Uncategorized

رواية حور الأسد الحلقة الخامسة 5 بقلم سهام محمد

 رواية حور الأسد الحلقة الخامسة 5 بقلم سهام محمد 

رواية حور الأسد الحلقة الخامسة 5 بقلم سهام محمد 

رواية حور الأسد الحلقة الخامسة 5 بقلم سهام محمد 

وصل أسد أمام مبنى كبير نسبيا…ليصف سيارته في مكان مخصص و ينزل منها بخطى رجولية ليدخل إلى المبنى و يستقل المصعد صاعدا به إلى الطابق السابع….فتح بعد دقائق ليجد باب المكتب أمامه المفتوح ليدخل إلى الداخل ليجد السكرتيرة ليقول لها:

أسد: المحامي أشرف موجود؟؟.

السكرتية: أيوة يا فندم هو كان منتظر حضرتك إتفضل.

أومئ لها بصمت ليطرق الباب ليسمع الأجابة و دلف إلى الداخل و يغلق الباب خلفه….إبتسم أشرف بإتساع ليقف من على الكرسي خلف مكتبه و يتجه نحو أسد و يصافحه بحرارة قائلا:

أشرف: أهلا وسهلا يا أسد باشا نورت المكتب.

أسد: منور بصاحبه يا أستاذ أشرف.

أشرف: تشرب إيه حضرتك؟؟.

أسد: قهوة سادة لو سمحت.

أشرف: حاضر…إتنين قهوة سادة من فضلك يا ريهام و متخليش حد يدخل.

ريهام السكرتيرة: حاضر يا فندم.

جلس أسد على الكرسي أمام المكتب ليجلس مقابله أشرف تنهد أسد قبل أن يقول:

أسد: إيه الموضوع المهم إلي أنت عايزني فيه؟!!.

لم يجب أشرف بل وقف و سار بضع خطوات إلى الخزانة الموجودة في طرف الغرفة فتحها بعد أن وضع الرمز السري ليمسك بظرف ما و يغلقها كما كانت ليجلس مرة إخرى أمام أسد المستغرب…كان سيتحدث لكن قاطع حديثه طرق على الباب يليه دلوف ريهام و هي ممسكة بصينة عليها فنجانان من القهوة السادة كما طلب و أيضا كأسين من الماء…لتضعهم على الطاولة أمامهم و تقول بإحترام:

ريهام: تؤمرني بحاجة تانية يا أشرف بيه؟؟.

أشرف: لا بس زي ما قلتلك متخليش حد يدخل مهما كان.

ريهام: حاضر يا فندم.

خرجت ريهام لتغلق خلفها الباب…نظر أسد إلى أشرف و قبل أن يسأله تحدث أشرف شارحا:

أشرف: الظرف دا وصية تانية من سيف بيه والد حضرتك الله يرحمه قبل ما يموت.

أسد مستغربا: وصية تانية!!!…دي الوصية التانية غير الوصية الأولى إلي إديتهالي بعد العزاء؟؟.

أشرف يومئ: بالضبط و طلب مني إنه لما يجي الوقت و أنسة سارة تتخطب أسلمهالك و تقراها بنفسك.

أسد متفهما: طيب يا أستاذ اشرف متشكر لحضرتك على إحتفاظك بالأمانة دي لحد دلوقتي.

أشرف: لا يا أسد باشا العفو دا واجبي مش أكتر.

ليقف أسد و هو ممسك بالوصية ليصافح أشرف مكملا:

أسد: متنساش إنت مدعي على حفلة الخطوبة بكرة إن شاء الله.

أشرف: إن شاء الله…بس إنت مشربتش القهوة بتاعتك.

أسد: مرة تانية إن شاء الله لأني مشغول.

أشرف متفهما: ماشي شرفتني بجيتك يا أسد باشا.

أسد: شكرا ليك مع السلامة.

أشرف: مع السلام .

خرج أسد من غرفة المكتب و يستقل المصعد و يهبط به لأسفل…..فتح المصعد أبوابه ليخرج منه بسرعة و يذهب نحو سيارته ليصعد و يدير المحرك ليتحرك مسرعا إلى جبل المقطم حيث مكانه المفضل ليرى خبايا هذه الوصية الثانية التي خبأها والده طيلة السبع سنوات الماضية.

…………………………… ……..

عند حور التي تستلقي على السرير في المشفى….بينما تتبرع بالدم!!!.

