Uncategorized

رواية تائهة بين جدران عشقه الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم دعاء الكروان

 رواية تائهة بين جدران عشقه الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم دعاء الكروان

رواية تائهة بين جدران عشقه الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم دعاء الكروان

رواية تائهة بين جدران عشقه الفصل الحادي والعشرون

فى شركة آل سليمان… 
مازال الحوار قائما بين يوسف و يحيى…. 
أشعل يوسف فتيل مفاجأته مفجرا إياها مردفا بجدية تامة:
  هتجوز الاتنين.. 
احتلت علامات الصدمة ملامح يحيى و أجابه بذهول:  انا مبقتش فاهم حاجة.. دا عمك يروح فيها. 
اقترب منه يوسف و جذبه من يده، و أجلسه على الأريكة و راح يشرح له ما ينويه: 
افهمنى و ركز معايا كويس اوى يا يحيى.. أنا هتجوز زينة فى السر من غير ما عمك او سهيلة او اى حد يعرف،  هى كدا كدا مالهاش حد،  أبوها و أمها متوفيين،  يعنى قرارها من دماغها و انا هعرف أقنعها بالجواز. 
هز يحيى رأسه برفض قاطع: 
انا مش موافقك خالص يا يوسف…  مفيش سر بيفضل سر. 
يوسف بحزم و انفعال: 
يحيى متحاولش معايا..  انا خلاص اخدت قرارى و مش هرجع فيه…  انت مش حاسس بالعذاب اللى انا عايش فيه من أخر مرة شوفتها،  انا مش هفضل عايش ف النار دى كتير..  خلاص معادش عندى صبر. 
صمت يحيى يحاول ان يستوعب قرار أخيه فاسترسل يوسف قائلا: 
أنا هروح لزينة النايت كلاب بعد المغرب ان شاء الله.. هتيجى معايا و لا أروح لوحدى؟! 
أجزم يحيى أن يوسف لن يتراجع عن قراره المجنون، فاضطر أن يخطو معه فى قراره، فهو لا يمكنه التخلى عن توأم روحه مهما إختلف معه فى وجهات النظر، و أردف باستسلام و قلة حيلة:
هاجى معاك طبعا، مش هسيبك تروح المكان دا لوحدك. 
تنهد يوسف براحة بعدما استطاع أن يقنع أخيه، و أردف بحماس:
خلاص انا ورايا شوية شغل هخلصهم،  وعايزك تحجزلى جناح فى فندق بس يكون بعيد شوية و تتفق مع مأذون و شاهد من البودى جارد و يكونو جاهزين على بالليل..  اوكى؟! 
أومأ يحيى بقلة حيلة:
  رغم ان انا مش مطمن للى ناوى تعمله دا…  بس حاضر اللى قولت عليه كله هعمله. 
يوسف: 
اوكى..  روح يلا دلوقتى ظبط الدنيا و استنى منى تليفون بعد المغرب عشان نروح لزينة. 
رمقه بقلق ثم أردف و الخوف من القادم مسيطر عليه: 
ماشى يا يوسف..  ربنا يستر. 
يوسف بابتسامة مطمئنة: 
هيستر ان شاء الله  .
فى الملهى الليلى…
استيقظ جلال عند الغروب، و بدل ملابسه و نزل الى صالة الملهى، ليتفقد كل ما ينقصه من مشروبات محرمة، و يشرف على نظافة المكان. 
فى تلك الأثناء كان يوسف و يحيى و معهما بعضا من رجال الحراسة الخاصة بهما قد وصلوا لتوهما الى بوابة الملهى، فوقف كل منهما ينظران للواجهة المضيئة بالانوار و الملصق عليها صور لبنات عاريات باشمئزاز، فقال يحيى:
راجع نفسك يا يوسف… انت مش شايف المناظر المقرفة دى؟
أجابه بإصرار:
اللى انا شايفه دا هيخليني اتمسك اكتر باللى ناوى اعمله.. انا مش هسيب زينة تعيش ف المكان دا تانى يوم واحد بعد النهاردة..تعالى يلا ندخل.
دخل الشقيقان و خلفهما الحراسة فكان مشهد دخولها مهيب، لفت مشهد دلوفهما انتباه جلال، فسار باتجاههما مُرحبا بهما ظنا منه انهما زبونين ثريين فقال:
يا اهلا و سهلا بالبشوات.. نورتونا يا بشوات، المكان هيعجبكو هنا اوى،و ان شاء الله مش هتغيروه تانى.
