روايات

رواية تراتيل الهوى الفصل الحادي عشر 11 بقلم ديانا ماريا

رواية تراتيل الهوى الفصل الحادي عشر 11 بقلم ديانا ماريا

رواية تراتيل الهوى الجزء الحادي عشر

رواية تراتيل الهوى البارت الحادي عشر

تراتيل الهوى
تراتيل الهوى

رواية تراتيل الهوى الحلقة الحادية عشر

تسمرت سميحة مكانها وهتفت بلوعة: تاج!
تابع تاج بغضب اعماه عن رؤية دموع سميحة وصدمتها: أكيد لو كنت ابنك الحقيقي مكنتيش قبلتي عليا وضع زي ده! أنا إيه اتجوز واحدة مش بحبها وبعتبرها أختي بس علشان فضيحة، طب وحياتي أنا تروح في داهية كدة؟
جلست سميحة لأن قدميها لم تعتد تحملانها وهى تناظر الأرض فتقدم تاج أكثر ناحيتها بلوم: يا ترى فعلا علشان أنا بس ابن جوزك أنفع للحل ده! شكلك عمرك ما اعتبرتيني ابنك أبدا لأنه لو كنتِ اعتبرتيني ابنك مكنتيش تضحي ليا بالشكل ده!
انهمرت دموع سميحة بذهول ورفعت بصرها لتاج الذي افاق من ثورته حين رأى وجه سميحة المُعذب أمامه وقد استوعب ما قاله.
وقف بلا حراك مدة دقيقة قبل أن يأخذ هاتفه ويغادر الشقة تاركا سميحة تبكي بألم وحسرة ورائه على كلماته التي جرحتها بشدة أكثر من أي شيء في حياتها، لقد تزوجت من والد تاج وكان أرمل مع ولد في السادسة من عمره أحبته أكثر من الحياة وبسبب عدم قدرتها على الإنجاب، أعطته كل حبها واهتمامها، دون أن تبخل عليه بأي من حنانها ورعايتها ولم تفكر أبدا أنه سيأتي يومًا ويذكر تاج أمرًا كهذا كدليل على عدم حبها له، بل هى بالفعل طلبت منه ذلك باعتباره ابنها هى هذا ما شجعها على أن تكلمه في الأمر وإذا كان ابنها الحقيقي فكانت ستطلب منه نفس الشيء.
ظلت تبكي بعد رحيل تاج حتى تذكرت سروة فنهضت وتوجهت لغرفتها، وجدتها مازالت نائمة ولكن كان هناك آثار دموع على وجهها يبين أنها كانت تبكي حتى في نومها، اقتربت منها ومسحت دموعها بحنان قبل أن تتأكد من أنها متدثرة جيدا حتى لا تبرُد.
سمعت هاتفها يرن فأسرعت إليه بلهفة ظنًا منها أنه تاج ولكنها نظرت بخيبة أمل للرقم الغريب الذي يهاتفها قبل أن تقرر الرد عليه.
سميحة بتساؤل: أيوا مين معايا؟
أتاها صوت سيدة يقول: حضرتك أستاذة سميحة؟
سميحة باستغراب: أيوا أنا، مين؟
ردت السيدة: مع حضرتك الممرضة اللي متابعة حالة أستاذ نصير أخو حضرتك وهو سأل على حضرتك وكان عايز يتواصل معاكِ بأي طريقة وأداني رقمك علشان أتصل بيكِ.
ردت سميحة بقلق: نصير ماله؟
طمأنتها السيدة: متخافيش هو كويس بس عايز يشوفك ضروري.
ردت سميحة بسرعة: طبعا أنا جاية حالا، مع السلامة.
ثم أغلقت الهاتف وارتدت ملابس الخروج واستعدت للذهاب قبل أن تتوقف بتردد فتاج في الخارج وسروة وحدها ووضعها غير مطمئن ولا تشعر بالراحة لتركها وحدها، إلا أنها أخبرت نفسها أن سروة نائمة وستظل نائمة فترة كافية حتى تذهب وتعود بسرعة قبل أن تفيق في أي حال لقد أعطاها الطبيب حقنة مهدئة وهى نائمة منذ ساعات، خرجت بسرعة من الشقة وأغلقت الباب ورائها بإحكام.
بعد أن خرج تاج توجه لمكان بعيد حتى يجلس وحيدا يفكر، كان غاضبا من نفسه بسبب حديثه مع والدته وكيف وجه إليها تلك الكلمات الجارحة.
زفر بقوة وهى يضرب رأسه بيده ويؤنب نفسه: غبي!