نعم حور التي هي دائما في كل عطلة شهرية التي تأتي بها في قصر جدها تأتي إلى هذا المشفى و تتبرع بالدم….تحدثت الممرضة أسيل لحور التي تنظر إلى الأبرة المغروسة في وريدها ليدها اليسرى ساحبة الدم من جسدها لتنقله في الكيس البلاستيكي الحافظ الذي يتحرك لأعلى و أسفل لكي لا يحدث خلل أثناء عملية نقل الدم:

أسيل: مش هتبطلي عادتك دي حور؟؟.

حور بإبتسامة: و أبطل ليه يا أسيل و في ناس عايزة دم…و أنا عندي دم زيادة.

أسيل: بس دمك عسل يا بت.

حور بغرور مصطنع: طبعا طبعا ما أنا عارفة من زمان إنه دمي عسل ياختي.

أسيل: إبتدينا نتغر أهوه.

حور: سيبك مني المهم الواد محمد عامل إيه؟؟.

أسيل: دا لسا إمبارح سأل عليكي؟.

حور: لييه؟!!.

أسيل بفرحة: أصلهم أخيرا هيعملولوا العملية إلي كان ييحلم بيها.

سعادة عارمة إجتاحت جسد حور لتنتفض معتدلة من جلستها و تقول بسعادة:

حور: أخيرا الحمد لله يا رب الحمد لله.

أسيل بفزع: بس يا هبلة عشان الأبرة متزرقش مكانها.

حور: مش مهم…هي مقربتش تخلص عايزة أروح عند محمد؟؟.

أسيل: دقيقة بس أجيبلك قطن من الدرج هنا.

وقفت أسيل من المقعد لتذهب نحو الخزنة الطبية و تخرج قطن طبي و معقم و معه شريط طبي لاصق على شكل دائرة.

إتجهت إلى حور لتخرج منها الأبرة لتتأوه حور بخفة…أمسكت أسيل قطعة القطن و وضعت عليها معقم لتمسح بها مكان الأبرة لتنزع الورقة البيضاء عن الجهة اللاصقة ل اللاصقة الطبية و تضعها مكان الأبرة لكي لا تنزف دما…لتقول بإبتسامة مربتة على كتف حور:

أسيل: خلصت يا ستي أهوه بس أمسكي عصير فراولة أهوه تشربيه كله عشان يعوض الدم يا عوضين فاهم.

حور بضحك: فاهم يا فندم.

وقفت لتنزل كم التيشرت الأحمر و تفتح علبة العصير و تبدأ بالشرب منها لتغمز لأسيل قبل أن تخرج من الغرفة…لتترك أسيل تضحك عليها كالعادة.

سارت حور إلى أن وصلت إلى السلالم لتبدأ بالنزول من عليها بسرعة كعادتها لتذهب إلى قسم الأطفال و تتجه في طريق الردهة يسارا و تقف أخيرا أمام باب رقم 213.

ألقت بعلبة العصير في سلة المهملات بجانب الباب لترفع يدها و تبدأ بالطرق على طريقة الطبل البلدي و تفتح الباب و على وجهها إبتسامة لتسمع صوت يقول لها صارخا بسعادة:

محمد: هييييييه حووووور جاااااات.

حور: أيييييوة أناااااا جيييييت.

دخلت و أغلقت الباب خلفها لتسلم على والدته الجالسة على الأريكة قائلة:

حور: إزيك يا عمتو صباح عاملة إيه؟؟.

صباح بإبتسامة: كويسة يا حبيبتي إنتي عاملة إيه؟؟.

حور : الحمد لله..وحشتوني جدا.

محمد و صباح: و إنتي أكتر.

محمد: أنا لسا إمبارح سأل عليكي أبلة أسيل.

إتجهت حور نحوه لتجلس بجانه على السرير لترد بإبتسامة:

حور: ما هي أسيل قالتلي إنك سألت عليا….و ألف مبروك يا سيدي على العملية.

محمد: هي أسيل إلي قالتلك بردو عن العملية؟؟.

حور: أيوة هي يا حمو…..المهم دلوقتي تعال نلعب دور ماتش بين كريس و ميسي إنت أنهي واحد.

محمد بحماس: أنا هاخد ميسي.

حور بحماس: يبقى أنا كريس يلا بينا الفورة من خمسة و لو جبنا أكتر من كدة في الشوط الأول تبقى من عشرة إتفقنا؟.

محمد: إتفقنا يلا بينا.