نظر الشقيقان لبعضهما مشمئزين من المكان و الزبائن و من جلال نفسه فهمس يحيى لأخيه: 
ايه دا؟!.. هو فى كدا؟!
رد عليه شقيقه بهمس:
ربنا يحفظنا.
جلال بحماس: اتفضلو.. اتفضلو، انا بقى هخترلكو أحسن ترابيزة فى الكباريه، اتفضلو معايا.
باغته يوسف بجدية: 
انا عايز زينة.
جحظت عينى جلال، و احتل الغضب ملامحه و اشتدت قبضة يده حتى برزت عروقها، و قال له بالهدوء الذى يسبق العاصفة: 
و سيادتك تعرف زينة منين؟!
أجابه يوسف بثقة و غرور: 
مالكش فيه.. هى فين؟!… انا عايزها دلوقتى.
هجم عليه جلال، و أمسكه من تلابيبه، و قال له و قد جن تماما: 
و عايزها ف ايه بقى يا روح امك..زينة دى بتاعتى..فاهم؟.. بتاعتى.
أمسكه الاخر من تلابيه و قد أثارت كلمات جلال حنقه و غيرته المجنونة و صاح به بغضب:
بتاعتك ازاى يا حيوان انت، انت تبقالها ايه أصلا؟!
إجابه بصوت جهورى:
انا خطيبها و قريب اوى هتبقى مراتى.
لكمه يوسف لكمة قوية أطاحت به، فأمسكه أخيه و أخذ يدفعه للخلف قائلا:
يلا يا يوسف.. يلا نمشى من هنا.
نزع ذراعه من قبضة اخيه بعنف، و احمر وجهه من الغضب و الإنفعال و أجابه بعصبية و تصميم: 
لا.. مش هسيبها..سامع مش هسيبها.
دار هذا العراك تحت أنظار المدعو راضى، الذى استغل الفرصة أسوأ استغلال، و قام بتصوير العراك بكاميرا هاتفه المحمول، حاول التخفى قدر الامكان،  حتى لا يلحظه أحد من رجال يوسف، هو لا يعرف يوسف أو إن كانت له علاقة بعلى الرفاعى أم لا، و لكنه صور المشهد لربما ينفعه أو ينفع على بشيئ، فيكسب ثقته و أيضا يعود عليه بمزيد من المال.
بينما قام أحد افراد الحراسة بالاتصال براشد سليمان لانقاذ الموقف ظنا منه أنه هكذا أحسن التصرف. 
أعطاه عنوان الملهى الليلى، فاستقل راشد سيارته سريعا التى كان يقودها سائقه، يجلس بالسيارة و كأنه يجلس على الجمر و الافكار السيئة تعصف برأسه، وصل إلى الملهى، و وقف لبرهة أمام الباب يستعيد بعض الذكريات السيئة التى كم تمنى أن تُمحى من ذاكرته للأبد، ثم دخل مباشرة فوجد إبنَىّ أخيه يتعاركان مع شخص لا يعرفه. 
لمحه يحيى فأسرع إليه حتى لا يعلم سبب العراك و قال له و هو يلتقط أنفاسه المتلاحقة:
عمى…ايه اللى جاب حضرتك هنا؟!
أجابه راشد بعصبية شديدة:
المفروض انا اللى أسالك السؤال دا…ايه اللى جابكو هنا يا بهوات؟!
ابتلع ريقه بصعوبة يبحث عن حجة لاقناعه بها فقال: مفيش حاجه متقلقش يا عمى.. كل الحكاية ان فى موظف ف الشركة كان هنا و حصلت معاه مشكلة، و ملاقاش حد يساعده أحسن من يوسف، فاتصل بيه و قعد يلح عليه انه يساعده و وعده انه مش هاييجى المكان دا تانى.. وانت عارف يوسف مبيعرفش يرفض طلب لحد.
نظر له عمه بعدم اقتناع فأسرع يحيى يجذبه للخارج و هو يقول: 
تعالى.. تعالى يا عمى اوصل حضرتك الفيلا، و ان شاء الله مشكلة بسيطة و يوسف هيعرف يلمها..
سار معه راشد باستسلام رغم عدم اقتناعه، و لكنه فضل أن يسايره الآن، ثم ليرى ذلك الأمر لاحقا مع يوسف.
