Uncategorized

رواية أسيرة النسر الفصل الخامس 5 بقلم سامية صابر

رواية أسيرة النسر الفصل الخامس 5 بقلم سامية صابر

رواية أسيرة النسر الفصل الخامس 5 بقلم سامية صابر

رواية أسيرة النسر الفصل الخامس 5 بقلم سامية صابر

“أَمّا الفِراقُ فَقَد عاصَيتُهُ فَأَبى وَطالَتِ الحَربُ إِلّا أَنَّهُ غَلَبا”..
اليّ مَن سعُوا جاهِدين حتي لا ينتصر عليهم الفُراق، ولكِن كان للقدِر رأيُ آخر”!
___
في إحدى الغٌرف المُظِلمة، في مكان ما بعيد عن البشِر، يقف زين بكُل قسوة وغضب مُصوبًا المُسدس علي رأس فيروز التى تجلس مُقابلةً لهُ تبكي بحُرقة وتنكمش علي نفسها بخوف ورعشة مِن عيونه النِسرية القاسية وهُو لا يُبالي إلا بقتلها والأخذ بثأر حبيبتهِ التي قتلتها….
_قبِل يومان فقط_
كان زين في طريقهُ للعمل ويقود السيارة بهدوء وعقلهُ يُفكر تارةً بصفقة العمل الجديدة ،وتارةً ب محبوبتهُ التي شغلت عقله، رن هاتفهُ مِن قِبل رئيس الحرس الذي يوجد في الفيلا، رد قائلاً بتساؤل
=فيه حاجة الكُل بخير ؟
=الكُل كويس يا زين بيه… بس..
=بس ايه ما تنطق يا بني؟
=البواب قالي انِ ملك هانم خرجت بتجرى من الفيلا برهبة ولما سألها ما ردتش عليه ..
=نعم خرجت م الفيلا و محدش فيكوا شافها طيب ازاي، ازاي تخرُج من غير ما حد يبقي معاها، اقفل ده انت ليلتك سوداء انت وطقم الزفت بتاعك..
اقفل زين بسرعة واوقف السيارة جانِبًا، فتح هاتفه وشغّل نظام تتبُع هاتف ملك ليراه فِ إشارة قريبة منهُ بعض الشيء ، انطلق بالسيارة ك المجنون خوفًا عليها وشكًا ايضًا بها….
في حين أن هُناك يقف شوكت مع اثنان من الرجال ،راقب حرمة ملك وهي تلتف حول نفسها ولم ترى زين او غيره ،ثُم ضغط بيديهِ علي الزر لتنفجر القُنبلة ف المكان الذي توجد بهِ ملك ،وأصبح عُبارة عن رماد انبطح شوكت قليلاً مع الرجال ثُم نهض مُبتسِمًا برضا ،
قال أحد الرِجال
=شوكت بيه.. فيه بنت تانية مع ملك هانم بس كانت واقفة بعيد اُغمي عليها كمان…
قال شوكت بحيرة
=مين دي كمان… طيب تعالوا هنشوفها بس بهدوء ومحدش يعمل حركة غلط
هز الجميع رأسه ثُم اقترب بهدوء من فيروز التي مُمدده على الارض وفاقِدة الوعي، اقترب منها يضع يديهِ على أنفها ثُم قال بغضب
=فيروز… دي فيروز اللي بتشتغل عند الباشا واكيد سمعت كُل حاجة وجت تنقذها بنت **
=وهنعمل ايه يا شوكت بيه دي عارفة كده كُل حاجة ويمكن نروح ف داهية بسببها ،نقتلها؟
=مش هينفع نتصرف من غير كلام الباشا ،هقوله الأول…
امسك الهاتف يتصِل بالباشا الكبير قائلا
= ايوة يا باشا ،كُل حاجة هنا تمام.. الخطة مشيت زي ما رسمناها، ملك ماتت وزمانها محروقة دلوقتي .. بس فيه حاجة غريبة جدًا هنا !!!
=حاجة ايه ؟
=فيروز، البنت اللي انت شغلتها عندك قُريب تقريبًا..
=مالها!؟
=كانت هنا وحاولت تنبه ملك انِ فيه حاجة بس انا لحقت الموضوع وضغطت ع القُنبلة، انا قلقان تكون عارفة حاجة دي ممكن تبقي خطر علينا… بس هي فاقدة الوعي يعني عايشة مامتتش..
=ايه انت بتقول ايه… ده معناه انها جاسوسة ف بيتي والله أعلم عارفة ايه تاني، اقتلها فورًا بقولك…
صمت قليلاً ثُم قال بنبرة خبيثة
=لا متقتلهاش، زين مش غبي للدرجة دي اكيد هيشُك فينا اننا قتلنا مراته مفيش غيرنا اعدائهُ وهيفضل ينبُش ورانا ، انت هتمسح كاميرات المُراقبة تماماً بس تخلي مشهد فيروز اللي موجود بحيث لو حب يفحص الكاميرات ويفهم انها الوحيدة اللي كانت موجود ومُشتبها ف الجريمة ،وخُد اى حاجة من هدومها وحُطها علي الارض وسيب الزِر بتاع القُنبلة، هناك مع هدومها وشيلها مع الرجالة لمكان ابعد بشوية من إللى عندك بحيث يلاقوها بسهولة وانها اُغمي عليها عادي.. واوعي تغلط يا شوكت الغلطة بجون…
قال شوكت بتساؤل
=ماهي لو فاقت يا باشا هتقوله علي كُل حاجة ويمكن ننكشف..
=تبقي عبيط لو مِفكر ان زين هيسمعها حتي هيكون ف اشد غضبه وهمه الانتقام علشان سِت الحبايب ومش بعيد يقتل فيروز واهو يبقي ضربنا عصفورين بحجر واحد….
=تمام يا باشا اعتبر كلامك حصل..
اقفل الهاتف والتفت إلى الرجال يشرح لهم الخطة بأكملها ثُم توزع الجميع يفعلون ما آمرهُ…
بينما اقترب شوكت من مكان تواجد ملك ظل يتنفس بقوة ولكِنهُ لاحظ جُثتها المحروقة وسط الرماد ،اختفت ملامحها البريئة مع الحريق ،وصعدت روحها الي سماء الخالق.. احيانًا نموت ضحيةً للغير، بدون سبب وبدون ردِ فعل، لكُل شخص مُقدّر موته بطريقةٍ ما ولا مفر من ذالك ،رحم الله جميع مَن رحلُوا عنّا فِ لحظة سهوة.
انتهوا مِن كُل شيء ورحلوا، في حين وصل زين الي المكان ليرى دُخان يملأ المكان تنفس بقوة ولكِن ما ارهب قلبه ان يكون حدث شيء ل ملك حبيبتهُ، اقترب زين مِن المكان وقلبهُ يدق بقسوة، حاول تحمُل الدُخان، إلى أن رآي جُثمان فتاة صغيرة الحجم والسِن ، حتي وإنْ ذابت ستظل ملامِحها عالِقة فِ عقله، لامس يديها ووجهها بهدوء وهُو لا يعي ما يحدُث، ترغرغت عيناهُ بالدِمُوع، وهُو يقول ك طفل فقد والدتهُ
=ملك… ملك.. ملك.. فوقي.. ملك انتِ ازاى كده.. حصل ايه ملك… لا ملك فوقي، يا ملك يا ملك…
ظل يهفو بأشياء لا تُذِكر، الي ان استوعب الموقف وان ملك قد ماتت صرخ بأعلي صوته وهُو يحتضنها ولم تتوقف دموعه للحظة ويتنفس بقوة، مشاعر مٌختلطة تحدُث عندما تسمع وفاة أحد للتو… نعلم الموت والفُراق وانهُ آتٍ لا محالة ولكِن لا نتحمل آلالمهُ…
وصِل أدهم وبعض الحُراس الذي تحدث معهم وهو اتٍ، اصطدم الجميع بهذهِ الحالة وخصوصًا أدهم الذي كان يكِنْ مَشاعر لها بقوة، حاول تماسُك نفسه قدر الإمكان فقال للحرس بتوتر
=دوروا ف المكان هنا دوروا ف كُل حتة واللي يلاقي اثر لحاجة يقولي…
بحث الجميع ف اتي أحدهم ب ملابس وزر قُنبلة، وضعهم أدهم داخِل كيس ابيض طويل ،بينما بحث الاخرون ف اتي أحدهم قائلا
=فيه بنت مُغمي عليها هناك ..!