جلست القرفصاء بجانبه و بدأا في لعب البلاستيشن فيفا لكرة القدم….في الشوط الأول أحرزت حور سبعة أهداف بينما محمد ستة أهداف….كانت صباح تنظر إلى أبنها محمد بسعادة فهي كانت خائفة عليه من العملية الجراحية التي سوف يجريها غدا…خافت أن يفكر طفلها بأفكار سلبية لكن بقدوم حور…حلت المشكلة.

في نهاية الشوط التاني أصبحت حور تصيح بصوت شبه عالي من حماسها و هي تقترب من إحرازها للهدف العاشر:

حور: هوب هوب….الدون أهوه الدون أهوه….. جاي جاي جااااااي….لااااااااااااا بقى كدة حراااام ظلم.

محمد: ههههههههه معلش المرة الجاية تكسبي إن شاء الله.

حور بإبتسامة: يلا يا معلم يكون في علمك جات معاك المرة دي حظ.

محمد: ما أنا عارف.

في الحقيقة عندما إقتربت حور من إحراز الهدف العاشر في مرمى برشلونة تقدم محمد عليها بخطوة و أحرز الهدف العاشر مما جعله هو الفائز في هذه المرة.

نزلت حور من على السرير لتبتسم بخبث و هي تنظر ل محمد ليعلم أن القادم أسوأ……

…………………………………….

خرج من سيارته و في يده الظرف الخاص بالوصية ليتكئ على مقدمة السيارة…..فتح الظرف ليخرج منهم رسالتان كل واحدة منهم في ظرفها أمسكهم بإستغراب لينظر إلى الأول و كان مكتوب عليه إسم سيف و الثاني حور……قطب حاجبية بإستغراب لماذا حور في هذه المرة أيضا؟!!.

إلتقط أسد الورقة البيضاء المكتوبة بخط يد والده الذي يعرفه أكثر من نفسه….وضع الظرفين في ظرف الوصية الكبير…..ليبدأ بقراءة الوصية…..و مع كل كلمة تسقط عليها عيناه تتسع بصدمة أكثر فأكثر …… طوى الورقة كما كانت ليضعها في الظرف مرة أخرى…جذب شعره الفحمي للخلف بغضب لوهلة قصيرة…..لكنه بعدها إبتسم إبتسامة نصر ف ها هو إنتصار أخر سوف يضيفه إلى قائمة إنتصاراته.

عاد أدراجه داخل سيارته ليبدأ بقيادتها نحو قصر جده….ليصل إلى هناك بعد نصف ساعة ليهبط بسرعة و يدخل إلى القصر مما جعله يترك باب سيارته مفتوح.

وقف في منتصف القصر ليبدأ مناديا بصوت جوهري إرتد صداه عبر الجدران:

أسد: جدي عمي محمد…يا جدي.

خرج هلال من غرفته و هو يتكئ على عكازه و محمد نظر من فوق ليقول بقلق:

محمد: إيه يا أسد في إيه؟!!.

أسد: عايزك في موضوع مهم.

ليلتفت أسد على صوت هلال الذي تحدث:

هلال: و هو محتاج كل الصوت العالي ده؟؟.

أسد: أه يلا بينا نروح على أوضة المكتب.

محمد و هلال: ماشي.

إستغرب أسد لماذا جده يتكئ على عصاه و لم تكن حور تظهر من ال لا مكان؟!!……حسنا كفى هكذا إهتم في الموضوع الأن….حدث نفسه بينما يدخل إلى غرفة المكتب ليغلق الباب خلفه.

ما أن أغلق أسد الباب نزلت نردين بالتخفي لتقف بجانب الباب و تبدأ بإستراق السمع.

محمد بقلق: في إيه يا أبني قلقتني؟؟.

أسد: خير إن شاء الله…بس أنا حابب أقولكم إنه بابا الله يرحمه كان كاتب وصية تانية.

هلال: إمممم و بعدين؟؟.

محمد بإستغراب: وصية تانية و إيه فايدتها؟؟ و طالب فيها إيه؟؟.

أسد بهدوء: طالب فيها إنه سيف و سارة و أنا و حور نتخطبوا و نتجوزوا في خلال إسبوع واحد بس.

صدمة ألجمت ألسنتهم….سيف و سارة أمرهما محلول…لكن أسد و حور؟!!!.

لم يستوعب محمد هذا الخبر ليقول بصدمة ناظرا نحو أسد:

محمد: طيب حور و إنت تتجوزوا بعض إزاي؟؟…سيف و سارة و إفهمناها بس إنت و حور لييه…إيه المغزى من كدة؟؟.

أسد: معرفش والله يا عمي بس إحنا لازم نرتب التحضيرات بقى عشان نلحق نعمل إلي طلبه.