بينما على جهة أخرى كانت تقف سهام تتابع العراك و تصرخ و تصيح ليقوم أى أحد بنجدة إبنها من يد يوسف و حراسه.
ألجمتها الصدمة و وقفت فى ذهول تام وسط هذا الحشد من الناس الذين التموا ليشاهدوا هذه المشاجرة بين يوسف و جلال، لا تصدق ما ترى بعينيها، و ما تسمع بأذنيها الحديث الذى دار بين يحيى و راشد، و أخذت تقلب بصرها بين راشد و يوسف ، تستوعب الحقيقة التى توصلت إليها ، رجعت خطوة الى الخلف و كادت أن تفقد اتزانها من هول الصدمة ، نعم إنه هو .. هو راشد سليمان .. لم يتغير كثيرا الا من  بعض الشيب الذى اعتراه  و لكنه مازال وسيما بتلك العينين الزيتونيتين التى لم ترث منه تلك المسكينة الا لونهما و الشعر البنى الذى تتخلله بعص الخصلات البيضاء. 
ماذا لو علم أن إبنته مازالت حية ترزق، و أن والدها الحاج سيد قد ضلله و كذب عليه، فقد اوهمه ان ابنته ماتت أثناء الولادة و بالطبع اقتنع بذلك خاصة و أنه لم يسأل عنها إلا بعد وفاة والدتها بورم خبيث، كما أن سيد كان حريصا على ألا تخرج من غرفتها بتاتا.
ماذا سيكون رد فعله تجاهها و هى التى اشتركت مع والدها فى حرمان تلك المسكينة من أبيها لأغراضهم الدنيئة ، والتى لم يستطيعوا تحقيقها لأن الله قد حفظها من نواياهم السيئة . 
اختبئت سريعا قبل أن يراها و يعرفها حتى أخذه يحيى و خرج من الملهى، فأسرعت ليوسف تتوسل اليه أن يترك ولدها بعدما أنهكه الضرب و أعياه:
خلاص يا يوسف بيه.. سيبه و اللى انت عايزة هنعملهولك.
صاح بها جلال بتعب و ضعف: 
ايه اللى انتى بتقوليه دا ياما.. مش هيشوف زينة، انا بقول اهو، على جثتى.
همست له بخوف و قلق:
اسكت بقى انت متعرفش دول مين و ممكن يعملو فينا ايه؟.. سيبه يشوفها احسن ما يقفلولنا الكباريه و يشردونا.
نظر لوالدته باستغراب فأومأت له بتأكيد: 
يبنى دول ناس تُقال احنا مش قدهم.. لما يهدو الكباريه فوق راسنا، زينة هتنفعك يا حيلتها؟!
لم يرد عليها فقد بدأ يقتنع بكلام والدته، فتوجهت ليوسف بالحديث قائلة:
اطلعلها يا بيه الباب من هنا..و أشارت له على الباب المؤدى لغرفة زينة.
أسرع يوسف بالصعود من حيث أشارت فوجد أمامه باب شقة فطرقه عدة مرات.
تعحبت زينة عندما سمعت طرق الباب فوقفت خلفه و قالت بحذر: 
مين؟
يوسف:
افتحى يا زينة انا يوسف.
يوسف!!… هل تحلم؟!…لا لا انه صوته، فسألت لتتأكد أكثر: 
يوسف مين؟
رد عليها بنفاذ صبر:
يوسف سليمان.
فتحت الباب سريعا بلهفة و اتسعت ابتسامتها عندما رأته واقفا أمامها، بينما هو صعق من مظهرها و أغمض عينيه فورا فهى كانت ترتدى( بادى) بحمالات يظهر كتفيها و جزء من صدرها و(هوت شورت )، فصاح بها و هو مغمض العينين: 
ادخلى غيرى القرف دا..
نظرت لنفسها و ابتسمت على مظهره و هو مغمض العينين و قالت له:
طيب ادخل اقعد ف الصالة على ما اغير هدومي.
أجابها و هو مطرق الرأس:
طب ادخلى بسرعة.
ردت عليه بابتسامة: 
حاضر حاضر
عادت له بعد ان أبدلت ملابسها لاحدى الفستانين الذين سبق و أهداها بهما و لكنها لم تغطى شعرها، فتغاضى عن ذلك مؤقتا و قال لها بأمر:
يلا تعالى معايا.. احنا لازم نمشى من هنا بسرعة قبل ما المتخلف اللى تحت دا يطلع.
