتغل هنا 
نظر فريد بثبات الي الخادم و هو يأمره ان يأتي بالعم مجدي و الذي كان نائم بمنزل صغير تابع للمنزل الكبير خصصه فريد له و بعد دقائق معدودة جاء العم مجدي و الذي لا يعلم بأي شئ قد حدث يتقدم من الداخل و هو ينظر إلي خالد بقلق ثم الي فريد يتسائل :
_ في اية يا فريد بيه 
اشار فريد الي خالد لـ يتوجه العم مجدي نحوه قائلاً بقلق ينهش داخله : 
_ ايوة يا فندم ممكن افهم في اية 
تحدث خالد و هو ينظر إلي العم مجدي بتركيز شديد علي ردة فعله قائلاً :
_ انت جبت ممرضة تشتغل هنا 
هز مجدي رأسه بايجاب و هو يتحدث بصدق قائلاً : 
_ أيوة نورسين جبتها تشتغل هنا من فترة بسيطة 
تسائل خالد بهدوء :
_ بس ازاي و هي هربانة من جوزها 
لـ يجب العم مجدي للمرة الثانية بذات الثقة و الصدق المنبعث في نبرته : 
_ يا فندم دي بنت واحد صاحبي زوجها بيتعاطي مخدرات و بيضربها و بيأخد الفلوس اللي بتشقي بيها طول الشهر و البنت صغيرة جبتها تشتغل هنا و تبعد عن البهدلة دي و كمان هي مهربتش دي رافعة عليه قضية خُلع 
_ عايز تفهمني انها متعرفش فريد قبل كدا 
تحدث بها خالد و هو يضيق عينه علي العم مجدي الذي نفي برأسه قائلاً : 
_ يشهد ربنا يا فندم انها عمرها ما شافته ابداً انا جبتلها الشغل دا عشان تبعد عن جوزها 
همهم خالد و تراجع خطوة واثقة الي الخلف و هو ينظر نحو فريد قائلاً بصوت هادئ : 
_ تمام يا استاذ فريد تعالي بكرا الصبح علي القسم عشان نتمم المحضر 
غادر خالد مع العساكر و اعتذر مجدي الي فريد علي ما حدث بعد ان علم بمحاولة اختطاف نورسين و طلب منه الا يغضب مما حدث و يتحامل علي تلك الفتاه التي لا حول لها و لا قوة و انه ليس ذنبها و انه سيبحث لها عن عمل اخر و يبعدها عن هذا المنزل فقط يتحملها قليلاً و لكن فريد نظر الي العم مجدي بابتسامة رابتاً علي كتفه قائلاً بهدوء : 
_ نورسين مش هتمشي من هنا اللي حصل دا خلاني عايز اقف جنب البنت دي اكتر من الاول و مش هسيبها غير لما تخلص من القرف اللي هي فيه دا اوعدك بكدا يا عم مجدي
يتبع ……
لقراءة الفصل الخامس : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!