هلال: و مطلبش حاجة تاني غير كدة؟.

أسد: لا في الظرف بتاع الوصية رسالتين رسالة ل سيف و التانية ل حور…و هما بس إلي يفتحوها و يقروها كمان.

هلال بدون تفكير طويل: خلاص يا محمد إنت و أسد طالما إنه إبني سيف الله يرحمه طلب كدة يبقى لازم ننفذ حالا و في أسرع وقت.

أسد: إحنا هنطر نأجل الخطوبة لبعد بكرة بدل بكرة.

هلال نافيا بصرامة: لا بكرة تتم خطوبة سيف و سارة و إنت و حور.

محمد بحيرة: طيب حور هقولها إزاي؟؟.

كتف أسد يديه إلى صدره ليقول بإهتمام:

أسد: إحنا هنجيبها هنا في المكتب و نكلمها أنا و إنت.

محمد موافقا: ماشي موافق.

أسد مكملا: و خلي سيف دلوقتي يجي و يجيبها.

محمد: بس هي مش موجودة هنا دلوقتي.

أسد مستغربا: أومال فين؟!!.

محمد: راحت وحدة من المستشفيات إلي قريبة من هنا زي عادتها.

أسد: طيب و هترجع إمتى؟؟.

محمد: في المغرب كدة في وقت العشا بالتحديد.

أسد: طيب ماشي.

هلال: زي ما إتفقنا بكرة الخطوبة و بعدها بأربع أيام هيبقى الجواز و قبل يوم الجواز تروحوا تكتبوا الكتاب.

أسد و محمد: ماشي.

نردين لم تتحمل ما سمعته لتذهب إلى غرفتها بغضب شديد و تغلق باب غرفتها بقوة مما أصدر صوتا مزعجا لتجذب شعرها بقوة إلى الخلف لتمد يدها بسرعة نحو هاتفها و تضغط بسرعة على الأرقام لتضع الهاتف على إذنها منتظرة رد الأخر:

-: إي في إيه؟؟.

نردين: مصيبة حصلت مصييبة.

-: مصيبة إيه كمان مش كفاية إلي أنا فيه بسبب الزفت إلي إسمه أسد.

نردين بحقد و غضب: أسد هيتجوز خلال إسبوع.

-: هيتجوز مين؟؟.

نردين بكره: هيتجوز حور….الخطة كلها هتفشل دلوقتي.

-:متخفيش في حلول تانية إقفلي إنتي دلوقتي عشان ورايا شغل.

نردين: ماشي بس تلاقي حل بسرعة لو ملقيتش أنا هعمل المستحيل عشان الجوازة دي متمش سامعني سلام.

و أغلقت من دون أن تسمع رد ذلك الرجل ….جلست على السرير و هي تهز قدما بشدة خطتها سوف تفشل إن تزوج أسد من تلك الحور لا محالة…لتتمتم بحقد:

نردين: كنتي لازم تموتي في اليوم إلي حصل فيه الحادث بس إنتي عاملة زي القطة بسبع إرواح يا بنت الذينة…بس قريب هتموتي على إيدي قريب.

…………………………………….

مضى الوقت سريعا ليخبر محمد زوجته رضوى و سيف بينما أسد أخبر سارة….سعدت كثيرا سارة لهذا الخبر و خصوصا بأن وعدهم القديم سوف يتحقق…لكن تبقى المشكلة الأن في ردة فعل حور…فقط ردة فعلها!!!!.

أصبحت الساعة السابعة الأن إسودت السماء لتظهر نجومها المشعة بجمال آخاذ لكن المحزن هو أن القمر مختفي هذه الليلة.

حور إلى الأن لم تعد إلى المنزل لأنها ببساطة لازالت في المشفى…..حيث بقيت تلعب مع الأطفال المرضى و لعبت مع محمد كثيرا و صلت مع الأطفال أيضا….كانت جالسة مع أسيل لتسألها فجأة عن الساعة:

أسيل: الساعة سبعة لييه؟؟.

حور بفزع: يا نهار إسود عليييا…دول هيموتوني في البيت و يعلقوني من قفايا.

أسيل: بس بس بطلي قر روحي يا ستي إتصلي عليهم و قوليلهم إنك هنا و مش هيعملوا حاجة إن شاء الله.

بدأت بتفحص جيوب بنطالها لتقول بصدمة:

حور: دا حتى التلفون مش معايا يبقى نسيته في العربية كملت كدة الله أكبر عليا.

أسيل: طيب يلا مستنية إيه روحي إتصلي عليهم.

حور راكضة: ماشي.

بدأت حور بالركض لتذهب إلى سيارة سيف المصفوفة لتفتحها عن بعد…بعد أن وصلت لها صعدت بها لتمسك هاتفها الذي كان على المقعد بجانب مقعد السائق….كانت تلهث بسرعة من كثرة الركض فتحت شاشة الهاتف لتجد مكالمات كثيرة من والدها سارة سيف و رضوى….فتحت الهاتف بذعر و توتر لتتصل على رقم سيف الذي سيتفهم وضعها بالتأكيد…. أبعدت الهاتف عن أذنها بسبب صوت سيف الذي كان يصرخ:

سيف بغضب: إنتي فين يا حور؟؟.

حور بتوتر: لسا في المستشفى يا سيف.

سيف بغضب: إنتي نسيتي نفسك ولا إيه يا حور دا الساعة سبعة و إنتي لازم تكوني في البيت من ساعة و نص تقريبا.

حور بأسف: أسفة يا سيف مخدتش بالي من الوقت و التلفون كان في العربية و نسيت أخده معايا.

تحدثت بأسف و كانت على وشك البكاء ليجذب سيف شعره للخلف و يقول بهدوء:

سيف: طيب خلاص متزعليش و أسف إني بصرخ في وشك بس أنا كنت خايف لحسن تكون حصلتلك حاجة لسمح الله يا حبيبتي.

حور: لا متخفش دقيقة بس هشغل العربية و أجي أهوه.

سيف: ماشي.

أسد الذي كان واقفا و مسندا جسده على الحائط و مكتف يديه إلى صدره الذي إشتد و ملامح وجهه التي تهجمت و إسودت مرة واحدة عندما سمع سيف ينادي حور ب حبيبتي…تنهد بغضب و هو يسيطر على نفسه بصعوبة لكي لا يضرب سيف…و كل هذا بسبب……الغيرة دون علمه بالطبع؟!!!!.

إدارت حور المفتاح لكي تعمل السيارة لكن لا فائدة حاولت أكثر من مرة…لتنظر إلى مؤشر الوقود و تجده صفر…تنهدت بنفاد صبر و تصرخ بخفة :

حور: يوووه بقى مش وقتك خالص.

سمعها سيف ليقول بإستغراب:

سيف: إيه في حاجة حصلت يا حور؟؟.

حور مجيبة: البنزين خلص من العربية.

سيف: يااا ربي.

حور : هو مفيش بنزين إحتياطي في العربية يا سيف؟؟.

سيف نافيا: لا مفيش في العربية يا حور.

حور: و أنا اقرب محطة بنزين من المستشفى إلي أنا فيها بعيدة خالص.

سيف: إنتي المرة دي في مستشفى إيه؟.

حور: في مستشفى الأمل يا سيف.

سيف: اه طيب ماشي أنا دلوقتي هتصرف إقفلي.

حور: ماشي سلام.

سيف: سلام.

تحدث محمد بعد أن أنهى مكالمته مع حور:

محمد: إيه؟؟.

سيف: كانت في المستشفى و نسيت التلفون في العربية و لما كانت عايزة تيجي لقت البنزين مخلص من العربية.

رضوى و سارة: الحمد لله إنها كويسة.

سيف: المشكلة إنه عمي مش موجود عشان أخد العربية بتاعته و عريبتك يا بابا في التصليح عشان الفحص الشامل.

تدخل أسد قائلا: إديني أنا العنوان و هجيبها.

سيف: هتعبك معايا و أنا ورايا شغل.

أسد: لا عادي و بعدين أنا رايح أجيب أي حد دا أنا رايح أجيب مراتي المستقبلية.

سيف ضاحكا: ماشي يا كينج…..العنوان هو ******* مستشفى الأمل.

أسد راحلا: ماشي متقلقوش إنتوا أنا هجيبها و أجي.

همس بهذا الحديث لسيف فقط لكي لا يجلب الأنظار ثم رحل و إستقل سيارته ليقود بسرعة إلى هناك.

…………………………………….

بينما حور عندما أنهت مكالمتها مع سيف خرجت و أخذت هاتفها معها و تغلق الباب و بزر التحكم ايضا لتدخل إلى المستشفى مرة إخرى و تذهب نحو غرفة محمد…لتجده جالسا بملل واضح من وجهه و صباح تحاول أن تخرجه من ملله لكنه صعب قليلا…أدخلت رأسها بطريقة مضحكة بعد أن طرقت الباب لينظر لها محمد ليبتسم هو و صباح عندما نظروا لها لتدخل إلى الداخل و تغلق الباب خلفها لتقول مقتربة من سرير محمد و تقف بجانبه:

حور: مين إلي مخلي حمو زعلان كدة.