قطبت حاجبيها باستغراب:
تقصد مين؟..جلال؟
يوسف: 
معرفش اسمه ايه؟.. يلا يا زينة.
اغتاظت من نبرته الآمرة، و تملكها العند، فاحتدت نبرتها برفض:
يلا فين بالظبط.. هو مش خلاص كل واحد راح من طريق، و انت بنفسك اللى قولت ان طرقنا مختلفة و عمرها ما هتتقابل؟!
أجابها بندم: 
كنت غلطان.. كنت فاكر نفسى هقدر أكمل طريقى من غيرك، بس طلعت غلطان.
أولته ظهرها و أردفت بإنفعال:
لا معليش يا يوسف بيه.. انا مش تحت أمرك، تقولى إمشى أمشى، تقولى تعالى آجى.. انا مليش أهل آه، بس ليا كرامة، و كفاية اوى اللى ضاع منها بسببك.
استدار ليقف بمواجهتها قائلا بحزم: 
زينة.. مش وقت الكلام الكبير بتاعك دا دلوقتى.. تعالى معايا و بعد كدا نتفاهم و قولى اللى انتى عايزاه.
أردفت بنبرة ساخرة:
و هنروح فين بقى ان شاء الله؟!
تغاضى يوسف عن نبرتها الساخرة، فليس لديه وقت للعتاب الآن، و أردف بحدة:
نروح مكان ما نروح.. المهم متفضليش ف المكان القذر دا دقيقة واحدة بعد كدا.
حبست سعادتها بداخلها، فهذا يوسف الحنون الذى أحبته من أعماق قلبها يخاف و يغار عليها و يريد أن ينتشلها من البيئة العفنة التى تربت بها..
قال لها عندما لم يجد منها رد: 
متفكريش كتير يا زينة و ادخلى هاتى شنطتك و تليفونك و بطاقتك .. يلا..
انصاعت لأوامره باستسلام تام، و أحضرت أغراضها و خرجت له،  فأمسكها من معصمها و سحبها خلفه و خرجا من الشقة فاستوقفته قائلة: 
استنى.. فى باب خلفى هنا تعالى نخرج منه عشان محدش يشوفنا.
أومأ لها و سار خلفها الى أن خرجوا من المبنى بأكمله و استقلوا السيارة و انطلق بها.
بينما عند يحيى….
ركب فى المقعد الخلفى بجانب عمه، يحاول اقناعه بأن يوسف لا يذهب لمثل هذه الاماكن و أن هذه هى المرة الاولى التى يذهب فيها الى ذلك المكان.
و بعد كثير من الجدال مع عمه تنفس يحيى الصعداء عندما اقتنع بكلامه و قال له: 
عمى بلاش تقول لسهيلة حاجة عشان متقلقش.. بكرة كتب كتابهم و مش عايزين حاجة تعكر فرحتهم.
تنهد عمه بأسى، ثم أردف باستسلام: 
حاضر يا يحيى… بس ارجع انت لاخوك و شوفه وصل لايه و ابقى طمنى.
يحيى: 
ماشى يا عمى.. اركن على جنب يا عم محمد، انا نازل.
نزل من السيارة و قام بالاتصال بشقيقه فرد عليه يوسف:
ايوة يا حبيب قلبى… انا جبت زينة و هى معايا دلوقتى ف العربية.. اسبقنى انت ع الفندق و جهز اللى قولتلك عليه.
أجابه بضيق و نفاذ صبر:
حاضر يا يوسف، اما نشوف أخرة الحكاية دى ايه؟!
شعر يوسف بحرج من أخيه، و ما تسبب له فى مواجهة صعبة مع عمه، فأردف بحرج و اعتذار:
انا اسف يا يحيى ان انا حطيتك ف الموقف البايخ دا.. بس مين اللى عرف عمى راشد؟!
يحيى بضيق: 
واحد من البودى جارد عمل فيها ناصح و كلمه قال ايه عشان يساعدنا.
يوسف:
و قولتله ايه؟!
يحيى: 
انا قعدت أألفله قصص و روايات عشان ميعرفش المصيبة اللى انت ناوى تعملها دلوقتى.
رد عليه بعصبية:
ياخى فال الله و لا فالك.. اقفل..اقفل يا يحيى و استنانى ف الفندق.
يحيى بضيق: 
ماشى.. سلام.
عند يوسف فى السيارة..