=بنت .. بنت ايه؟
رحل أدهم معهم ورأى فيروز اصطدم بها فقال بتركيز
=هي اللي قتلت ملك !!مِش معقول…
تابع بتركيز
=اسمعني بقولك شيلها وهاتها العربية لحد ما نَعرف هيحصل فيها ايه..
=امرك يا ادهم بيه…
مَر 8 ساعات واسوء 8 ساعات علي ابطالنا، زين لم يتوقف عن الحُزن أو الغضب يرفُض فكرة موتها، نعم كان غاضب منها وكارهها ولكِن وجودها افضل من اخلائها مِن حياتهُ… علم الجميع خبر وفاة ملك منهم والدتها التي اُغمي عليها، وخيّم الحُزن علي العائلة بأكِملها، فيما عدا لارا التي كانت فِ اشد سعادتها لتخَلُص مِن ملك وكذالك هايدي التي غمرتها السعادة بأكِملها، تمّ اخراج جُثة ملك ودفنها بعد ساعات قليلة لا يجوز ترك جُثمانها فِ الخارج كثيرًا…
وقف زين يقفل المقبر اخيرًا بعد دفنها، وعيناهُ تورمتَ مِن البُكاء لم يستطيع كبح نفسه ،جلس بجانب القبر بصمت لم تجمعهم قصة حُب أسطورية، لم يعيشا ايامًا جميلة ولكِنهُ كان يُحبها بحق…
ربط محمود علي كتف زين بدموع
=انت بتعذب نفسك وبتعذبها معاك يا زين، كفاية يابني انت مؤمن بالله ادعيلها، ادعيلها بالرحمة وحقها هييجي صدقني…
نهض زين بصرامة قائلا لأدهم
=لاقيت اي حاجة هناك ف المكان اللي هي فيه؟
=احم.. لاقيت بس افضل الشٌرطة تشوف شغلها احسن يا زين.
=انا مِش هستني الشُرطة لسه .. انا عايز اجيب حق ملك بنفسي يا ادهم، اخلص لاقيت ايه…
شرح لهُ أدهم الوضع ثُم قال بتحذير
=بس احتمال كبير متكونش هي يا ادهم، لازم نشوف الشُرطة الأول…
=وديتها فين؟؟
=لو سمحت يا زين اهدي…
=مش ههدي قولتلك انطق هي فين؟؟
=فِ المستودع بتاعنا بس استني استني
لم يستمع زين لأحد ودلف الي السيارة يقودها بغضب قالت والدتهُ بقلق شديد
=الحق ابني ليموت البت ويروح فيها يا محمود الحقهُ وانت كمان يا ادهم روح يا بني شوفه…
=حاضر يا خالة انا هروح اشوفه، بس روحوا انتوا البيت خلي ربنا يستُرها…
التفت أدهم ليرحل، استوقفتهُ فتاة بسيطة تمتلك ملامح جميلة ولكِنها ذابلة قالت بدموع
=ده قبر ملك ؟ اتدفنت خلاص…
قال لها بألم
=ايوة الله يرحمها… انتِ صاحبتها؟
=ايوة انا صاحبتها ،للاسف كُنت جاية ازورها النهاردة بس ليه يحصل كده…
=قدر ربنا يتوفاها الله… انا اسف مش هقدر اقف معاكِ كتير بس تقدري تيجي البيت واللي هناك هيبقوا معاكي ..