محمد: أنا مش زعلان أنا كنت في حالة ملل بس لما جيتي طار في الهوى.

حملته حور من سريره لتجلسه على الكرسي المتحرك الخاص به…نعم ف محمد لديه شلل في أقدامه بسبب حادث سير أصابه و سوف تتم عملية جراحية له غدا…..إستغرب محمد لكنها إبتسمت في وجهه لتغمز لوالدته صباح و تخرج من الغرفة دافعة الكرسي المتحرك للأمام…لتشرح له:

حور: عايزاك يا محمد لما تقوم كدة بالسلامة و تشد حيلك تبدأ بالعلاج الطبيعي عارفة إنه هيبقى صعب شوية لأني جربته من زمان بس صدقني هيفيدك جدا.

محمد: أنا عندي أمنية واحدة بعد ما أمشي على رجليا إن شاء الله.

حور: إن شاء الله يا حبيبي إيه هي؟؟.

تحدثت بينما تدفع الكرسي إلى داخل المصعد لتهبط به لأسفل:

محمد: عايز أحضر فرحك يا حور.

حور بسعادة:دا من عينيا يا قمر إنت.

محمد: هستنى اهوه و غير كدة إنتي عارفة عنوان البيت.

حور: ايوة عارفة…..يلا بينا على جولة النهاية يا حمو.

دفعت الكرسي خارج المصعد ليرفع محمد يديه بحماس و يصرخ قائلا:

محمد: الجولة النهائية.

حور: يلاااااااا.

بدأت حور بدفع الكرسي بقوة كبيرة و تبدأ بالركض و تصرخ هي و محمد بسعادة و حماس و الجميع ينظر إلى حور بإبتسامة فهم يعرفونها منذ زمن.

بدأت بالركض هنا و هناك دافعة الكرسي و صوت ضحكاتها يملئ أرجاء المشفى كلها…..وصل أسد أمام باب المشفى لينزل و يغلق الباب خلفه إتجه نحو سيارة سيف بإعتقاده إنها بداخلها لكن ظنه قد خاب…إتجه نحو المشفى ليدخل و يسمع صوت ضحكات عالية ليستغرب أليس على المشفى أن تكون هادئة عوضا عن الأزعاج ؟!!!.

نظر أسد في جميع أرجاء المشفى بإستغراب و مازال صوت الضحك يدوي في المكان و الممرضين و الأطباء يعملون كأنه لا يوجد صوت أو أي شيء….من حقك يا أسد أن تستغرب و تندهش من هذا الوضع…..لكن فجأة ظهرت حور و هي تدفع الكرسي المتحرك الذي يجلس عليه محمد الذي يرفع يديه لأعلى و يضحك بحماس و هي تضحك معه أيضا.

إذا هي سبب هذا الضحك؟؟…هذا السؤال دار في باله….بقيت عيناه السوداء معلقة عليها…تضحك بعفوية شديدة و تساعد على ضحك محمد و إعطائه طاقة إيجابية لموعده الحافل غدا….هنيئا لكي يا حور فقد نجحت في مهمتك هذه أيضا.

رغم إنه سعيد بداخله و هو يراها تضحك إلا إنه شعر بالغضب كون جميع الموجودين يرون ضحكتها تلك…..تهجم وجهه للحظة لكنه نادى عليها بهدوء و صوته الجوهري رغم هدوئه إلا إنه هز الجدران:

أسد: حور.

توقفت مندهشة من هذا الصوت الذي ينادي إسمها…لتعلم إنه هو أسد لا شخص أخر غيره…..إلتفت نحوه لتجده واقف بقرب باب المشفى المفتوح لتدير رأسها بتوتر و تنظر إلى محمد و تقول بإبتسامة:

حور: حمو حبيبي الجولة النهائية خلاص خلصت.

محمد بعبوس: لييه طيب لسا شوية.

حور بأسف: معلش يا حمو حبيبي عشان الوقت إتأخر جدا و أهلي كانوا خايفين عليا لأنه الليل جه من بدري زي ما أنت شايف.

محمد يومئ: ماشي يا حور المرة الجاية هنجري ورا بعض مش إنتي تزوقيني.

حور تقبله: إن شاء الله يا حبيبي.

وقفت حور بعد أن كانت تجثي على ركبتيها أمام محمد…نظرت نحو أسد الذي مازال ينظر لها…لتلمح أسيل لتؤشر لها لتأتي نحوها و تنظر لها بمعنى ماذا؟؟…لتقول لها:

حور: خدي محمد و طلعيه على أوضته لأني همشي دلوقتي.

أسيل تومئ: ماشي مفيش مشكلة يا حور ترجعي بالسلامة يا حبيبتي.

حور: تسلمي يا حبيبتي سلام…سلام يا محمد.

محمد و أسيل: سلام يا حور.

بدات بالسير نحو أسد و تلوح لهم…لتمسك أسيل بالكرسي و تدفعه نحو المصعد و تتحدث مع محمد الذي يبتسم من حديثه معها لأنها تقول له بعض النكات المضحكة……بدأت بفرك يديها بتوتر و هي تتجه نحو أسد الذي وضع يده في جيب بنطاله الأزرق ببرود تام….لتسمع همس بعض الممرضات بينما تمر من جانبهم عن وسامته الطاغية تلك…لتشعر بالغضب بداخلها لكنها نجحت بإخفاء هذا عن معالم وجهها.

وقفت أمامه لتنظر إلى أصابع يدها بينما تحدثه:

حور: السلام عليكم.

أسد: و عليكم السلام.

حور: أسفة إني إتأخرت عليك بس كنت بتكلم مع محمد.

أسد ببرود: لا مفيش مشكلة بس يلا إتفضلي قدامي عشان كل البيت كان خايف عليكي بسبب تأخيرك دا.

حور بعبوس: مكنتش عارفة إنهم هيخافوا عليا بالشكل دا…طيب يلا نمشي بعد إذنك.

أسد: إتفضلي.

تحرك أسد أمامها لتتنهد و ترفع رأسها لتمشي خلفه….إتجهت إلى سيارته لتسأله و هي تشير إلى سيارة سيف:

حور: طيب و سيارة سيف هتفضل هنا؟؟.

أسد: لا متخافيش في حارس هيجي و ياخدها.

حور صاعدة السيارة: طيب ماشي.

إتجهت حور و صعدت في الخلف إلا إنه تحدث بصوت غاضب هادئ:

أسد: تعالي أقعدي هنا.

أشار لها بيده على مقعد بجانب السائق…لتقول له بنفي ناظرة من زجاج السيارة:

حور: لا مش هقعد جنبك.

أسد: أنا قلت تيجي تقعدي يعني تيجي…ولا أنتي خايفة؟؟.

إبتسم بخبث في أخر حديثه…لتنظر في وجهه بتحدي لتقول له:

حور: أنا مش بخاف من حد إلا من إلي خلقني بس.

لتنزل من الخلف بغضب و فتحت باب المقعد الذي بجانب السائق و تجلس على المقعد بغضب……ليبتسم بخبث ليدير رأسه أمامه ليدير المحرك و يبدأ في القيادة و بسرعة قليلا.

كانت هي تنظر إلى جانب الطريق الذي من جهتها و رأسها مستندة على زجاج النافذة…..كان يسترق النظر لها بين الحين و الاخر….أعجبه طبعها الهادئ لينظر إلى الطريق مرة إخرى لكنه لا يعلم ما خلف هذا الهدوء بعد…..

…………………………………….

بعد 20 دقيقة**

وصل أسد إلى القصر ليدخل السيارة في الفناء و يصف سيارته ليطفئ المحرك لتنزل حور من السيارة و تغلق الباب ليهبط هو برجولية و بدأ بالسير خلفها….فتح احد الخدم الباب عندما طرقته حور لتدخل و تتجه بسرعة نحو غرفة المعيشة لتجدهم جالسين ليرفعوا رأسهم عندما رأوها ليقف سيف و يتجه نحوها و يحتضنها بقوة لتبادله الأحتضان ليقول:

سيف: خوفتيني عليكي يا حور.

حور: أنا أسفة مكنش قصدي والله.

سيف: أنا عارف إنه مش قصدك يا حبيبتي عارف.

إبتعدت حور عن أحضانه لتتجه نحو والدها و تقبله على رأسه و تردف بمرح:

حور: إيه يا حج متعودناش على التكشيرة دي؟؟.

محمد: هو لما أبقى مكشر كدة مش زعل دا خوف يا حور…فكرت إنه حاجة حصلتلك يا بنتي.

حور: خلاص وعد مني مش هعمل كدة تاني أبدا أبدا.

محمد بإبتسامة: طيب يا حبيبتي.