سألته زينة بدهشة: 
هو فى ايه؟!.. انا مش فاهمة حاجة… فندق ايه دا اللى احنا رايحيينه.
أجابها بجدية و ثبات:
احنا هنتجوز الليلادى.
سألته باستنكار: 
نتجوز!..ازاى؟!..انت سيبت بنت عمك؟
أجابها مترقبا لرد فعلها:
لا انا هكتب عليكى الليلة، و الليلة الجاية هكتب على سهيلة.
ابتسمت بسخرية و قالت: 
انت بتتكلم جد و لا بتهزر؟!
يوسف:
جد طبعا.
زينة بإنفعال:
و انت فاكرنى هوافق على الهبل دا؟!
أجابها بعصبية:
زينة… اتكلمى كويس… 
اخذ نفسا عميقا و زفره على مهل حتى يستطيع اقناعها، فاسترسل حديثه بنبرة حانية: 
افهمينى كويس يا زينة… أنا حبيتك و انتى عارفة كدا كويس و كان قدامى حاجة من الاتنين، يا اما ارتبط بيكى، يا اما ابعد عنك، بس ارتباطى بيكى كان و مازال شيئ صعب، لان سهيلة بنت عمى بتحبنى من و احنا صغيريين، و بترفض اى عريس يتقدملها بسببى و عمى طبعا عارف كدا، فكان لازم يوم ما افكر ارتبط بواحدة، الواحدة دى متكونش أقل من سهيلة من وجهة نظرهم طبعا و انتى اكيد فاهمانى، و ارتباطى بيكى هيكون صدمة كبيرة بالنسباله، و أنا مقدرش أكون السبب فى أى حاجة وحشة ممكن تحصله لا قدر الله..
عشان كدا بعدتك عنى، و قلبت عليكى عشان تنسينى و انساكى، كنت فاكر نفسى هعرف اكمل من غيرك، بس مقدرتش، كنت خلاص قربت اتدمر من بعدك عنى، عشان كدا انا قررت اتجوز سهيلة عشان خاطر عمى كنوع من انواع رد الجميل بس مش أكتر، و ف نفس الوقت اتجوزك عشان ارضى قلبى و أرضيكى.. بس عايزك تكونى عارفة و متأكدةآن انتى بس اللى ف قلبى، و عمرى ما بصيت لسهيلة على انها حبيبتى ابدا، بس دا ميمنعش انى هعاملها بما يرضى الله… ها قولتى ايه؟!… موافقة تتجوزينى؟!
صمتت ولم ترد فهى الآن فى حيرة شديدة من أمرها، كانت تتمناه زوجا لها و قد كان، و لكن سيكون زوجا لأخرى أيضا تشاركها فيه.
طال صمتها فأصابه الاحباط، و ركن سيارته على جانب الطريق، و اعتدل فى جلسته حتى تكون فى مواجهته و قال لها بخيبة أمل: 
ماشى كدا وصلنى ردك… بس اعرفى ان انا هفضل احبك و مش هسيبك ترجعى تعيشى فى الارف دا تانى  … هتصل باخويا يحيى يلغى كل حاجة، و هنروح دلوقتى ع الفندق هتقعدى ف الجناح اللى حجزته لحد ما اشتريلك شقة تعيشى فيها.. 
أدار سيارته مرة أخرى و كاد أن يتحرك بالسيارة حتى باغتته قائلة:
انا موافقة يا يوسف.. انا ماصدقت رجعتلى تانى، كفاية عليا اوى ان قلبك ملكى انا لوحدى.
ابتسم و سألها بتأكيد:
عايزك تكونى مقتنعة و راضية بالوضع دا؟!
ردت عليه بابتسامة صادقة: 
راضية… طالما انت معايا، راضية بأقل حاجة منك.
رد بسعادة بالغة: 
ان شاء الله هنكون أسعد زوجين… وعد يا زينة
اتسعت ابتسامتها على آخرها، حتى أنها لبرهة توهمت أنها تسبح بأحد أحلامها السعيدة التى لطالما ساعدتها على تحمل بعضا من وجع الفراق، و لكنها راحت تتأمله بتحديق و هو يقود السيارة، حتى تؤكد لنفسها أنها أخيرا خرجت بأحلامها الى النور و إلى أرض الواقع.
بينما هو أكمل طريقه، على أحر من الجمر الى حيث الفندق لاتمام عقد قرانه على زينة.
يتبع….
لقراءة الفصل الثاني والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!