لم يفكر يوما أنه سيوجه كلمات كتلك للمرأة التي اعتبرته ابنها وقامت برعايته على مدار سنين حياته منذ زواجها بوالده، لقد غضب كثيرا من اقتراحها كما أنه كان مصدوما مما علمه للتو عن حمل سروة دون زواج وأن ذلك سبب مرض خاله ولم يسيطر على أعصابه.
فكر وهو عاقد حاجبيه في سروة، أنه لا يستطيع التصديق حتى الآن كيف أن سروة حامل دون زواج، لا يستطيع عقله الاستيعاب أن سروة يمكنها ارتكاب مثل تلك الغلطة، رغم عدم احتكاكه بسروة كثيرا طول حياتهما إلا أنه يعلم أنها ذات شخصية قوية ومستقلة لم تُربى على الخطأ بل حرص خاله على تربيتها تربية صالحة خصوصا بعد وفاة والدتها.
تذكر روفان واستغرب أنها لم تتواصل معه حتى الآن، فأخرج هاتفه ليتصل بها، يجب أن تأتي لمصر في أسرع وقت حتى يحادث والدته في أمر زواجهما وتعرف أنه يحب فتاة أخرى وينوي الزواج بها وستفهم حينها كيف كان اقتراحها سيدمر حياته.
لم ترد من المرة الأولى فحاول ثانية مفكرًا أنها ربما تكون نائمة.
ردت حينها بعفوية: أهلا تاج! أخبارك إيه؟
رد تاج ببرود: كويس يا روفان وعموما أنا وصلت مصر من كام ساعة لو حابة تعرفي.
قالت روفان بحرج: معلش يا حبيبي نسيت أكلمك بس انشغلت شوية.
مرر تاج ذلك العذر الذي لم يصدقه تماما وقال: طيب أنتِ نايمة؟ أصلك مردتيش من أول مرة.
ردت روفان بمرح: لا أنا برة مع أصحابي بنعمل شوبينج وخارجين يعني.
أجاب تاج باستهزاء: أكيد دي الحاجات المهمة اللي اتشغلتِ بيها.
لم يرُق لروفان نبرته وردت بانزعاج: جرى إيه يا تاج؟ هو أنت متصل علشان تتريق عليا؟
قال تاج بجدية: مش وقته الكلام ده المهم أنتِ هتيجي مصر امتى؟
قالت روفان بحيرة: مش عارفة هو الجواز هيخلص في خلال كام يوم بس يمكن معرفش اجي علطول.
رد تاج بتساؤل: وده ليه؟
أجابته روفان بحماس: علشان صحباتي طالعين رحلة وأنا عايزة أطلع معاهم ورتبنا كل أمورنا خلاص.
قال تاج بحدة: أنا بكلمك في مستقبلنا وأنتِ تقولي لي رحلة! رحلة إيه دي أصلا اللي أنا لسة عارف عنها ويا ترى كنتِ هتقوليلي ولا هعرف بالصدفة زي دلوقتي!
أجابت روفان بضيق: تاج أنا مش بحب الأسلوب ده وبعدين فيها إيه يعني لما أتأخر شوية الدنيا مش هتطير تأجل الموضوع لحد ما أخلص وأرجع.
زفر تاج بشدة وهو يفكر أنه يرزح تحت ضغط هائل بين الكوارث التي عاد ووجدها في انتظاره وبين روفان التي يجدها غير مبالية.
قال تاج بشدة من بين أسنانه: روفان أنا صبري بدأ ينفذ ومش فاضي للدلع ده، لازم تيجي في أسرع وقت مصر علشان موضوعنا لأنه الأمور عنا ملغبطة شوية.
ردت روفان بلامبالاة: يعني ذنبي إيه في الأمور دي، أنا عايزة أروح الرحلة دي لبلد تجنن ومع صحباتي ومش هفوتها.
توقف تاج للحظة قبل أن يقول بجمود: لو مجتيش مصر خلال يومين اعتبري علاقتنا منتهية.
أجابته روفان بذهول: أنت بتقول إيه؟
قال ببرود: اللي سمعتيه.
ردت روفان بغيظ: دي حركات عيال دي ولا إيه! أعمل اللي أنت عايزه أنا مش هغير حاجة أنا مخططة ليها من بدري علشان جِنان ظهر فجأة في دماغك مع السلامة.
أقفلت الخط في وجهه بينما تاج واقف مكانها ويده تضغط على الهاتف بشدة حتى ألقاه أرضًا بعصبية، مرر يده خلال شعره وهو لا يعلم كيف آلت الأمور إلى هذا الوضع.
كان يتنفس بعصبية وفكر أن عليه العودة للبيت على الأقل سيقوم بمصالحة والدته، رفع هاتفه من على الأرض ليجد أن شاشته قد تحطمت ولكنه مازال يعمل فزفر بضيق قبل أن يضعه في جيبه ويغادر.