لتتجه نحو رضوى و تحتضنها و تحتضن سارة لتذهب بإبتسامة نحو هلال لتجده ممسكا عكازه لتردف بغضب بينما تمسكها من يده:

حور: تاااني يا هيلو تااني…..مش قلت طالما إني هنا متمسكش العكازة.

هلال: طيب ما أنتي يا هبلة مكنتيش موجودة أمشي مع مين أنا بقى؟؟.

حور بغباء: مع عفريتك طبعا و هي دي محتاجة ذكاء.

هلال: ما كفاية عفاريتك إنتي علينا بقى…..يلا على العشا يا جماعة.

الجميع:حاضر.

أمسكته حور لتمشي معه و تصل إلى طاولة الطعام و تجلسه إلى مقعده….لتجلس هي على مقعدها و يبدأ الجميع بتناول الطعام…..إنتهوا بعد مدة ليست بقصيرة لتقف حور و تتجه نحو هلال لتمسكه و كانت تتجه نحو غرفة المعيشة ليقول لها:

هلال: لا دخليني على أوضة المكتب.

حور بإستغراب: لييه يا هيلو؟؟.

هلال: عشان عايزك في موضوع يا حبيبتي.

حور بشك: ماشي بس هدخلك و أجيبلك الدواء و نتكلم بعدها.

هلال: طيب.

فتحت حور باب غرفة المكتب لتضيء الأنوار و تجلس جدها على الأريكة السوداء في الركن الشمالي للمكتب….خرجت مرة إخرى لتدخل المطبخ و تجلب كأسا من الماء و معه الدواء….في اللحظة التي خرجت فيها من المكتب دخل أسد ليجد هلال جالسا على الأريكة ليومئ له….لتدلف حور إلى الداخل لتلاحظ أسد الذي كان متكئ على طاولة المكتب بحركة معتادة منه تدل على فخامته….لتذهب نحو هلال و تعطيه الدواء لتضعه على الطاولة أمامها ليربت هلال بجانبه على الأريكة ثم تجلس حور بجانبه ليبدأ هلال محادثا إياها بهدوء و دلف في هذه اللحظات سيف و محمد لتنظر لهم حور بشك لتعلم إنه موضوع خطير و كبير جدا:

هلال: بصي يا حور أنا عارف إنك بنت عاقلة و هتفهمي إلي هقوله دلوقتي و يا ريت متقاطعنيش و أنا بتكلم.

حور: ماشي حاضر…بس إنت قلقتني.

هلال: لا متقلقيش….المهم إنه النهاردة عرفنا إنه عمك سيف الله يرحمه كاتب وصية تانية.

عقدت حاجبيها بإستغراب…وصية ثانية؟!!و ما شأني بها؟!!…أكمل هلال:

هلال: عمك بقى في الوصية دي طالب إنه سارة و سيف أخوكي يتخطبوا و يتجوزوا في إسبوع واحد بس.

حور بفرحة:طيب حلو يا هيلو.

هلال: بس في حاجة تانية كمان.

حور: إيه هي؟؟.

هلال: إنك إنتي و أسد إبن عمك هتتخطبوا لبعض و تتجوزوا في نفس الأسبوع إلي سارة و سيف هيتجوزوا فيه.

حور بصدمة: إيييه؟؟.

صدمة حلت عليها لتنظر نحو أسد بنظرة سريعة لتجده مكتف يديه نحو صدره و ينظر لها بإهتمام…لترجع بنظرها إلى جدها الهادئ لتتحدث و الصدمة لم تزل:

حور: طييب ليه كتب كدة؟؟.

هلال: السؤال دا هتعرفي إجابته من الرسالة إلي سبهالك دي.

مد يده لأسد ليعطيه الرسالة التي كتب عليه إسمها في غلافه…ليمدها إلى حور لتمسكها بسرعة و تفتحها لتخرج الورقة البيضاء المطوية و تفتحها و تبدأ بقرأتها بينما تحرك شفتيها بين الحين و الأخر من دون إصدار أي صوت…..لتمر خمس دقائق ثم تنزل الورقة من أمام ناظريها و ملامحها هادئة….نظرت إلى وجه هلال الهادئ و سيف و محمد الذا كانا متوترين ما عدا أسد الذي كان هادئ….نظرت مرة إخرى إلى جدها هلال لتقول بهدوء و ثقة صدمتهم و أكثرهم هو:

يتبع..

لقراءة الحلقة السادسة : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

نرشح لك أيضاً رواية قلبي لك للكاتبة اميرة محمد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!