=فيه حاجة مُهمة لازم تعرفها علشان ابقي برأت ذمتي من اللي حصل…
=حاجة ايه.. ؟
=بُص انا مش عارفة اقولك ولا لا .. بس انا هقولك علشان ضميرى اللي واجعني من سعتها.. انا صاحبت ملك المقربة بس انا خُنتها وبهدلتها، فيه واحد اسمه جمال معانا ف الجامعه كان عايز يكلمها وهي علي طول بترفُضِ ومِش راضية ف هو طلب مني اقربهم ولو رفضت هيحبسني علينا ديون عند والده ومُمكن بحبسني انا وماما ،بس خلاص انا جيت اقولك لان معنديش مُشكلة اتحبس استاهل كفاية والدتي ماتت…
مسحت دموعها بتنهيدة مُكملة
=اتفقت ييجي البيت عندنا واحنا موجودين وده اللي حصل وسيبتهم وخرجت…وو للاسف اعتدى علي ملك غصب عنها… انا اسفه انا اسفه
انهارت في البُكاء بتأنيب ضمير في حين ضيق أدهم عيناهُ بحيرة واستوعب لماذا تصرف زين مع ملك بتلك الطريقة وضع يديهِ علي رأسه قائلا
=انتوا شياطين…الحقيقة أن البشر اكثر ناس مؤذية، بقينا شياطين علي هيئة بشر، ازاى جالك قلب تعملي كده ف صاحبتك ترضي تتعمل فيكي وكمان اللي اسمه جمال الواطي ده…. ثانية معاكي صورة للي اسمه جمال ده ؟!
هزت رأسها ببكاء وفتحت هاتفها واعطتهُ اياه ، نظر للصورة قائلا
=يا ابن الكلب… ايه ده ده هو.. لا فيه حاجة بتحصل غريبة من ورانا!!!
____
وصَل زين الي مكان فيروز بغضب دلف إلى الداخل مع تواجُد الحُراس، قال للحرس
=افتح الباب ده…
بالفعل استجاب الحارس وفتح الباب ودلف اليهِ زين واقفل الباب خلفه، ليرى فيروز مُمدده علي الارض تنكمش على نفسها بخوف وقلق وهي لا تستوعب ما حدث ! هبط لمستواها يمسكها من شعرها بقسوة قائلا
=عملتلك ايه عملتلك ايه علشان تقتليها بالطريقة دي لييييه ليييه قتلتيها وأخدتيها منييي ليييه
قالت فيروز بخوف
=قتلت مين.. انا مقتلتهاش والله ما قتلتها ده ده الباشا الكبير اللي كان عايز يقتلها وانا اللى منعته…
=انتِ بتكذبي باشا مين وزفت مين.. انا هقتلك زى ما قتلتيها بس بعد تعذيب لازم اجيب حقها منك…
=انت مجنون .. انا مقتلتهاش بقولك..
نهض زين ولم يستمع لأى شيء مِنها رفع المُسدِس وصوبهُ نحوها بعيون تملأوها الغضب والحقد وضغط علي الزِناد لتنطلق الرُصاصة مِنهُ تعرف طريقها….
____
وقفت هايدى بجانب جمال قائلة بسعادة
=اول حد خلصنا منه ف العائلة.. والباقي سهلين امتي نخلص بقا من زين وناخُد كُل حاجة ونتجوز
=الموضوع سهل الفترة دي ،مش هيعرف يفكر لا فِ شُغل ولا فِ حاجة لازم نكلم الباشا علشان الخطوة التانية…
=هيحصل اكيد…. بس موحشتكش؟ زين مش هنا…!!
=طبعًا وحشتيني.
عانقها وهُو يُقبلها وهي الاخرى، يوجد مِن أمثالهم كثير الذين لا يجدون راحة ف الدُنيا ولا نعيم الاخرة بسبب ما يفعلونه…
وضعت لارا يديها علي فمها بشهقة وهي تُراقبهم من نافذة الحديقة قائلة
=يخربيتك دي عايزة تقتل زين وهي اللي قتلت ملك !! لا وكمان ده مش اخوها ده حبيبها يا نهار اسود .. ده زين مخدوع علي كده لا انا لازم اقوله طبعًا…
أمسكت الهاتف الخاص بها وصورتهم وهُم فِ وضع حَرِج، قائلة بتسليه
=يلا هخلص مِنك انتِ كمان وزين يبقي ليا لوحدى، بس لازم يسمع ويشوف الصورة الحلوة دي ..
انطلقت في طريقها لتُحاول الوصول الي زين..
يتبع..
لقراءة الفصل السادس : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية حطام عشق للكاتبة سارة علي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!