وصلت سميحة إلى المستشفى بسرعة، ولجت لغرفة نصير ووجدته مستيقظ فقالت بقلق: إيه مالك يا نصير أنا جيت بسرعة.
أشار لها نصير بأن تجلس فجلست على الكرسي المجاور لسريره وهى تمسك بيده.
قال بصوت ضعيف مُتعب: مقدرتش أنام يا سميحة قعدت أفكر في اللي قولتهولي ومقدرتش استنى كان لازم أسألك.
عقدت سميحة حاجبيها بحيرة: إيه اللي قولته؟
تردد قليلا ثم قال: موضوع تاج وسروة.
شحب وجه سميحة وأشاحت ببصرها عنه لا تعرف بماذا تجيبه.
ضغط نصير على يدها بإصرار: أنتِ قولتي له؟
لم تستطع الكذب عليه فأومأت برأسها فقال نصير وهو يخفي اللهفة من صوته: وقالك إيه؟
التفتت له سميحة بعيون حزينة وهى تقول بنبرة منخفضة مليئة بالاحباط: موافقش للأسف.
امتقع وجه نصير وظهر الحزن جليا على وجهه وشرد بعيدا وكأنما يتحدث إلى نفسه: طبعا من حقه ميوافقش.
نظر لسميحة مجددا وهو يقول بحسرة: مين يوافق يورط نفسه في مصيبة زي دي.
أسرعت سميحة تهدئه بعطف: متقلقش يا نصير كل حاجة وليها حل بأمر الله.
هز رأسه بالنفي ثم بدأ وجهه يشحب وتنفسه يتسارع فقالت سميحة بقلق: مالك يا نصير ؟
رفع يده وهو يشير لها على صدره وتنفسه يضيق عليه،
رد بصوت متقطع مبحوح: م..مش ق..قادر أخد نفسي.
وقفت سميحة بفزع لا تدري ماذا تفعل حتى بدأت تنادي الطبيب والممرضة بصوت عالي تستنجد بهم وهى ترى نصير يشحب أكثر فأكثر ولا يستطيع أن يتنفس بصورة طبيعية وعيناه تُغلق تدريجيًا.
استيقظت سروة من نومها مرتعبة بعد أن رأت كابوسًا بشعًا، كانت تتنفس بسرعة وكأنها كانت تركض في نومها.
نظرت حولها فوجدت الغرفة مظلمة إلا من ضوء يأتي من الخارج، مدت يدها وشربت من كوب الماء الموجود على المنضدة بجانب سريرها لتروي ظمأها.
فكرت أن تنادي على عمتها ولكنها لم ترد إزعاجها فجلست مكانها شاردة حتى رن هاتفها مُخرجها من تفكيرها.
ارتعد جسدها حين تعرفت على رقم عصام ورغما عن رغبتها أجابت عليه.
قال عصام بنبرة صوت مرتفعة أصابت سروة بالصداع: إيه يا حلوة فينك كدة؟
لم ترد سروة فتابع عصام بمكر: المهلة خلصت وأنا مستني أنتِ نسيتي ولا إيه؟
ردت سروة بنفور ورفض قاطع: أنا لا يمكن أعمل اللي بتقول عليه ده، أنت بتحلم!
رد عصام بملل: هو كل شوية الكلمتين دول معندكيش غيرهم ولا إيه؟
ثم تابع بتحذير: ولا شكلك ناسية الفيديو الجميل بتاعك اللي معايا إيه مبقاش يخوفك؟
قالت سروة محاولة أن تُظهر القوة رغم خوفها: لا لأني هفضحك ومش هسكت عن حقي.
ضحك عصام باستهزاء: يبقي أنتِ مبقتيش تخافي على صحة الحاج.
عقدت سروة حاجبيها بعدم فهم: يعني إيه؟
أجاب عصام بتهديد: يعني الحاج اللي مرمي في المستشفى ده لو شاف حاجة زي كدة ممكن ميستحملش.
صاحت سروة به بحقد: يا حقير!
تابع عصام كأنه لم يسمعها: أو يمكن أنا اريحه من تعبه خالص من غير ما يشوف وأقدمه له خدمة على الأقل يترحم من الفضيحة.
ارتعشت سروة لنبرته التي لم تريحها وقالت بخوف: قصدك إيه؟
قال بخبث: يعني أي حد من حبايبي وأنا حبايبي كتير يدخل المستشفى متنكر يدي له حقنة هوا ولا علاج وكله متداري، الليلة دي كلها هتخلص وهريحه من الدنيا كلها.
أجابته سروة بنحيب: خلاص! خلاص! أنا جاية!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تراتيل الهوى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى